حينما نشرع في تدبر قوله"وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"

  • انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
اسمي الله ( الحق – المبين )


المعنى اللغوي :

الحق :
حَقّ : ( اسم ) ، الجمع : حُقوق ، و حِقاق .
الحق اسم فاعل، فعله : حقَّ يحقُّ حقًا. يقال حققت الشيء أحقه حقًا إذا تيقنت كونه ووجوده ومطابقته للحقيقة. ويغلق معنى الريبة والشك اللذان يناقضان الإيمان وقد ذكرهما الله في صفات أهل النفاق .
- الحق بمعنى العدل خلاف الباطل والظلم .
- تأتي كلمة الحق في القرآن بمعنى الإسلام والحكمة والعدل والصدق والوحي والقرآن والحقيقة والحساب والجزاء .


المبين :
اسم فاعل من الفعل بان أو أبان ، وأصل البَينُ التميز والظهور، والبُعْد والانفصال، يقال بانَ الحقُّ يَبينُ بَيانا فهو بائنٌ , والبائن أيضا بمعنى الظاهر المبين الواضح .

والبيان : ما يبين به الشيء .

المعنى في حق الله تعالى :
اسم الحق :
- الحقّ : هو المتحقّق وجوده وكونه ، وكل شيء تحقق وجوده وكونه فهو حقّ ، ومنه { الحاقّةُ ما الحاقةُ } أي الكائنة حقاً لا شك في كونها ، وقولهم : الجنة حقّ أي : كائنة ، وكذلك النار .

- الحق أي المتصف بالوجود الدائم والحياة والقيومية والبقاء فلا يلحقه زوال أو فناء ، قال تعالى ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } .

فاسم الحق يقع على ذات الله تعالى وعلى صفاته وأفعاله.
- قال الراغب الأصفهاني. أصل الحق المطابقة والموافقة ويقال على أوجه: الأول: يقال لموجد الشيء بسبب ما تقتضيه الحكمة ولهذا قيل في الله تعالى هو الحق ، قال الله تعالى : { ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ } .

الثاني: يقال للموجد بحسب مقتضى الحكمة ولهذا يقال: فعل الله تعالى كله حق ، قال الله تعالى: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا } إلى قوله { مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ } .

الثالث: في الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه كقولنا اعتقاد فلان في البعث والثواب والعقاب والجنة والنار حق.
الرابع: للفعل والقول الواقع بحسب ما يجب وبقدر ما يجب وفي الوقت الذي يجب. كقولنا فعلك حق، وقولك حق، قال الله تعالى : { كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ } .

اسم المبين :
المبين : المظهر حكمته بما أبان من تدبيره وأوضح بيناته
- المنفرد بوصفه المباين لخلقة ، الظاهر فوق كل شيء ، له مطلق العلو والفوقية .
- الذي أبان لكل مخلوق علة وجوده وغايته ، وأبان لهم طلاقة قدرته مع بالغ حكمته ، وأبان لهم الأدلة القاطعة على وحدانيته ، وأبان لهم دينهم بأحكام شريعته ، ولا يعذب أحدا من خلقه إلا بعد بيان حجته .
- قال الزجاجي بعد أن بين المعنى اللغوي للاسم : (... فالله تبارك وتعالى المبين لعباده سبيل الرشاد، والموضح لهم الأعمال الموجبة لثوابه والأعمال الموجبة لعقابه، والمبين لهم ما يأتونه ويدرونه ) .
- قال الخطابي: ( "المبين" هو البين أمره في الوحدانية، وأنه لا شريك له ) .

مما سبق يظهر لنا أن (المبين) له معنيان :
الأول: ظهور الله - عز وجل - بظهور الأدلة على وجوده ووحدانيته في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، واستقرار ذلك في العقول والفطر، يضاف إليها الأدلة السمعية التي أنزلها الله -عز وجل- في كتبه وعلى لسان رسله عليهم الصلاة والسلام .
الثاني: إظهار الله -عز وجل- الحق للخلق وإبانته لهم ومن ذلك تعريفه نفسه سبحانه لعباده وإقامته الأدلة الواضحة البينة على كمال أسمائه وصفاته المقتضية لوحدانيته وإفراده وحده بالعبادة .


ورودهما في القرآن الكريم :
ورد اسم الله الحق في القرآن الكريم في عشر آيات منها :
- قال تعالى { فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ } .

وورد اسمه سبحانه ( المبين ) في القرآن الكريم مرة واحدة :
- في قوله تعالى: { يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ } النور : 25 .


وفي السنة :
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ : { ..... أَنْتَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الْحَقُّ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ وَالْجَنَّةُ حَقٌّ وَالنَّارُ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ حَقٌّ اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ فَاغْفِرْ لِى مَا قَدَّمْتُ وَأَخَّرْتُ وَأَسْرَرْتُ وَأَعْلَنْتُ أَنْتَ إِلَهِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ } صحيح مسلم .


الآثار الإيمانية للاسمين :
1- طلب العلم والرسوخ فيه : العلم لا مجرد المعرفة، أن تتعلم أي أن تكون راسخًا في علمك وليس حفظ كلمتين أو قراءة كتابين أو سماع درسين. بل يحتاج الأمر أن يترسخ في قلبك لكي يكون عقيدة وعلمًا .

2- تحقيق الإيمان واليقين : كيف تكون موقنًا بالشيء؟
بإصلاح المحل القلب عندما يدخل نور العلم إلى القلب القاسي لا يثبت يه لأن الرن قد علاها وأشرب القلب المعاصي. لذا تحتاج إلى تطهير القلب لتثبت فيه المعاني. حينئذ تجد نفسك موقنًا ثابتًا لا تتزعزع ولا تنتابك الشبهات ولا تأخذ بك الريب والشكوك .

3- أن تثبت ولا تتزعزع ، والثبات له أسبابه الكثيرة نذكر منها :
- قول الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا } الامتثال لما توعظ به والامتثال لأمر الله. لو امتثلت وتأدبت يترسخ الفعل عندك ويصير ثابتًا لا يتزعزع عندك، أما إذا أعرضت وأخذت ما يناسب هواك وعلى حسب الحالة الإيمانية عندك وما يناسب الوسط الاجتماعي ونقول هذا لا ينفع في زماننا .

- يقول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الذكر لصلاحية المحل وتطهير القلب .

4- العدل : أن تكون عادلاً ولا تظلم مثقال ذرة ، ا تظلم نفسك بارتكاب المعاصي فهذا سوف يزعزع ثباتك، فالظلم ظلمات ، ولا تظلم غيرك فإن من أعظم الذنوب تعجيلاً بالعقوبة البغي والعقوق وكن منصفًا .

5- اعط كل ذي حق حقه : هذا المفهوم الماتع في ديننا، قضية التوازن. فإن لأهلك عليك حقًا وإن لنفسك عليك حقًا وإن لجارك عليك حقًا وإن لصديقك عليك حقًا وإن لوالديك عليك حقًا فأعط كل ذي حق حقه .


قصص:
- النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان مع زوْجتِه صَفِيَّة مرّ صحابِيان جليلان به في الطريق فقال : { على رِسْلِكما هذه زوْجَتي صَفِيَّة قالوا: أَفيك نشُكّ يا رسول الله ؟ قال لئلا يدْخل الشيطان عليكما فإنَّ الشيطان يَجْري في الإنسان مجْرى الدم } ؛ البيان يطْرد الشيطان ، هناك أُناساً كثيرين تجد أحدهم أكثر مُشكلَتِهِ في صمْتِهِ يسْكت ولا يُوَضِّح قد يكون بريئاً وطاهِراً وسليم الصدر حسَنَ النِيَّة لكنّ صمْتَهُ الدائم هو الذي يُثير حوْله الشبهات ؛ وضِّح، بيِّن .


- إذا اعتقد أن الأجل بحسب العناية بالصحة، والعناية بالصحة واجب، فإذا اعتقد أن الأجل متعلّق بذلك فهذا اعتقادٌ باطل، لأن الإنسان لا يموت إلا إذا انتهى أجله.
أخٌ كريم من إخواننا الكرام حدثني قصة، فقال أنا وُلِدتُ في بيتٍ ولي عمان فوالدي له غرفة، وعمي له غرفة، وعمي الآخر له غرفة، وفي الساعة الرابعة من يوم الثلاثاء ولدت في غرفتنا و الغرفة الملاصقة لها هي غرفة عمي، وفيها زوجته، وقد أصيبت بمرض عضال خطير، وأستُدعي أربعة أطباء لمعالجتها، ومن غرائب المصادفات أن الأطباء الأربعة اتفقوا على أنها لن تعيش أكثر من ساعة. فأنا ولدت وكبرت وترعرعت ودخلت المدرسة، وتخرجت فيها وعملت مع والدي، وتوفي والدي، وتزوجت، وانتقلت من بيت إلى بيت إلى بيت، واشتريت آخر بيت وهو الذي أسكنه وأقيم فيه، وأصبح عمري خمسة وأربعين عاماً وجاءت زوجة عمي لتزورني قبل أيام. فرغم قول الأربعة أطباء أنها ستموت بعد ساعة، فلقد عاشت بعد ذلك خمسة وأربعين عاماً، إذاً كلام الأطباء باطل .


خاتمة :
لن تكون بطلاً إلا إذا استطعت أن تتعرّف إلى الحق، وأن يكون اعتقادك حقاً، وأن يكون كلامُك حقاً، وأن تكون حركتُكَ حقاً ، وإذا كنت تعاني من مشكلات، وأن تفسِّر هذه المعاناة بقلة الحظ، فهذا تفسير باطل، وهناك تفسير آخر أن تقول لي حُسّاد كثيرون رموني بحسدهم، وهذا تفسر باطل أيضاً، لأنَه لا يستطيع أحد أن يَضُرَّ أحداً، إلا إذا كان مستحقاً أو غافلاً، ولكن إذا قلت ما من عثرة، ولا اختلاج عرق، ولا خدش عود إلا بما قدمت أيديكم، وما يعفو الله عنه أكثر، فهذا التفسير حق، وأنت في اليوم الواحد أمام آلاف المقولات الباطلة، فالبطولة أن تتعرف إلى الحق وأن تعتقد الحق، وأن تَنطِق بالحق، ولن تكون على حق إلاّ إذا عرفته، ولن تعتقد به، ولن تَنطِق به إلا إذا عرفته .

فالمسلم يدعو بما شاء مما يناسب اسم الله المبين، لاسيما إن كان مظلوما ولا يجد دليلا لبراءته أو كان عاجزا عن بيان حجته؛ فدعاء المسألة أن يذكر الاسم في دعائه يتقرب به إلى ربه طلبا لحاجته كقوله: اللهم أنت الحق المبين فرج كربي وارفع الظلم عني، ومن دعاء ابن الجوزي: ( لا اله إلا الله توحيدا يباين عقائد المشركين، لا اله إلا الله تنزيها يناقض دعاوى المبطلين، لا اله إلا الله إقرارا بما أنكرته عقول الجاحدين، لا اله إلا الله إيقانا لا يشوبه تردد الشاكين، لا اله إلا الله الملك الحق المبين ) .

وهناك في الكون حقيقة واحدة وهي الله، كل شيء يُقرِّبُكَ منها فهو حق، وكل شيء يُبعِدُكَ عنها فهو باطل، فعليك أن تعرف الله، وأن تعرف منهجه، وأن تُطبّقه، وهذا هو الحق، وما سِوى ذلك كله باطل، والمؤمن يرى بأم عينه، أن الباطل قد يصمد سبعين عاماً وبعدئذ يتهاوى كبيت العنكبوت، لأنه باطل فالفكرة باطلة والمبدأ باطل والتطبيق باطل
{ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً }
إن الباطل من صفاته الثابتة أنه زَهَوق، وإن كان الاعتقاد باطلاً فهو زَهَوق، وإن كان السلوك باطلاً فهو زَهَوق .

اللهم أنت المُبين للحق والهادي إليه والمُوَفِّق لإتباعه فاجْعَل بين أيْدِيَنا نوراً من قُرْآنِك وهِدايَةً من بيانِك فإنَّك أنت الحق المُبين .
 
اسم الله (الوتر )

المعنى في اللغة:
هو الفرد والتواتر أي التتابع والله الوتر انفرد عن خلقه .
وقيل : هو الفرْدُ أَو ما لم يَتَشَفعْ من العَدَدِ، و التواتر التتابع، وقيل هو تتابع الأشياء وبينها فجوات وفترات .
ويجوز في " الوتر " فتح الواو وكسرها .


معناه في حق الله :
الوتر: الواحد الذي لا شريك له .
قال الخطابي رحمه الله :-
ومَعْنَى الوِتْرِ في صِفَةِ اللهِ - جل وعَلَا - : ( الواحدُ الذي لا شَرِيكَ لَهُ ، ولا نظيرَ له ، المتفردُ عنْ خَلْقِهِ ، البائنُ منهم بِصِفَاتِهِ فهو سبحانه وِتْرٌ ، وَجَميعُ خَلْقِهِ شَفْعٌ ، خُلِقُوا أزْوَاجَاً ، فَقَالَ سبحانه : { وَمِنْ كُل شيءٍ خَلَقْنَا زَوْجين ..} الذاريات.

- الوتر: هو الفرد الذي لا شريك له و لا نظير ، فهو اسم دال على وحدانية الله سبحانه وتفرده بصفات الكمال و نعوت الجلال .

- قيل أيضا في معنى الشفع والوتر أن الشفع تنوع أوصاف العباد بين عز وذل وعجز وقدرة، وضعف وقوة، وعلم وجهل، وموت وحياة، والوتر انفراد صفات الله عز وجل فهو العزيز بلا ذل، والقدير بلا عجز، والقوي بلا ضعف، والعليم بلا جهل وهو الحي الذي لا يموت، والقيوم الذي لا ينام، ومن أساسيات التوحيد والوترية إفراد الله عمن سواه في ذاته وصفاته وأفعاله وعبوديته .


اسم الله الوتر ثبت في السنة فقط:
- روى البخاري (6410) ، ومسلم (2677) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَّ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ( لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا، مَنْ حَفِظَهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَإِنَّ اللهَ وِتْرٌ، يُحِبُّ الْوِتْرَ } .
- وعند أبي داود والترمذي وابن ماجة والنَسائي وصححه الألباني من حديث عَلِي بن أبي رضي الله عنه قَالَ : أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ: { يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ أَوْتِرُوا، فَإِنَّ اللهَ عز وجل وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ } .


هل الوتر من أسماء الله ام صفة من صفاته ؟
- سئل الشيخ ابن عثيمين عنه : هل هو من أسماء الله أم صفة من صفاته ؟
فأجاب :
" يحتمل أن يكون اسماً من أسماء الله ، ويحتمل ألا يكون ؛ لأن بعض العلماء ذكر قاعدة ، قال : ما جاء معرفاً بأل فهو من أسماء الله ، وما لم يأت معرفاً فهو صفة من صفات الله .
وبعض العلماء يقول : كل صفة من صفات الله وصف الرسول بها ربه : فإنها اسم . وعلى هذا يتنزل الجواب : إن قلنا بأن أسماء الله هي المقرونة بأل ، فالوتر لا أعلمه جاء مقروناً بأل ، وإن قلنا : كل ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له الرسول سواء بأل أو بغير أل ، فهو اسم ، قلنا : إن الوتر من أسماء الله ، والله أعلم " .
انتهى من " لقاء الباب المفتوح " (62/ 21) بترقيم الشاملة .

- وقال الشيخ علوي السقاف حفظه الله :
" يوصف الله عَزَّ وجَلَّ بأنه وِتْر، وهذا ثابت بالأحاديث الصحيحة، و (الوِتْر) من أسمائه تعالى " .
انتهى من " صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة " (ص 367( .


الفرق بين أسماء الله " الواحد – الأحد – الوتر " :
- اسم الله الواحد : ينفي العددية والمثلية فليس هناك واحد أو اثنين بنفس الخصائص فهو ينفي في الحقيقية قياس التمثيل وأنه ليس هناك مثيل لربنا في ذاته أو في صفاته ، فمثلاً لا يوجد واحد أو اثنين في مثل خصائص الحق سبحانه تعالى ولا فيما يخصه من صفات أو ذات ، فهذا الاسم ينفي قياس المماثلة .

- وأما اسم الله الأحد : فينفي الشبيه بالكلية ونفي الشبيه هو نفي قياس الشمول فليس هناك شبيه ، والمقصود بالشبيه أن يكون التشابه في البعض وليس في الكل ، فالمثيل تشابه في الكل في الذات والصفات ، وأما الشبيه فيكون تشابه في البعض ، كما تقول بأن الولد يُشبه أباه فيختلف عن قولك بأن الولد توأم لأخيه ،
والله عز و جل قال في تفسير الأحد: { وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } الإخلاص :4
التي هي بمعنى: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } الشورى :11.

- واسم الله الوتر : ينفي الشفعية والزوجية لأن أصل الوتر هو الفرد من العدد ، فلا يكون اثنان ولا أربعة ولا ستة ولا ثمانية ولا شيء من هذا القبيل ، فربنا سبحانه وتعالى جعل الشفع في مقابل الوتر في قوله تعالى: { وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ } الفجر :3، فالوترية نفي الزوجية وربنا سبحانه وتعالى خلق جميع الخلائق على الزوجية، قال تعالى : { وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ } الذاريات :49، فالله سبحانه وتعالى هو الذي انفرد بالوترية فليست له زوجة ولا ولد .


الآثار الإيمانية لاسم الله الوتر :
1- أثر الاسم على العبد يتجلى في محبته للتوحيد والوترية في كل قول أو فعل، فيغتسل وترا، ويستجمر وترا، ويستنثر وترا، ويجعل آخر صلاته بالليل وترا، وإذا اكتحل فليكتحل وترا، ويغسل الميت وترا، روى الحاكم وصححه الشيخ الألباني من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { لما تُوفي آدَم غَسَلتْهُ المَلاَئِكَةُ بالماء وتْرا وألحَدوا له وقَالوا: هَذه سُنّة آدَم في وَلدِه } ،وعند البخاري من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { اجْعَلوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِالليْل وِتْرًا } .

2- الاكثار من قول .. اللهم أنا نستودعك قلوبنا فلا تجعل فيها أحدا غيرك .

3- الصدق مع الله هو الميزان الحقيقي لقبول العمل ومضاعفته ، فالصدق ثلاثة أنواع : صدق مع الله وهو الإقبال على الله بهمة صادقة ، وصدق مع الناس و صدق مع النفس ،
الصدق هو كما ذكره ابن القيم : هو باعث يخرج من قلبك قبل العمل ، اذا ً الصدق هو القوة المحركة والدافعة للعمل .

4- أحب شيء إلى الله التوحيد-- فيحب الله تعالى أن نوحده في عباداتنا { أأرباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار } توحيد الله لا نستطيع ان نعبره وان ننسجم معه تمام الانسجام دون ان نعرف ماهيته فالخلق كلهم خلقوا لأجل كلمة التوحيد ولاجلها جردت السيوف وقام لاجلها سوق الجنة والنار .


خاتمة :
كتبته فجر بنت عبد الرحمن الكوس :
الله الوتر سبحانه هل هو وترٌ في قلوبنا ؟ هل وحّدناه في قلوبنا ؟ هل محبتنا و خوفنا و رجائنا له وحده
الله الوتر يحب من عباده أن يوحدوه فلا يعبدوا غيره و لا يطلبوا من غيره ولا يذبحوا إلا له ( التوحيد علم نافع لابد لنا أن نتعلمه ) بمقدار توحيدك لله الوتر بمقدار ما يوفقك الله ويعطيك من خير الدنيا و الآخرة أسأل نفسك هل أنا موحد لله عز وجل؟ هل أقمت التوحيد بقلبي وعملي ؟
الموحد لا ينتظر رزقه إلا من الله لأنه يعلم أن الله الوتر هو الذي تفرد بالرزق و العطاء .. فإذا ضاق عليه الرزق أو تأخر يطلبه من الله الوتر ، لأن الله وتر فلابد أن تتعلق القلوب بيده ، كل الخلق يموتون و يذهبون ولكن الله حي لا يموت ... فحقيق على قلوب عرفت ربها أن تتعلق به وحده .
مهمة الدعاة الدعوة إلى الله وحده وتعريفهم بالله و كيفية توحيده ،ولابد على الوالدين و المربين غرس معاني التوحيد في القلوب وتعريفها بالله .
يوسف عليه السلام في السجن و يدعو إلى الله : { يا صاحبي السجن أأرباب متفرقون أم الله الواحد القهار } تأمل ترتيب الأولويات في الدعوة .

كانت فتاة نصرانية لما عرفت أن الله واحد ووتر تركت كل شيء وأسلمت بعد تهديد أسرتها بقتلها ، فرزقها الله زوج صالح مسلم و ذهبت معه للسعودية .
لا تظن و لو للحظة أنك إذا كنت موحد لله ستخذل !! الموحد دائماً منصور من الله يعتني به الله ويكرمه ويجيبه ويسدده ويرزقه ويجبره ويثبته ، لأن الله وتر يحب من عباده أن يوتروا عوّد نفسك على صلاة الوتر و لا تتعذر بأي عذر عنها، إنها قربة عظيمة لله عاهد نفسك أن تستمر عليها حتى الموت .
كان النبي يراعي الوتر في كل شؤونه
يوتر في أكل التمر٧
وشرب الماء ٣
والاستغفار بعد الصلاة ٣
والكثير من الدعوات يأتي بها وتر
إما مرة أو ثلاثاً أو سبعاً إلى غير ذلك
من حب الله للوتر خصَّ تسعة وتسعين اسماً من أسمائه الحسنى الواردة أن من أحصاها حفظاً لها وفهماً لمدلولها وقيامها بالعبوديات التي تقتضيها دخل الجنة
( الشيخ عبدالرزاق البدر ) . انتهى .

قال تعالى : { ... فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ .... } ذكره لك غير ذكرك له
أي أن الله سبحانه وتعالى حينما تذكره يذكرك، أما إذا ذكرته فقد أديت واجب العبودية ، لكنه إذا ذكرك منحك الأمن، والأمن لا يتمتع به إلا المؤمن .
منحك الرضا ، منحك السكينة التي تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، كلمة الحفظ واسعة جداً، حفظ الاسم أي تعرف عليه ، وتخلق بهذا الخُلق ، واجعل هذا الخُلق وسيلة إلى الله ، إلى التقرب إليه، الله عز وجل رحيم، يمكن أن تتقرب إليه بأن ترحم عباده، الله عز وجل عدل، يمكن أن تتقرب إليه إن كنت منصفاً، الله عز وجل كريم يمكن أن تتقرب إليه إن كنت كريماً .{ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ } إن نصرت دينه نصرك ، اللهم انصرنا على أنفسنا حتى ننتصر لك ، حتى نستحق أن تنصرنا على أعدائنا .

لندعو الله باسمه الوتر أن يرزقنا توحيده و يحيينا عليه و يميتنا عليه و يحشرنا في زمرة الموحدين .
اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الواحد الأحد الصمد الصَّمَدُ الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ الوتر أن تغفر لي ذنوبي ، اللهم إني أشهد أنك أنت الله الواحد الأحد الصمد الوتر الذي لا شريك له اجعلني من عبادك الموحدين المخلصين.
 
  • إعجاب
التفاعلات: محب الجنان
اسم الله ( الطيب )

المعنى اللغوي :
طَيَّب : ( اسم ) ، نَفْسٌ طَيِّبَةٌ : رَاضِيَةٌ
طَيِّبُ الْخُلُقِ : حَسَنُ الطَّبْعِ . طيَّبَ الكلامَ : حسَّنه ، جعله طيِّبًا أو طاهرًا عفيفًا .

معنى الاسم في حق الله :
قال النووي رحمه الله تعالى قال القاضي عياض : ( الطيب في صفة الله تعالى بمعنى المنزه عن النقائص وهو بمعنى القدوس، وأصل الطيب: الزكاة والطهارة والسلامة من الخبث ) .


هذا الاسم لم يرد إلا في السنة :
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { أيها الناس إن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً...... } رواه مسلم وغيره .


الآثار الإيمانية للاسم :
1- لما كان الطيب تعالى منزهًا عن العيوب لزم العبد أن يتأدب مع ربه،والعجب من مخلوق يتحرز في كلامه مع أمير وغني من الخلق ولا تجده مؤدبًا عند حديثه عن ربه .
2- جاءت الشريعة بجملة من اﻷحكام في اﻷدب مع الله فلا يقول العبد عبدي أو أمتي وإنما يقول: فتاي وفتاتي، ولا يقول: لولا الله وفلان بل يقول: لولا الله ثم فلان بل وعدت الشريعة بعض هذه اﻷلفاظ شركا، مثل: لولا الله وفلان وقول ما شاءالله وفلان، ولما قال الرجل هذه الكلمة لرسول الله غضب وقال: أجعلتني لله ندا؟ قل : ما شاء الله ثم فلان، لولا الله ثم فلان .
3- قال بعض السلف فيمن يعيب على الناس في خلقتهم : أتعيب الخالق أم تعيب المخلوق؟ فعيب المخلوق في لونه وشكله هو في الحقيقة أذية لله ﻷن الذي خلقه هو الله فكن مؤمن يتأدب مع خالقه .

4- قال تعالى : { الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم } فهنيئًا لكل طيب تبرئة الله له ، المؤمن كله طيب قلبه ولسانه وجسده بما سكن في قلبه من اﻹيمان وظهر على لسانه من الذكر وعلى جوارحه من اﻷعمال الصالحة التي هي ثمرة اﻹيمان ، وهنيئًا للطيبين ﻷن الله طيب يحب الطيبين وهو تعالى ما خلقنا إلا (ليميز الخبيث من الطيب) ولا مساواة بينهما { قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث } .

5- الفضيحة يوم القيامة ﻵكل الحرام ( والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم من هذا المال الحرام شيئا إلا جاء يوم القيامة يحمله على عنقه بقرة لها خوار وبعير له رغاء وشاة تصيح ثم رفع النبي عليه السلام يديه حتى ظهر بياض إبطيه ثم قال: ألا هل بلغت اللهم فاشهد، اللهم فاشهد )
وفي مسلم : (لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئًا قد بلّغتك..) فكيف بمن أكل أرضًا حرامًا؟!
في مسلم: ( من اقتطع حق امرئ مسلم فقد أوجب الله عليه النار وحرم عليه الجنة قيل يا رسول الله: ولو كان شيئًا يسيرًا؟ قال: وإن كان عودًا قضيبًا من أراك ) .


أمثلة من تأدب السلف مع الله :
- يقول ابن قدامة المقدسي: ومناجاة العباد لربهم كثيرة ، ومن أحسنها ما روي عن منصور بن عمار قال: سمعت عابدًا بالليل يناجي ربه وهو يقول: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، ولا التعرض لغضبك ، فلست بمقامك جاهل، ولا بنظرك مستخف، ولكن زينت لي نفسي، وغرني سترك المرخى علي؛ فعصيتك بجهلي وخالفتك بجهدي، فاﻵن من عذابك من ينقذني؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني؟ يا رب اعف عنا واغفر لنا.
- يقول ابن الجوزي: وجدت أبو الوفاء بن عقيل العَلَم الجليل يقول لنفسه يوما : والله ما أجد لنفسي خلة استحسن أن أقول متوسلا بها اللهم اغفر لي كذا بكذا والله ما التفت قط إلا وجدت منه سبحانه برًا يكفيني، ووقاية تحميني، مع تسلط اﻷعداء. ولا عرضت حاجة فمددت يدي إلا قضاها، هذا فعله معي وهو رب غني عني وهذا فعلي وأنا عبد فقير إليه، ولا عذر لي فأقول ما دريت ، فواحسرتاه على عمر انقضى فيما لا يطابق الرضى. ويا حسرتاه على ما فرطت في جنب الله اللهم توبة خالصة من هذه اﻷقذار، ونهضة صادقة لتصفية ما بقي من اﻷكدار،وقد جئتك بعد الخمسين وأنا من خلق المتاع، فاغفر لي سالف فعلي. (صيد الخاطر لابن الجوزي ) .


خاتمة :
- قال ابن القيم رحمه الله تعالى في شرحه لقوله صلى الله عليه وسلم: { والصلوات والطيبات } وذلك في دعاء التشهد : (( وكذلك قوله : (والطيبات) هي صفة الموصوف المحذوف أي: الطيبات من الكلمات والأفعال والصفات والأسماء لله وحده، فهو طيب وأفعاله طيبة، وصفاته أطيب شيء، وأسماؤه أطيب الأسماء، واسمه (الطيب)، ولا يصدر عنه إلا طيب، ولا يصعد إليه إلا طيب، ولا يقرب منه إلا طيب، وإليه يصعد الكلم الطيب وفعله طيب، والعمل الطيب يعرج إليه، فالطيبات كلها له ومضافة إليه وصادرة عنه ومنتهية إليه... فإذا كان هو سبحانه الطيب على الإطلاق فالكلمات الطيبات، والأفعال الطيبات، والصفات الطيبات، والأسماء الطيبات كلها له سبحانه لا يستحقها أحد سواه، بل ما طاب شيء قط إلا بطيبته سبحانه فطيب كل ما سواه من آثار طيبته، ولا تصلح هذه التحية الطيبة إلا له )) انتهى .
أنت لا تعلم حينما تكون طيباً ماذا ينتظرك من الله عز وجل، التوفيق، النصر، التأييد، السكينة، السعادة، الرضى
بإمكانك أن تفعل كل شيء مادي، بإمكانك أن تذهب إلي الحج، وأن تصوم رمضان، وأن تصلي، إن لم تكن مستقيماً فلن تقطف ثمار هذه العبادات، لأن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً، فهذا الذي يأكل أموال الناس بالباطل، هذا الذي يعتدي علي أعراض الناس، هذا الذي يقول كلاماً لا يرضي الله عز وجل ليس طيباً، لذلك لن يستطيع أن يقطف من ثمار العبادات شيئاً
تريد القرب من الله، تريد أن تكون في عين الله، أن تكون في توفيق الله، و تكون في تأييد الله، أن ينصرك الله، أن تحيى حياة طيبة، تريد أن تكون متفوقاً عند الله، كن طيباً، لأن { اللَّهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا } هذا الحديث الصحيح شعاراً لك في حياتك، في تجارتك، في سفرك، في بيعك، لذلك أَطِبْ مطعمك تكن مستجاب الدعوة .
- أعظمُ ما في المؤمن أن سريرته كعلانيته، وأن خلوته كجلوته، وأن باطنه كظاهره ، ما عنده ازدواجية أبداً، لأنه طيب ما عنده أسرار أبداً، ما يفعله في البيت يفعله أمام الناس، ما يفعله أمام الناس يفعله في البيت، ما عنده شيء للاستهلاك الخارجي، وممارسة خاصة .

مثال :
كل شراب مسموح به فهناك مائة شراب حرم عليك الخمر فقط ، كم نوعًا من اللحم مسموح به ؟ حرم عليك لحم الخنزير، المحرمات بالنسبة إلى المحلّلات لا شيء { وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ } إنسان جائع جداً، وأمامه طعام من لحم مشويّ مع مقبّلات، طعام نفيس جداً، وطيب جداً، اللحم نفسه لو تركته في الهواء أياماً طويلة والجو حار يتفسخ، ويكون له رائحة لا تحتمل قد تخرج من جلدك منها ، وقد تكون الدابة ميتة في الطريق من كيلوين تشمّ رائحة لا تحتمل، قطعة لحم إن كانت طازجة مشوية وأنت جائع فهي أنفس طعام، وإن تفسخت لا تحتمل، لذلك قال تعالي : { لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ }الكثرة لا تحيل الخبيث طيّباً، والكثرة لا تجعل المحرم حلالاً، وكثرة الباطل لا تجعله حقاً، فلا تَقُل: أنا مع مجموع الناس .
فالله عز وجل طيب في خلقه، طيب في أسمائه، وفي صفاته ، وفي ذاته ، وطيب في أفعاله ، كل شيء وقع أراده ، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، وحكمته المطلقة متعلقة بالخير المطلق .
وطيب الآخرة، فجعلها خالدة لروادها، الدنيا طيبة للموحدين، فألهمهم رشدهم، وأحياهم حياة طيبة، والآخرة طيبها، فجعلها إلى أبد الآبدين فقال : { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً }

الطريق إلى الله عز وجل واضح ومتاح لكل مؤمن، قال تعالى : ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )



يا الله يارب نتوسل إليك باسمك الطيب أن تطيب خواطرنا ، وتطيب قلوبنا وتطيب اخلاقنا

يارب نسالك باسمك الطيب أن تطيب حياتنا وطيب لنا ذريتنا وطيب لنا أزواجنا وطيب لنا رزقنا .. وطيب لنا مالنا ومسكننا ، وطيب ألسنتنا وطيب أقوالنا وأفعالنا وطيب لنا مرقدنا وزادنا ، طيب لنا سفرنا ، وطيب أخلاق أزواجنا معنا ، يارب طيب لنا خاتمتنا وطيب قبرنا وطيب مقامنا بين يديك .

اللهم ياطيب اجعلنا ووالدينا وأزواجنا وذريتنا ممن يقال لهم { وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }

 
اسم الله ( النصير ) ومعه الناصر

المعنى اللغوي :

ناصِر :
( اسم ) الجمع : ناصرون و أنصار و نُصَّار ، المؤنث : ناصِرة ، و الجمع للمؤنث : ناصِرات و نُصَّار و نواصرُ
اسم فاعل من نصَرَ ، والنَّاصِرُ : مجرى الماء إلى الأودية . نصَر مظلومًا أيَّده وأعانه ونجده .
النَّاصِر : صفة من صفات الله ، ومعناه : المُيسِّر للغلبة .

النَصير:
( اسم ) الجمع : أنْصَارٌ ، و نُصَراء ، النَّصِيرُ : صيغة مبالغة من نصَرَ : كثير التَّأييد والعون بدعم وقوَّة
النَّصير : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : الذي لا يخذل وليَّه .


المعنى في حق الله :
النصير: وهو الموثوق منه بأن لا يسلم وليه ولا يخذله .
وقال القرطبي : (وله معان منها : العون، يقال: نصره الله على عدوه ينصره نصرا فهو ناصر ونصير للمبالغة، والاسم النصرة، والنصير الناصر ) .

وقال الأصبهاني : ("النصير والناصر" بمعنى واحد ، ومعناه : ينصر المؤمنين على أعدائهم، ويثبت أقدامهم عند لقاء عدوهم، ويلقي الرعب في قلوب عدوهم ) .

وقال الحليمي : (" الناصر" هو الميسر للغلبة ) .

قال ابن جرير في قوله : { وكفى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} ،
( نصيًرا) : يقول: ناصرًا لك على أعدائك، فلا يهولنك أعداؤك من المشركين، فإني ناصرك عليهم، فاصبر لأمري، وامض لتبليغ رسالتي إليهم .


وروده في القرآن الكريم :
- قال تعالى : { وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } .
- وقوله { بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ } .


من السنة :
- وقال النبي صلى الله عليه وسلم - كما في قصة الحديبية - : ( إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ ، وَهُوَ نَاصِرِي ) رواه البخاري .
- عن أنس رضي الله عنه: { اللهم أنت عضدي، وأنت نَصِيري، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل } حديث صحيح. رواه : أبو داود والترمذي وغيرهما وصححه الألباني .


هل اسم ( الناصر) من أسماء الله ؟
" الناصر " ليس من أسماء الله تعالى ، لأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة ، ولكن يجوز إطلاقه على أنه صفة ، فيقال : الله تعالى هو ناصر المؤمنين ، ونحو ذلك .
- قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
" ليس من أسماء الله الناصر ، وإن كان هو الناصر سبحانه وتعالى ، لكن لم يثبت في أسمائه فيما نعلم الناصر ، فعبد الناصر لا ينبغي ، وإنما يتسمى بغير ذلك ، كعبد القادر وعبد العزيز وعبد الكريم وعبد القدوس وعبد السلام وأشباهها من الأسماء المحفوظة ، وأما من يسمي أولاده بهذا فإنه ينبغي له أن يغير عبد الباسط وعبد الناصر بأسماء أخرى " انتهى .

- وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
(( ومن هذا : الغلطُ في التعبيد لأسماءٍ يُظنُّ أنَّها من أسماءِ اللهِ تعالى وليستْ كذلك؛ مثل: عبدِ المقصودِ ، عبدِ الستَّارِ ، عبدِ الموجودِ ، عبد المعبودِ ، عبدِ الهوه ، عبد المُرْسِل ، عبد الوحيد ، عبد الطالب ، عبد الناصر ، عبد القاضي ، عبد الجامع ، عبد الحنان ، عبد الصاحب - لحديث: (الصاحب في السفر) - عبد الوفي.. فهذه يكونُ الخطأُ فيها من جهتين :
- الجهة الأولى : من جهةِ تسميةِ اللهِ بما لم يردْ بِهِ السَّمعُ ، وأسماؤهُ سبحانه توقيفيَّةٌ على النصِّ مِن كتابٍ أو سنَّةٍ.
- والجهةُ الثانيةُ : التَّعبيدُ بما لم يسمِّ اللهُ بهِ نفسه ، ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم .
وكثير منها من صفات الله العُلى، لكن قد غلط غلطاً بيناً من جعل لله من كل صفة اسماً ، واشتق له منها، فقول الله تعالى : ( وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ) غافر/20 ، لا يشتق لله منها اسم القاضي، لهذا فلا يقال: عبد القاضي، وهكذا )) .
انتهى من "معجم المناهي اللفظية " (ص: 371-372) .

- لو كان قد تسمى به من قبل : فنرجو ألا يكون عليه بأس في استبقاء الاسم القديم ، خاصة إذا شق على صاحبه تغييره ، أو كان يسبب له إشكالات في أوراقه الرسمية ، وخصوصياته .


من آثار الإيمان باسمه سبحانه النصير :
1- الثقة في نصر الله تعالى لعباده المؤمنين وعدم الرهبة من قوة الكافرين إذا أخذ بالأسباب، والتوكل على الله وحده في ذلك؛ فالمنصور من نصره الله تعالى، والمخذول من خذله.
قال سبحانه: { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ }
يقول ابن القيم رحمه الله : " فالمؤمن عزيز غالب مؤيد منصور، مكفيٌّ، مدفوع عنه بالذات أين كان، ولو اجتمع عليه من بأقطارها، إذا قام بحقيقة الإيمان وواجباته، ظاهرًا وباطنًا " .

2- يدفع المؤمن للأخذ بأسباب نصر الله تعالى له في الدنيا والآخرة ،
وذلك بالخضوع لأمره وشريعته ونصرة دينه في نفسه ومع الناس لأن التفريط في طاعة الله - عز وجل - باب إلى الخذلان والمصائب وتأخر نصر الله تعالى قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } .

3- شعور العبد بحاجته لنصرة الله تعالى في جميع أحواله وشؤونه كلها وأنه لا يستغني عن نصرة ربه له طرفة عين .
فهو محتاج إلى أن ينصره الله - عز وجل – على هواه ونفسه ، وهو محتاج إلى نصرة الله تعالى له على شيطانه من الإنس والجن ، وهو محتاج إلى نصرة الله له على أعدائه الكافرين ، وبالجملة فهو محتاج إلى عون الله - عز وجل - ونصرته على فتن الشبهات والشهوات وكيد الأعداء .
ولذا جاءت أدعية كثيرة ثابتة عن النبي في طلب النصرة من الله تعالى على الشر وأهله، ومن هذه الأدعية قوله :
{ رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي، واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي... الحديث } رواه الترمذي حسن صحيح .


خاتمة :
نسب الله النصر إليه فهو ينصر من يشاء، قال تعالى : { إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ ... } وقال سبحانه : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ } وقال: { وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ }
وأمرنا سبحانه بنصرته فقال : { كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ } ، وقال : { وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ }
فمن نصرته لعباده المؤمنين : توفيقهم إلى الطاعة وحفظهم من الانحراف والمعصية حتى يخلصوا لوجهه الكريم ، ويتطهروا من كل آفة وخلق ذميم ؛ فتكون نصرته لهم بحفظهم من أعدائهم وممن أراد بهم سوءًا، كما في الحديث القدسي الصحيح : { مَنْ عَادَى لِى وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ } وبتحقيق آمالهم ومقاصدهم الصحيحة التي سعوا فيها وبذلوا الجهد في تحصيل أسبابها ، قد تعبدهم ببذل السبب واستفراغ الوسع، ووعدهم بالنجاح والفتح، والتوفيق وتذليل العقبات إنها ليست منحة للكسالى والقاعدين والمتواكلين والمفرطين، ولكنها مكافأة وفيض رباني للباذلين والمتحرين للأسباب ، والفاقهين للسنة ، والمستبصرين بتجارب الحياة والأمم ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفرغ طاقة وسعه والعمل والدأب والإخلاص والخلق الكريم والتعبد والنسك، ثم يقول : { اللَّهُمَّ أَنْتَ عَضُدِي وَنَصِيرِي بِكَ أَحُولُ وَبِكَ أَصُولُ وَبِكَ أُقَاتِلُ } والنصر مقرون بالصبر، كما في الحديث : { وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصًرَ مَعَ الصَّبْر } .

إن المؤمن المتطلع إلى النصر والمجد والرفعة يستمد من اسم الله تعالى ( النصير ) الإلهام والإصرار وقبول التحدي، وعدم الاستسلام للعوائق والمعوقات والموانع، كما يستمد من اسم «الهادي» التقرب إلى الأسباب والطرق والوسائل التي يصل بها إلى تحقيق الرفعة والعزة ، حتى الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لم يأتهم نصر سهل رخيص بل كُذِّبوا وصبروا على ما كُذِّبوا وأُوذوا حتى أتاهم نصرنا ولا مبدل لكلمات الله ، من الخلل العظيم أن يستلهم المسلم من الأسماء الحسنى معنى القعود والعجز والإخلاد ، بل هي تُعلِّم الحركة والفعل الإيجابي، وتربي على الثقة بكفاءة النفس وقدرتها ومواهبها وملكاتها مع التوكل على الله وبهذا تنجز لو سلكت الطريق المستقيم في سنة ما ينجزه الآخرون في سنوات ببركة الاستمداد من فضل الله وجوده وعطائه، وبركة ما يستخرجه الإيمان من كوامن الطاقات وما يحركه من هوامدها .


يارب أنت سميعٌ مجيبُ عبدٍ دعاكا


أنا الضعيف وصوتِ قد انتهى لعُلاكا


مادمت أنت نصيري فقوتي من قواكا


أرجوكَ ياربِ عزماً يطوي طريقَ هداكا


وانشر عليَّ سحاباً مظللاً من رضاكا

أغنى به يا إلهي عن كلِ شيءٍ سواكا
 
اسم الله ( المحسن )

- مُحسِن : اسم ، فاعل مِنْ أَحْسَنَ ، يتعامل بالإحسان وهو العطاء بالحسنى .
- محسن : فعله حَسُن يَحْسُن حُسْنا فهو حاسِنٌ ، والحُسْنُ ضدُّ القُبْح وحَسَّن الشيء تحسِينا أي: زيَّنْتُه وأحْسنتُ إليه وبه .
- الإحسان يدورحول ثلاثة معاني : 1- التزيين . 2- الإنعام على الغيــر كما يُقال أحْسَنَ إلى فلان . 3- الإحســان في الفعل وذلك إذا عَلِمَ عِلْمًا حَسنًا ، أو عَمِلَ عملاَ حسنًا .


معناه في حق الله :
- قال القرطبي عن اسم الله المُحْسِن : " أن معناه راجعٌ إلى معنى المُفْضِل وذي الفَضل والمنَّان والوهَّاب " (الكتاب الأسنى:2:414 ) .

- وقال المُناوي في قوله : " إن الله محسنٌ " أي : " الإحسان له وصفٌ لازمٌ، لا يخلو موجودٌ عن إحسانه طَرْفةَ عين، فلا بدَّ لكل مُكوَّن من إحسانه إليه بنعمة الإيجاد ونعمة الإمداد " (فيض القدير:2:264)، فالله سبحانه وتعالى أحسنَ إلى جميع الخلق بنعمة الإيجـاد والإمداد، وأنعم على المؤمنين بنعمة أخرى وهي نعمة الهدايـــة .

والمؤمن يستشعر إحسان الله سبحانه وتعالى به عند ما يخرجه من سجن الشهوات إلى عز الطاعة، ومن سجن الخطايا إلى فرج التوبة ، مصداقًا لقوله على لسان نبيه يوسف: { وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ } يوسف : 100 .


وروده في القرآن الكريم :
لم يرد اسم المحسن صريحا ولكن ورد وصف الإحسان في آيات كثيرة منها :
- قال تعالى : { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } .
- وقوله : { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ } .


من السنة :
ورد في السنة النبوية مطلقًا يفيد المدح والثناء على الله بنفسه :
- حديث أنس بن مالك قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إذا حَكَمْتُمْ فاعْدِلُوا وإذا قَتَلْتُمْ فأَحْسِنُوا فإِنَّ الله مُحْسِنٌ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ } .

- حديث شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِنَّ اللهَ مُحْسِنٌ فَأَحْسِنُوا وَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا قِتْلَتَكُمْ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ } .


فتوى :
هل يجوز التسمي بـ عبد المحسن ؟
أولاً:
القاعدة عند أهل السنَّة أنهم يسمُّون الله تعالى بما سمَّى به نفسه في كتابه وما سمَّاه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، من غير تحريف ، ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل
ثانياً:
و " المحسن " من أسماء الله تعالى الثابتة في السنَّة الصحيحة ، وعليه : فيجوز التسمية بـ " عبد المحسن " ، ومما يدل على ثبوت الاسم في السنَّة منها :
حديث شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّ اللهَ مُحْسِنٌ فَأَحْسِنُوا وَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا قِتْلَتَكُمْ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ ) .
رواه عبد الرزاق في " المصنف " ( 4 / 292 ) والطبراني في " المعجم الكبير " (257 / 7 ) وصححه الألباني في " صحيح الجامع " ( 1824 ) .
ثالثاً :
قد أثبت هذا الاسم لله تعالى طائفة من أهل العلم المحققين منهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ، ومن المعاصرين : الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله:
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
وكان شيخ الإسلام الهروي قد سمَّى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى ، وكذلك أهل بيتنا غلب على أسمائهم التعبيد لله : كعبد الله ، وعبد الرحمن ، وعبد الغني ، والسلام ، والقاهر ، واللطيف ، والحكيم ، والعزيز ، والرحيم ، والمحسن ، والأحد ، والواحد ، والقادر ، والكريم ، والملك ، والحق .
" مجموع الفتاوى " ( 1 / 379 ).

- وقال ابن القيم – رحمه الله - :
واسم البر المحسن المعطي المنان ونحوها : تقتضي آثارها وموجباتها .
" مدارج السالكين " ( 1 / 418) .

قال الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - :
التعبيد لا يجوز إلا لله سبحانه ، قال أبو محمد بن حزم الإمام المشهور : اتفقوا) العلماء ) على تحريم كل اسم معبد لغير الله ، كعبد عمرو ، وعبد الكعبة ، وما أشبه ذلك ، حاشا عبد المطلب . انتهى .
ولا يجوز التسمية بالتعبيد لغير الله ، كعبد النبي ، وعبد الكعبة ، وعبد علي ، وعبد الحسن ، وعبد الحسين ، ونحو ذلك .
أما عبد المحسن : فلا بأس به ؛ لأن المحسن من أسماء الله سبحانه وتعالى .
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (5 / 358 ، 359) .


الآثار الإيمانية في التخلق باسم الله :
1- ينبغي أن يكون المسلم محسناً في كل أفعاله ، وكلمة محسن هي ألصق صفة بالإنسان المؤمن ، , كما أن الله محسن إليه فيجب عليه أن يكون : محسن في كلامه، فلا بذاءة، ولا تهجم، ولا سخرية، ولا فحش، ولا طرف قبيحة محرجة تُحمّر الوجه ، محسن إلى زوجته ، محسن في تربية ، محسن في عمله (( إن الله يحب من العبد إذا عمل عملا أن يتقنه )) عن كليب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الله يحب من العامل إذا عمل أن يحسن } ، محسن في عبادة ربه ، محسن حتى مع ذبيحته . فإذا كان العبد مأموراً بالإحسان إلى من استحق القتل من الآدميين، وبإحسان ذبحة ما يراد ذبحه من الحيوان، فكيف بغير هذه الحالة ؟ .
2- قال تعالى : { هل جزاءُ الإِحْسان إلا الإِحسان } ما جزاءُ مَنْ أَحسَن في الدُّنيا إِلا أَن يُحسن الله إِليه في الآخرة ، فالله عز وجل محسن أحسن كل شيء خلقه فأتقنه وأبدع صنعته وصبغته ، وأحسن إلى خلقه بعموم نعمه وشمول كرمه وسعة رزقه مع مخالفتهم لأمره ونهيه ، وأحسن إلي المؤمنين فوعدهم الحسني وعاملهم بفضله ، وأحسن إلى من أساء فأمهله ثم حاسبه بعدله .
3- من الإحسان المالي: جميع الصدقات المالية، سواء كانت على المحتاجين، أو على المشاريع الدينية العام نفعها
ومن الإحسان: الهدايا والهبات للأغنياء والفقراء، خصوصاً للأقارب والجيران، ومن لهم حق على الإنسان من صاحب ومعامل وغيرهم.
ومن أعظم أنواع الإحسان: العفو عن المخطئين المسيئين، والإغضاء عن زلاتهم، والعفو عن هفواتهم

والإحسان نوعان :
النوع الأول : إحسان في عبادة الله وهو { أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك }
فهذان مقامان :
أحدهما : مقام المراقبة وهو أن يستحضر العبد قرب الله منه واطلاعه عليه؛ فيتخايل أنه لا يزال بين يدي الله، فيراقبه في حركاته, وسكناته, وسره وعلانيته، فهذا مقام المراقبين المخلصين، وهو أدنى مقام الإحسان .
والثاني: أن يشهد العبد بقلبه ذلك شهادة ، فيصير كأنه يرى الله ويشاهده، وهذا نهاية مقام الإحسان، وهو مقام العارفين .
فمن وصل إلى هذا المقام ، فقد وصل إلى نهاية الإحسان، وصار الإيمان لقلبه بمنزلة العيان، فعرف ربه وأنس به في خلوته، وتنعم بذكره, ومناجاته, ودعائه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أناس من أهل البدو، فقالوا: يا رسول الله ! قدم علينا أناس من قرابتنا، فزعموا أنه لا ينفع عمل دون الهجرة والجهاد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { حيثما كنتم، فأحسنوا عبادة الله، وأبشروا بالجنة } .

النوع الثاني :الإحسان إلى المخلوقين : وهو بذل المعروف القولي والفعلي والمالي إلى الخلق. فأعظم الإحسان تعليم الجاهلين، وإرشاد الضالين، والنصيحة لجميع العالمين ، إعانة المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، وإزالة ضرر المضطرين، ومساعدة ذوي الحوائج على حوائجهم، وبذل الجاه والشفاعة للناس في الأمور التي تنفعهم .
ومن الإحسان المالي: جميع الصدقات المالية، سواء كانت على المحتاجين، أو على المشاريع الدينية العام نفعها.
ومن الإحسان: الهدايا والهبات للأغنياء والفقراء، خصوصاً للأقارب والجيران، ومن لهم حق على الإنسان من صاحب ومعامل وغيرهم ، ومن أعظم أنواع الإحسان: العفو عن المخطئين المسيئين، والإغضاء عن زلاتهم، والعفو عن هفواتهم.


مثال على الإحسان :
قضية الإحسان أن يأتي فعلك كاملاً
علّمنا القرآن آداب الدعوة ، لو أنك دعوت إنسان إلى طعام فكمال الإحسان في الدعوة ألا تستأذن الضيف، وأن يأتي الطعام سريعاً، وأن يكون الطعام طيباً، وأن يقرب الطعام إلى الضيف، وأن يدعى إلى تناول الطعام .

ولنا في ابينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام أسوة حسنة ، فعندما جاءه الضيوف من الملائكة :
فقال عنه عز وجل : ﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء ) سيدنا إبراهيم راغ، أي انسلّ خفية ، لم يستأذن الضيف في إحضار الطعام ، وإحضار الطعام لم يكن متأخراً، جاء الطعام سريعاً، وهذا من كمال الدعوة، وجاء بطعام نفيس : { فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ } ، وقرب منهم الطعام ودعاهم إليه : { فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ }


خاتمة :
الإحسان في خَلق الإنسان :
جعل لك عينين، ولولا العينان لما أدركت البعد الثالث، أنت بعين واحدة ترى بعدين سطحيين، لكنك في العين الثانية ترى البعد الثالث، ترى العمق.
وجعل لك أذنين، وبأذن واحدة يصل الصوت إليك، لكن بالأذنين تعرف جهة الصوت.
وجعل العين في محجر لتكون في حرز حريز، وجعل الدماغ في صندوق عظمي بالجمجمة، وجعل النخاع الشوكي في العمود الفقري، وجعل أخطر معمل معامل الكريات الحمراء في نقيِ العظام ، قرنية العين جعلها شفافة إذاً لابد من أن تغذى قرنية العين بطريقة فريدة، لا عن طريق الأوعية، بل عن طريق الحلول، من أجل أن تكون الرؤية شفافة شفافية مطلقة أودعت العين مادة مضادة للتجمد، لو أن ماء العين كان صاحبه في مكان الحرارة دون الصفر لفقد بصره وهكذا باقي اجزاء الانسان .
لذلك كلمة محسن تعني أنه محسن في خَلقه، محسن في التصميم، محسن في الأجهزة، محسن في الحواس، محسن في قوام الإنسان ، فسبحان الله { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ } .

الإحسان في خلق الفواكه:
لو أن الفواكه تنضج في وقت واحد لكان شيئا غير محتَمل ! حقل البطيخ يعطيك لتسعين يوما على مدى أشهر الصيف، كل الفواكه والخضروات تنضج تباعاً، ولو أن كل الفواكه يبدأ نضجها في وقت معين لكان الأمرُ صعبًا، لكن تبدأ بفاكهة، بعد شهر فاكهة ثانية، آخر شيء العنب في الخريف وهكذا ، هذا من الإحسان .

وكذا الإحسان في الحيوان والطعام ووو .
كما أن الله محسن إليك، منحك نعمة الإيجاد، ومنحك نعمة الإمداد، ومنحك نعمة الهدى والرشاد، ينبغي أن تكون محسناً
من أجل أن تتخلق بكمال مشتق من كمال الله ينبغي أن تكون محسنا، لذلك قال الله عز وجل : { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى }
كلمة ( محسن ) واسعة اتساعا يفوق حد الخيال ، قضية الإحسان تشمل الأفراح والأتراح، وتربية الأولاد، حتى في الثياب إحسان، ثياب نظيفة ، حتى في مكان عملك فيه نظام ونظافة ، محسن في علاقاته، محسن في مواعيده، محسن في دعواته .
فإن أعطيت فأعطِ دون أن تمن، وإنْ عاقبت فعاقب دون أن تحقد، وإنْ عملت فاعمل عملاً متقناً، وإن زرت فكن متواضعاً، لا تصغر دنيا هذا الإنسان في نظره، انقله إلى الآخرة ، أن تحسن وأنت تقاتل
(( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ))
حتى ولو قتلت حيواناً مؤذياً أمرك الله بقتله فينبغي ألاّ تعذبه
حينما تشعر أن الله معك، وأن الله يراقبك، هذه درجة من الإيمان عالية جدا، هذه الدرجة تقتضي الانضباط، وحينما تشعر أن علم الله يطولك، وأن قدرته تطولك لا يمكن أن تعصيه، ولا يمكن أن تعصيه، بل تكون عندئذٍ محسناً ، فهو مطّلع عليك، تتكلم يسمعك، تتحرك يراك، تضمر شيئاً يعلمه، لا تخفى عليه خافية، هذا مقام الإحسان، حينما تشعر أن الله معك، لكن معك بلطف، سميع بصير عليم ، مقام الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، هو محسن في كل شيء .

نحن مأمورون بالعدل، ومأمورون مع العدل بالإحسان، فأحياناً المشكلة تحل بالإحسان لا بالعدل، فأنت حينما تفهم هذه الآية { إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ } يمكن أن تحل بهذه الآية آلاف المشكلات ، القضية التي لا تحل بالعدل يجب أن تصرفه، يجب أن تدمره، يجب أن تفضحه، أما بالإحسان فيجب أن تعينه على الشيطان لا أن تعين الشيطان عليه .
 
اسم الله ( المنان )
المعنى اللغوي :

اسم المنان من الأسماء المتعدية لأنه من الاسم يشتق فعل ، والاسماء المتعدية تشمل اسم وفعل وصفة .
المَنّان : صيغة مبالغة من مَنَّ منا على : كثير المَنّ وتعديد النعمة والفضل على من أحسن إليه .
المَنَّانُ : كَثِيرُ الْمَنِّ ، الفخورُ على مَن أَعطى حتَّى يُفسِدَ عَطاءَه ، والمُعْطِى الغامرُ العطاء .
المنّان : اسم من أسماء الله الحسنى .


معنى الاسم في حق الله تعالى :
- قال الزجاجي: (المنان) فعال من قولك : مننت على فلان، إذا اصطنعت عنده صنيعة وأحسنت إليه .
فالله عز وجل منان على عباده بإحسانه وإنعامه ورزقه إياهم .
وفلان يمن على فلان: إذا كان يعطيه ويحسن إليه .(2

- وقال الحليمي: ومنها: (المنان) وهو عظيم المواهب، فإنه أعطى الحياة والعقل والنطق، وصور فأحسن الصور، وأنعم فأجزل، وأسنى النعم، وأكثر العطايا والمنح، قال : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا } .

- وقال أبو بكر - هو الأنباري -: وفي أسماء الله تعالى الحنان المنان، أي الذي ينعم غير فاخر بالإنعام
وقال في موضع آخر في شرح المنان معناه : ( المعطي ابتداء ولله المنة على عباده، ولا منة لأحد منهم عليه، تعالى الله علواً كبيراً ) .

- وقال القرطبي: منها المنان جل جلاله وتقدست أسماؤه
قال: يقال منه: من يمن منا فهو المنان، والاسم: المنة واشتقاقه في موضوع اللسان من المن وهو العطاء دون طلب عوض ومنه قوله تعالى : { فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ }
ويكون أيضاً مشتقاً من: المنة، التي هي التفاخر بالعطية على المعطى، وتعديد ما عليه
والمعنيان في حق الله تعالى صحيحان .



هل اسم الحنان والمنان من اسماء الله ؟
أسماء الله تعالى توقيفية ، فلا يسمى الله جل وعلا إلا بما جاء في القرآن أو صحت به السنة
وبناء على ذلك فإن (الحنان) ليس من أسماء الله تعالى، وإنما هو صفة فعل، بمعنى: الرحيم، من الحنان بتخفيف النون وهو الرحمة، قال الله تعالى: { وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا } أي: رحمة منا، على أحد الوجهين في تفسير الآية.
أما الحنان، فلم يثبت كونه اسما لله تعالى في السنة الصحيحة، ولهذا فقد كره مالك رحمه الله الدعاء به
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( وقد نقل عن مالك أنه قال: أكره للرجل أن يقول في دعائه: يا سيدي يا سيدي، يا حنان يا حنان، ولكن يدعو بما دعت به الأنبياء : ربنا ربنا ) نقله عنه العتبي في العتبية . انتهى من مجموع الفتاوى 10/285
قال ابن عباس : { ورحمة من عندنا }
وقال الضحاك : رحمة من عندنا لا يملك عطاءها أحد غيرنا .
وفُسِّر "الحَنَان" بالتعطف وبالرحمة، وبالتعظيم، كما أورده الطبري في التفسير
ونقل القرطبي عن ابن الأعرابي قوله : الحنّان من صفة الله تعالى مشددا: الرحيم، والحنَان مخفف: العطف والرحمة والحنان الرزق والبركة . انتهى .
والله أعلم

وأما: (المنان) فهو من أسماء الله الحسنى الثابتة، كما في سنن أبي داود والنسائي من حديث أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع داعيا يدعو: { اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى } وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .


وروده في القرآن الكريم :
اسم المنّان لم يرد في القرآن الكريم صريحاً وإنما ورد بتفضل الله على عباده ورحمته لهم :
- قال تعالى : { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } .
- وقال: { .... بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ ... } .


من السنة :
ورد في السنة المطهرة مراداً به العلمية ودالاً على كمال الوصفية :
- دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل قد صلى وهو يدعو ويقول في دعائه : { اللهم لا إله إلا الله أنت المنان بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتدرون بم دعا الله دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى " } .


الآثار الإيمانية للاسم :
1- أن الله تعالى هو المنان الذي منَّ على عباده بأنواع الإحسان والإنعام والأرزاق والعطايا، وهو سبحانه كثير العطاء فلا نهاية لتوسعته { يرزق من يشاء بغير حساب } فيجب على كل مسلم أن يعلم أن لا منان على الإطلاق إلا الله وحده الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال ثم يعترف بالمنة لله وحده .
قال العلماء : والمن التحدث بما أعطى حتى يبلغ ذلك المعطي فيؤديه وإنما على المرء أن يريد وجه الله تعالى وثوابه بإنفاقه على المنفق عليه قال تعالى: { لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً } .

2- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب } ورد في الحديث حرمة المن وأن المنان من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، وأنه لا يعطي شيئاً لمنه .

3- الامتنان استعباد وكسر وإذلال لمن يمن عليه ولا تصلح العبودية والذل إلا لله .

4- يجب رد السائل بالقول المعروف والعفو عنه خير من التصدق عليه ثم إيذائه بالمن : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم } .
5- المن والأذى مما يحبط الصدقات ، قال تعالى : { ... لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى .... } .


خاتمة :
المنة واشتقاقه في موضوع اللسان من المن وهو العطاء دون طلب عوض
ويكون أيضاً مشتقاً من: المنة، التي هي التفاخر بالعطية على المعطى، وتعديد ما عليه، والمعنيان في حق الله تعالى صحيحان .
ويتصف أيضاً بهما الإنسان ، لكن يتصف بالمعنى الواحد على طريق المدح ، وبالمعنى الثاني على طريق الذم .
فالأول: الذي هو ممدوح، نحو أن يكون عطاؤه أو منه لوجه الله تعالى، ولا لنيل عوض من الدنيا.
ومن هذا القسم قوله عليه السلام: { وإن من أمن الناس علي في ماله أبو بكر } .
وقوله: { ما أحد أمن علي من ابن أبي قحافة } .

والقسم الثاني: وهو أن يمن الإنسان بالعطية، أي : يذكرها ويكررها، فهو المذموم.
ومنه قوله تعالى: { لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى } البقرة: 264
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب }
والمنان: الذي لا يعطي شيئاً إلا منه، وهو الذي يمن على الله بعمله، وهذا كله في حق المخلوق حرام مذموم.
ولما كان البارئ سبحانه يدر العطاء على عباده مناً عليهم بذلك وتفضلاً، كانت له المنة في ذلك.
فيرجع المنان إذا كان مأخوذاً من المن الذي هو العطاء إلى أوصاف فعله.
ويرجع المنان إذا أخذته من المنة التي هي تعداد النعمة وذكرها والافتخار بفعلها في معرض الامتنان، إلى صفة كلامه تعالى .

هذه الدنيا أعطاها الله لمن يحب، ولمن لا يحب، أعطاها لقارون وهو لا يحبه، وأعطاها لسيدنا عثمان بن عفان وكان غنياً وهو يحبه، هذه الدنيا أعطى الدنيا لمن لا يحب، أعطاه لفرعون، وأعطاه لنبيه الكريم سليمان، لأن الدنيا تنتهي بالموت فلا تعد عطاءً يليق بكرم الله
لذلك المنن النعم الثقيلة لا تصح حقيقة إلا بنعم الله ، وأكبر نعمة يمكن أن تصل إليها نعمة الهدى، لأن المال عرض حاضر، يتوقف القلب فتصبح كل أموالك المنقولة وغير المنقولة للورثة، في ثانية كان إنسان ملء السمع والبصر فأصبح خبراً على الجدران، فلذلك لا يليق بكرم الله أن يكون عطاءه منقطعاً، والدنيا دار انقطاع، لذلك الموت ينهي غنى الغني، ينهي فقر الفقير، ينهي قوة القوي، ينهي ضعف الضعيف، ينهي وسامة الوسيم، ينهي دمامة الدميم، ينهي صحة الصحيح، ينهب مرض المريض
الدنيا دار بلاء وانقطاع، من كل شيء إلى لا شيء، من كل شيء إلى كفن، هذه الحقيقة فلذلك المنن ؛ النعم الثقيلة، ولا تصح حقيقة إلا بنعم الآخرة : { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً }
البطولة كما قال الإمام علي رضي الله عنه: ( الغنى والفقر بعد العرض على الله ) .
وخزائن الله مليئة { ما عندكم ينفد وما عند الله باق } فالمنة لله وحده فإذا مكن الله العبد من عطاء ﻷحد من الناس فعليه أن يتواضع لله الذي وفقه ﻷن يكون معطيًا لا آخذًا.
سمع ابن سيرين رجلا يقول ﻵخر: أحسنت إليك وفعلت وفعلت؛ فقال ابن سيرين: اسكت، فلا خير في المعروف إذا أحصي .
 
اسم الله ( الدّيان )

المعنى اللغوي :
الديان : مِن دانَ يدين، أي جاز يجازي، ويوم الدين هو يوم الجزاء .
الدَّيان : صيغة مبالغة . إنّ صيغ المبالغة إذا تعلقت بأسماء الله الحسنى فتعني شيئين، تعني المبالغة في الكمّ، والمبالغة في النوع، فالله عز وجل ( ديان )، بمعنى أنه سيحاسب عن كل الذنوب مهما كثرت، و ( الديان ) سيحاسب عن أكبر الذنوب مهما كبرت .

معنى الاسم في حق الله :
- قال الخطابي الديان : وهو المجازي، يقال: دنت الرجل إذا جزيته، أدينه.
- الديان أيضاً : الحاكم ، ويقال : من ديان أرضكم ؟ أي : من الحاكم بها ؟ (2).
- وقال الحليمي ومنها (الديان) أُخذ من { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } الفاتحة : 4 ، وهو : الحاسب والمجازي، ولا يضيع عملا، ولكنه يجزي بالخير خيراً، وبالشر شراً (3).
- وقال ابن الأثير: في أسماء الله تعالى (الديان) قيل : هو القهار.
- وقيل : هو الحاكم القاضي . وهو فعال : من دان الناس أي قهرهم على الطاعة.
يقال : دنتهم فدانوا، أي: قهرتهم فأطاعوا .

- الدِّيان على وزْن فعَّال شدَّاد قهَّار وغفَّار ومعْنى الدَّيان الدقيق الذي لا يُضَيِّعُ عمَلاً بل يجْزي عليه بِالخير أو الشَّر .


هل الدَّيان من أسماء الله ؟
أن الديان هو الله تعالى ؛ كما في الحديث الذي رواه أحمد عن عَبْد اللَّهِ بْن أُنَيْسٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ : أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ ... ) الحديث ، وهو حديث صحيح .

وقد ذكره البيهقي في " الأسماء والصفات " (1/ 195) في أسماء الله تعالى فقال : (( وَمِنْهَا - أي الأسماء الحسنى - " الدَّيَّانُ " )) .

قَالَ الْحَلِيمِيُّ : أُخِذَ مِنْ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) ، " وَهُوَ الْحَاسِبُ وَالْمُجَازِي وَلَا يُضَيِّعُ عَمَلًا ، وَلَكِنَّهُ يَجْزِي بِالْخَيْرِ خَيْرًا وَبِالشَّرِّ شَرًّا " انتهى .

وقال ابن منده رحمه الله : (( وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : الدَّيَّانُ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: " وَيْلٌ لِدَيَّانِ الْأَرْضِ مِنْ دَيَّانِ السَّمَاءِ )) " انتهى باختصار من " التوحيد " (2/ 118

وقال ابن منظور رحمه الله في لسان العرب 13/167: الديان : من أسماء الله عز وجل، معناه الحكم القاضي.

ذكر من قال بأن (الديان) من صفات الله تعالى:

- وممن استعمل (الديان) في أسماء الله ابن القيم في النونية ص714 حيث قال:
من وافق الكونِيَّ وافق سُخْطه إذ لم يوافق طاعة الديان .


وروده في القرآن الكريم :
لم يرد اسم الديان في القرآن الكريم وإنما ورد مايدل على معناه ومنها :
- قال تعالى : { الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } .
- وقوله : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
- و { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ... } .


من السنة :
عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { يحشر الناس يوم القيامة أو قال العباد عراة غرلاً بُهْماً قال: قلنا وما بُهْماً ؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك أنا الدَّيَّان ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقُصَّهُ ، حَتَّى اللَّطْمَةُ، قَالَ : قُلْنَا: كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا ؟ قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ } . رواه أحمد في المسند بسند حسن.



الآثار الإيمانية للتخلق باسم الديان :
1- حاسب نفسك أولا بأول: هل حاولت يوماً أن تعد سيئاتك كما تعد حسناتك؟ بل هل تأملت يوماً طاعاتك التي تفتخر بذكرها؟! فإن وجدت أن كثيراً منها مشوباً بالرياء, فقل لنفسك: كيف القدوم على الله وأنت محمل بالأثقال والأوزار؟ قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية ) .

2- اتق الله دائما: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ } سورة الحشر : 18 ، 19 .

3- داوم على الاستغفار: ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } سورة الأنفال : 33



قصص :

البِرّ لا يبْلى والذَّنْب لا يُنسى والدَّيان لا يموت اِعمْل ما شِئت كما تدين تُدان .
- كنت مرَّةً مع أحد الأصْدِقاء فارْتَكَبَ حادِث سَيْر، خلاصته أنه رجع إلى الوراء دون أنْ ينْتَبِه وكانت وراءه سيارة فَدَخَل في مؤَخِّرِتِها وكسر مصابيحَها وأتْلَف بعض أجْزائِها فَنَزَلَ صاحِب السيارة التي ضُرِبَت فَنَظَر إليه فقال: أنا أُسامِحُك اذْهب وشأْنَكَ ؛ لم أفهْم أنا الذي جرى ! فإذا بي أرى مِن صديقي دمْعَةً تنْحَدِر على خَدَّيْه، فقلت: لعله رجُلٌ مَيْسور الحال سامحك، هلاَّ وفَّرْت على جيبك ألْف ليرة أو ألْفَيْن ؟ فقال: ليس الأمر كذلك بل إنني قبل عامَيْن كنت في بلَدٍ مُجاوِر فصدمت مرْكَبَةٌ سيارَتِي وأصابَتْها بِالعَطَب وكان صاحِب المرْكبة الصادمة رجُلٌ ديِّن وزوْجَتُهُ مُحَجَّبة وكذا بناتُهُ فما أردْت أنْ أُفْسِد عليهم نُزْهَتَهُم فقُلْت له: انْطَلِق أنا أُسامِحُك فذاك العمل لم يضِع ثوابه بل بعد عامَيْن جنيت ثواب ما قدمت، وهو ما رأيته الآن .


- حدَثني أخٌ أنّهُ جَهِد في إنْقاذ حياةِ هِرَّةٍ من المَوْت وفي اليوم التالي كاد ابْنُهُ أنْ يسْقُط تحت مَرْكَبَةٍ وتَشْطُرُهُ شَطْرَين لكِنَّ إِنْساناً اندفع من مَحَلٍّ تِجاري فأمسك ابنه وأنْقذه من الحادِث .


خاتمة :
عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا ثُمَّ تَمَنَّى عَلَى اللَّهِ } رواه ابن ماجة والترمذي
دان نفْسَهُ أيْ ضَبَطَها وأخْضَعَها وأَلْزَمَها كلمة التقْوى وحمَلَها على طاعة الله وجعلها مُسْتَقيمَةً ،
والعاجِز يقول لك: نسْأل الله تعالى أنْ يرْحَمَنا وأنْ يَغْفِر لنا ونحن مُقصِّرون ونحن عبيد إحْسان ولسْنا عبيد امْتِحان ولا تَسَعُنا إلا رحْمة الله عز وجل ؛ يقول هذا وهو كلامٌ حق لكن يُراد به الباطِل ؛ فهو لا يخاف الله ولا يَنْزَجر ولا يأْتَمر بِما أمر الله ولا يحْمِل نفْسَه على طاعة الله ولا يَحْرِص على رِضْوانِه وهو يُطْلق لشهواتِهِ العِنان ويُرْخي لِنَفْسِه الحَبْل .

الخُنوع والاستسلام والضَّعْف وعدم السَّعْي وعدم التدْبير وهذا النَّمط الكسول والمُسْتَسْلِم والمُسْتَخْذي هذا النمط يلوم الله عليه ، لو أنَّ إنساناً أُصيب بِمَرضٍ شديد جداً قبل الامتحان ماذاَ يفْعل ؟ هذا قهْر الله عز وجلّ ولا تقُل حسْبِيَ الله ونِعْم الوكيل إلا إذا غُلِبْت على أمْرك ؛ على الإنسان أنْ يسْعى وليس عليه إدْراك النَّجاح ، فإذا كنت مع الله كان الله معك وإذا استعنت به أعانك وإن اسْتَنْصَرْتَهُ نصَرك وإنْ اسْتَهْدَيْتَهُ هداك وإن اسْتَرْشَدْتَهُ أرشَدَك وإنْ اسْتَلْهَمْتَهُ ألْهَمَك .
أكثر الناس الآن يعيشون وقْتَهُم ولحْظَتَهم ويوْمَهُم وساعَتَهم ويُعْطون أنفْسَهُم ما تشْتَهي أما الغد فلا يُفَكِّرون فيه إطْلاقاً ؛ فمِن علامات العاقل الفذ أنَّهُ يعيش الغد ومِن علامات الأقلّ عَقْلاً أنَّهُ يعيش الحاضِر ومن علامات الجاهِل أنَّهُ يتغَنى بِالماضي .

فساعة المَوْت المؤمن يسْتَعِدّ لها بِالعَمَل الصالح بِإنفاق عِلْمِه ومالِهِ ووقْتِهِ وعضلاتِهِ وخِبْراتِه وطاقاتِهِ وبِكُل ما يمْلك ؛ يسْتَعِدّ لِهذه اللحْظة كي يكون القبر رَوْضَةٌ من رِياض الجنّة فإن لم يسْتَعِدّ للقبر أصْبح القبر حُفْرَةً من حُفر النار .
كلُّ عمَلٍ له جزاؤُهُ إنْ خيراً فخيرٌ وإنْ شراً فَشر الدَّيان هو الذي يدين خلْقه يُخْضِعُهُم أو يُجازيهم ويكافئهم أو يَحْمِلهم على طاعَتِه أو يُحاسِبُهم فالله سُبحانه وتعالى هو المُحاسِب والشيء الدقيق أنَّ الله تعالى له أوامِر تَكْليفِيَّة وأوامر تَكْوينِيَّة .
هو الدَّيان وهو الواحد الدَّيان والبِرُّ لا يبْلى والذَّنبُ لا يُنْسى والدَّيانُ لا يموت اعْمل ما شِئت كما تدينُ تُدان .
 
  • إعجاب
التفاعلات: محب الجنان
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحمد لله رب العالمين الأول قبل الإنشاء والأخر بعد فناء الأشياء والعليم القادر والحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ، والواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، والذي شهد لنفسه وشهدت له ملائكته وأولي العلم من خلقه بقيامه بالقسط والعدل ، وإذا أراد شيء قال له كن ، اللهمّ لك الحمد حتّى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرّضى لك الحمد كاللذين قالوا خيراً ممّا نقول، ولك الحمد كالّذي تقول، ولك الحمد على كلّ حال، اللهمّ لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، وأنت بكلّ شيءٍ عليم . وأثنى عليك الخير كله لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ، و الصلاة والسلام على خلاصة العباد وأفضل المؤمنين بالله المصطفين الأخيار من أنبياء الله ورسله وأولياءه ومعرفي دينه الأطهار ، وبالخصوص خاتمهم وسيدهم ، وأفضل موجود وأحسنهم ، نبينا الكريم الذي جعله الله سراج منيرا وبشيرا نذيرا ، وكان في ما أنزل عليه في كتابه المعجز الخالد ليوم القيامة وفي سنته كل الهدى ، وعلى آله الطيبين الطاهرين الذين هم أوصياء له وبحق خلفاء وسلم تسليما كثيرا .


أحمد الله على توفيقه لي بانهاء موضوع " أسماء الله الحسنى " وجزى الله كل من ساعدني في ذلك سواء كان بالقول أو بتلخيص بعض أسماء الله ومن دعمني نفسيا وحثني على إكمالها كل ماتكاسلت أو قررت بعدم إكمالها وأسأله سبحانه أن يجعله في ميزان حسناتهم وتتقدمهم يوم القيامة وكل من دعى لي .
وسيتم فتح الموضوع لمن أحب المشاركة فيه هنا وسيتم نقل المشاركات إلى الموضوع الأصلي إن شاء الله ، وكل من عنده إضافة لبعض أسماء الله أو أسماء لم تذكر فليتفضل بذكرها وشرحها .

وإن شاء الله ساضع الأسماء كامله بشرحها في الوورد وسيتم ارفاقها .

فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمني ومن الشيطان فسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك .


خلاصة شرح أسماء الله الحسنى ألخصها بالنقاط التالية :
1- الإقرار والاعتقاد بجميع ما ثبت في الكتاب والسنة من أسماء لله، وصفات، وأفعال.

2- إثبات جميع ما أثبته الله لنفسه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال ونعوت الجلال.

3- نفي جميع ما نفاه الله عن نفسه وما نفاه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل .

4- أن أسماء الله الحسنى كلها تدل على صفاته، لكن اسما واحداً هو[ الله ]عَلَم على الذات، ويدل على كل أسمائه، إذا قلت: يا الله، معناه ؛ يا رحيم، يا رحمن، يا غني، يا ودود، يا قوي، يا متعال، يا قدير، يا حسيب، يا لطيف...إلخ ؛ لكن أسماءه الأخرى تدل على صفاته أو على كمال صفاته، الغني القوي الحسيب المجيد المعطي .

5- هناك من العلماء من يجتهد في أن اسم الله الأعظم هو الذي أنت بحاجة إليه، فإذا كان العبد مريضاً فاسم الله الأعظم هو الشافي، وإذا كان العبد فقيراً فاسم الله الأعظم هو الرزاق، وإذا كان العبد مقهوراً فاسم الله الأعظم النصير، وإذا كان العبد ضعيفاً فاسم الله الأعظم هو القوي، أسماء الله كلها حسنى، وصفاته كلها فضلى، والله عز وجل يقول : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } فلذلك اسم الله الأعظم موضوع خلافي، المتفق عليه أن اسم الله الأعظم إذا دعوت به أجابك، وإذا سألت به أعطاك . إذاً حظك من الدعاء ليس الاستجابة، لكن حظك من الدعاء الاتصال بالله ، لأن الله عليم يجيبك ولم تدعه إذا كانت الإجابة خيراً في حقك ، ولا يجيبك ولو دعوته إذا كان مضمون دعائك ليس في صالحك ، لأن الله سبحانه وتعالى جعل حاجاتنا عنده، وأمرنا أن ندعوه كي نتصل به كي نذوق حلاوة القرب . والله أعلم مجرد اجتهاد من شيخ علم .

6- أن المراد بإحصاء الأسماء الحسنى هو اجتماع ثلاثة أمور :
أ- إحصاء ألفاظها وعدها.
ب- فهم معانيها ومدلولها.
ج- دعاء الله سبحانه وتعالى بها .

7- أنّ الاسم له أنواع ثلاثة في الدلالة: دلالة مطابقة، ودلالة تضمن، ودلالة التزام:
1- فدلالة المطابقة: دلالة اللفظ على جميع مدلوله، وعلى هذا، فكل اسم دال على المسمى به، وهو الله، وعلى الصفة المشتق منها هذا الاسم.
2- ودلالة التضمن: دلالة اللفظ على بعض مدلوله، وعلى هذا، فدلالة الاسم على الذات وحدها أو على الصفة وحدها من دلالة التضمن.
3- ودلالة الالتزام: دلالته على شيء يفهم لا من لفظ الاسم لكن من لازمه ولهذا سميناه: دلالة الالتزام.
مثل كلمة الخالق: اسم يدل على ذات الله ويدل على صفة الخلق.
إذاً، فباعتبار دلالته على الأمرين يسمى دلالة مطابقة، لأن اللفظ دل على جميع مدلوله، ولا شك أنك إذا قلت: الخالق، فإنك تفهم خالقاً وخلقاً.
- وباعتبار دلالته على الخالق وحده أو على الخلق وحده يسمى دلالة تضمن، لأنه دل على بعض معناه، وباعتبار دلالته على العلم والقدرة يسمى دلالة التزام، إذ لا يمكن خلق إلا بعلم وقدرة، فدلالته على القدرة والعلم دلالة التزام.
وحينئذ، يتبين أن الإنسان إذا أنكر واحداً من هذه الدلالة ، فهو ملحد في الأسماء.

8- أن أسماء الله الحسنى يفضل بعضها بعضاً بحسب ما رود في النصوص، وليس معنى هذا التفاضل أن المفضول يوهم نقصاً؛ لأن أسماء الله حسنى بالغة الحُسن، ولأن كل أسماء الله فاضلة .

9- هناك أسماء يتناقلها بعض الناس وينسبونها إلى الله تعالى على أنها من أسمائه الحسنى وهي ليست كذلك منها :
الدهر – الحارث - الآخذ - الأبد - الناظر - السامع - القائم - الفعّال - الفالق - المخرج - الأزلي - الباطش - الجائي - التام - الجوهر - الحنّان – الدائم - الساتر - السِّـتَّار – الموجود – الصاحب – العالم – الصبور – المنتقم – المسعر – الجامع – الرشيد – الناصر - الهادي - الضار - النافع - الخافض - الرافع .

10- لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء‏ والحديث المروي عنه عند الترمذي في تعيينها ضعيف رواه الوليد بن مسلم‏ وقد تدارج على ألسنة الناس الاسماء الوارده فيه :
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي صـ382جـ6 من مجموع ابن قاسم ‏:‏ تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، باتفاق أهل المعرفة بحديثه وقال قبل ذلك ‏(‏صـ379‏)‏ ‏:‏ إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسرًا في بعض طرق حديثه‏.‏ ا‏.‏هـ وقال ابن حجر في فتح الباري ص215جـ11 ط السلفية‏:‏ ليست العلة عند الشيخين ‏(‏البخاري ومسلم‏)‏، تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج ا‏.‏هـ‏.

11- أسماء الله تعالى توقيفية :
مذهب جمهور أهل السنة والجماعة أن أسماء الله تعالى توقيفية، فلا يجوز تسميته سبحانه بما لم يرد به السمع.
وذلك أن أسماء الله تعالى من الأمور الغيبية التي لا يمكن لنا معرفة شيء منها إلا عن طريق الرسل الذين يطلعهم الله على ما يشاء من الغيب ثم هم يبلغونه للناس فلا يجوز القياس فيها أو الإجتهاد لأن هذا الباب ليس من أبواب الاجتهاد ، فلا مجال للقياس ، وإعمال العقل فيها إثباتاً أو نفياً لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه الله من الأسماء لقوله صلى الله عليه وسلم : { لا نحصى ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك } أخرجه مسلم في صحيحه (1/352) كتاب الصلاة باب ما يقال في الركوع والسجود. فإذا تبين أنّ أسماء الله تعالى توقيفية فلا يجوز أن يشتق من الفعل أو من الصفة اسماً لله تعالى فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء.
قال أبو إسحاق الزجاج: "لا ينبغي لأحد أن يدعو الله بما لم يصف به نفسه" انظر معاني القرآن وإعرابه 2/392 . وقال أبو إسحاق القشيري : ( الأسماء تؤخذ توقيفياً من الكتاب، والسنة، والإجماع، فكل اسم ورد فيهما وجب اطلاقه في وصفه، وما لم يرد لا يجوز ولو صح معناه ) (الفتح (11/123).
وقال أبو سليمان الخطابي: "ومن علم هذا الباب؛ أعني الأسماء، والصفات، ومما يدخل في أحكامه، ويتعلق به من شرائط أنه لا يتجاوز فيها التوقيف، ولا يستعمل فيها القياس، فيلحق بالشيء نظيره في ظاهر، وضع اللغة، ومتعارف الكلام، فالجواد: لا يجوز أن يقاس عليه السخي، وإن كانا متقاربين في ظاهر الكلام، وذلك أن السخي لم يرد به التوقيف كما ورد بالجواد، ثم إن السخاوة موضوعة في باب الرخاوة واللين، يقال: أرض سخية وسخاوية إذا كان فيها لين ورخاوة، وكذلك لا يقاس عليه السمح لما يدخل السماحة من معنى اللين، والسهولة. وأما الجود فإنما هو سعة العطاء من قولك جاد السحاب إذا أمطر فأغزر، وفرس جواد إذا بذل ما في وسعه من الجري. وقد جاء في الأسماء القوى، ولا يقاس عليه الجلد، وإن كان يتقاربان في نعوت الأدميين لأن باب التجلد يدخله التكلف، والإجتهاد. ولا يقاس على القادر المطيق، ولا المستطيع لأن الطاقة، والاستطاعة إنما تطلقان على معنى قوة البنية، وتركيب الخلقة. وفي أسمائه العليم، ومن صفته العلم فلا يجوز قياساً عليه أن يسمى عارفاً لما تقتضيه المعرفة من تقديم الأسباب التي بها يتوصل إلى علم الشيء وكذلك لا يوصف بالعاقل. وهذا الباب يجب أن يراعى، ولا يغفل فإن عائدته عظيمة، والجهل به ضار، وبالله التوفيق.اهـ .(شأن الدعاء (ص111-112 ) .


يتبع

 
قواعد في أسماء الله الحسنى:
كتاب : مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين .
القاعدة الأولى‏ :‏ أسماء الله تعالى كلها حسنى :
* قال الله تعالى :{ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى ... } الأعراف ‏:‏ 180 ، أي بالغة في الحسن غايته وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، لا احتمالًا ولا تقديرًا‏.‏
مثال ذلك ‏:‏ 1- ‏"‏الحي‏"‏ اسم من أسماء الله تعالى، متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم، ولا يلحقها زوال‏.‏ الحياة المستلزمة لكمال الصفات من العلم، والقدرة، والسمع، والبصر وغيرها‏.‏
2- ‏"‏العليم‏"‏ اسم من أسماء الله متضمن للعلم الكامل، الذي لم يسبق بجهل، ولا يلحقه نسيان قال الله تعالى : {عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لاَّ يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى } العلم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلًا، سواء ما يتعلق بأفعاله، أو أفعال خلقه .
* والحسن في أسماء الله تعالى، يكون باعتبار كل اسم على انفراده، ويكون باعتبار جمعه إلى غيره فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال ‏.‏
مثال ذلك‏:‏ ‏"‏العزيز الحكيم‏"‏‏.‏ فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيرًا‏.‏ فيكون كل منهما دالًا على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم، والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلمًا وجورًا وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم، فيظلم ويجور ويسيء التصرف‏.‏ وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل .

القاعدة الثانية ‏:‏ أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف :
فهي أعلام، باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وهي بالاعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد، وهو الله - عز وجل - وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد منها على معناه الخاص في الحي، العليم، القدير، السميع، البصير، الرحمن، الرحيم، العزيز، الحكيم‏.‏ كلها أسماء لمسمى واحد، وهو الله سبحانه وتعالى، لكن معنى الحي غير معنى العليم، ومعنى العليم غير معنى القدير، وهكذا .‏
وإنما قلنا بأنها أعلام وأوصاف، لدلالة القرآن عليه‏ كما في قوله تعالى ‏: { وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الأحقاف‏:‏ 8] وقوله ‏:‏ { وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ } [الكهف‏:‏ 58‏]‏ فإن الآية الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة‏.‏ ولإجماع أهل اللغة والعرف أنه لا يقال ‏:‏ عليم إلا لمن له علم، ولا سميع إلا لمن له سمع، ولا بصير إلا لمن له بصر وهذا أمر أبين من أن يحتاج إلى دليل .
فأما قوله، صلى الله عليه وسلم : قال الله ـ عز وجل ـ‏:‏ { يؤذيني ابن آدم يسب الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار } فلا يدل على أن الدهر من أسماء الله تعالى وذلك أن الذين يسبون الدهر إنما يريدون الزمان الذي هو محل الحوادث لا يريدون الله تعالى، فيكون معنى قوله‏:‏ { وأنا الدهر} ما فسره بقوله ‏:‏{ بيدي الأمر أقلب الليل والنهار}، فهو سبحانه خالق الدهر وما فيه، وقد بين أنه يقلب الليل والنهار، وهما الدهر، ولا يمكن أن يكون المقلب ‏(‏بكسر اللام‏)‏ هو المقلب ‏(‏بفتحها‏)‏، وبهذا تبين أنه يمتنع أن يكون الدهر في هذا الحديث مرادًا به الله تعالى.

القاعدة الثالثة‏ :‏ أسماء الله تعالى * إن دلت على وصف متعد تضمنت ثلاثة أمور :
أحدها‏ :‏ ثبوت ذلك الاسم لله ـ عز وجل .
الثاني ‏:‏ ثبوت الصفة التي تضمنها لله عز وجل‏ .‏
الثالث ‏:‏ ثبوت حكمها ومقتضاها‏ ولهذا استدل أهل العلم على سقوط الحد عن قطاع الطريق بالتوبة ، استدلوا على ذلك بقوله تعالى‏ : { إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [المائدة‏:‏ 34‏]‏ لأن مقتضى هذين الاسمين أن يكون الله تعالى قد غفر لهم ذنوبهم، ورحمهم بإسقاط الحد عنهم ‏.‏ مثال ذلك‏:‏ ‏"‏السميع‏"‏ يتضمن إثبات السميع اسمًا لله تعالى وإثبات السمع صفة له ، وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنجوى كما قال تعالى : { وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } [ المجادلة : 1] .
* وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت أمرين ‏:‏
أحدهما‏:‏ ثبوت ذلك الاسم لله ـ عز وجل ‏.‏
الثاني‏:‏ ثبوت الصفة التي تضمنها لله ـ عز وجل ‏.‏
* مثال ذلك ‏:‏ ‏"‏الحي‏"‏، يتضمن إثبات الحي اسمًا لله - عز وجل - وإثبات الحياة صفة له‏.

القاعدة الرابعة‏:‏ دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته :
تكون بالمطابقة وبالتضمن وبالالتزام ، مثال ذلك ‏:‏ ‏"‏الخالق‏"‏، يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة ، ويدل على الذات وحدها وعلى صفة الخلق وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام‏.‏
ولهذا لما ذكر الله خلق السماوات والأرض قال ‏: {‏ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} ‏[‏الطلاق‏:‏ 12‏]‏ ودلالة الالتزام مفيدة جدًا لطالب العلم إذا تدبر المعنى ووفقه الله تعالى فهمًا للتلازم فإنه بذلك يحصل من الدليل الواحد على مسائل كثيرة ، واعلم أن اللازم من قول الله تعالى، وقول رسوله، صلى الله عليه وسلم، إذا صح أن يكون لازمًا فهو حق وذلك لأن كلام الله ورسوله حق ولازم الحق حق، ولأن الله تعالى عالم بما يكون لازمًا من كلامه وكلام رسوله فيكون مرادًا‏ .

القاعدة الخامسة‏:‏ أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها :
وعلى هذا فيجب الوقوف فيها على ما جاء به الكتاب والسنة، فلا يُزاد فيها ولا ينقص، لأن العقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص لقوله تعالى‏:‏ { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } ‏[‏الإسراء‏:‏ 36‏]‏ ‏.‏ وقوله‏:‏ { قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } ‏[‏الأعراف‏:‏ 33‏]‏ ‏.‏ ولأن تسميته تعالى بما لم يسم به نفسه، أو إنكار ما سمى به نفسه، جناية في حقه تعالى فوجب سلوك الأدب في ذلك والاقتصار على ما جاء به النص‏.‏

القاعدة السادسة‏ :‏ أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين :
لقوله صلى الله عليه وسلم، في الحديث المشهور‏:‏ ‏(‏أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك‏)‏‏.‏ الحديث رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح‏.‏
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن لأحدٍ حصره، ولا الإحاطة به‏.‏
فأما قوله صلى الله عليه وسلم‏ :‏ ‏{ إن لله تسعة وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا من أحصاها دخل الجنة ) فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة‏ :‏{ إن أسماء الله تسعة وتسعون اسمًا من أحصاها دخل الجنة } أو نحو ذلك‏.‏
إذًا فمعنى الحديث‏:‏ أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة، وعلى هذا فيكون قوله ( من أحصاها دخل الجنة‏ )‏ جملة مكملة لما قبلها، وليست مستقلة، ونظير هذا أن تقول‏:‏ عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة‏ .‏
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء‏.‏ والحديث المروي عنه في تعيينها ضعيف‏ :‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوي صـ382جـ6 من مجموع ابن قاسم ‏:‏ تعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم، باتفاق أهل المعرفة بحديثه وقال قبل ذلك ‏(‏صـ379‏)‏ ‏:‏ إن الوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسرًا في بعض طرق حديثه‏.‏ ا‏.‏هـ وقال ابن حجر في فتح الباري ص215جـ11 ط السلفية‏:‏ ليست العلة عند الشيخين ‏(‏البخاري ومسلم‏)‏، تفرد الوليد فقط بل الاختلاف فيه والاضطراب وتدليسه واحتمال الإدراج ا‏.‏هـ‏.‏

ولما لم يصح تعيينها عن النبي، صلى الله عليه وسلم اختلف السلف فيه وروي عنهم في ذلك أنواع‏.‏

وقد جمعت تسعة وتسعين اسمًا مما ظهر لي من كتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فمن كتاب الله تعالى ‏:‏
الأول الإله الأكرم الأعلى الأحد الله البصير البَرّ البارئ والباطن والظاهر والآخر الحفي الحفيظ الحسيب الحافظ الجبار التواب الحي الحميد الحليم الحكيم المبين الحقّ الرّحمن الرؤوف الخلاّق الخالق الخبير القيوم الشاكر السّميع السّلام الرّقيب الرّزّاق الرّحيم العظيم العزيز العالم الصّمد الشهيد الشّكور الغنيّ الغفور الغفّار العليّ العليم العفُوّ القريب القدير القدّوس القاهر القادر الفتاح المؤمن اللّطيف الكريم الكبير القهّار القويّ المحيط المجيد المجيب المتين المتكبّر المتعالي المولى المليك الملك المقيت المقتدر المصوّر الودود الواسع الوارث الواحد النّصير المهيمن الوهّاب الوليُّ الوكيل .

ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ :‏
الجميل الجواد الحكم الحيي الرب الرفيق السُّبّوح السيد الشافي الطيب القابض الباسط المقدم المؤخر المحسن المعطي المنان الوتر ‏.‏
هذا ما اخترناه بالتتبع واحد وثمانون اسمًا في كتاب الله تعالى وثمانية عشر اسمًا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان عندنا تردّد في إدخال ‏(‏الحفي‏)‏ لأنه إنما ورد مقيدًا في قوله تعالى عن إبراهيم‏ :‏{إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} ‏[‏مريم‏:‏ 47‏]‏ وكذلك ‏(‏المحسن‏)‏ لأننا لم نطلع على رواته في الطبراني وقد ذكره شيخ الإسلام من الأسماء‏ . ومن أسماء الله تعالى، ما يكون مضافًا مثل ‏:‏ مالك الملك ذي الجلال والإكرام‏ .
الشيخ : محمد بن صالح العثيمين .

وصلّ اللهمّ على نبيّنا مُحمد، صاحب الكتاب الأبقى، والقلب الأتقى، والثوب الأنقى، خير من هلّل ولبّى، وأفضل من طاف وسعى، وأعظم من سبّح ربهُ الأعلى وسلم تسليما كثيرا وعلى آله الاطهار وصحابته الاخيار الى يوم الدين .
والله تعالى أعلم

وفي الختام فهذا جهد أسأل الله أن يجعله خالصاً لوجهه سبحانه ، وأن يبارك فيه وينفع به من ألفه وجمعه وكتبه وقرأه وسمعه إنه ولي ذلك والقادر عليه ، واسأل الله ان يجعل ثوابه لوالديَّ وذريتي وطاقم إدارة المنتدى واخواني واخواتي المشرفين .
 

المرفقات

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

ما شاء الله تبارك الله
موضوع جبار
لا حرمك الله الاجر
وان شاء الله يكون حجه لك لا عليك يوم العرض على الله

نسأل الله لكِ التوفيق والسداد