أخي الكريم عبد الله
السلام عليكم
بخصوص تقسيم العلامات الصغرى والكبرى هو تقسيم اصطلاحي ، أما التوقيفي في المسألة فهو حديث الآيات العشر وهو المعيار الذي حدى بالعلماء على التفريق بين العلامات وتسمية المذكورة بالحديث العلامات الكبرى
واللغة وهدي النبي عليه السلام يؤيدان هذا التقسيم بعيداًَ عن إدراج
ولكي يتضح الأمر أعرف لك الأمارة والشرط والآية
أصل الأمارة بفتح الهمزة من الأمر وهو العلم الصغير من أعلام المفاوز – الصحاري – من الحجارة ؛ أي ما يضعه عابروا الصحاري من حجارة في طرقهم كعلامات في وسط الصحراء يستدلون بها ، والأمارة العلامة أو الوقت المحدود . (
[1])
ثانياً : المراد بالأمارات :
يتضح من الأصل اللغوي للأمارة أنها تدل على علامة الشيء ، أو وقته المحدد له ، وفي أصلها اللغوي إشارة إلى أن استخدام كلمة الأمارة للدلالة على العلامة الصغرى ، وليس الكبرى ، وذلك أشبه بتلك العلامات الصغرى التي يضعها المسافرون في الصحاري للاسترشاد بها ، وتكون عبارة عن بعض الحجارة الصغيرة .
الشّرَط بفتح الراء : العلامة ، والجمع أشراط ، والاشتراط العلامة التي يجعلها الناس بينهم . (
[1])
ثانياً : المراد بالأشراط .
يتضح من الأصل اللغوي أن أشراط الساعة هي العلامات التي تعرف بها ، ويرى البعض أن المراد بالأشراط ، الإرهاصات والمقدمات الدالة على قرب الساعة ، والبعض الآخر يرى أن كلمة الأشراط جاءت في علامات الساعة للتعبير عن صغار الأمور التي تحصل قبل العظائم والتي تدل على قرب الساعة (
[2]) ، وعلى المعنى الأخير يكون تعبير الأشراط يراد به العلامات الصغرى لقرب قيام الساعة ، أو العلامات البعيدة نسبياً ، لذا عبر القرآن عن العلامات التي بدأت ببعثة النبي r بالأشراط ، وهي بعيدة نسبيا عن الساعة .
أولاً : الأصل اللغوي لكلمة آية .
الآية : الدليل والعلامة على صدق وقوع الشيء ، أو هي الأمر العـجيب المفضي للاعتبار . (
[1])
ثانياً : المراد بالآيات .
من تتبع استخدام النبي r لكلمة الآيات في علامات الساعة يلحظ أنه استخدمها فقط مع العلامات الكبرى للساعة ، كالعلامات العشر التي عبر عنها بأنها الآيات العشر ، وكأن هذه الكلمة تدل على الأمور العظام الحاصلة قبل وقوع الساعة ، وهي بذلك مغايرة لمعنى الأشراط والأمارات في الدلالة ، وهذا يتضح من أصلها اللغوي ؛ لأنها تتضمن ثلاثة أمور : العلامة والدليل والشيء العجاب ؛ أي أن الآيات تعتبر دلائل حتمية مؤكدة لقرب الساعة ؛ وهي مغايرة لغيرها من العلامات بأنها تتضمن أموراً عجاب غير معهود وقوع مثلها ؛ لذا كان استخدامها في الأمور العظام الجلية التي لا يختلف فيها اثنان إذا وقعت ، والعجيبة في وصفها لما تتضمنه من أشياء غير معهودة .
سبب التفريق بين العلامات
المتتبع لأحاديث العلامات يجد أنه لم يتم التصريح بالتفريق أو التوصيف بأن هذه علامات صغرى ، وتلك علامات كبرى ، بل الملاحظ أن هذه العلامات بعمومها قد جاءت مرتبطة بقيام الساعة أو انتهاء الدنيا دون تحديد لكونها صغرى أم كبرى ، إنما هذا التفريق كان من العلماء .
بالتالي يمكن القول بأن مصطلحي » علامات صغرى « و » علامات كبرى « ليسا نبويين ، وإنما هما حادثان على هذا العلم ، ويأتي تساؤل هنا وهو : كيف فرق العلماء بين العلامات كما يتضح في كتب الفتن ؟
في ظني أن هذا راجع لأصل اللغة كما وضحت سابقاً ، فما عبر عنه النبي r مستخدماً لفظة الآيات اصطلح العلماء على تسميته بالعلامات الكبرى ، وما عبر عنه النبي r بغير ذلك كالعلامة أو الأمارة اصطلح العلماء على تسميته بالعلامات الصغرى ، وفي ظني أن هذا التقسيم له وجاهته لما يلحظ من أن النبي r قد فرق بالعبارة والأسلوب بين نوعين من العلامات ، واعتبر عشراً منها من باب الآيات ، وفي ذلك إشارة إلى أن هذه العلامات تختلف عن غيرها من العلامات ؛ إما لخطورتها وأهميتها ، وإما لعظمة أثرها وشمولها ، وإما لصراحتها في الدلالة على قرب الساعة ، وإما لخرقها للعادة و ونواميس الكون .
أخي الكريم
هذه نقولات نقلتها هنا تبرز في ظني وجه المفارقة بين العلامات والآيات ، والمسألة كلها اجتهاد ، لكن اعتبار أن المهدي من علامات الساعة الكبرى يحتاج لدليل ، فأين الدليل ... أين المستند من كتاب أو سنة ؟
تقول لي قال العالم الفلاني ... أقول لك اجتهاد يحتاج لدليل
ابن باز علامة جليل وابن عباس صحابي وعلامة جليل وهو حبر الأمة لكن هل كون ابن عباس حبر الأمة وعلامة جليل أنه لا يمكن أن يرد عليه في اجتهاداته ، بل المتتبع لعلماء السلف يجد أنهم خالفوه في كثير من الآراء حتى في التفسير
الفيصل في النهاية في المسألة في الدليل الذي يسعف قول العالم أو المجتهد
وهنا في هذه المسألة لا دليل
لكن لكون أن المهدي يرافق العلامات العظام اعتبره البعض أحدها دون دليل
فالفيصل في الآيات العظام هو حديث النبي عليه السلام
ومن اعتبر المهدي رضي الله عنه من الآيات العظام له أيضاً أن يعتبر القحطاني من الآيات العظام
في الختام
الموضوع برمته لا إشكالية فيه كله يدخل في دائرة فهم النصوص
لكن أقول لك إن اعتبرنا المهدي من علامات الساعة الكبرى معناه بالفعل أن المهدي له حالة خاصة ملحوظة مغايرة للعادة مؤيدة له غير خسف الجزيرة بمعنى تصديق الآثار التي تتحدث عن صيحة تنادي باسمه وأن جبريل وميكائيل يكونان معه بشكل ملحوظ ووجه كالكوكب الذري غيرها من الآثار الضعيفة والتي تبرز أن المهدي يخرج ليس كمجدد فقط بل بطريقة غير معهودة شأنه شأن خروج الدجال أو نزول عيسى فخروج الدجال آية ومعه من الأعاجيب الكثير ، ونزول عيسى عليه السلام آية وخروج الشمس آية
فما هي الآية في ذات شخصية المهدي بحيث نعتبره علامة كبرى
تقبل تحياتي
([1]) انظر ابن منظور : لسان العرب ( 14/61)
([1]) انظر ابن منظور : لسان العرب ( 7/329)
([2]) انظر النووي : مسلم بشرح النووي ( 1/175) ؛ ابن الأثير : النهاية في غريب الحديث ( 2/460 )
([1]) انظر ابن منظور : لسان العرب ( 4/32) ؛ ابن الأثير : النهاية في غريب الحديث (1/67)