بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الباحث عن الحق
اعلم رحمك الله أن هناك خصالا يجب ان يتحلّى بها من يبحثُ عن الحقيقة وأن هناك صفات يجب على الباحث ان يتّصف بها .
فإذا لم تكن تلك الصفات موجودة فيه اصلاً , فعليه ان يوجدها أوّلا ثمّ ينطلق في مسيرته . فهي بمثابة المصباح للذي يمشي في الظلام .
واغلب الذين وجدوا الحقيقة واعتنقوا دين الحق تجدهم يتّصفون بها . وان الله سبحانه قد هداهم للحق لما عندهم من خصال حميدة .
وتلك الخصال والصفات ليست عسيرة بل هي موجودة في الناس بالفطرة . ولكن البعض قد يفتقر اليها لأسباب شتّى . وهي في متناول كل انسان .
واليك تلك الصفات بإيجاز إذا فهمتها فلا داعي لقراءة الشرح والتفصيل الذي ستجده في اسفل الصفحة . والصفات وهي :
1 – الرّغبة الحقيقيّة في معرفة الحقيقة .
2 – الصّدق ......
3 – العدل ........
4 – التّجرّد والحياد
5 – العقل والمنطقيّة
6 – الصّبر والمثابرة .
تلك كانت الخلال والصفات الهامّة والضروريّة لمن يريد ان يبحث عن الحق
في الأديان والمعتقدات . وهناك خصال أخرى لكنّها ليست بضرورة ما ذُكر .
فإذا توفّرت عندك تلك الخصال فإن شاء الله انك ستصل الى الحقيقة بنفسك .
اما اذا كنتَ تفتقر الى واحدة أو أكثر من تلك الخصال , فإن الطريق سيصعب
عليك كثيرا وسيكون عليك الحال شاقّا , لا سمح الله .
وهذا هو الشرح والتفصيل الذي ذكرته لك سابقاً
1 - الرغبة
إذا كانت الرغبة في معرفة الحق معدومة لديك فلن تستطيع ان تحرّك شيئا
فأنت قانع وراضٍ بما عندك ومستكين فلن يغيّرك شيء على وجه الأرض . وستبقى كذلك
2 – الصّدق
الكذب وهو عكس الصدق , وهو منبوذ في كل الديانات والأعراف والمجتمعات .
والشخص الذي يمتهن الكذب في اغلب أموره ولزمن طويل فإن إبصاره للحق
يكون صعباً , وذلك أنه مع الزّمن تصبح نفسه تكذب حتى عليه هو . والكذّاب
يرى كل من يحاوره كاذباً , أيْ لا يصدّق احداً فهو ينظر للآخرين بعين طبعه هو.
اما الشخص الصادق فبإذن الله ان صدقه سيكون سبب هدايته للحق .
فالصدق من اعظم الخصال على الاطلاق .
3 – العدل
العدل والإنصاف والقسط هذه خصال يحبّ الله اصحابها ويأمرنا بها .
فإذا انت لا تستطيع أن تعدل في حكمك ورأيك ونظرتك للأمور فإن الحقيقة
ستكون عنك بعيدة ومشوّشة , غير واضحة ومن هنا يجب على الباحث عن الحق
ان يكون منصفاً حتى من نفسه , وفي ابسط الأمور وأعظمها . فهذا يجعل منك
شخصاً صادقاً مع نفسك وواعيا للأمور وملمّا بنزعات البشر وتوجّهاتهم .
4 – التّجرّد والحِياد
تخيّل أن أمّك وجدتْ خاتماً من ذهب وتعلّقت به واحبّته كثيرا , ولكن
صاحبة الخاتم جاءت تسأل عنه . ورأيتَ ان امك تبكي بحرقة لا تريد
ان يؤخذ منها الخاتم , فيا ترى ما هو ردّك على صاحبة الخاتم ..!!؟؟
على الأقل ستقول لها سأحاول ان أأتي لك به غدا او بعدين ...
او ستقول اصبري وسأحاول في الوالدة .. هذا جميل ولكن ماذا فيمن يتعاطف
كلّيا مع امه وينفي وجود أي خاتم او يدّعي انه اشتراه هو ... وربما زوّر فاتورة .
اقصد ان مشاعرك ستكون مع امّك وستتمنّى ان لا يؤخذ منها الخاتم .
وهنا تنكشف الحياديّة عندك وكذلك العدل والإنصاف . يجب ان تبحث الأمور
وانت تنظر اليها من منظور الطرف الآخر أي انك في وضعه وتشعر بمشاعره .
وتعطيه حقّة مهما كلّفك من خسائر ومهما قدّمتَ من تنازلات .
5 - العقلانيّة والمنطقيّة
كثير من أمور الدين والعقائد اسستْ على احداث تاريخيّة وآراء سابقة
فإذا كان الانسان يفتقر الى العقل الذي يميّز به الأمور فأنه سيقع في نفس
ما وقع فيه الباقون من أخطاء . واذا كان المنطق لدى الانسان مختلّا فإن
مقارنته للأحداث سيكون نوعاً من الجنون . فلو قلتُ لك أن جدّي قاوم
لوحده جيشاً يتكوّن من سبعين ألف عسكري بكل معداتهم وهزمهم بمفرده ,
فإذا صدّقتني في ذلك فاعتقد ان مستشفى المجانين هو افضل مكان لك ..!!
ولذا يجب ان يتحلّى الانسان بعقل يميّز الأمور , وبمنطق يستشف الحقائق .
وليس مسجّلاً فقط , يلتقط كل ما يُقال له وكل ما ويُمْلى عليه .
6 – الصبر والمثابرة
هذه الخصلة مطلوبة في كل الأمور , فالانسان الملول دائما تجده فاشلاً .
فلا تستعجل , ولا تمل ابدا . ابقِ جذوة البحث مشتعلة لديك وكن صبوراً
ولا تقطع الأمل والرّجاء . ففي يوم ما ان شاء الله ستنجح .
ولم اذكر هذه الصفات والخصال في بداية موضوعي لأن كل ما سبق
من معلومات , يحتاج اليها كل الناس من باحثين وغير باحثين .
ولنا لقاء إنْ شاء الله في الحلقة القادمة