• انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحانه الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد

معلم احمد

عضو موقوف
محظور
إنضم
16 مارس 2015
المشاركات
24
مستوى التفاعل
57
النقاط
17
السلام عليكم ورحمة الله
كلام يسطر بماء الذهب
، قال تعالى : (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا)
 
إنضم
20 يوليو 2015
المشاركات
608
مستوى التفاعل
1,179
النقاط
102
الإقامة
أبوظبي
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
حكيمة يا أمال
ولكن كم يقف و يُفكر قبل ان ينطق؟
وكم إن نطق راجع نفسه فيما قال؟
الله يصلحنا و يهدينا سواء السبيل
 
إنضم
22 أغسطس 2014
المشاركات
1,277
مستوى التفاعل
3,260
النقاط
122
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتب د على فريد

المستهبلون في الأرض

_ ماذا سيفعلون حين يتوقفون عن الركض ؟
_ سيركضون مجدداً !!
_ وماذا سيحدث حين تنتهي مأساتُهم ؟
_ سيبحثون عن مأساةٍ أخرى !!
_ ولماذا لم يتعظوا بغيرهم ؟!
_ لأنهم كغيرهم !!

***
لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ واحدٍ مرتين .. هكذا قال صلى الله عليه وسلم ..
ولأنهم يُلدغون من ذات الجحر ألف مرة ؛ فإن عليك أن تتوقف كثيراً قبل إسباغ صفةِ الإيمان على هؤلاء الملدوغين مِراراً وتكرارا !!
يحدثنا التاريخُ القريب أن مكماهون ، ولورنس ، سَيطرَ كلُّ واحدٍ منهما على حفيدٍ من أحفادِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ليضربا بهما كيان الخلافة في مقتل !!
لم تكن الخلافةُ العثمانية آنذاك خلافةً بالمعنى المنضبط للخلافة ، بل كانت _ من الناحية الشرعية _ كثوبٍ ضم سبعين رقعة مشكلةَ الألوان مختلفات !! بيد أنها _ في النهاية _ كانت رايةً روحيةً ومعنويةً جامعةً للمسلمين على اختلاف أجناسهم وأعراقهم .. وحين بَهَتتْ شعلةُ الإسلام في نفوس أصحابها ، دارت عليها وعليهم رَحى السنةِ الكونية .. فطحنتها وطحنتهم !!

****
جاءت الرسالة الأولى من الشريف حسين لمكماهون ، تماماً كما جاءت الرسالة الأولى من ابن العلقمي لهولاكو !!
كلاهما عَرَضَ نفسه .. وكلاهما ابتغى العزة عند الكافرين .. وكلاهما قال : لله يا محسنين !!
ولا فرق _ في طلب المعونة من الكافرين _ بين رسالة ورقية ، أو مشورة في غرفة مغلقة ، أو وفدٍ يحج إلى الكونجرس ، أو مقالة في الواشنطن بوست !!
_ هل كان الشريف حسين عميلاً ؟!
_ لا أظن .. أو بالأحرى : لا أدري
_ هل كان يُدرك أن فعله هذا يُعدُّ خيانة ؟!
_ أيضاً لا أدري
_ هل كان أهبل ؟
_ بالتأكيد .. وجاء بعده مستهبلون خونة !!
انتهى ابن العلقمي عند التتار إلى "حالة أخس من الذباب" _ كما يقول الإمام السُبكي _ ؛ فكان يتلقى الإهانات من صغار جند التتار شتماً وصفعاً وركلاً ، حتى مات كمداً في بيته في ذات السنة التي سقطت فيها بغداد !!
وانتهى الشريف الهاشمي _ بعد تفاصيل كثيرة _ طريداً شريداً في قبرص يتدافع أبناؤه بينهم تكاليفَ الإنفاقِ عليه ، وحين أقعده المرضُ أعادوه ليدفن في القدس .. بينما مكماهون يجلس ساقاً على ساق في شُرفة فندق شيبرد بالقاهرة يحتسي شاي الساعة الخامسة وينفث دخان غليونه على صفحة النيل !!
كان ابنه (فيصل) أذكى أبنائه ، أو أغباهم ، لا فرق .. سيطر عليه لورنس ؛ فأبلى بلاءً حسناً في إسقاط خلافة جَدِّهِ صلى الله عليه وسلم مُمَنياً نفسه بمُلك العرب بعد أبيه الذي تمنى الخلافةَ عن طريق الاستعانة ببريطانيا التي عملت بالباع والذراع لإسقاط الخلافة !!
لم يهنأ فيصل بحكم سوريا بعد دخوله دمشق على أسنة رماح الجنرال اللمبي ؛ فقد أخرجوه للعراق تنفيذاً لمعاهدة سايكس بيكو التي جعلت سوريا من نصيب الفرنسيين .. وبعد ثلاثة عقود _ لم تحظ العراق فيها باستقرار كامل _ انتهى حكم الهاشميين هناك بمجزرة قصر الرحاب البربرية البشعة .
هكذا _ إذن _ بدأ تاريخ القومجية العربية .. هَبلُ رجلٍ حالم أدى إلى استهبال رجالٍ خونة !!
يعلمنا التاريخ أنّ (أبا رغال) ليس شخصاً ؛ بل حالة !!
ويعلمنا أيضاً أن آباء الرغال _ في كل عَصرٍ ومِصر _ لن يكفوا عن عرض خدماتهم على كلِّ أبرهة جديد ، سواءً أكان اسمه (مكماهون) أم (لورنس) أم (فيلبي) أم (وليم شكسبير) أم (بيرسي كوكس) أم (غلوب باشا) !!
ولو سَرِّحتَ طرفك في أي قُطر عربي من المحيط إلى الخليج وقرأتَ التاريخ الحقيقي للأسرة أو الفئة التي سيطرت عليه ، فلن تجد _ في أسلافها _ سوى مستهبلين خونة أو حمقى حالمين .. وعادةً ما ينتهي الحمقى الحالمون في مزبلةٍ من مزابل التاريخ تُقام على عَجل ؛ ليتسلم الرايةَ بعدهم مستهبلون خونة ينتهون في مزبلة أخرى مجاورة يُتأنقُ في بنائها على مَهَل !!

***
كل هذا _ وأبشع منه _ حدث ويحدث منذ ما يزيد على مائة سنة ، والأمثلة في التاريخ القديم أكثر من أن تُحصى !!
يبدأ الأمرُ _ عادةً _ برسائل مكماهونية (أو بمقالةٍ في صحيفةِ مكماهون نفسِه) ، ثم بلقاءٍ في دولة عربية حليفة ، ثم بإملاء شروط ، ثم بإمدادات سلاح ، ثم بتحالف كامل ، (ولا بأس بقراءة الفاتحة _ بعد ذلك _ طلباً للبركة!!) .. ثم بخازوق يخرج من الرأس مع عار الأبد ولعنات الدهر !!
هذه هي دركات الهبل والاستهبال ، ولا فرق في هذه الدركات بين مستهبل قومجي علماني ، ومستهبل إسلامي مقاصدي !! كلاهما يَسقطُ ويظن في نفسه الصعود ، ويَنحطُّ ويظن في نفسه العلو ، ويَذِل ويظن في نفسه العز !!
بيد أنك تتجاوز _ بقرفٍ أحياناً _ عن استهبال العلمانيين على اختلاف مشاربهم في العلمنة ،(ربما لأنك تشعر أن الاستهبال والاستعباط والتحامق صفات لازمة للعلماني ؛ إن زالت عنه زالت عنه العلمانية !!)
أما المستهبل الإسلامي فإنك لا تستطيع _ مع عَصْرِ كثيرٍ من الليمون _ تجاوزَ استهبَالِه ؛ لأن استهبَالَه جحيمٌ لا يُطاق .. خاصةً إذا هداه استهبَالُه لافتعال تأصيلٍ شرعي للاستهبال !!
كان (صلح الحديبية) مثالاً أثيراً لمستهبلي الإسلاميين ، تماماً كما كانت (صحيفة المدينة) مثالاً أثيراً لمستهبلي العلمانيين .. وكنتُ أظن أن الطرفين المستهبِلَيْن سيكفان عن الاستهبال بعد سيل ما يُسمى بالربيع العربي ، ولكن يبدو أنني كنتُ مخطئاً !!
يمارسُ العلمانيون (تأويلاً حداثياً بشعاً للتراث) .. تماماً كما يمارس بعضُ الإسلاميين (تأويلاً مقاصدياً أبشع للتراث) .. ومع اختلاف المنطلقات تظل الآليات واحدة .. لن تجد كبيرَ فرقٍ بين من يستخدم مصطلحات الإسلاموية والماضوية ، والحداثة وما بعد الحداثة ، وبين من يستخدم مصطلحات فقه الواقع ، ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح !!
ستجد في تاريخ المسلمين _ خاصةً في العهد الأول _ أمثلة كثيرة يمكن لأصحاب الأيدلوجيات المختلفة استخدامها بأريحية كبيرة لتتوافق مع أيدلوجياتهم .. صلح الحديبية ، صحيفة المدينة (رغم تضعييف البعض لها) ، الاستعانة بسلاح صفوان بن أمية في حُنين ، ثلث تمور المدينة في الأحزاب (لم تتم) ، درء الحد بالشبهة في عام الرمادة ، التدرج في تحريم الخمر ، صبر الرسول صلى الله عليه وسلم على منافقي المدينة ، لوازم الاستضعاف في العهد المكي ، موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من تصرف حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه قبل فتح مكة ، التفاصيل الكثيرة حول ما شجر بين الصحابة بعد عصر النبوة .. هذا عدا آلاف الآراء لآلاف العلماء في أبواب الفقه الخاصة بالسياسة الشرعية ، مضافاً إليها إمكانية استخدام آيات القرآن الكريم ذاته وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في جر القرص إلى نارك !!
يَكمن الإشكال في تحديد الإشكال ، أو كما يقول الفقهاء : (تحرير محل النزاع) .. سيمارسُ عليك المستهبلون _ من الطرفين _ إرهاباً معلوماتياً تجميعياً لتضيع بين الوقائع وتنزيلاتها !!
قد تكون الواقعة القديمة صحيحة ، ولكن تنزيلها على الواقع الجديد بشع !! لا تنظر إلى كثرة الوقائع التي يسردها لك الأهبل أو المستهبل ، ولكن أَعْمِل عقلك في الواقع الحديث ثم انظر إلى تفاصيل الواقعة القديمة !!
(السياق والمآل) هما منطلقُك لحفظ عقلك من الإرهاب المعلوماتي التجميعي الذي يمارسه عليك المستهبلون !!
سيقول لك العلماني المستهبل : إن عمر أسقط حد السرقة عام الرمادة ، ولا يمكن لعمر ولا لغيره أن يسقط حداً من حدود الله ، ولكنه دَرَءَ الحدَّ بالشبهة .. بيد أن العلماني اختار من ألفاظ بعض الفقهاء لفظ (الإسقاط) ليغرسه في عقلك وليس لفظ (الدرء) وبينهما بون شاسع .. ومع تتابع المشكلات الاقتصادية وتوالي الأزمات ستقتنع بإدامة (إسقاط) الحد ، وكأنك تعيش في عام رمادة منذ خروجك من بطن أمك إلى دخولك لبطن الأرض !!
سيقول لك الإسلامي المستهبل : إن النبي صلى الله عليه وسلم استعان بسلاح صفوان بن أمية في حنين .. ولكنه _ ربما _ لن يقول لك إن معركة حنين هذه وقعت بين المسلمين والمشركين وليس بين المسلمين والمسلمين ، ولن يقول لك إن صفوان رضي الله عنه كان آنذاك لا يملك من أمر نفسه شيئاً ؛ فهو طليق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فضلاً عن أن تكون له قوة في ذاته يهدد بها المسلمين ، وكان الإسلام هو القوي المنتصر المسيطر !!
( السياق والمآل) يا عباد الله .. السياق والمآل !!
وإن كان السياق والمآل قد عُمِّيا على الشريف حسين (هذا بافتراض تفكيره في الأمر) فإن مآل عمل الشريف حسين لم يعد مُعَمّى علينا نحن الآن ، بل اتضح له هو ذاته آخر أيامه .. فَعَمَلُه _ إن أحسنا الظن فيه _ خطيئة بشعة ارتكبها هو بهبل ، بينما تقليدنا نحن له في عمله استهبالٌ خائن نرتكبه بعد معرفتنا مَآلَ عمله!!

****
ثوبوا إلى رشدكم إن كان بقي منه شيء ، فإن إحساننا الظن فيكم لا يعني التجاوز عن الهبل الحالم الذي سيؤدي إلى الاستهبال الخائن !!
وتذكروا .. أن كعب بن مالك رضي الله عنه _ أحد الثلاثة الذين خُلِّفوا _ أَمَّ التنور برسالة ملك غسان فأحرقها قائلاً :" وهذا أيضاً من البلاء" ، وكان في الرسالة :" بلغنا أن صاحبك قد قَلاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك " وكان آنذاك في أشد حالات ضعفه البشري " حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم " ولكنه أيقن أن لا ملجأ من الله إلا إليه ، وليس إلى ملك غسان أو أمريكا وأوروبا والمجتمع الدولي والنظام العالمي !!
تذكروا أيضاً .. أن معاوية رضي الله عنه كتب لقيصر الروم على ظهر رسالته _ حين أراد قيصر أن يتخابث ويدخل بينه وبين علي رضي الله عنه في حربهما _ :" أخان قد تشاجرا فما بالك تدخل فيما بينهما وتُعلي من نباحك ، إن لم تُخرِس نباحك أرسلت إليك بجيشٍ أوله عندك وآخره عندي يأتونني برأسك أقدمه لعلي " .
وتذكروا أيضاً .. أن المعتمد بن عباد _ على ما فيه من مثالب _ قال _ حين خوفوه من ابن تاشفين :" لأن أرعى الإبل عند ابن تاشفين خير من أن أرعى الخنازير عند ألفونسو " .

إذا كانت أقصى أمانيكم أن تكونوا كالمناذرة والغساسنة فاعلموا أن النعمان بن المنذر انتهى تحت أرجل الفيلة ، بينما هانيء بن مسعود الشيباني عاش _ بعد ذي قار _ بشرف العمر كما عاش _ بعد موته _ بحسن الأحدوثة .

إذا كانت أقصى أمانيكم أن تكونوا كملوك الطوائف فاعلموا أن أبا عبدالله الصغير بكى على غرناطة كالنساء بعد أن ضيع مُلكاً لم يحافظ عليه كالرجال !!

إذا كان أقصى أمانيكم أن تكونوا كحكام هذه الأكشاك العربية في القرن العشرين فاعلموا أن بن علي هرب ، والقذافي قُتل ، ومبارك أُجبر على التنحي ، وعلي عبدالله صالح أكلت النارُ وجهَه ، وبشار لم يعد يأمن على نفسه في غرفة نومه .. ومهما حدث في هذه الثورات من انتكاسات فيقيني أن لصوص هذه الأكشاك في هذا الجسد العربي الممزق سيؤول ملكهم إلى زوال !!

لقد أخرَجَتكُم الثوراتُ العربية من الذل والصغار في منافي وسجون الأرض ، فلا تكونوا كالذين جاوز اللهُ بهم البحرَ بمعجزة ؛ فكان أول ما قالوه لموسى _ حين أتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم _ : " اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة " !!

اعلموا أن الأمريكان كالحانوتية .. رأسُ مالهم جُثث !!
والطريق إلى جهنم مفروشٌ بالنوايا الحسنة !!
والضوء في نهاية النفق ليس مخرجاً .. بل قطارٌ قادم !!

تحياتي .. إن أردتموها
 
إنضم
20 يوليو 2015
المشاركات
608
مستوى التفاعل
1,179
النقاط
102
الإقامة
أبوظبي
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
موضوع مضحك مبكي محير
لكن آخر ثلاث مواعض حلوين هههه
بوركت اناملكي إن شاء الله
 

السبيل

عضو
إنضم
6 يناير 2015
المشاركات
1,015
مستوى التفاعل
2,816
النقاط
122
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
اسجل اعجابي بهذه الكلمات
المستهبلون في الأرض
تلخص كثيرا من الأحداث التي حصلت في القرن الماضي والتي تعد سببا رئيسيا في الكوارث التي تعيشها الامة اليوم
 
إنضم
22 أغسطس 2014
المشاركات
1,277
مستوى التفاعل
3,260
النقاط
122
الإقامة
مصر
4.bp.blogspot.com__kmrnCMHs5V4_VLe3BtKJ_qI_AAAAAAAAAcE_C_t3qhY2le4_s1600_images.jpg

بائع البرتقال
كان شتاء ١٩٩١ وكانت ليلةٌ باردة والساعة تقترب من منتصف الليل وأنا عائداً من يوم عملٍ طويل وعندما إقتربتُ من منطقة بين السرايات رأيتُ محلات الفاكهه كثيرة وكبيرة والأنوار تخرج منها تُضيئ المكان كله وكأننا نهاراً وأصحاب المحلات بين ذهابٍ وإياب ... داخل وخارج محلاتهم. وكانت أغلب الفاكهه المعروضة هى البرتقال وفوقها السعر بخط كبير جنيه للكيلو

أنا لا أميل كثيراً للبرتقال لأنه يذكرني بالبرد والزكام فهو لي دواء أكثر منه فاكهة ولكنه اليوم كان له بريق ذهبي والأضواء تنعكس على سطحه الأملس فتزيده بريقاً ولمعاناً وكان بأجمل حال وكأنه مازال على الاشجار لست أدري لماذا فى هذه الليلة إشتقتُ إلى البرتقال وقررت شراء قليلاً منه ونادراً ما أفعل

دخلت بالسيارة فى شارع جانبي ضيق مظلم خالي من المارة وتركت السيارة ونويت الذهاب الى تلك المحلات الكبيرة الصاخبة التى أبهرني برتقالها وهنا رأيت بائع يقف بعيداً على جانب هذا الشارع المُعتم وكان أمامه مصباح صغير يخرج منه ضوء خافت فإقتربت منه فوجدت أمامه عربة صغيرة عليها قليل من البرتقال بلا بريق ولا لمعان ولا حتى سعر والبائع يجلس على مقعد خشبي فى سكون حتى عندما رأني أقترب '"وأنا المفروض زبون" لم يتحرك ولم يُعيرني إهتمام. قلت لنفسي لعله بائع مسكين مُجهد طوال اليوم وأكيد يريد أن يتخلص مما تبقى معه من البرتقال ليذهب لبيته يستريح ولعلي أشتري منه البرتقال بسعر أرخص فإقتربت منه وسألته

ْ بكام البرتقان يا حاج

ْ بجنيه وربع

فسألته فى إستغراب "الكيلو" فجاوبني بسخرية

ْ لأ الفدان .. طبعاً الكيلو

كان هذا الجواب منه يكفي لأن أتركه وأمضي ولكننى وجدتُ نفسي مرغماً على إكمال الحديث معه قائلاً

ْ ياحاج البرتقان على الشارع الرئيسي بجنيه واحد

ْ خلاص روح هات من هناك يابيه

ْ بس أنا عايز أشتري منك

ْ يبقى بجنيه وربع

ْ ياحاج ده حتى البرتقان دبلان وفيه كام واحده بايظه

ْ هو كده ... البرتقان الدبلان بجنيه وربع

ْ قول سعر كويس وأنا أشتري كل البرتقان اللى معاك

ْ كله .. نصه .. هوه بجنيه وربع

ْ ياحاج أنا لو مشيت .. مش قبل سنتين عشان واحد تاني يعدي عليك ويشتري البرتقان ده

ْ البرتقان له صاحبه يابيه وهايشتريه بجنيه وربع

ْ هاود شويه ياحاج .. ده إحنا فى أخر اليوم

ْ يابيه اليوم لسه بخيره وأنا مش مستعجل على الرزق

ْ ياحاج ده إحنا بقينا بكره بيع وخلص

ْ يابيه انا مابحبش الفصال هوه بجنيه وربع عايز ولا مش عايز

لست أدري ماذا حدث لي .. تملكني الغيظ والعناد حتى إنني لم أعد أستطيع أن أتركه وأذهب وكأن أمري ليس ملكي فقلت له ودمي يحترق

ْ يا حاج مافيش أى سبب يخليني أشتري منك برتقانه واحده .. إعمل اى حاجه عشان أشتري منك .. بلاش تنزل السعر.. طب إتحايل عليه .. إستعطفني ... قولى عشان خاطر ولادك الغلابة

أدار الرجل وجهه عني وقال لي دون ان ينظر إليّ

ْ يابيه انا ماعنديش برتقان للبيع

إنفجرت غيظاً وأنا لا أفهم منطق الرجل ووجدت نفسي رغماً عني أتجاهل كل أسباب البيع والشراء ونظرت إلى الرجل في عينيه قائلاً له

ْ يعنى ايه... هوه عند...طب بالعند فيك انا هاشتري .. وهاشتري بجنيه وربع .. وهاشتري البرتقان كله .. وهاشتري البايظ كمان .. طالما هيه عند بقى

راح الرجل يزن البرتقال وكأنه مضطراً او مُجبراً وأنا لا أدري لماذا هو لا يريد ان يبيع بل إنني لا أدري لماذا أنا أُصر على الشراء

فقلت له وهو يعطيني كيس البرتقال ووجهه مازال متجهماً

ْ تصدق وتآمن بالله البيعة دى تمت ليه .. عشان إنت مابتعرفش تبيع وأنا مابعرفش أشتري فمشيت معانا

وأخذت البرتقال عائداً إلى بيتي وأنا لا أفهم كيف أن هناك رجلاً يجلس فى شارع ضيق مظلم بمنطقة خالية فى منتصف ليلة شتاء باردة يبيع سلعة ليست جيدة وبسعر غالى ثم ينتظر الرزق. نظرت إلى كيس البرتقال الذى يجلس بجواري فى هدوء وسكينة والبلل بدأ يصيبه من البرتقال الفاسد وقد مال الكيس قليلاً نحوي وكأنه يريد ان يقول لي شيئاً ... وهنا تنبهت فجأه .. بأن الله فعلاً قد رزق الرجل ... حقًا الرجل لا يحسن البيع فأرسل الله رزقه مع رجل لا يحسن الشراء.

فكنت اذا إشتدت بي الليالي وكثيراً ما تشتد أنظر الى السماء مبتسماً وأدعو ...

اللهم أرزقني كما رزقت بائع البرتقال رغماً عن أنفه
منقول
 
إنضم
22 أغسطس 2014
المشاركات
1,277
مستوى التفاعل
3,260
النقاط
122
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1 - تصويبات في فهم بعض الآيات:


ليسمح لي المربِّي الفاضل، والشيخ العالِم الدكتور صلاح الخالدي - حفظه الله تعالى - أن أستعير منه هذا العنوان الذي عنون به كتابًا رائعًا له كعادة كُتبه النافعة، وأن أدلوَ في هذا الباب بدلو، وأفضل الصَّدقة جهد المقلِّ.

ولقد ذكر الدكتور الخالدي في هذا الكتاب بعضًا من آيات أخطأ الناسُ في تأويلها، كما أنَّ الدكتور محمودًا الطناحيَّ - رحمه الله تعالى - قد ذكر طائفةً من هذه الآيات التي يخطئُ الناس في تأويلها وتفسيرها في مقالٍ له بعنوان: "القرآن الكريم وتفسير العوام"[3]، فليراجعْ مَن شاء هذه الكتاباتِ النافعةَ، وسوف أذكر - إن شاء الله تعالى - بعضًا من هذه الآيات ممَّا لم يذكرْها الأستاذان الفاضلان، وممَّا ينبغي الإشارة إليه أنَّني لن أذكر الآياتِ التي بها اختلاف سائغٌ بين أهل العِلم - رحمهم الله تعالى - فلن أذكرَ الآياتِ الكريماتِ التي لها معنًى شائع عند الناس، وله وجهٌ معتبر عند المفسِّرين - رحمهم الله تعالى - ولمزيد من البحث يُرجَى الوقوف على كلام المفسِّرين في تفسير الآيات التالية لا سيِّما في هذه التفاسير: (الطبري - القرطبي - زاد المسير لابن الجوزي - البحر المحيط لأبي حيان )، وهذا يغنينا عن وضْع الحواشي والإحالات طلبًا للاختصار.

• {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة: 189].
يستشهد بعضُ الوعَّاظ بهذه الآية على أنَّ الرجل إذا أراد أن يخطب فتاة، فإنَّ عليه أن يسلك الطريقَ الصحيح في ذلك، بأن يتقدَّم إلى أبيها، أو كما يُعبِّرون "يدخل من الباب مش من الشباك"، والمعنى الذي ذكروه طيِّب وصحيح؛ لكن المشكلة أنَّه لا عَلاقةَ له بالآية الكريمة؛ لأنَّ الآية نزلتْ في الأنصار، حيث كانوا يعتقدون أنَّ المحرِم لا يجوز أن يَحول بينَه وبين السَّماء سقف؛ لذلك كان أحدُهم إذا دخل بيتَه وهو مُحرم، لا يدخله من الباب؛ من أجل السَّقف، بل يرْقى على ظهْر البيت، ويأمر أحدًا فيه بأن يُحضر له حاجتَه.

• {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 175].
يظنُّ كثيرٌ من الناس أنَّ معنى الآية أنَّ الشيطان يقوم بتخويف أوليائه من الكافرين والمنافقين، ويُلقي في قلوبهم الرُّعب ، والحق أنَّ المعنى الصحيح للآية أنَّ الشيطان يخوِّف المؤمنين من أوليائه، فعلى هذا يكون تقدير الآية: "إنما ذلكم الشيطان يخوفكم أولياءه"، فـ "أولياءه" هنا مفعولٌ به ثان.

• {رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ} [الأعراف: 89].
يظنُّ بعض الناس أنَّ المراد بالفتح هنا الصُّلح؛ لذلك يَستشهدون بهذه الآية في جلسات المصالحات التي تُعقد بين المتخاصمَين، والصَّواب في تفسير هذه الآية أنَّ الفتح هنا بمعنى الفصل والقضاء، ومن هنا قيل للقاضي الفتَّاح، فالآية إذًا يستشهد بها في جلسات الحُكم والقضاء بين المتخاصمين، وليس الصُّلح فتأمَّل.

• {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
سمعتُ أحدَ الدُّعاة المشاهير الذين يطلُّون على الناس في الفضائيات، وهو يفسِّر هذه الآية تفسيرًا ما أنزل الله به من سُلطان؛ حيث يرى أنَّ الآية تنهى المؤمنين عن التنازُع، وإلاَّ "حتطلع ريحتهم وتفوح"، وإنَّا لله وإنا إليه راجعون!

أمَّا التفسير الصحيح للآية فاختُلف فيه على أربعة أقوال هي - كما يقول ابن الجوزي، رحمه الله تعالى في "زاد المسير" -:
أحدها: تذهب شدَّتُكم، قاله أبو صالح عن ابن عبَّاس، وقال السُّدي: حِدَّتُكم وجدُّكم، وقال الزجَّاج: صولتُكم وقوَّتُكم.

والثاني: يذهب نصرُكم، قاله مجاهد، وقتادة.

والثالث: تتقطَّع دولتُكم، قاله أبو عبيدة، وقال ابن قتيبة: يقال: هبَّت له ريحُ النصر إذا كانت له الدولة، ويقال: له الرِّيح اليوم؛ أي: الدولة.

والرابع: أنَّها رِيح حقيقية، ولم يكن نصرٌ قط إلاَّ بريح يبعثها الله، فتضرب وجوهَ العدوِّ؛ ومنه قوله - عليه السلام -: ((نُصِرتُ بالصَّبا، وأُهْلِكتْ عادٌ بالدَّبور))، وهذا قول ابن زيد، ومقاتل.

• {فَسِيحُوا فِي الأرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة: 2].
يستدلُّ بها بعض الكتَّاب والإعلاميِّين على أنَّ القرآن دعا إلى السياحة، ولعلَّ أحدهم يطلق القول فيشمل قولُه - بقصد أو بغيره - المجونَ والخلاعة التي عُرفت باسم السياحة في هذا العصر الذي سُمِّي فيه الحرام بغير اسمه!

ونحن لا ننكر أنَّ الإسلام دعا إلى السَّير في الأرض، والاتِّعاظ من أحوال الأُمم الغابرة، وكيف أنَّ الله - تعالى - أهلك طواغيتَ الأرض....إلخ

لكن الآية الكريمة لا عَلاقةَ لها بموضوعنا؛ فالآية الكريمة نزلتْ في صِنف من المشركين عاهدهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أربعة أشهر، فأمر الله - تعالى - نبيَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يقول لهم: سيحوا في الأرض؛ أي: سيروا فيها آمنين لا يتعرَّضُ لكم أحد بسوء؛ حتى تنقضي مُدَّتُكم.

• {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].
ذاع القولُ وانتشر عند كثيرٍ من الخُطباء والمشايخ التأكيد على أنَّ لفظة "كلمة" في قوله تعالى: "وكلمة الله هي العليا" مرفوعةٌ بالابتداء، و لا يصحُّ نصبُها عطفًا على "كلمة الذين كفروا".

لكن ما ذكروه غيرُ صحيح، فقد قرأ الأعمش ويعقوب {وَكَلِمَةُ اللَّهِ} بالنَّصب حملاً على {جَعَلَ}، والباقون بالرَّفع على الاستئناف.

لذلك على المتصدِّي لمثل هذه الأمور أن يراجعَ وجوه القراءات قبلَ أن يُطلِق لسانَه.

• {إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 100].
يحدُث عند كثير من الناس لَبسٌ في معنى هذه الآية الكريمة:
والمعنى الصحيح للآية الكريمة: إمَّا أن يكون الضميرُ في الباء عائدًا على الربِّ - جلَّ في علاه - فيكون المعنى: أنَّ سلطان الشيطان على الذين يتولَّونه، والذين يشركون بالله - تعالى.

وإمَّا أن تكون الباء سببيَّة، فيكون المعنى إنَّما سلطان الشيطان على الذين يتولَّونه، والذين هم بسببه مشركون.

• {قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى} [طه: 18].
يظنُّ كثير من الناس أنَّ المقصود بالهشِّ في الآية الكريمة هو تسيير الغنم، كما يقول الراعي لغنمه: "هش هش"، وهذا غير صحيح البتة.

والمعنى الصحيح للهش هو ضرْب الشجر اليابس؛ ليَسقطَ ورقُه، ومِن ثَمَّ ترعى غنمه وتأكل.

• {قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقَالِينَ * رَبِّ نَجِّنِي وَأَهْلِي مِمَّا يَعْمَلُونَ} [الشعراء: 168 - 169].
يظنُّ بعضُ العوام أنَّ معنى (القالين) "القائلين"؛ لذلك تجد بعضَ جهلة القرَّاء يصلون الآيتين؛ حتى يصلوا فِعلَ القول بمقوله، ولم يعلم هؤلاء أنَّ (القالين) مِن قَلَى الشيء؛ أي: أبغضَه وكرهه.

2 - جهد المقلِّ:
بوَّب الإمام النَّسائيُّ - رحمه الله تعالى - في كتاب الزَّكاة في سننه بابًا سمَّاه بهذا الاسم، وممَّا جاء فيه من الأحاديث الشريفة:
عن عبدالله بن حبشي الخثعمي - رضي الله عنه-: أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُئل: أيُّ الأعمال أفضلُ؟ قال: ((إيمانٌ لا شكَّ فيه، وجِهاد لا غُلول فيه، وحَجَّة مبرورة))، قيل: فأيُّ الصلاة أفضل؟ قال: ((طولُ القُنوت))، قيل: فأيُّ الصدقة أفضل؟ قال: ((جهد المُقلِّ))، قيل: فأيُّ الهجرة أفضل؟ قال: ((مَن هَجَر ما حرَّم الله - عزَّ وجلَّ))، قيل: فأيُّ الجِهاد أفضل؟ قال: ((مَن جاهد المشركين بمالِه ونفسه))، قيل: فأيُّ القتل أشرف؟ قال: ((مَن أُهريق دمُه، وعُقِر جوادُه)).

وعن أبي هريرةَ - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((سَبق دِرهمٌ مائةَ ألْف درهم))، قالوا: وكيف؟ قال: ((كان لرَجل دِرهمانِ تَصدَّق بأحدهما، وانطلقَ رجلٌ إلى عُرْض ماله، فأخذَ منه مائةَ ألْف درهم فتصدَّق بها)).

قال العلاَّمة المناوي - رحمه الله تعالى -:
"(جهد): روي بضم الجيم وفتحها، فبالضم: الوُسع والطاقة، وهو الأنسب هنا، وبالفتح: المشقَّة والمبالغة والغاية، (المُقل) بضمٍ فكسر؛ أي: مجهود وقليل المال؛ يعني: قدرته واستطاعته، وإنَّما كان ذلك أفضلَ لدلالته على الثِّقة بالله والزُّهد، فصدقته أفضل الصدقة"[4] انتهى كلامه.

ومن الطريف أنَّ كِرام العرب في الجاهلية قد توصَّلوا إلى هذا الهَديِ النبوي الكريم، وأقرُّوا بالفضل للمقلِّ، حتى وإن أنفق المليءُ أضعافًا مضاعفةً مما أنفقه المقل؛ ففي المستجاد من فعلات الأجواد للتنوخي:
أنَّ رجلاً سأل حاتمًا الطائيَّ فقال: يا حاتمُ، هل غلبك أحدٌ في الكرم؟ قال: نعم، غلامٌ يتيم من طيِّئ نزلتُ بفنائه، وكان له عشرةُ أرؤس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه، وأصلح من لحمه، وقدَّم إلي، وكان فيما قدم إليَّ الدماغ، فتناولت منه فاستطبتُه، فقلت: طيِّب والله، فخرج من بين يدي، وجعل يذبح رأسًا رأسًا، ويقدِّم إليَّ الدماغ وأنا لا أعلم، فلمَّا خرجت لأرحل نظرتُ حولَ بيته دمًا عظيمًا، وإذا هو قد ذَبح الغنم بأسره، فقلت له: لم فعلت ذلك؟ فقال: يا سبحان الله! تستطيب شيئًا أَملِكه، فأبخل عليك به؟! إنَّ ذلك لَسُبَّة على العرب قبيحة، قيل يا حاتم: فما الذي عوضتَه؟ قال: ثلاثمائة ناقة حمراء، وخمسمائة رأس مِن الغنم، فقيل: أنت إذًا أكرم منه، فقال: بل هو أكرم؛ لأنَّه جاد بكلِّ ما يملكه، وإنَّما جدتُ بقليل من كثير.[5]

وقد حدَثتْ منذ أيام قليلة بمدينتنا الإسكندرية بمصر حملاتٌ لجمع الأموال لصالح إخواننا في غزَّة العزَّة، وقد أقبل الناس يَجودون بما منحهم الله -تعالى - من مال ومتاع، حتى فوجئ الجميع برجلٍ عجوز، أماراتُ الفقر عليه جليَّة واضحة، وبيده كيس فول! وقال أمامَ الجميع: "يا جماعة كيس الفول ده هو حيلتي ينفع تخدوه؟!".

فرزق الله - تعالى - القائمين على الحملة الفِطنة والذَّكاء، فقبلوه منه وشكروا له هذا الصنيع، ثم فاجَؤوا الجميع بأن عَرضوا هذا الكِيس للمزاد العلنيِّ!

وبِيع الكيس هذا بما يَزيد على الألْفين جنيهًا!!

هنالك قلت: صدق رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفضلُ الصدقة جُهد المقلِّ)).

3 - الرفق بالحيوان:
الرِّفق بالحيوان خُلق إسلامي عربي، حثَّ عليه القرآن الكريم الذي جاء النهي فيه عن الظُّلم والطغيان، وحثتْ عليه السُّنَّة النبويَّة المطهرة التي حوتْ بين دفتيها كنوزًا منقطعة النظير في هذا الباب، وفي كلِّ باب.

والقصص في هذا الشأن كثيرة، إلاَّ أنَّه استوقفتني منها قصَّة أثَّرت فيَّ كثيرًا، فقد يُتصور أن تَطعم وتُطعم معك حيوانًا، أمَّا أن تجوع لكي يَطعم حيوانٌ، فهذا أمرٌ يكاد يكون معدومًا؛ لكن جاء في "المستجاد من فعلات الأجواد":
أنَّ عبدالله بن جعفر خَرَج إلى ضيعة له، فنزل على نخيل قومٍ، وفيها غلامٌ أسود يقوم عليها، فأُتي بقُوتِه ثلاثة أقراص، ودخل كلبٌ فدنا من الغلام، فرمى إليه بقرص فأكَله، ورمى إليه بالثاني فأكَله، ثم الثالث فأكله، وعبدالله ينظر إليه، فقال: يا غلام، كم قُوتُك كلَّ يوم؟ قال: ما رأيت، قال: فلم آثرتَ هذا الكلب؟ قال: ما هي بأرض كلاب، وإخاله جاء مِن مسافة بعيدة جائعًا، فكرهتُ ردَّه، قال: فما أنت صانعٌ اليوم؟ قال: أطوي يومي هذا، فقال عبدالله بن جعفر: أُلام على السَّخاء، إنَّ هذا لأسخى مني! فاشترى الحائط، والغلامَ، وما فيه من آلات، وأعتق الغلامَ ووهب ذلك كلَّه له.[6]

4 - تربية القادة لا تربية العبيد:
كثيرٌ من الناس إذا وكلت إليهم تربيةَ شخص ما تجد هدفَه الذي يرنو إليه، وحُلمه الذي يداعبُ لُبَّه هو أن يكون هذا المربَّى ظلاًّ للمربِّي، فما من رأي يراه إلاَّ ويصبح لزامًا على مريده أن يصيرَ إليه، حتى وإن لاحت لصاحبنا وجهةٌ أخرى أراد أن يشدَّ رِحاله إليها.

وتجد كثيرًا من الأساتذة والمشايخ يعزُّ على قلوبهم أن يَرَوْا تلامذتهم الذين كان لهم فضلٌ بعد الله - تعالى - عليهم في تعليمهم وتربيتهم؛ يعزُّ عليهم أن يروا واحدًا منهم خالفهم في مسألة أو أكثر، حتى وإن كان خلافُهم خلافًا علميًّا مهذَّبًا، ما حاد عن طريق الخُلق قِيدَ أُنملة.

ويُسرُّ المرء عندما يرى الشيخ قابلاً لمخالفة تلميذه لرأيٍ ذهب إليه، وكبح جماح نفسه، وألجمها بلجام المنهج العلميِّ الصحيح الذي يسمح للتلميذ أن يُخالِف أستاذَه، طالما كان الخلاف قائمًا على عِلم، وحُسن قصد، وبهاء خلق.

لكنَّ العجيب حقًّا عندما تجد أستاذًا يغضب على تلميذه، لا لأنَّه خالفه، بل لأنَّه لم يخالفه قطُّ؛ فقد ذكر ابن خلكان - رحمه الله تعالى - في وفياته: أنَّ بعض الفقهاء حَكى له أنَّه سأل الشيخ كمال الدِّين عن الأثير ومنزلته في العلوم، فقال: ما أعلم، فقال: وكيف هذا يا مولانا، وهو في خِدمتك منذ سنين عديدة، ويشتغل عليك؟ فقال: لأنِّي مهما قلتُ له، تلقَّاه بالقَبول، وقال: نعم يا مولانا، فما جاذبني في مبحثٍ قطُّ حتى أعلمَ حقيقة فضله.[7]

وممَّا يُذكر في هذا الصَّدد أنَّ على الآباء أن يسمحوا لأبنائهم بقدرٍ من المخالفة المهذَّبة؛ حتى تنشأ عندَ الطفل الشخصيةُ الواثقة، بدلاً من تنشئتِهم على التبعيَّة والاضطراب والاهتزاز.

ولقد تنبَّه فقهاؤنا -رحمهم الله تعالى - إلى ذلك:
فها هو إمام المالكيَّة الكبير، وفقيه المغرب سحنون بن سعيد التنُّوخي القيروانيُّ - رحمه الله تعالى - كان يسمح لابنه بأن يناظرَه:
فقد ذَكَر الذهبيُّ - رحمه الله تعالى - في السِّير في ترجمة ابن سحنون أنَّه كان يناظر أباه، فكانت النتيجة لذلك - بعد فضل الله تعالى - أن صار ابنه - كما يقول الذهبيُّ - محدِّثًا بصيرًا بالآثار، واسعَ العِلم، متحريًا متقنًا، علاَّمة كبيرَ القدر.[8]

5 - جهاز (عفش) العروس بين الأمس واليوم:
يَكاد يكون هناك اتِّفاقٌ بين الأمس واليوم في بعض الأساسيات التي يحتاجها كلُّ بيت، حتى وإن اختلف المظهرُ وتباينت القيمة، إلاَّ أنَّ الجوهر واحدٌ، فهناك المناضد والأسِرَّة والمقاعد...إلخ، ولسنا عن هذا نتحدَّث، لكن حديثي: هل فكَّر والدُ عروس في أيَّامنا هذه أن يكون من ضِمن جهاز ابنته "فتح الباري" مثلاً؟ أو المغني لابن قُدامة؟ أو المدونة لسحنون؟ أو غير ذلك من دواوين الإسلام التي تحوي صفحاتها قدرًا هائلاً من عُلوم الشريعة الغرَّاء.

أجزم أنَّنا مقصِّرون كثيرًا في هذا الأمر، فلا غضاضةَ أن يخلوَ بيتُنا من كتب السُّنة والفِقه والتفسير، لكن يكاد يُغشى علينا من الموت إن خَلاَ البيتُ من (البوفيه)، أو (النيج)، أو (السفرة الكبيرة الفاخرة)!

أمَّا عن سلفنا الصالح - رضوان الله عليهم - فالأمرُ مختلِفٌ اختلافًا كبيرًا:
فقدْ ذكر الذهبي - رحمه الله تعالى - في سِيَره أنَّ البِكْر كان في جهازها نسخةٌ بـ "مختصر المُزني".[9]

ومختصر المُزني مختصرٌ وضعه الإمام إسماعيل المزني - رحمه الله تعالى - تلميذُ الإمام الشافعيِّ - رضي الله عنه - اختصر فيه فِقهَ الإمام الشافعي.

فما ذكره الذهبي سواء قيل على سبيل الكناية أم الحقيقة، إلاَّ أنَّه يكشف لنا عن واقع مُغاير لواقعنا اليوم، الذي خَلَت فيه كثيرٌ من بيوتنا من كُتب العِلم الشريف، وإلى الله المشْتَكى!

6 - 9.99 جنيهًا:كثيرٌ من المطاعم والمتاجر إذا أرادتْ أن تُعلن عن سِلعها كتبوا الأسعارَ بهذه الطريقة:
9.99، 19.99...إلخ
رغم أنَّه في الحقيقة يكون السِّعر: 10، 20.
لكن لأنَّ القارئ أو السامع إذا قيل له: 9.99 سيقع في نفسه أنَّ هذا المبلغ أقلُّ من 10.
وذلك لأنَّ النفوس دائمًا تتعلَّق برأس العدد أكثرَ من تعلُّقها بالكسور.

ولقد جاء في القرآن الكريم استعمالُ مثلِ هذا الأسلوب، وذلك في قوله - عزَّ وجلَّ -: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [العنكبوت: 14].

فالآيات نزلت في تسلية النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بذِكْر مَن سبقه من المرسَلين الذين طالتْ مدَّة دعوتهم لأقوامهم، فكان ذكر الألْف أبلغ في التسلية من ذكر التِّسعمائة.

جاء في "البحر المحيط" في تفسير هذه الآية الكريمة:
"لأنَّ ذِكْر رأس العدد الذي لا رأسَ أكبر منه، أوقعُ وأوصل إلى الغَرض من استطالة السامع مدَّة صبره".

وجاء في "جوهر الكنز" لابن الأثير الحلبي:
ومثال استثناء العدد قوله - تعالى -: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ} [العنكبوت: 14]، وإنَّما قال ذلك لقصد المبالغة، فإنَّه لو قال: تسعمائة وخمسين عامًا، ولم يقلْ: ألف سَنَة، لكان ذلك أقلَّ رُتبة في اللَّفظ، فإنَّ ذكر رأس العدد الذي هو الألْف أوقعُ في النفس وأوصل للغرض، ثم استثنى بعد ذلك بقوله: {خَمْسِينَ عَامًا}، وفائدة ذلك أنَّه لَمَّا ابتُلي نوحٌ - عليه السلام - من أمَّته بالمخالفة والأذى له، وممَّا كابَدَه من طول المصابرة عليهم في هذه المُدَّة الطويلة، فنزلت لفظة الألْف تسلية لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتثبيتًا له.[10]

7 - إن كان الحق تهمة فأهلاً بها:
الصِّراع بين الحقِّ والباطل سُنَّةٌ من سُنن الله - تعالى - في كونه، والتي لا تتغيَّر ولا تتبدَّل، وهذا الصِّراع له صورٌ وأشكال متعدِّدة؛ منها: الصراع بالترغيب والإغراء من أهل الباطل لأهل الحق، ومنها: الصِّراع بالترهيب والتعذيب، ومنها: الصِّراع برمْيِ التُّهم والألْقاب لكي يَغيظوا بها أهلَ الحق.
لكنَّ أهلَ الحقِّ الذين ملأ الإيمانُ قلوبَهم ما كانت لِتَصرِفَهم عن دعوتهم مثلُ هذه الألقاب والتُّهم الملفَّقة؛ بل إنَّ كثيرًا منهم كان يرحِّب بهذه التُّهم إن كان مضمونها حقًّا يُدان لله به.

فالإمامُ الشافعي عندما رُميَ ظلمًا وعدوانًا بأنَّه رافضي؛ وذلك لأنَّه يحبُّ أهل البيت - عليهم رضوان الله - لم يأنفْ من هذا الاتِّهام؛ لأنَّه في الحقيقة اتِّهامٌ مُشرِّف؛ فحبُّ أهل البيت شرف يَفخر به كلُّ مسلم سُنِّي، وهيهات هيهات بين حُبِّنا لأهل البيت، وبين عبادة الرَّوافض - عليهم لعنة الله - لأهل البيت، وأهلُ البيت منهم براء!

المهمُّ ماذا كان جواب الإمام الشافعي؟
قال بصوت تملؤه العزَّة بالله ورسوله والمؤمنين:

إِنْ كَانْ رَفْضًا حُبُّ آلِ مُحَمَّدٍ فَلْيَشْهَدِ الثَّقَلاَنِ أَنِّي رَافِضِي[11]

وبعدَ الإمام الشافعي بقُرونٍ قام ثُلَّة من عُلماء أهل السُّنَّة - رحمهم الله تعالى - بنشْرِ عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة بين الورى، ومحاربةِ الشِّركيات والابتداع في الدِّين، وكان شيخُهم وكبيرهم هو الشيخَ المجاهدَ محمَّد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - فسمَّاهم خصومُهم (الوهابيَّة) وظنُّوا أنَّ هذه تهمة تعيب صاحبها، وهيهات هيهات! بل إنَّ المتَّهم بها هو الداعِي إلى العقيدة والحقِّ، فأنَّى للقبٍ مثل هذا أن يصير عيبًا؟!

لذلك صَدَح الشيخ ملاَّ عمران - رحمه الله - مدافعًا عن هؤلاء الثُّلَّة قائلاً:

إِنْ كَانَ تَابِعُ أَحْمَدٍ مُتَوَهِّبًا فَأَنَا الْمُقِرُّ بَأَنَّنِي وَهَّابِي
أَنْفِي الشَّرِيكَ عَنِ الْإِلَهِ فَلَيْسَ لِي رَبٌّ سِوَى الْمُتَفَرِّدِ الْوَهَّابِ
لاَ قُبَّةٌ تُرْجَى وَلاَ وَثَنٌ وَلاَ قَبْرٌ لَهُ سَبَبٌ مِنَ الْأَسْبَابِ
كَلاَّ وَلاَ حَجَرٌ وَلاَ شَجَرٌ وَلاَ عَيْنٌ وَلاَ نَصَبٌ مِنَ الْأَنْصَابِ
أَيْضًا وَلَسْتُ مُعَلِّقًا لِتَمِيمَةٍ أَوْ حَلْقَةٍ أَوْ وَدْعَةٍ أَوْ نَابِ
لِرَجَاءِ نَفْعٍ أَوْ لِدَفْعِ بَلِيَّةٍ اللَّهُ يَنْفَعُنِي وَيَدْفَعُ مَا بِي[12]

وبعدَ أن خرجتِ الصحوة الإسلاميَّة المباركة في مصرَ المحروسة، اتهمها العلمانيون وأذنابهم بأنها دعوة رجعيَّة متخلِّفة، وما ذاك إلاَّ لأنَّهم دَعوْا إلى العودة إلى ما كان عليه رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابُه - رضي الله عنهم - فردَّ عليه الدكتور القرضاوي بشموخ وإباء قائلاً:

قَالُوا كِذَابًا دَعْوَةٌ رَجْعِيَّةٌ مَعْزُولَةٌ عَنْ قَرْنِهَا الْعِشْرِينِ
النَّاسُ تَدْعُو لِلْأَمَامِ فَمَا لَهُمْ يَدْعونَنَا لِنَعُودَ قَبْلَ قُرُونِ
رَجْعِيَّةٌ أَنَّا نَغَارُ لِدِينِنَا وَنَقُومُ بِالْمَفْرُوضِ وَالْمَسْنُونِ
رَجْعِيَّةٌ أَنَّا نَصُونُ حَرِيمَنَا بِئْسَ الْحَرِيمُ حَرِيمُ غَيْرُ مَصُونِ
رَجْعِيَّةٌ أَنَّا نَذَرْنَا أَنْفُسًا لِلَّهِ تَحْيَا لاَ لِعَيْشٍ دُونِ
رَجْعِيَّةٌ أَنَّ الرَّسُولَ زَعِيمُنَا لَسْنَا الذُّيُولَ لِمَارْكِسٍ وَلِنِينِ
رَجْعِيَّةٌ أَنَّ الْجِهَادَ سَبِيلُنَا نِعْمَ الْجِهَادُ ذَرِيعَةُ التَّمْكِينِ
رَجْعِيَّةٌ أَنْ يَحْكَمَ الْإِسْلاَمُ فِي شَعْبٍ يَرَى الْإِسْلاَمَ أَعْظَمَ دِينِ
أَوَ لَيْسَ شَرْعُ اللَّهِ شَرْعُ مُحَمَّدٍ أَوْلَى بِنَا مِنْ شَرْعِ نَابِلْيُونِ
يَا رَبِّ إِنْ تَكُ هَذِهِ رَحْعِيَّةٌ فَاحْشُرْنِ رَجْعِيًّا بِيَوْمِ الدِّينِ[13]

وهَكَذا أيُّها الأحباب، انتهتْ هذه الرِّحلة السريعة التي أطلعتْنا على قليل من الكُنوز التي تزخر بها حضارتُنا الإسلاميَّة المباركة، التي حُقَّ لكلِّ مسلم أن يطاول بيافوخِه عَنانَ السماء فخًرا واعتزازًا أنَّه ينتمي إليها، والغَبنُ كلُّ الغَبن في واحدٍ كرَّمه الله بالانتساب إليها، فأدار وجهَه وولَّى وجهه قِبلَ المشرق تارةً، وقِبل المغرب تارة أخرى، فلعمري هذا هو الضَّلال البعيد.
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه والتابعين.
منقول
 

مواضيع ممائلة