- إنضم
- 23 يوليو 2013
- المشاركات
- 382
- التفاعل
- 437
- النقاط
- 72
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة : أحداث الأمة اليوم .. ومستقبلها
معاشر المؤمنين /
تحولات تمر بها الأمة ، تنتقل بها الشعوب من حال الاستضعاف والظلم واختطاف إرادتها ومحاولات تشويه هويتها وإبعادها عن دينها ومصدر عزّها ومنبع حضارتها ، الى حالات من التحرر والاستقلال ، واستعادة الارادة والهوية الحقيقية للامة بالعودة لأصالتها الاسلامية ومنبع خيريتها قال تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون" [آل عمران 110] .
قابل ذلك عبادالله جهودا محمومة لإجهاض تلك العودة الحميدة ، من مفسدين أرادوا العودة لعهود الفساد والظلم ،أنكروا على الامة أنها أعلنت ارادتها للاسلام والحرية والعدالة الاجتماعية ،لايخفى على كل ذي لب أن أياد خبيثة تستعين بمدد من اعداء الاسلام ،الذين كانوا ولازالوا يحاربون الاسلام ودعاته ،آملين أن يحرّفوا مسيرته ويزيّفوا ارادته وهيهات لهم ذلك ، لانقول ذلك رجما بالغيب ،ولكن بموعود رسول الله صـلى الله عليه وسلم الذي حدّد المراحل التي ستمر بها الامة ، وبشّر بعاقبتها . استمعوا عباد الله بقلوبكم وتدبروه بأفئدتكم ، وليستمع كل من انحرف عن هوية هذه الامة وتشّرب قلبه وفكره بالغرب وعلمانيته وانحرافاته ، ليدرك يقينا أن مستقبل هذه الامة هو الى الاسلام والخلافة الراشدة.
عن حُذَيْفَةُ رضي الله عنه قال:قَالَ رَسُولُ اللهِ صـلى الله عليه وسلم:
"تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا ، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ،ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ. ثُمَّ سَكَتَ" .صدق رسول الله وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ،حديث رسم فيه النبي صلى الله عليه وسلم وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ،حديث رسم فيه النبي ماضي الامة ومستقبلها والمراحل التاريخية التي ستمر بها وأعطى وصفا دقيقا لكل مرحلة منها ، وقد جاءت كما وصف صلى الله عليه وسلم .
فالمرحلة الاولى: هي مرحلة النبوة وهي أكمل المراحل وأشرفها ،كان فيها النبي صـلى الله عليه وسلم نبيا مرشدا ورسولا مشرعا وحاكما عادلاً .
والمرحلة الثانية: مرحلة الخلافة الراشدة التي سارت على منهاج النبوة، وهي تلك الفترة الناصعة من عمر هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ، وقد جاء تحديدها في الحديث الذي رواه سفينة مولى رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - قال: سمعت رسول - صـلى الله عليه وسلم - يقول: الخلافة ثلاثون عاماً ثم يكون بعد ذلك الملك، قال سفينة: أمسك؛ خلافة أبي بكر سنتين ، وخلافة عمر عشر سنين، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة وخلافة علي ست سنين" [رواه أحمد [حديث 21919] وأبو داود [4647]، والترمذي 2226 وابن حبان 69432226 وابن حبان 6943 وغيرهم، وقال الترمذي : هذا حديث حسن] وإنما سميت هذه الفترة بالخلافة لأن الخلفاء صدقوا هذا الاسم بأعمالهم، وتمسكوا بسنة نبيهم - صـلى الله عليه وسلم -، والتزموا الشرع في أحكامهم.
اما المرحلة الثالثة عباد الله فهي مرحلة : الملك العضوض وهو الذي يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنه معضوض فيه عضاً، وهي الفترة التي إمتدت من الدولة الاموية الى دولة الخلافة العثمانية اوئل القرن المنصرم ، وبعد سقوطها دخلت الامة مرحلتها الرابعة وهي مرحلة الملك الجبري وهو الحكم الذي يكون فيه عتّو وقهر وتسلّط وهي المرحلة التي تفككت فيها الامة وتسيّد عليها العسكر وأذناب الاستعمار ممن قهروا الشعوب وسلبوا ارادتها وسجنوا دعاتها وتنكّبوا عن شريعتها. حتى هبّت الشعوب قبل عام وازاحت الظلم والطغيان لتتنفس نسائم الحرية وترسم مستقبلها بإرادتها .
روى ابن سعد أن عمر بن الخطاب - رضـي الله عنه - سأل سلمان - عن الفرق بين الخليفة والملك فقال سلمان - رضي الله عنه عن الفرق بين الخليفة والملك فقال سلمان - رضي الله عنه- إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك، أما الخليفة فهو الذي يعدل في الرعية، ويقسّم بينهم بالسوية ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهل بيته، والوالد على ولده، ويقضي بينهم بكتاب الله " [الطبقات الكبرى 3/306].
نسأل الله تعالى لبلاد المسلمين الامن والايمان وصلاح الرعية والسلطان اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم .
الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين /
وتبدأ ارهاصات وبشائر المرحلة الخامسة بعد تساقط مراكز الحكم الجبري وهي الخلافة التي ستكون على منهاج النبوة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صـلى الله عليه وسلم ، فليعلم كل حاكم وكل محكوم هذا ، المستقبل لهذا الدين ، نعم عباد الله المقصود من هذا الحديث أن يتدبر من ابتعد عن منهاج النبوة وخاض مع الخائضين بأفكار غربية وانحرافات اخلاقية وصد عن تطبيق شرع الله ،أن ينيب الى ربه ، ثم على كل مسلم أن يحدد موقعه وموقفه ودوره لصنع ذلك المستقبل المنشود هل سيكون مبادرا ومساندا لتطبيق شرع الله أم سيكون معارضا او سلبيا لهذا التوجه المبارك ، وليس ذلك عبادالله خيارا سياسيا كما يظن البعض بل هو موقف ايماني شرعي مرتبط بعقيدتنا وإيماننا " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه .
كتبها / عطار صويلح
خطبة : أحداث الأمة اليوم .. ومستقبلها
معاشر المؤمنين /
تحولات تمر بها الأمة ، تنتقل بها الشعوب من حال الاستضعاف والظلم واختطاف إرادتها ومحاولات تشويه هويتها وإبعادها عن دينها ومصدر عزّها ومنبع حضارتها ، الى حالات من التحرر والاستقلال ، واستعادة الارادة والهوية الحقيقية للامة بالعودة لأصالتها الاسلامية ومنبع خيريتها قال تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون" [آل عمران 110] .
قابل ذلك عبادالله جهودا محمومة لإجهاض تلك العودة الحميدة ، من مفسدين أرادوا العودة لعهود الفساد والظلم ،أنكروا على الامة أنها أعلنت ارادتها للاسلام والحرية والعدالة الاجتماعية ،لايخفى على كل ذي لب أن أياد خبيثة تستعين بمدد من اعداء الاسلام ،الذين كانوا ولازالوا يحاربون الاسلام ودعاته ،آملين أن يحرّفوا مسيرته ويزيّفوا ارادته وهيهات لهم ذلك ، لانقول ذلك رجما بالغيب ،ولكن بموعود رسول الله صـلى الله عليه وسلم الذي حدّد المراحل التي ستمر بها الامة ، وبشّر بعاقبتها . استمعوا عباد الله بقلوبكم وتدبروه بأفئدتكم ، وليستمع كل من انحرف عن هوية هذه الامة وتشّرب قلبه وفكره بالغرب وعلمانيته وانحرافاته ، ليدرك يقينا أن مستقبل هذه الامة هو الى الاسلام والخلافة الراشدة.
عن حُذَيْفَةُ رضي الله عنه قال:قَالَ رَسُولُ اللهِ صـلى الله عليه وسلم:
"تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا ، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ،ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ. ثُمَّ سَكَتَ" .صدق رسول الله وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ،حديث رسم فيه النبي صلى الله عليه وسلم وماينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ،حديث رسم فيه النبي ماضي الامة ومستقبلها والمراحل التاريخية التي ستمر بها وأعطى وصفا دقيقا لكل مرحلة منها ، وقد جاءت كما وصف صلى الله عليه وسلم .
فالمرحلة الاولى: هي مرحلة النبوة وهي أكمل المراحل وأشرفها ،كان فيها النبي صـلى الله عليه وسلم نبيا مرشدا ورسولا مشرعا وحاكما عادلاً .
والمرحلة الثانية: مرحلة الخلافة الراشدة التي سارت على منهاج النبوة، وهي تلك الفترة الناصعة من عمر هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم ، وقد جاء تحديدها في الحديث الذي رواه سفينة مولى رسول الله - صـلى الله عليه وسلم - قال: سمعت رسول - صـلى الله عليه وسلم - يقول: الخلافة ثلاثون عاماً ثم يكون بعد ذلك الملك، قال سفينة: أمسك؛ خلافة أبي بكر سنتين ، وخلافة عمر عشر سنين، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة وخلافة علي ست سنين" [رواه أحمد [حديث 21919] وأبو داود [4647]، والترمذي 2226 وابن حبان 69432226 وابن حبان 6943 وغيرهم، وقال الترمذي : هذا حديث حسن] وإنما سميت هذه الفترة بالخلافة لأن الخلفاء صدقوا هذا الاسم بأعمالهم، وتمسكوا بسنة نبيهم - صـلى الله عليه وسلم -، والتزموا الشرع في أحكامهم.
اما المرحلة الثالثة عباد الله فهي مرحلة : الملك العضوض وهو الذي يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنه معضوض فيه عضاً، وهي الفترة التي إمتدت من الدولة الاموية الى دولة الخلافة العثمانية اوئل القرن المنصرم ، وبعد سقوطها دخلت الامة مرحلتها الرابعة وهي مرحلة الملك الجبري وهو الحكم الذي يكون فيه عتّو وقهر وتسلّط وهي المرحلة التي تفككت فيها الامة وتسيّد عليها العسكر وأذناب الاستعمار ممن قهروا الشعوب وسلبوا ارادتها وسجنوا دعاتها وتنكّبوا عن شريعتها. حتى هبّت الشعوب قبل عام وازاحت الظلم والطغيان لتتنفس نسائم الحرية وترسم مستقبلها بإرادتها .
روى ابن سعد أن عمر بن الخطاب - رضـي الله عنه - سأل سلمان - عن الفرق بين الخليفة والملك فقال سلمان - رضي الله عنه عن الفرق بين الخليفة والملك فقال سلمان - رضي الله عنه- إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ثم وضعته في غير حقه فأنت ملك، أما الخليفة فهو الذي يعدل في الرعية، ويقسّم بينهم بالسوية ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهل بيته، والوالد على ولده، ويقضي بينهم بكتاب الله " [الطبقات الكبرى 3/306].
نسأل الله تعالى لبلاد المسلمين الامن والايمان وصلاح الرعية والسلطان اقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم .
الخطبة الثانية
معاشر المؤمنين /
وتبدأ ارهاصات وبشائر المرحلة الخامسة بعد تساقط مراكز الحكم الجبري وهي الخلافة التي ستكون على منهاج النبوة تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صـلى الله عليه وسلم ، فليعلم كل حاكم وكل محكوم هذا ، المستقبل لهذا الدين ، نعم عباد الله المقصود من هذا الحديث أن يتدبر من ابتعد عن منهاج النبوة وخاض مع الخائضين بأفكار غربية وانحرافات اخلاقية وصد عن تطبيق شرع الله ،أن ينيب الى ربه ، ثم على كل مسلم أن يحدد موقعه وموقفه ودوره لصنع ذلك المستقبل المنشود هل سيكون مبادرا ومساندا لتطبيق شرع الله أم سيكون معارضا او سلبيا لهذا التوجه المبارك ، وليس ذلك عبادالله خيارا سياسيا كما يظن البعض بل هو موقف ايماني شرعي مرتبط بعقيدتنا وإيماننا " إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون " هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه .
كتبها / عطار صويلح