بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ممن نأخذ ديننا أليس من الرسول النبي الأمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه و سلم تسليماً ، فماذا كانت أقواله و أفعاله و أحواله في الزواج :
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تُنكحوا النساء إلا من الأكفاء, ولا يزوجهن إلا الأولياء. رواه الدارقطني , إلا أن ابن عبد البر قال : هذا ضعيف لا أصل له , ولا يُحتج بمثله .
قال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي و قال حسن غريب ، وأبو داود في المراسيل، وابن ماجه
عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك". رواه البخاري ومسلم و أصحاب السنن
قال رب العباد في محكم تنزيله في سورة الاحزاب – مدنية :
(( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الأخر و ذكر الله كثيراً 21 ))
في التفسير الميسر : لقد كان لكم – أيها المؤمنون – في أقوال رسول الله صلى الله عليه و سلم و أفعاله و أحواله قدوة حسنة تتأسون بها ، فالزموا سنته ، فإنما يسلكها و يتأسى بها من كان يرجوا الله و اليوم الأخر ، و أكثر من ذكر الله و استغفاره ، و شكره في كل حال
فماذا كانت أفعال الرسول و أحواله في الزواج بعد أن عرضنا أقواله أعلاه
تزوج بلال بن رباح من هالة بنت عوف أخت عبد الرحمن بن عوف
زوّج مولاه زيد بن حارثة ابنة عمته زينب بنت جحش الأسدية
زوج مولاه زيد بن حارثة ام كلثوم بنت عقبه بن أبي معيط بعد أن وهبت نفسها للنبي و قيل بعد فراقه لزينب بنت جحش
أمر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس أن تنكح أســامة بن زيد بن حارثة مــولاه , فنكــحها بأمــره
زواج جليبيب رضي الله عنه :
قال الامام أحمد : حثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر عن ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه ، قال : خطب رسول النبي صلى الله عليه و سلم على جليبيب امرأة من الانصار إلى أبيها ، فقال : حتى أستأمر أمها ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ((فنعم إذاً)) قال : فانطلق الرجل إلى امراته فذكر ذلك لها ، قالت لاها الله إذن ما وجد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا جليبيباً و قد منعناها من فلان و فلان ، قال : و الجارية في سترها تسمع قال فانطلق الرجل يريد أن يخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك ، فقالت الجارية أتريدون أن تردوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أمره ، إن كان قد رضيه لكم فأنكحوه ، قال : فكأنها جلت عن أبويها ، و قالا : صدقت فذهب أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : إن كنت رضيته فقد رضيناه ، قال صلى الله عليه و سلم : (( فإني قد رضيته )) قال فزوجها ، ثم فزع أهل المدينة فركب جليبيب ، فوجدوه قد قتل و حوله ناس من المشركين قد قتلهم ، قال أنس رضي الله عنه : فلقد رأيتها و إنها لمن أنفق بيت بالمدينة . ( و له رواية أطول من هذه فيها زيادة بدعاء)
و ما فعله بعض أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم :
قالت عائشة رضي الله عنها : إن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة تبنّى سالماً وأنكحه ابنة أخيه هند ابنة الوليد بن عتبة , وهو مولى لامرأة من الأنصار. أخرجه البخاري .
قال ابن مسعود لأخته : أنشدك الله أن تتزوجي مسلماً , وإن كان أحمر رومياً أو أسود حبشياً .
و مدار الزواج يقوم على الدين كما جاءت به السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة و أتم التسليم و لا توجد أي كفاءة لا في نسب و لا مهنة و لا خلافه فقط الدين لمن أوصافه الدين و الخلق للرجل و ذات الدين للمرأة كما جاءت به السنة
و لا يتقول أي فرد بأقوال أحد العلماء أو خلافه بكفاءة النسب فقد صادفت هوى عند الناس و قبول لا مثيل له لدعوى الجاهلية الراسخة في قلوبهم ( الخوف أن يكونوا أشربوا كما أشرب اليهود العجل بكفرهم ) .
كم من أسرة فرقت بسبب كفاءة النسب و أقيمت لها الولائم كأنهم حرروا فلسطين و شردوا بسبب أصحاب هوى الجاهلية ، و الله الذي لا إله هو و تالله لتسلن عما كنتم تعملون
فمن أخذ بكفاءة النسب فنقل له ما قال ابن عباس رضي عنهما : أراهم سيهلكون أقول قال النبي صلى الله عليه و سلم و يقول نهى أبو بكر و عمر
عباد الله أوصيكم و نفسي بتقوى الله و ألا نخالف نهج النبي صلى الله عليه و سلم تسليماً ، و لا نكون مثل الذين حذر عنهم أصحاب دعوى الجاهلية ففي الحديث :
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، قَالَ : حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ سَلامٍ ، أَنَّ أَخَاهُ زَيْدُ بْنُ سَلامٍ أَخْبَرَهُ ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَلامٍ ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْحَارِثُ الأَشْعَرِيُّ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ دَعَا بِدَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ ، فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ " ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ؟ ! قَالَ : " نَعَمْ ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى ، فَادْعُوا بِدَعْوَةِ اللَّهِ الَّتِي سَمَّاكُمُ اللَّهُ بِهَا : الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ " . رواه النسائي في السنن الكبرى كما روى مثله أحمد و الحاكم و خلافهم بزيادات و بطرق .
و لنعلم أننا مسئولون أمام الله فما هي حجتنا ( اللهم هل بلغت فاشهد )
قال الشيخ الالباني رحمه الله : طالب الحق يكفيه دليل وصاحب الهــــــــــوى لا يكفيه ألف دليل
الجاهل يُعلّم وصاحب الهـــــــــــوى ليس لنا عليه سبيل .
قال الإمام مالك رحمه الله : "كل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر"
و ما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت و إليه أنيب
و صلى الله و سلم على النبي الهادي البشير النذير
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته