حينما نشرع في تدبر قوله"وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"

  • انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
اسم الله ( الفتاح )

معنى الاسم :

فتاح صيغة مبالغة اسم الفاعل الفاتح والفتاح .
الفتاح له ثلاث معاني :1- الفتاح: الحاكم الذي يقضي بين عباده بالحق والعدل، بأحكامه الشرعية والقدرية بإثابة الطائعين، وعقوبة العاصين في الدنيا والآخرة .

2- أنه يفتح لعباده جميع أبواب الخيرات والبركات بفتح أبواب الرحمة والرزق وما انغلق عليهم من الأمور .

3- أنه بمعنى الناصر لعباده المؤمنين، وللمظلوم على الظالم، وهذا يعود إلى الأول .


أقوال العلماء في معنى الاسم :

- قال الزجاج: والله تعالى ذكره فتح بين الحق والباطل فأوضح الحق وبينه وأدحض الباطل وأبطله، فهو الفتاح .

- قال الخطابي رحمه الله : الفتاح هو الحاكم بين عباده.

- وقال وقد يكون معنى الفتاح أيضاً الذي يفتح أبواب الرزق والرحمة لعباده، ويفتح المنغلق عليهم من أمورهم وأسبابهم ويفتح قلوبهم، وعيون بصائرهم، ليبصروا الحق، ويكون الفاتح أيضاً بمعنى الناصر كقوله سبحانه { إِن تَسْتَفْتِحُواْ فَقَدْ جَاءكُمُ الْفَتْحُ } .



فتح الله سبحانه قسمان:


أحدهما : فتحه بحكمه الديني و الجزائي: فالديني هو ماشرعه على ألسنة رسله من الأحكام،والجزائي بفتحه بين أنبيائه و مخالفيهم وبين أوليائه وأعدائه بإكرام الأنبياء و أتباعهم، وبإهانة أعدائه و عقوبتهم ومنه فتحه يوم القيامة و حكمه بين الخلائق حيث يوفى كل عامل ما عمله .

ثانيا : فتحه القدري : هو ما يقدره على عباده من خير و شر، ونفع وضر و عطاء ومنع .


ورود الاسم في القرآن الكريم :

ورد مرتين في كتاب الله :
- ورد الاسم مفرداً مرة واحدة في قوله تعالى : { قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ } سبأ 26 .
- وورد بصيغة الجمع مرة واحدة أيضاً في قوله عز وجل : { رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ } الأعراف 89 .


من السنة :
- فتحه سبحانه لعباده باب التوبة؛ روى مسلم في صحيحه من حديث أبي موسى رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله عز وجل يبسُط يده بالليل ليتوب مسيءُ النهار، ويبسُط يده بالنهار ليتوب مُسيءُ الليل، حتى تطلع الشمسُ من مغربها }.

- روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إذا كان ثلثُ الليل الباقي، يهبطُ الله عز وجل إلى السماء الدنيا، ثُم تفتح أبواب السماء، ثم يبسُط يده فيقول: هل من سائل يعطى سؤله؟ فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر } .

روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إذا كان ثلثُ الليل الباقي، يهبطُ الله عز وجل إلى السماء الدنيا، ثُم تفتح أبواب السماء، ثم يبسُط يده فيقول: هل من سائل يعطى سؤله؟ فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر} .


الآثار الإيمانية لاسم الله الفتاح :
1- إن الفتح والنصر لا يكون إلا من الله سبحانه وتعالى، فهو يفتح على من يشاء ويخذل من يشاء. وقد نسب الله الفتوح لنفسه لينبه عباده على طلب النصر والفتح منه لا من غيره، وأن يعملوا بطاعته, وينالوا مرضاته ليفتح عليهم وينصرهم
قال تعالى : { إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا } الفتح آية 1 ، وهو خطاب لرسوله الأمين صلى الله عليه وسلم وقال جل ثناؤه : { فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ } وقال : { وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } ومن ذلك : ما هيأ الله تعالى للمسلمين من أسباب النصر، والعز والمنعة يوم خيبر ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : { لأعطين هذه الراية غداً رجلاً، يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله }.

2- وقد يفتح الله سبحانه أنواع النعم والخيرات على الناس استدراجاً لهم، إذا تركوا ما أمروا به، ووقعوا فيما نهوا عنه، كما قال سبحانه : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ }

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( { إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا، على معاصيه ما يحب، فإنما هو استدراج } ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ .......... } ) .

3- ما ينبغي للمؤمن أن يسأل ربه أن يفتح عليه أبواب رحمته، روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، وليقل: اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم } .
4- ما يفتحه الله على من يشاء من عباده من الحكمة والعلم والفقه في الدين، بحسب التقوى والإخلاص والصدق، قال تعالى : { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .

5- إن الله بيده مفاتيح خزائن السماوات والأرض، قال سبحانه : { لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } ما يفتحه من الخير للناس لا يملك أحد أن يغلقه عنه، وما يغلقه فلا يملك أحد أن يفتحه عليهم ،

فلو فتح الله المطر على الناس، فمن ذا الذي يحبسه عنهم ؟ !ولو حبس عنهم المطر سنين عديدة، ما استطاعوا أن يفتحوا ما أغلقه الله .
 
قصص :
قال الشيخ راتب النابلسي :

1- أعرفُ صديقاً لي أنجب مولوداً بولادة عَسٍرة، سحب الجنين من رحم الأم بآلة تستخدم في الولادة العسرة، حينما وضع الجهاز على رأسه وسحب أصيب دماغه بخلل، فصار هذا الطفل الصغير كلما مضى وقت قليل انتفض، فسأل صديقي أول طبيب قال له، هذه إصابة بالدماغ، لابد من أن يكون هذا الطفل أعمى، أو أبله أو مشلولاً، قلنا هذا الطبيب حديث عهد بالعلم، فسألنا أعلى طبيب أطفال في دمشق فقال الكلام نفسه، ما أضاف ولا أنقص، سألنا طبيباً ثالثاً ورابعاً وخامساً أُدخِل مستشفى الأطفال، وهذا الكلام ما تغير، لأن الاختلاجات أساسها إصابة الدماغ وإصابة الدماغ لا تُبرأ، لأن الخلية العصبية لا تنمو قاعدة .
لو أن الأعصاب تنمو لمات الإنسان ألماً، فمن رحمة الله بالإنسان أن أعصابه لا تنمو، فالأطباء جميعاً أجمعوا على أن هذا المولود لابد أن يكبَر ويبقى أبله أو مشلولاً أو أعمى، وصدقوني أن أباه كان يتمنى أن يموت طفله، لأن موت الطفل الصغير أهون بكثير من أن يكبر على هذه الحالة، ثم أُخِذَ إلى طبيب، وهذا الطبيب على شيء من الإيمان، قال لعل الله يشفيه، فأجرى تخطيطاً للدماغ، وأعطى الدواء وما هي إلا ستة أشهر حتى عاد الطفل كطفل سوي لا شيء يقلق في صحته، والآن عمره اثنتا عشرة سنة ويتحرك ويلعب ومتفوق في دراسته، لماذا اسمه الفتاح، لقد أغلقوا كل الأبواب، وربنا عز وجل فتح باب الشفاء .

المعنى البسيط إما أنه يفتح كل باب، يفتح لك باب الرزق يفتح لك باب العمل، يفتح لك باب الزواج، يفتح لك باب الراحة النفسية، يفتح لك باب التوفيق، يفتح لك باب الطمأنينة، يفتح لك باب العمل الصالح، يفتح لك باب الدعوة إلى الله.. أو أنَّ أحد الأبواب التي استعصت على كل طبيب يفتحه الله عز وجل .


2- حدثني أخ قال كنت ذاهباً إلى ميناء اللاذقية لتخليص بضاعة، ومعي مستندات كثيرة جداً، وهناك أشخاص كلفوني بإيصال مستندات إلى بعض الموظفين هناك، محفظة كلها مستندات، ذهبت إلى الكرنك لأركب، تفقدت هذه المحفظة الممتلئة بهذه المستندات لبضاعة وصلت إلى اللاذقية فلم أجدها، أقسم بالله أن الدم جف في عروقه، قال: اصفر وجهي، بضائع بالملايين له ولزملائه، قال وقفت على مدخل الكرنك وأدعو يا فتاح، قال وقفت ساعة كاملة لا يوجد عندي حل، وألغيت سفري، فما عدت أذكر السيارة التي أقلتني إلى الكرنك، ثم بدعاء شديد، وبدعاء فيه إلحاح، وقفت أمامي سيارة، قلت اذهب لا أريد الركوب، قال له السائق ألست الذي ركبت معي قبل قليل، قال له خذ هذه المحفظة، ببركة الدعاء، عادت المحفظة، هو لم يعد يتذكر أي سيارة ركب، والسائق بيد الله عز وجل، والسائق إذا أراد الله عز وجل يلهمه أن يعود، يلقي عطفاً في قلبه، يلقي خوفاً من الله، قال لي بعد ساعة، وقفت أمامي السيارة، وظننتها تعرض علي الركوب معها قلت لها إذهب، قال لي ألست الذي ركب معي قبل ساعة قلت له بلى أليست هذه محفظتك قلت بلى .


خاتمة :
- إذا طالك ظلم عبد من عباد الله فتأمل معنى اسم الله (الفتاح) ليطمئن قلبك، ولتعلم بأنه مهما طال ليل الظالم وكثر بغيه وظلمه للعباد، لا بد أن يفتح الله بين عباده المؤمنين وبين عباده الظالمين، وسيحكم بين عباده بالحق والعدل، وقد توجهت الرسل إلى الله الفتاح سبحانه أن يفتح بينهم وبين أقوامهم المعاندين فيما حصل بينهم من الخصومة والجدال، قال نوح عليه السلام : )قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ * فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) .

وقال شعيب عليه الصلاة والسلام : رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ( فتنبه .

ما من نعمة يمسك الله معها رحمته حتى تنقلب هي بذاتها نقمة ، وما من محنة تحفها رحمة الله حتى تكون هي بذاتها نعمة ، ينام الإنسان على الشوك مع رحمة الله فإذا هو مهاد، وينام على حرير وقد أمسكت عنه فإذا هو شوك القتاد ، ويعالج أعسر الأمور برحمة الله فإذا هي هوادة ويسر، ويعالج أيسر الأمور وقد تخلت رحمة الله ، فإذا هي مشقة وعسر، فمن داخل النفس برحمة الله تتفجَّر ينابيع السعادة والرضا والطمأنينة، ومن داخل النفس مع إمساكها تدب عقارب القلب والتعب والنصب والكدر والمعاناة ، أفقهت معنى (مايفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ).

- مفاتيح الغيب بيد الله لا يعلمها إلا هو سبحانه، و علم الغيب مستغلق إلا على الرب جل و علا فهو الذي يعلمه، وفي مثل هذه الأوقات وانتشار القنوات الفضائية الفاسدة من قنوات سحر، وشعوذة، وتنجيم، وأبراج, أين الإيمان باسم الفتاح ؟! قال تعالى وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ ) .

- من رام الأماكن التي يفتح فيها الفتاح الرحمة فعليه بالمساجد ، تأمل ماجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك فإذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك ) صحيح سنن أبي داود .

- وإليك كلام من ذهب لابن القيم رحمه الله : " فيا من فتح الله أقفال قلبه ، وأفاض عليه نوراً من عنده ، حل أقفال القلوب الجاهلة بمفاتيح العلوم ، وكن فتّاحاً كما فتح الله عليك (وأحسن كما أحسن الله إليك) وإن كنت لم تصل إلى هذا المقام ، وفتح عليك من الرزق الظاهر رزق الأبدان ، فكن ذا يد سمحة وقلب فتّاح واسع ، وأسعى أن تكون مفتاح خير مغلاق شر، وفي الحديث قال رسول الله : (أن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه . وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه ) "
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى
اسم الله ( المقيت )
معنى الاسم :

المقيت : من القوت، اسم فاعل للموصوف بالاقاتة . فعله : أقات، وأصله : قات يقوت قوتا والمفعول مُقات .

المُقيت : اسم من أسماء الله الحُسنى ، ومعناه : المُقتدِر ، الحفيظ ، خالق الأقوات ، المُتكفِّل بإيصالها الى الخلق .

والقوت في اللغة : هو ما يمسك الرمق من الرزق يقال قات الرجل : أي أعطاه قوته ويطلق على الشيء المدخر المحفوظ الذي يقتات منه حين الحاجة فيسمى قوتا، كالطعام الضروري الذي تدخره في بيتك تأكل منه وأسرتك أما الشيء الزائد عن الحاجة فلا يسمى قوتا .


بمعنى امرأة قالت لزوجها: ما عندنا شيء، هذا الزوج بكى، سبب بكائه تذكر أنواع القوت التي في بيته ، أنواع منوعة وكثيرة وكافية كلمة ما عندنا شيء كلمة ما فيها أدب مع الله عز وجل ، عندك كل شيء{ كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ } . لذلك المدخر المحفوظ الذي يُقتات به حين الحاجة، هذا هو القوت .


معنى الاسم في حق الله :
1- المُقيت هو الذي أوصَل إلى كل موجود ما به يقتات و أوصَل إلى كل موجود رِزقه ، وصرفها كيف يشاء بحكمته وحمده فهو الحافظ للشيء والمُقّدر له والحفيظ عليه ، أي انه سبحانه هو الذي ينزل الأقوات للخلق ، ويقسم أرزاقهم صغيرهم وكبيرهم ، غنيهم وفقيرهم ، قويهم وضعيفهم . قال الله تعالى : { وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } .

2- قال ابن كثير في تفسير الآية { وكان الله على كل شيء مقيتاً }
قال ابن عباس وعطاء وعطية وقتادة ومطر الوراق : ( مقيتا) أي حفيظا .
وقال مجاهد : شهيدا . وفي رواية عنه : حسيبا .
وقال سعيد بن جبير والسدي وبن زيد : قديرا .
وقال الضحاك: المقيت الرزاق .
ولا يمنع أن يكون هذا الاسم متناولاً لجميع هذه المعاني بأن يكون معناه : الذي أحاط علـــما بالعباد وأحوالهم وما يحتاجون إليه . وأحاط بهم قـــدرة فهو على كل شيء قدير ، وتولى حفظهم ورَزقهم وأقدارهم ، الذي يُقيت الأبدان الأطعمة والأرزاق ، ويقيت قلوب من يشاء من عباده بالعلم والإيمان .


3- المقيت : الممد فهو سبحانه دبر الحيوانات بأن جبلها على أن يحلل منها على ممر الأوقات شيئاً بعد شيء ، ويعوض ما يتحلل غيره فهو يمدها في كل وقت بما جعله قواماً لها إلى أن يريد إبطال شيء منها فيحبس عنه ما جعله مادة لبقائه فيهلك .

- وجاء في بعض الروايات بلفظ المغيث بدل المقيت ، وفُسِّر المغيث بأنه المدرك عباده في الشدائد إذا دعَوه ، ومجيبهم ومخلصهم ، وهو في معنى المجيب والمستجيب إلا أن الإغاثة أحق بالأفعال ، والاستجابة أحق بالأقوال ، وقد يقع كل منهما موقع الآخر .


وروده في القرآن الكريم :
ورد هذا الاسم في موضع واحد في قول الله تعالى : { مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً } النساء 58 .
وورد هذا الاسم مطلقا منونا مقرونا بمعاني العلو والفوقية وانطبقت عليه الشروط التي وضعها أهل العلم في إحصاء الأسماء فعلى هذا يكون هذا الاسم ثابت بالكتاب .



أمثلة على الاسم :

وأحد أمثلة تلك الشواهد نظام المناعة والأجسام الدفاعية، وهو نظام مجهري عجيب يُحصن أجسادنا ويدافع عنهـا كل لحظة، فمثلاً عند دخول مادة غريبة أصغر من جزء من مليون جزء من الملليمتر مثل الفيروس فإنها كافيةٌ في تدمير جميع الأنظمة الحيويّة في أجسامنا؛ لذا خلق الله جيوشاً دفاعية وجعل خُمس بروتينات البلازما في دم الإنسان خلايا دفاعيّة ،

وفي الوقت الذي تتكبّد فيه ميزانية الدول أكثر من رُبع دخلها من أجل الإنفاق على التجهيزات الدفاعية، نرى أن الله المُقيت أنعم علينا بتجهيزات دفاعية هي الأقل كُلفةً في الجسم، مقارنةً بباقي الوظائف الحيوية.
وفي الجلد، وعلى بُعد أقل من عُشر ملليمتر واحد من عُمقه، تقبعُ أفضل أنظمة التعقيم في العالم وأكفؤها أداءً، وأدقها هدفا، وأقلّها كُلفة، وأصغرها حجما، وأعلاها تخصّصاً، في عالمٍ كاملٍ يموج بالحيويّة، ومع ذلك فهو خالٍ تماما من الضن هذا النظام الدفاعي المُعجز الذي زَوَّد الله به خلقه يستطيع إنتاج 100 مليون سلاح مُختلف من الأجسام المضادة، في حين أن أقوى جيوش العالم لا تمتلك ما يزيد عن عشرة أنواع من الأسلحة، وهذا النظام الدفاعي يمتلك ذاكرةً عجيبة فهو يقوم بتخزين المعلومات عن الخصم لتجهيز أنظمة دفاعية جديدة في حال تكرار المعركة! ومن العجيب أن هذه الذاكرة في الأجسام الدفاعية تظل مرافقة للكائن الحي طيلة عمره .

ولا يملك الإنسان أمام تلك المنظومة الدفاعية العملاقة إلا التسليم لله، والشكر على عظيم نعمائه، فكل هذا التخطيط صممه الله وحده لأنه يُقيت لعباده ما يُصلحهم وينفعهم: { وكان الله على كل شيء مقيتاً } النساء 85 .



قصص :

- نحن قد لا نعرف قيمة الغذاء، هناك قصة فرنسية مترجمة، أن إنساناً كان على ناقته وعليها طعامه وشرابه، ضلّ الطريق، فنفذ طعامه وشرابه، وصار على وشك الهلاك، لمح عن بعد بركة ماء أشرق في نفسه الأمل، صار أمل على أن يبقى حياً بعد أن أيقن بالموت، هرع إلى هذه الواحة، رأى بركة ماء شرب منها حتى ارتوى لكنه جائع جوعاً شديداً، ثم تولى إلى الظل فحالت منه التفاتةٌ فرأى كيساً هو يحسب أن فيه خبزاً، فتح الكيس فلم يجد فيه إلا لآلئ، فصاح وا أسفاه هذه لآلئ.أي لو أنت جائع و معك مئة مليار، لا تساوي شيئاً، بالحرب العالمية الثانية بيع رغيف الخبز بليرة ذهبية، رغيف الخبز، فالقوت، الله عز وجل يديم فضله علينا .


- سُئل مرة أحد خلفاء بني العباس، وقد طلب كأس ماء، سأله وزيره: يا أمير المؤمنين بكم تشتري هذا الكأس لو منع منك ؟ قال: بنصف ملكي، قال له: فإذا منع إخراجه ؟ قال: بنصف ملكي الآخر، أنت مفتقر لكأس ماء .


خاتمة :

- يعني لا تتم شفاعة في الكون بين جهتين إلا بإذن الله، فإذا كنت سبباً في عمل صالح فلك من هذا العمل الصالح نصيب، مثلاً أعنت إنساناً على نفسه فتاب إلى الله، كل أعمال الخير التي فعلها هذا الإنسان لك منها نصيب، وإذا دللت إنساناً على عمل سيئ أو على معصية، كل هذه المعاصي التي يفعلها عليك منها وزر، شيء خطير .

قبل أن تدل إنساناً، قبل أن تكون وسيطاً قبل أن تكون سبباً، قبل أن تقنع إنساناً على معصية أو بعمل أو بسفر

أو بتأسيس تجارة أساسها محرم انتبه هذا العمل الذي نتج عن توجيهك، وتبيينك، إن كان خيراً لك منه نصيب وإن شراً عليك منه وزر .

فالله عز وجل من فوق عرشه مقيت، له الكمال المطلق في إقاتة خلقه، ورزقهم، فإذا أضيف إلى الإطلاق اجتماع معاني العلو فكان هذا كمال الكمال .
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى
اسمي الله ( القريب – المجيب )
قرن الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بين اسمه القريب واسمه المجيب في مواضع، ولهذا الاقتران حكم .

المعنى اللغوي :
القريب اسم : فاعل من قَرِبَ ، قرِبَ قرِبَ من يَقرَب ، قُرْبًا وقُرْبانًا ، فهو قريب ، والمفعول مَقْروب .
القَرِيبُ : الدَّاني في المكان أَو الزَّمان أَو النسب

المجيب : اسم فاعل من أجاب يجيب فهو مجيب. فالله –عز وجل- مجيب دعاء عباده إذا دعوه

المعنى الشرعي للاسمين :
اسم الله القريب :
هو الذي ليس ببعيد فالله عز وجل قريب من عباده .... أي أنا قريب الإجابة

اسم الله المجيب :
الله تعالى هو المجيب لدعوة الداعين، وسؤال السائلين، وعباده المستجيبين . فهو سبحانه وتعالى المجيب الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ويغيث الملهوف إذا ناداه، ويقابل مسألة السائلين بالإسعاف، ودعاء الداعين بالإجابة ، وضرورة المضطرين بالكفاية، بل ينعم قبل النداء، ويتفضل قبل الدعاء .


ورودهما في القرآن الكريم : منها :

- ورد اسمه القريب مفردا في قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ ........} البقرة : 186 .
- وورد مقترن باسمه المجيب قال تعالى على لسان صالح عليه السلام : {
.... فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ } هود: الآية 61 .
-
واقترن باسمه السميع، في قوله تعالى : { قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ } .


اقترانهما في السنة :
- عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري رضي الله عنه أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَرَفَعُوا أَصْوَاتَهُمْ بِالدُّعَاءِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِنَّكُمْ لاَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلاَ غَائِبًا، إِنَّكُمْ تَدْعُونَ قَرِيبًا مُجِيبًا يَسْمَعُ دُعَاءَكُمْ وَيَسْتَجِيب }.

- جاءأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : يارسول الله أقريبٌ ربُّنا فنناجيه ؟ أم بعيدٌ فنناديه ؟
سكت النبي - صلى الله عليه وسلم - وما أجاب ، فأجاب الله من فوق سبع سموات : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } .

- أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم – قال : { ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلةٍ إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثُلُث الليل الآخر، فيقول: مَن يدْعوني فأستجيب له؟ مَن يسألني فأعطيه؟ مَن يستغفرني فأغفر له } .


وقربه تعالى نوعان :

أحدهما : قرب عام : قربه بعلمه من جميع الخلق وهو المذكور في قوله تعالى :{ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } ق: الآية 16 .

ثانيا : قرب خاص : قربه من عابديه وسائليه ومحبيه وهو المذكور في قوله تعالى :{ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ } العلق : الآية 19 .
وهذا النوع قرب يقتضي ألطافه تعالى، وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمرادهم والقرب هنا مستعار للرأفة والإكرام؛ لأن البعد يُستعَار للجفاء والإعراض .



وإجابته سبحانه وتعالى نوعان :
أولا : إجابة عامة للداعين : مهما كانوا وأينما كانوا وعلى كل حال كانوا، كما وعَدهم بهذا الوعد المطلق الصادق الذي لا يتخلَّف .
ومن هنا يتبيَّنُ أن اللهَ يجيب مَن دعاه في حالة الاضطرار، مؤمن أو كافر؛ قال تعالى : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ }.
وقال تعالى عن استجابتِه للكفَّارِ في حالة الاضطرار: { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } .

ثانيا : إجابة خاصة : للمستجيبين له المنقادِين لشرعه المخلِصين له في الدعاء والعبادة ؛ ولهذا عقب بقوله : { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي } .
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى
الآثار الإيمانية من اقتران اسم الله القريب باسمه المجيب :
1- أن الله قريب من كل من أقبل إليه مجيب لكل من ناداه .
2- على الدعاة إرشاد الناس إلى ربهم مهما فعلوا من جُرْم، فإنه قريب منهم إذا دعوه مجيب لهم إذا سألوه تواب لذنوبهم إذا تابوا ورجعوا إليه .
3- إخفاء الدعاء والإسرار به لله سبحانه وتعالى : لأنه دال على قرب صاحبه من الله وأنه لاقترابه منه وشدة حضوره يسأله مسألة أقرب شيء إليه ؛ فيسأله مسألة مناجاة للقريب لا مسألة نداء البعيد للبعيد ، ولهذا أثنى سبحانه على عبده زكريا بقوله :{ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً } فكلما استحضر القلب قرب الله تعالى منه وأنه أقرب إليه من كل قريب، وتصور ذلك أخفى دعاءه ما أمكنه ولم يتأت له رفع الصوت به .
4-
المجيب معك في كل وقت وحين،ترفع يديك تدعوه أو بدون أن ترفع يديك، بلسانك أو بدون لسانك، بدون أن تحرك شفاك، تدعوه من داخلك، بدون أن تنطق .
5- الإكثار من الدعاء بـ "يا قريب يا مجيب" : عن اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : ( رَأَيْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُقْبَةَ بَصِيرًا ثُمَّ رَأَيْتُهُ قَدْ عَمِيَ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ بَصِيرًا، فَقُلْتُ: أَلَيْسَ رَأَيْتُكَ بَصِيرًا، ثُمَّ عَمِيتَ، ثُمَّ أَبْصَرْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: وَبِمَ ذَاكَ؟ قَالَ: رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ فَقِيلَ لِي قُلْ: يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ، يَا سَمِيعَ الدُّعَاءِ، يَا لَطِيفُ لِمُا يَشَاءُ فَقُلْتُهَا فَرَدَّ اللهُ عَلَيَّ بَصَرِي ).
6- المجيب يحب الملحين،الإنسان لو ألححت عليه يمل فلله المثل الأعلى الله يحب الملحين في الدعاء فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله يحب الملحين في الدعاء) لأنك كلما تلح تحقق العبودية أكثر وتؤكد أن ليس لك شخص أخر غيره .


سبب الإبطاء في الإجابة :
قال ابن الجوزي - رحمه الله –
" رأيت من البلاء العجاب ؛ أن المؤمن يدعو فلا يُجَاب، فيكرر الدعاء وتطول المدة، ولا يرى أثرًا للإجابة، فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي احتاج إلى الصبر .
وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب .
ولقد عرض لي من هذا الجنس، فإنه نزلت بي نازلة ؛ فدعوت وبالغت فلم أر الإجابة ، فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده .
فتارة يقول: الكرم واسع والبخل معدوم، فما فائدة تأخير الجواب ؟!
فقلت: اخسأ يا لعين، فما أحتاج إلى تقاضي، ولا أرضاك وكيلاً .
ثم عدت إلى نفسي فقلت: إياك ومساكنة وسوسته، فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفى في الحكمة .
قالت : فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة
فقلت : أحدهما : قد ثبت بالبرهان أن الله عزَّ وجلَّ مالك، وللمالك التصرف بالمنع والعطاء، فلا وجه للاعتراض عليه .
والثاني : أنه قد ثبتت حكمته بالأدلة القاطعة ، فربما رأيت الشيء مصلحة والحق أن الحكمة لا تقتضيه ، وقد يخفى وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب، من أشياء تؤذي في الظاهر بقصد بها المصلحة فلعل هذا من ذاك .
والثالث: أنه قد يكون التأخير مصلحة والاستعجال مضرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل، يقول دعوت فلم يستجب لي } .
والرابع : أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك ، فربما يكون في مأكولك شبهة ، أو قلبك وقت الدعاء في غفلة ، أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه .
والخامس: أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب، فربما كان في حصوله زيادة إثم، أو تأخير عن مرتبة خير، فكان المنع أصلح . وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو، فهتف به هاتف : " إنك إن غزوت أسرت، وإن أسرت تنصرت " .
والسادس : أنه ربما كان فقد ما تفقده سببًا للوقوف على الباب واللجوء ، وحصوله سببًا للاشتغال به عن المسئول
فالحق عزَّ وجلَّ علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه، يستغيثون به فهذا من النعم في طي البلاء " . انتهى كلامه .



شروط استجابة الدعاء:
1- اليقين أنه يستجيب يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة ) . ويقول : ( لا يقل أحدكم وهو يدعو يارب لو شئت فعلت كذا ولكن ليعزم في المسألة ) .

2- عدم الاستعجال : عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي- صلى الله عليه وسلم- أَنَّهُ قَالَ { لاَ يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ مَا لَمْ يَدْعُ بِإِثْمٍ أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ مَا لَمْ يَسْتَعْجِلْ ، قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الاِسْتِعْجَالُ قَالَيَقُولُ قَدْ دَعَوْتُ وَقَدْ دَعَوْتُ فَلَمْ أَرَ يَسْتَجِيبُ لِى فَيَسْتَحْسِرُ عِنْدَ ذَلِكَ وَيَدَعُ الدُّعَاء } . كلما استجاب المرء لأوامر الله ورسوله أجاب الله نداءه إجابة تليق بجلاله وكرمه وجوده، وكلما تقرب العبد من الله بالطاعات المُرضية له المُفرحة له، تقرب الله من عبده تقربًا يليق بجلاله وعظمته .

3- الخشوع والتذلل أثناء الدعاءيقول النبي صلى الله عليه وسلم: { إن الله لا يستجيب من قلب غافل }
ويقول ابن عمر( أنا أعلم متي يستجاب دعائي فقالوا له : كيف تعلم؟ قال : إذا خشع القلب واهتزت الجوارح ودمعت العين أقول هذه ساعة إجابة فأبالغ في الدعاء ) .

4- أكل الحلال فمن سنن إجابة الدعاء أن تخرج صدقةلكي تضمن أن أموالك طاهرة ثمذكر النبي صلى الله عليه وسلم : { الرجل يطيل السفر يدعو يقول يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام ومسكنه حرام فأنى يستجاب له }.


خاتمة :
هو الذي يقذف في قلوب الداعين وألسنتهم الدعاء، الأولى يقابل طلبك بالإجابة والثانية هو الذي قذف في قلبك. المعنى الأول القريب السهل تدعي يستجب لك والمعنى الثاني الأجمل هو الذي يقذف في قلبك: ادعوني ، ولذلك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: (أنا لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء فمتى أُلهمت الدعاء عرفت أن الإجابة معه) فهو مطمئن للإجابة

وسيدنا علي رضي الله عنه يقول : (لو قيل لي يوم القيامة سنترك حسابك لأبيك وأمك لرفضت لأن الله سيكون أرحم بي من أبي وأمي) فهذا يعرف الرحيم يعرفه عن قرب

ويقول شخص أخر ( لأنا أشد خشية من أن أُحرم الدعاء من خشيتي أن أُحرم الإجابة) فالمجيب لو أنطق لساني بالدعاء عرفت أن الإجابة معه ،

لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: { من فُتح له باب الدعاء فُتح له باب من أبواب الرحمة } فالمعنى الأول الذي يستجيب دعاء السائلين والمعنى الأجمل الذي يقذف في قلوب السائلين وألسنتهم أن يلجئوا إليه بالدعاء فيستجيب لهم فهو الذي ألهم وهو الذي يستجيب .

هو - سبحانه - قريب وسِع سمعُه الأصوات، لم تشْتبه عليه اللغات، ولن تختلط عليه اللهجات
هو - جلَّ في عُلاه - قريبٌ{ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ } [فاطر: 41] ، يهدي خلقه في ظلمات البرِّ والبحر، ويرسل الرياح مبشرات ، وينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته، يملك السمع والأبصار والأفئِدة، ويُرسل على عباده حَفَظة، كرامًا كاتبين يعلمون ما تفعلون.
أقرب للعبد من حبْل الوريد، ولا شيء في ملْكِه عنه بعيد، يسمع ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصَّمَّاء في اللَّيلة الظَّلْماء .

سبحان الذي لا تختلط عليه الأصوات، سبحان الذي لا تشغله سمع عن سمع، سبحانه الذي سمى نفسه المجيب وقال قريب مجيب، سبحانه الذي يلهمك أن تدعوه فيستجب لك، يهمك فيعطيك .
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى
أسماء الله ( القادر – القدير – المقتدر )

في اللغة :

- قال ابن أثير : القدير والقادر والمقتدر كلها تجتمع في صفة القدرة فهي صفة ثابتة لله ، وأنه سبحانه كامل القدرة ، القادر اسم فاعل والقدير فعيل منه ، وهو للمبالغة والمقتدر مفتعل من اقتدر وهو أبلغ ..

- وقال الخطابي: (القادر): يقال: قدر يقدر قدرة فهو قادر وقدير ، هو من القدرة على الشيء .

- هي ثبوت صفة القدرة لله عزوجل فهو له كامل القدرة ، فبقدرته ( أنشأها ودبرها و سواها واحياها وأماتها وبعثها وخلقها مرة اخرى للجزاء ... إلى غير ذلك ) كل ذلك بقدرة الله عز وجل .كما تفيد معنى السيطرة والتحكم والعلم بكل شيء .


معنى الأسماء في حق الله تعالى :

عرف هذه اﻷسماء كثير من العلماء بتبيان كبير بينهم وجدت تعريفات كثيرة للعلماء مفصلة واُختصرت بهذه التعاريف ) فمن هذه التعريفات :
- معنى القادر : هو من له القدرة الشاملة الكاملة .
- و أما القدير : بمعنى القوة قدير قدرة قادر مقتدر ، فهو قدير بالاحاطة بالمكان والزمان والعاجل والآجل .
- أما المقتدر هو تام القدرة الذي لا يحتجب عليه أي شيء .


ورودها في القرآن الكريم :
أكثرها ورودا القدير ثم القادر ثم المقتدر :
- ورد اسمه القدير 45 مرة في سور متعددة من القرآن الكريم منها :
- قال تعالى { وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

- وورد اسم القادر 12 مره 5 منها بصيغة الجمع منها :
قال سبحانه { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً } .

- وورد اسمه المقتدر 4 مرات منها :
قال سبحانه { وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً } .


من السنة :
- ورد اسم القدير في الدعاء بعد الصلاة { لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير }.

- دعاء الاستخارة : { اللهم اني أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك } .

- وقال صلى الله عليه وسلم : { اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني ما علمت الحياة خير لي } .


ثمرة الإيمان بصفة القدرة الإلهية :
وللإيمان بقدرة الله عز وجل التي دلّت عليها أسماؤه - القدير والقادر والمقتدر - آثارًا عظيمة وثمارًا مباركة تعود على العبد في دنياه وآخرته منها :
1- أن يُقّوِّي في العبد الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه كما في الحديث : { ...... وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ... } .
2- تكميل الصبر وتتميمه وحسن الرضا عن الله قال ابن القيم : "من ملأ قلبه من الرضا ملأ الله صدره غنى وأمناً وقناعة، وفرَّغ قلبه لمحبته والإنابة إليه والتوكل عليه ومن فاته حظ من الرضا امتلأ قلبه بضد ذلك واشتغل عما فيه سعادته وفلاحه " .
3- سلامة الإنسان من أمراض القلوب كالحقد والحسد ونحوهما .
4- تقوية عزيمة العبد وإرادته في الحرص على الخير وطلبه والبعد عن الشر والهرب منه .
5- حسن رجاء الله ودوام السؤال والإكثار من دعائه وتمام الالتجاء إليه لأن الأمور كلها بيده .


قصص :
- إن من صفات المؤمن أنه واثق من نصر الله عز وجل، النبي صلى الله عليه وسلم حينما ذهب إلى الطائف وكذبه أهلها، واستخفوا به، واستهزؤوا به، وأغروا صبيانهم، أي نالوه بالأذى، وسال الدم من قدمه، الآن قفل راجعاً إلى مكة، يقول له زيد: يا رسول الله، كيف ترجع إلى مكة وقد أخرجتك ، فقال كلمة لا تنسى، قال: { يا زيد إن الله ناصر نبيه } هذه ثقة الإنسان بالله مبعثها معرفته .

- لما انتقل من مكة إلى المدينة مهاجراً، ووضعت مائة ناقة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، مكافأة على من يقتله، أو من يقبض عليه، تبعه سراقه ليلقي القبض عليه، أو ليقتله، ويأخذ المائة ناقة، فقال له النبي الكريم بكل بساطه : يا سراقة، كيف بك إذا لبست سواري كسرى ؟ ماذا يقول ؟! أنت ملاحق مهدور دمك، تقول: كيف بك يا سراقه إذا لبست سواري كسرى ؟ أي أنك سوف تصل إلى المدينة سالماً، وسوف تؤسس دولة، وسوف تنشئ جيشاً، وسوف تحارب أقوى دولة في العالم، وسوف تنتصر عليها، وسوف تأتيك غنائم كسرى إلى المدينة، ولك يا سراقه سوار كسرى .

- اسم ( القدير ) مأخوذ من التقدير، أو من القدرة.للتقريب: طبيب يتفقد مرضاه، وقف عند مريض، قرأ اللائحة الطبية، رأى الضغط مرتفعا، وهو طبيب، أعطى أمراً، وأمره نافذ، أن يوقفوا الملح في الطعام، الأمر سلطة، وقراءة التقرير علم، أن الضغط مرتفع، والضغط المرتفع خطر، فأعطى أمراً بمنعه من تناول الملح في وجباته الرئيسية .


خاتمة :
الإنسان دون أن يشعر يتجه إلى قوي يلوذ به، إلى قوي يحميه، إلى قوي يدافع عنه، إلى قوي يلجأ إليه.فالإنسان حينما يتجه إلى الله الحقيقي خالق السموات والأرض، يكمل ضعفه الذي أراده الله باعثاً إلى معرفة الله وطاعته، وقطف ثمار عبوديته لله عز وجل .
الله عز وجل إن تكلمت فهو يسمع، وإن تحركت فهو يرى، وإن أضمرت فهو يعلم، يسمعك إذا دعوته، ويراك إذا توجهت إليه، ويعلم سرك وجهرك ، إذاً : أنت تدعو من ؟ تدعو من يسمعك، وتدعو من هو قادر على حل مشكلتك، وتدعو من يحبك، القوي الذي يعاديك لا تتجه إليه، تتجه إلى قوي يريد أن يرحمك، فلمجرد أن تدعو الله عز وجل فأنت مؤمن بوجوده، ومؤمن بسمعه وبصره وعلمه، ومؤمن بقدرته ومؤمن برحمته .
ضعفك وهلعك، وشدة خوفك، وحرصك على ما في يديك، هذه الصفات التي هي صفات ضعف في أصل خلقك هي لصالحك ، مِن هنا يأتي اسم ( القدير ) إنك تعتز بقوي .

- ورد في بعض الآثار: " إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله ، وإذا أدرت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يد الله أوثق منك بما في يديك ، إذا أردت أن تكون أكرم الناس فاَتق الله " .

وإذا نظرت إلى إيمانك بالقضاء والقدر علمت أن أهل السنة والجماعة يقولون فيما يعتقدونه بالدليل من الكتاب والسنة أن مراتب القدر أربعه :
العلم والكتابة والمشيئة والخلق ، وماذا نقصد بهذه المراتب؟
المقصود بهذه المراتب المراحل التي يمر بها المخلوق من كونه معلومة في علم الله : يعني هذا المخلوق معلوم في علم الله قبل أن يخلق الله السموات والأرض ، المراحل إلى الواقع المشهود ، فهو سبحانه قبل أن يخلق الأشياء عالم بها وكتب ما سيخلقه هذا قبل أن يقع القدر ، ثم شاء أن يقع هذا وقت وقوعه وخلقه ،خلق ما به يقع، فالقادر سبحانه هو الذي يُقدر المقادير في علمه ، فالقضاء والقدر له علاقه باسم القدير : فالقادر سبحانه هو الذي يقدر المقادير فيعلمه
حيث قدر كل شئ قبل تكوينه ونظم أمور الخلق قبل إيجادهم وإمدادهم، ،فعلمه سبحانه وتقديره لمقاديرهم يدل على أنه قادر سبحانه وتعالى .

- الآن العالم الإسلامي خطه البياني في النهاية الصغري، في الحضيض، اصطلح العالم كله على محاربته، وأي عمل عنيف على سطح الأرض ينسب إلى المسلمين، والعالم شرقاً وغرباً يحارب المسلمين، والإعلام بكل قوته يحارب المسلمين، والمؤمن الصادق لا تضعف معنوياته أبداً، إن الله ناصر هذا الدين، إن الله لا يتخلى عن المؤمنين، وأخطر شيء في حياة الأمة أن يهزم الإنسان من الداخل قال تعالى { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } .فكلمة ( القدير ) تملأ النفس طمأنينة، تملأ النفس ثقة بنصر الله عز وجل .

اللهم أنت القادر على كل شيء ارحم المستضعفين وانصرهم في كل مكان
اللهم انت القادر على كل شيءاهلك اليهود ومن عاونهم
اللهم بك استعين وبك ألتجأ ، أنت القادر على ان تنزل علينا اﻷمن واﻷمان في قلوبنا وصدرونا وارضنا
قادر يا كريم
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى
أسماء الله ( الحفيظ – الحافظ )

معنى الاسمين لغةً تدور حول عدة معاني :


1- الحفيظ في اللغة :
هو صيغة مبالغة من اسم الفاعل الحافظ، وفعله هو حفظ يحفظ حفظًا، والحفظ هو الصيانة من التلف والضياع .

فعندما يفسد قلبك بالدنيا، ويفسد بالمعاصي، ويفسد بالمخالفة، نلوذ بالله الحفيظ أن يصونه ويغمرنا بالرحمات وينقي قلبونا من التلف .

2- وتُستخدم كلمة حفظ على العلم والضبط وعدم النسيان ، مثلما نقول هذا الطالب حافظ أي : يحفظ الشيء ويضبطه ولا ينساه. فهنا نقول بحق الله { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } .

3- الحفيظ يُطلَق علي الموكل بالشيء، وتأتي معنا في اسم الله الوكيل أي هو الموكل بهذا الشيء حفظًا وصيانة .

4- تعهد الشيء وقله الغفلة عنه .


1- الحافظ في اللغة : هو الحارس، وحفِظَه حفظاً أي حرسه حراسةً، وحَفِظَ المال أي رعاه، وحَفِظَ القرآن أي استظهره، وهذا حافظٌ من قومٍ حُفَّاظ أي من الذين رُزِقوا حفظ ما سمعوا .

2- الحافظ : هو الذي يثبّتك على الطريق البيّن المستقيم الذي لا ينقطع، ويحفظك على المواظبة عليه .

3- وقيل: المحافظة هي المراقبة، والمحافظة الذَبُّ عن المحارم، أي: الدفاع عن المحارم، والمحافظة على العهد الوفاء به والتمسُّك بالودِّ .


معنى الاسمان في حق الله تعالى :

- الحفيظ : الذي يحفظ أعمال الموكلين والذي شرّف بحفظها الكرام الكاتبين، يدونون على العباد الأعمال والقول والخطرات والحركات والسكنات ويضعون له الأجر كما حدد لهم بالحسنات والسيئات, وهو الحفيظ الذي يحفظ عليهم أسماعهم وأبصارهم وجلودهم لتشهد عليهم يوم اللقاء فالحفيظ حفيظ لمن يشاء من الشر والأذى والابتلاء.
الحفيظ يحفظ قلوب عباده المؤمنين ومافيها من الإخلاص والتوحيد والإيمان فيعصمهم عن الهوى ويعصمهم عن شبهات الشيطان..فهو يغار على قلوب عباده لذا يحفظها من الفتن ومن الزلل .


الحافظ : حفظ خلقه وعباده من كلِّ سوء، وحفظ عليهم ما يعملون، وحفظ السماوات والأرض بقدرته .
- قال الخطابي : " هو الحافظ يحفظ السماوات والأرض وما فيهما لتبقى مدة بقائها فلا تزول ولا تَندَثِرُ، كقوله تعالى: { وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم}، (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) .
وهو - سبحانه - يحفظ عبده من المهالك ومن مصارع السوء كقوله تعالى: ﴿ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ) أي بأمره، ويحفظ على الخلق أعمارهم ويُحصي عليهم أقوالهم ويحفظ أولياءه فيعصمهم عن مُواقَعَةِ الذنوب ويحرسهم من مكائد الشيطان ليسلموا من فتنته وشرِّه . "


هل هذا الاسم من أوصاف الذات أم الفعل ؟
وقد علمنا من قبل أن صفة الذات لا تتخلف وصفة الفعل تتخلف، يقول القرطبي : "أن هذا الاسم يكون من أوصاف الذات ومن أوصاف الفعل " .
فهو من أوصاف الذات يرجع إلى (اسم الله العليم) لأنه يحفظ بعلمه جميع المعلومات فلا يغيب عنه شيء.
وأن من جملة معنى الحفظ : الضبط والإحصاء وعلى هذا خرج قوله تعالى : { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } مريم الآية :64
وقوله تعالى: { قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى} [طه:52] .
- وإذا كانت من صفات الفعل يرجع إلى حفظه للوجود، وهو عكس الإهمال، فقال تعالى : { فاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا } يوسف : 49

ورودهما في القرآن الكريم :
ورد اسم الله الحفيظ ثلاث مرات في القرآن :
- قال تعالى : { والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم و ما أنت عليهم بوكيل } .

- وقال : { فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين } .


من السنة :
- روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - أن النبي-صلى الله عليه وسلم- قال: { إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ... } .

- حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { اللهمَّ احفظني بالإسلامِ قائمًا، واحفظنِي بالإسلامِ قاعدًا، واحفظنِي بالإسلامِ راقدًا، ولا تُشمِتْ بي عدوًّا ولا حاسدًا، اللهمَّ إنِّي أسألُك منْ كلِّ خيرٍ خزائنُهُ بيدِكَ، وأعوذٌ بكَ منْ كلِّ شرٍّ خزائنُهُ بيدِك } صحيح: السيوطي، الجامع الصغير .


ذكر الإمام الغزالي رحمه الله: أن الحفظ على وجهين...
المعنى الأول: إدامة وجود الموجودات وهذا يأتي بمعنى مضاد للإعدام وأن الكون يسير بهذا الشكل من حفظ الله. أي أن الله أبقاه على هذا الحال ولو شاء أن يهلكه لكان فهذا الكون لا يسير ولا يتدبر أمره إلا بحفظ الحفيظ....
فالله هو الحافظ للسماوات والأرض والملائكة والموجودات طالت في البقاء أو قصرت.

المعني الثاني: أنّ الحفظ صيانة المتقابلات المتضادات بعضها عن بعض, كالتقابل بين الماء والنار فهما متعاديان بطباعهما فإما أن تطفئ الماء النار وإما أن تحيل النار الماء بخار, وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين هذه المتضادات المتنازعة في سائر العناصر والمركبات. فبين فرث ودم لبنا خالصا فاللبن أبيض والدم أحمر والفرث قذر فيخرج لبن سائغ جميل لذة للشاربين... فكيف كان هذا ؟
بحفظ الله الحفيظ سبحانه ولولا ذلك لتنازعت هذه الأشياء


الآثار الإيمان بهذين الاسمين العظيمين :
أولًا : أن الحافظ لهذه السماوات السبع والأرضين وما فيها هو الله وحده لا شريك له، وهو - سبحانه - يحفظ السماء أن تقع على الأرض، قال تعالى ﴿ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ﴾ وقال - سبحانه ( وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾ .

ثانيًا : أن الله - سبحانه - يحفظ أعمال عباده فلا يضيع منها شيئًا ويوافيهم بها يوم الحساب، وفي الحديث القدسي: { يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا } ، وقال تعالى ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ﴾ وقد وَكَّلَ بهذه الأعمال حَفَظَةً كِرامًا من الملائكة، قال تعالى ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ .

ثالثًا : أن الله تعالى هو الذي يحفظ العبد من الشرور والآفات ويحفظه من عقابه وعذابه إن هو حفظ حدود الله واجتنب محارمه، قال تعالى ﴿ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ﴾
فبحفظهن لدين الله، ولحفظهن بالغيب حقوق أزواجهن من عرض، أو مال، أو ولد، أو غير ذلك حفظهن الله، روى الترمذي في سننه من حديث عبدالله بن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ } .

رابعًا : مدح الله - سبحانه - الذين يحفظون حقوقه وحدوده، فقال بعدما ذكر بعضًا من صفاتهم
{ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } وقال تعالى {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ } ، ومما يلزم المؤمن حفظه رأسه، وبطنه، وحفظ الرأس يدخل فيه حفظ السمع، والبصر، واللسان، من المحرمات، وحفظ البطن يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على مُحَرَّمٍ ، ويدخل في حفظ البطن حفظه من إدخال الحرام إليه من المأكولات والمشروبات ومما يجب حفظه من المَنهِيَّاتِ حفظ اللسان والفرج .

خامسًا : أن من أعظم ما يجب على المسلم حفظه من حقوق الله التوحيد فإن من حفظ هذا الحق حفظه الله يوم القيامة وأَمَّنَهُ من عذابه، قال تعالى ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث معاذ - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ :{ هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ؟ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ؟ قَالَ: "لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا } . وبالجملة فإن المؤمن مأمور بحفظ دينه أجمع، وكلما كان المؤمن لدينه أحفظ كان حفظ الله له أعظم .

سادسًا : أن المحفوظ هو ما حفظه الله سبحانه وتعالى وشاء له أن يُحفظ، وأما من شاء الله أن يضيع أو يتغير فإنه ضائع لا محالة، وقد تَكَفَّلَ الله بحفظ كتابه العزيز من التغيير، والتبديل إلى يوم القيامة، قال تعالى { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } .


قصص :

- قد يحفظ الله العبد بصلاحه بعد موته في ذريته ، هذان طفلان يتيمان حفظ كنزهما تحت جدار، تأمل قوله تعالى : {وكان أبوهما صالحا } فحفظا بصلاح أبيهما ،وممن قال ذلك ابن عباس ، قال سعيد بن المسيب لابنه : لأزيدن في صلاتي من أجلك، رجاء أن أحفظ فيك ثم تلا الآية .وقال عمر بن عبد العزيز : ما من مؤمن يموت إلا حفظه الله في عقبه وعقب عقبه .

- ومن القصص في ذلك أن رجلا قبل أن يموت كان مدعوا إلى لقاء عمل في مكان راقي، فبعدما تجهز للذهاب تذكر أن المكان قد يعج بالمنكرات من خمر وخلافه وقد يعجز عن الإنكار، وظل حائرا بين عمله الهام ومقابلة الشخصيات الهامة وبين المنكرات المتوقعة ، فقدر الله في هذا اليوم أن تمطر السماء مطرا شديدا وكان سيذهب مع أحد أصدقائه فتراجعا عن الذهاب فكأن هذا المطر جاء له نعمة من الله. فاعتذر عن الذهاب وفي اليوم الثاني مات ساجدا.!!
فسبحان الله حينما يحفظ الله العبد انظر كيف يعصمه .. ؟

خاتمة :
فمن لم يتولَّ اللهُ جلَّ في عُلاه حِفظَ صحته وحِفظ سمعته وحِفظ أهله وحِفظ ماله فالخطر ماثل ، فمهْما حافظت على ما تملك ؛ من الأشياء المادية والمعنوية، وتجاهلت اسم الله الحفيظ، فاعتمادك على أسباب مادية اعتماد عجز و ضياع .
حصِّن نفسك من المصائب بالاستقامة ، فالحِفظ كيف يكون ؟ لن تَستَحِقَّ حِفظ الله عزّ وجل إلا إذا طبقّت منهجه فهناك مظلة فإذا طبقت منهج الله عزّ وجل فأنت تحت مظلة رعاية الله عزّ وجل ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ وَرَجُلانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ فأَخْفَى حَتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ } .
من آثر دنياه على آخرته خسرهُما معاً، ومن آثر آخرته على دنياه ربحهُما معاً .

من أشرف أنواع الحفظ حفظ الله لعبده في دينه وإيمانه، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرمة،ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على الإيمان، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ....إن أمسكت نفسي فارحمها ، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ) .
حفظه الضعفاء من الأقوياء ، و الأخيار من الأشرار ، و الأتقياء من الفجار ، و النبات من الحشرات و سائر الآفات ، و الأجساد من الأمراض الفاتكات ، " قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ذكر ربهم معرضون " حفظ المجاهدين الصادقين أولي الألباب ، حفظ أهل التوكل و صادقي الإيمان من سلطان الشيطان ، حفظ اللسان قال النبي صلى الله عليه وسلم { لا يَسْتَقِيمُ إِيمانُ عبدٍ حتى يَسْتَقِيمَ قلبُهُ، ولا يَسْتَقِيمُ قلبُهُ حتى يَسْتَقِيمَ لسانُهُ } .
اتعتمد على غير الله في الحفظ ولا في أيّ أمر من أمورك، أما القول الفيْصل: احفظ الله يحفظك، أي كن لي كما أريد، أكن لك كما تريد، عبدي أنت تريد وأنا أريد، فإذا سلّمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلّم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ثم لا يكون إلا ما أريد .
أبعد هذا كله ننسى الله الحفيظ الحافظ . فإذا كان الله معك فمن عليك، وإذا كان الله عليك فمن معك ؟ .

فنسأل الله تعالى أن يحفظنا بحفظه الذي لا يُرام، وأن يكلأنا بعينه التي لا تنام، ويردّ عَنَّا كيد الكائدين ويرد عَنَّا ظلم الظالمين، وحسد الحاسدين، وحقد الحاقدين، ويشملنا بحفظه إنه جواد كريم .
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى
اسم الله ( المجيد – الماجد )

المعنى اللغوي :

المَجيد: اسم، وجمع :i أمجاد و مُجداء المَجِيدُ : صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من مجُدَ : كريم شريف حسن الفعال والخصال والشمائل ، تامّ كامل متناه في الشَّرف.

المجيد: من صيغ المبالغة على وزن فعيل، ماجد مجيد فعله مجد يمجد مجداً وتمجيداً، الماضي والمضارع والمصدر . من الماجد الذي اتسع كماله وشرفه وفخره وكرم في ذاته وصفاته وأفعاله وبجميع خصاله وما يُنسب له .

- وفي حق الله المجيد : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : العظيم في ذاته ، الكثير الخير والإحسان .

- المجيد : الكمال التام الذي لا يحاط به علما لله وحده، بأعظم غنى وكبرياء وعُلى، فخلق الوجود بجميع مراتبه بأحسن صورة ممكنة، فهو تعالى الماجد والمجيد في ذاته وصفاته وأفعاله، ومنه كل مجد وكرامة وشرف ونعمة لشيء في الوجود، ومن مجده الله فهو الماجد

- قال ابن القيم رحمه الله : " وصف- الله تعالى - نفسه بالمجيد وهو المتضمن لكثرة صفات كماله وسعتها وعدم إحصاء الخلق لها وسعة أفعاله وكثرة خيره ودوامه وأما من ليس له صفات كمال ولا أفعال حميدة فليس له من المجد شيء والمخلوق إنما يصير مجيداً بأوصافه وأفعاله فكيف يكون الرب تبارك وتعالى مجيداً وهو معطل عن الأوصاف والأفعال تعالى الله عما يقول المعطلون علواً كبيراً بل هو المجيد الفعال لما يريد والمجد في لغة العرب كثرة أوصاف الكمال وكثرة أفعال الخير وأحسن ما قرن اسم المجيد إلى الحميد كما قالت الملائكة لبيت الخليل عليه السلام { رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } هود: 73وكما شرع لنا في آخر الصلاة أن نثني على الرب تعالى بأنه حميد مجيد وشرع في آخر الركعة عند الاعتدال أن نقول ربنا ولك الحمد أهل الثناء والمجد فالحمد والمجد على الإطلاق لله الحميد المجيد فالحميد الحبيب المستحق لجميع صفات الكمال والمجيد العظيم الواسع القادر الغني ذو الجلال والإكرام " .

وروده في القرآن الكريم :
- قال تعالى { قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } .
- قال تعالى: { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ } .


من السنة :
- قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم{ يا رسولَ الله كيف نصلِّي عليك ؟ قال قولوا:اللَّهمَّ صَلِّ على محمد وعلى أَزواجهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صلَّيْتَ على آل إِبراهيم، وبَارِك على مُحمدٍ، وعلى أَزْواجِهِ وذُريته، كما باركتَ على آلِ إِبراهيم، إِنَّكَ حَميدٌ مجيدٌ} رواه البخاري.

- قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:{ إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تعالى تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً ، مِائَةً إِلَّا وَاحِداً مَنْ أَحْصَاهَا دَخَـلَ الجنة ....المجيد ، الماجد... } .


الآثار الإيمانية :
1- تؤمن باسم "المجيد" معنى ذلك أن تقبل عليه، أن تصل إليه، أن تتوكل عليه، أن تسعد بقربه، توافق عجيب بين خصائص النفس التي لا يملؤها إلا معرفة الله عز وجل .
2- إن الله سبحانه عطاؤه واسع، وفضله سابغ، قد شمل المؤمن والكافر، والبر والفاجر، مجد بذلك نفسه في قوله عز وجل { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا } .

3-مجد الله تعالى نفسه في كتابه العزيز في آيات كثيرة بل القرآن مليء بتمجيد الله وتعظيمه، وكذا حديث رسوله صلى الله عليه وسلم، وأعظم آيات القرآن وسوره هي التي احتوت على ذلك، كآية الكرسي في البقرة، وسورة الفاتحة والإخلاص.ومن أعظم من يعظم به العبد ربه ويمجده هو تلاوة كتابه، في آناء الليل وأطراف النهار، فإنه لا أحد يحصى الثناء عليه والتمجيد له، هو كما أثنى على نفسه ، ثم ذكره وتسبيحه وتحميده وتكبيره وتهليله، وما يلتحق بها من الحوقلة والبسملة والاستغفار والدعاء بخيري الدنيا والآخرة .


خاتمة :

النفس البشرية فُطرت على حبّ الكمال، وعلى حبّ الجمال، وعلى حبّ النوال، وحينما يؤمن الإنسان بالله الإيمان الصحيح يرى أن أصل الكمال، وأن أصل الجمال، وأن أصل النوال عند الله.لذلك الذات الإلهية كاملة كمالاً مطلقاً، ولن تخضع النفس إلا للكمال، ولن تخضع إلا للإحسان، إلا للجمال، فهناك توافق بين خصائص النفس، وبين كمالات الله جل جلاله .

والمؤمن يرى إن المجد والكرامة والفضيلة والشرف هي من الله تعالى وفي دينه وهداه ، فيطلبه ممن مجدهم الله وحمد فعلهم ويتعلم منهم ليمجد ويشرف ويتكرم ، فيكون ماجد وكريم في ذاته وصفاته وأفعاله بإطاعة الله ، ويبتعد عن كل معصية تدنيه وتنزل منزلته ومجده عند الله فيتخلى عن المعصية ويتحلى بالطاعة والعبودية والإخلاص لله ، فيظهر فيه كرم اسم الله المجيد فيمجده ويحمده ويرفعه عند للمقام المحمود ليحف بالأمجاد نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ووجهه منور مبيض حولهم في الجنة .
 
  • إعجاب
التفاعلات: السبيل و نور الهدى
اسم الله ( العظيم )

المعنى اللغوي :

العظيم صفة مشبهة باسم الفاعل لمن اتصف بالعظمة، الفعل عظم يعظم عظماً، يعني كبر واتسع وعلا شأنه وارتفع، ولفلان عظمة عند الناس أي حرمة يعظم لها .

والتَّعَظُّـمُ فـي النفـس : هـو الكِبْـرُ والزهـوُ والنخـوَةُ والضخامة والعزُّ والمجد والكبرياء .


تعريفـــه فـي حــق الله : -

- مـن معانـي التعظيـم الثابتـة لـه : أنـه موصـوف بكـل صفـة كمـال ، ولـه مـن ذلـك الكمـال أكملـه وأعظمـه وأوسـعه .
- العظيم هو الذي تعجز العقول عن أن تُدرك صمديَّته وتعجز الأبصار عن أن ترى ،
- وقيل: العظيم.. هو الذي ليس لعظمته بداية، على مستوى البشر ، فليس لعظمته بداية، ولا لجلاله نهاية .
- وقيل: العظيم الذي لا تهتدي العقول لوصف عظمته، ولا تحيط بكنهه بصيرة. أي يستحيل أن تحيط بعظمة الله.


وروده فــي القـــرآن :
- قولـه تعالـى : { وَلاَ يَـؤُدُهُ حِفْظُهُمَـا وَهُـوَ العَلِـيُّ العَظِيـمُ} سورة البقرة / آية : 255
- وقولـه : { فَسَـبِّحْ بِاسْـمِ رَبِّـكَ الْعَظِيـمِ }سورة الواقعة / آية : 96
- وقولـه : { خُـذُوهُ فَغُلُّـوهُ * ثُـمَّ الْجَحِيـمَ صَلُّـوهُ * ثُـمَّ فِـي سِـلْسِـلَةٍ ذَرْعُهَـا سَـبْعُونَ ذِرَعـًا فَاسْـلُكُوهُ * إِنَّـهُ كَـانَ لاَ يُؤْمِـنُ بِاللهِ الْعَظِيـمِ } .


وروده فــي الســـنة : -
- { إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَ تعالى تِسْعَةً وَ تِسْعِينَ اسْماً ، مِائَةً إِلَّا وَاحِداً مَنْ أَحْصَاهَا دَخَـلَ الجنة ... العظيم .. }
- وعـن حذيفـة بـن اليمـان أنـه سـمع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول إذا ركـع :{سـبحان ربـي العظيـم " ثـلاث مـرات " ، وإذا سـجد قـال : سـبحان ربـي الأعلـى " ثـلاث مـرات "} سنن ابن ماجه .


الآثار الإيمانية لاسم الله العظيم :
1- إن الله سبحانه، هو العظيم المطلق، فهو عظيم في ذاته، عظيم في أسمائه كلها، عظيم في صفاته كلها، فهو عظيم في سمعه وبصره، عظيم في قدرته وقوته، عظيم في علمه...، فلا يجوز قصر عظمته في شيء دون شيء، لأن ذلك تحكم لم يأذن به الله .

2- الفرق بين عظمة الخالق والمخلوق :
أن المخلوق قد يكون عظيماً في حال دون حال، وفي زمان دون زمان، فقد يكون عظيماً في شبابه، ولا يكون كذلك عند شيبه، وقد يكون ملكاً أو غنياً معظماً في قومه، فيذهب ملكه وغناه أو يفارق قومه وتذهب عظمته معها، لكن الله سبحانه هو العظيم أبدا .

3- على المسلم أن يعظم الله حق تعظيمه، ويقدره حق قدره، وإن كان هذا لا يستقصى، إلا أن على المسلم أن يبذل قصارى ما يملك لكي يصل إليه .

4- النظر عند ارتكاب المعصية إلى قدر من عُصي و عَظمَته و أن في ذلك انتهاك لحرمته سبحانه ،قال قوَّام السنة الاصبهاني - رحمه الله – " فينبغي لمن عرف حق عظمة الله أن لا يتكلم بكلمة يكرهها الله ، ولا يرتكب معصية لا يرضاها الله ، إذ هو القائم على كل نفس بما كسبت " . - الحجة في بيان المحجة - .

5- تمجيده سبحانه و مدحه و الثناء عليه باسمه العظيم ، و الاستعاذة به قال تعالى : { فسبح باسم ربك العظيم} .

6- تعظيم أمره سبحانه ونهيه فيطاع فلا يعصى، ويُذكر فلا ينسى،ويشكر فلا يُكفر، ومن ذلك تعظيم نصوص الكتاب و السنة و الاستسلام لها وعدم التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم برأي أو اجتهاد تعظيم شعائره وحرماته .



الأمور التي يُعَظّم بها الله عز وجل :
وتعظيم الله سبحانه وتعالى أولاً، إنما هو بوصفه بما يليق به من الأوصاف والنعوت التي وصف بها نفسه، والإيمان بها وإثباتها له، دون تشبيهها بخلقه، ولا تعطيلها عما تضمنته من معاني عظيمة .

2- من تعظيمه جل علا، الإكثار من ذكره في كل وقت وحين، والبدء باسمه في جميع الأمور، وحمده والثناء عليه بما هو أهل له، وتهليله وتكبيره .

3- من تعظيم الله سبحانه، أن يطاع رسوله صلى الله عليه وسلم ويوقر، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ } ، { لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ } .

4- من تعظيم الله سبحانه أن يصدق كتابه، لأنه كلامه، وأن يحكم في الأرض لأنه شرعه الذي ارتضاه للناس أجمعين. فمن لم يفعل فما عظم الله حق تعظيمه، بل التحق بأشباهه من اليهود الذين اتخذوا كتاب الله وراءهم ظهرياً واتبعوا شياطين الإنس والجن .

5- من تعظيم الله سبحانه، أن تعظم شعائر دينه كالصلاة والزكاة والصيام والحج والعمرة وغيرها.قال تعالى: { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } .

6- ومن تعظيم الله سبحانه أن تجتنب نواهيه ومحارمه التي حرمها في كتابه، أو حرمها رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى : { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ } .


قصص :
- أرسل أحد الولاة إلى سيِّدنا عمر بن عبد العزيز رسالةً قال فيها: يا أمير المؤمنين إنَّ أُناساً قد اغتصبوا مالاً ليس لهم، لستُ أقدر على استخراجه منهم، إلا أن أمسَّهم بالعذاب، فإن أذنت لي فعلته.فقال هذا الخليفة الراشد: يا سبحان الله.. أتستأذنني في تعذيب بشر ؟ وهل أنا لك حصنٌ من عذاب الله ؟ وهل رضائي عنك يُنجيك من سخط الله ؟ أقم عليهم البيِّنة، فإن قامت فخذهم بالبيِّنة، فإن لم تقُم فادعهم إلى الإقرار، فإن أقرّوا فخذهم بإقرارهم، فإن لم يُقرّوا فادعهم لحلف اليمين، فإن حلفوا فأطلق سراحهم، وايمُ الله لأن يلقوا الله بخيانتهم، أهون من أن ألقى الله بدمائهم، هل أنا لك حصنٌ من عذاب الله .


- حدّثني أحد الأشخاص عن نفسه أنّه منذ أربعين عاماً قال: كنت أنا لا أصلّي لأني كنت آنذاك طالبًا، وكنت أستغل هذا الوقت الضائع بتقديري في الصلاة بقراءة صفحتين أو ثلاث.. فدخل لأداء الامتحان يوما وكان السؤال عن مؤتمر برلين، فأجاب بأنَّه عُقد في باريس، الله توَّه أفكاره وأضلّه، من ابتغى أمراً بمعصيةٍ، كان أبعد مما رجى، وأقرب مما اتقى .لا تؤاثر شيئاً على طاعة الله، لا تؤاثر شيئاً على مجلس علم، لا تؤاثر شيئاً على عمل صالح، على أداء صلاة .


خاتمة :
ما من مخلوقٍ من بني البشر إلا ما ندر إلا وهو يؤمن بالله، لكنَّ الإيمان الذي يُنجّي هو أن تؤمن بالله العظيم، إن آمنت أنَّه عظيم ؛ استحييت أن تعصيه، وكبر عليك أن تعرض عنه، العبرة أن تؤمن بالله العظيم، إنَّك إن لم تؤمن بالله العظيم، لن تُطيع الله عزَّ وجلَّ، اسأل هؤلاء الناس الذين يعصون الله عزَّ وجلَّ ليلاً ونهاراً في كسب أموالهم، وفي علاقاتهم بالنساء، وفي عدوانهم على الآخرين، وفي انحيازهم لمصالحهم، اسأل هؤلاء الناس: ألا تؤمن بوجود الله ؟ فستجده يقول لك: أعوذ بالله أنا مؤمن. إذًا كيف تعصيه ؟! لأنَّه ما آمن بالله العظيم.. هو آمن بالله ؛ لكنَّه ما آمن بالله العظيم، آمن بأنَّ لهذا الكون خالقاً، لكن ما آمن بالله العظيم، لأنَّ الإيمان بالله العظيم يحملك على طاعة الله العظيم، وأيُّ إيمان لا يحملك على طاعة الله لا قيمة له، لا يُقدِّم ولا يؤخِّر .

فالإنسان أحياناً يتساءل يا تُرى حينما قال ربُّنا سبحانه وتعالى : { خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ( 31 ) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32 ) إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ( 33 ) }

يا ترى لِمَ استحقَّ النار ؟ لأنَّه ما آمن بالله العظيم ؟ إنّ الجواب الشافي أنَّه حينما لم يؤمن بالله العظيم فقد هان أمر الله عليه، وعصى أمر ربِّه العظيم، استحقَّ النار على معصية، وعلى عدوان، وعلى انحراف، وعلى إغواء، فإن لم تؤمن بالله العظيم، فلن تطيع الله عزَّ وجلَّ، فالعذاب في النار على المعاصي والآثام، وعلى البغي والعدوان، وهذه نتيجة جهل الإنسان قدْر ربّه .

إن عظَّمت الله عزَّ وجلَّ حقَّ التعظيم، يستوي عندك التبر والتراب، تبذل الشيء الكثير بلا وجل من أجل الله عزَّ وجلَّ . فمن هم العظماء من العباد ؟ أنبياء الله، وأولياؤه، والمؤمنون، هولاء هم العظماء .

على معنيين اثنين، أن تتلاشى نفسك أيها الأخ المؤمن أمام عظمة الله وأن تُعظِّم أمر الله ونهيه وكتابه ونبيّه وأولياءه، وإذا كان لأحد من الناس دعوةً إلى الله عزَّ وجلَّ فلا ينبغي أن تطلق لسانك لتنال منه، وهذا من لوازم إيمانك بالله عزَّ وجلَّ، فلو أن شخصاً له مظهرٌ إسلامي فمن المفروض عليك أن تحترمه احتراماً للدين .
 
اسمي الله( القوي - المتين )

القوي المتين هذان الاسمان بينهما مشاركة فى أصل المعنى :
القوة تدل على القدرة التامة ، والمتانة تدل على شدة القوة والله القوى صاحب القدرة التامة البالغة الكمال ، والله المتين شديد القوة والقدرة والله متم قدره وبالغ أمره واللائق بالإنسان أن لا يغتر بقوته ، بل هو مطالب أن يظهر ضعفه أمام ربه لأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ، هو ذو القوة أي صاحبها وواهبها ، وهذا لا يتعارض مع حق الله أن يكون عباده أقوياء بالحق وفي الحق وبالحق .


المعنى اللغوي :
القوي لغة :
قال الجوهري في الصحاح : القوة خلاف الضعف .
المتين لغة :
قال ابن قتيبة المتين في غريب الحديث : الشديد القوة .
الله سبحانه ذو القوة المتين أي ذو الاقتدار الشديد .
وهو القوي الشديد الذي لا تنقطع قوته ، ولا يلحقه في أفعاله مشقة ولا كلفة ولا تعب ، وهو سبحانه بالغ القدرة تامها قوي لا تتناقص قوته فيَهِن ويفتُر تعالى الله عن ذلك .


أقوال العلماء في معنى الاسمين :
- قال الطبري رحمه الله تعالى عند قوله تعالى : { إِنَّ اللّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ } : (القوي الذي لا يغلبه غالب ولا يرد قضاءه راد ينفذ أمره، ويمضي قضاؤه في خلقه، شديد عقابه لمن كفر بآياته وجحد حججه ) . القوي المتين : أي ذي القوة الشديد .
- وقال ابن كثير – رحمه الله تعالى – عند هذه الآية : ( أي: لا يغلبه غالب ولا يفوته هارب ) .

- وقال الخطابي رحمه الله تعالى : (هو الذي لا يستولي عليه العجز في حال من الأحوال، والمخلوق وإن وصف بالقوة فإن قوته متناهية وعن بعض الأمور قاصرة ) . ( والمتين- الشديد القوي الذي لا تنقطع قوته ولا تلحقه في أفعاله مشقة ولا يمسه لغوب ) .

- ويفيد اسم (المتين) في حق الله تعالى: (المتناهي في القوة والقدرة ) والمتانة تدل على شدة القوة لله تعالى فمن حيث إنه بالغ القدرة .


ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى الفرق بين القدرة والقوة :
فقال: (القدرة يقابلها العجز، والقوة يقابلها الضعف ، والفرق بينهما أن القدرة يوصف بها ذو الشعور، والقوة يوصف بها ذو الشعور وغيره . ثانياً: أن القوة أخص فكل قوي من ذي الشعور قادر وليس كل قادر قوياً ) .


ورودهما في القرآن الكريم :
جاء اسم الله القويّ جاء في سبع آيات في عدّة مواضع من القرآن الكريم منها :
- قال تعالى : { فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ }.

و اسم الله المتين لم يرد إلاّ في موضع واحد مقروناً بوصف الله بأنه ذو القوّة :
- وقال : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } .


من السنة :
- ورد اسم الله القوي مقترناً باسم الله العزيز، فمن هذه الأحاديث ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها في ذكرها لقصة يوم الخندق أنها قَالتْ: ( وَبَعَثَ اللهُ عَزَّ وَجَل الرِّيحَ عَلى الْمُشْرِكِينَ فَكَفَى اللهُ عَزَّ وَجَل الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَال { وَكَانَ اللهُ قَوِيًّا عَزِيزاً } ) .

- حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيرٌ وَأَحَبُّ إِلى اللهِ مِنَ الْمُؤمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خَيرٌ احرص على مَا يَنفَعُكَ وَاستَعِن بِالله وَلا تَعجِزْ } .


الآثار الإيمانية للاسمين :
1- أن يتعزز العبد بقوَّت الله سبحانه، وأن يلتجئ إلى حِمَاه وقوَّته، فمن استمد قوَّته من الله عزّ وجل، فلن تغلبه قوى الأرض كلّها ولو اجتمعت، وبدأ يسعى في الأرض ليحصّل مصادر القوَّة المعنوية والمادية ليتمكَّن منها، وليعمل على تحقيق قوله تعالى: { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } .

2- والقوَّة عند المؤمن مُرغَّب فيها ، فالمؤمن القويّ محبوبٌ عند الله سبحانه، ففي صحيح مسلم من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: { المُؤمِنُ القَوِيُّ خَيرٌ وَأَحَبُّ إِلى اللهِ مِنَ الْمُؤمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خَيرٌ احرص على مَا يَنفَعُكَ وَاستَعِن بِالله وَلا تَعجِزْ } فإذا امتلك المؤمن القوَّة فعليه أن يسخرها في طاعة الله سبحانه وفي عمارة الأرض بالخير والعمل الصًّالح .

3- أن يعتقد المؤمن أن عاقبة الظلم وخيمة فهذا العبد الذي يبارز ربه ويشرك به – رئيساً كان أو مرؤوسا- ويفسد في الأرض من قتل وسفك دم ويتكبر فيها بغير الحق خصوصاً إذا حباه الله النعم مثل الملك والجاه والولد والمال لاشك أن الله سينتقم منه , وتأملوا ما قص الله علينا عن الأمم السابقة التي طغت .

4- لا قوة للعبد على طاعة الله إلا بقوة الله وتوفيقه ولا حول له على اجتناب المعاصي ودفع الشرور ولا قوة إلا بالله العلي العظيم قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن قيس: { ألا أعلمك كلمة هي من كنوز الجنة : لا حول ولا قوة إلا بالله } متفق عليه وسبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله واعتراف بالإذعان له .



بعض الأمثلة على الاسمين :
- جاء إعصار لأمريكا قبل ثلاثين عاماً ويدمِّر مدينة بأكملها ولم يُبقي فيها شيئاً ، بلغت سرعته ألف كيلو مترٍ وهو من أعتى الرياح أتى على مدينة، وكان فيها بناء ضخم ومتين، فصاحبه لم يجد أثراً لبنائه، وقد وجد محرِّك مركبته بعد أكثر من خمسة كيلو مترات من موقع البناء .وأحياناً المياه تدمِّر كلَّ شيء،
- والنار تحرق كلَّ شيء، تجد حريقاً بالغابات قضى على مئتين وخمسين دونماً، أو على ألفين وخمسمائة دونم، فالله عزَّ وجلَّ قوي .
- ومن الشيء الغريب أنَّ الأشياء الأساسيَّة في حياتنا تنقلب إلى قوى مدمِّرة، فالهواء مثلاً أساسي في حياتنا ينقلب إلى مدمِّر كالرياح المدمرة، والماء أساسي في حياتنا ينقلب إلى قوة مدمِّرة .


قصص :
- يقول الشيخ راتب النابلسي :

حدثني رجل توفي رحمه الله كان في بلاد الشام رجل قوي إذا أمسك عربة يجرُّها حصانان قويان وشديدان يوقفها ، ي سنِّ الثمانين تجد ظهره قد انحنى ويده ارتجفت، وصعد درجات السلَّم درجة درجة .ركب مرة هذا الرجل المتوفى رحمه الله في مركبة عامة وصعد إلى جانبه هذا البطل الشديد فرجا السائق أن يوقف له المركبة أمام بيته لأنَّه لا يقوى أن يمشي مسافة عشرة أمتار، رجاه رجاء طفولياً.. أين قوَّته ؟ تلاشت .



- تقول الداعية فجر الكوس :

إحدى الموظفات عانت ظلماً من إدارة عملها وكانت كثيراً ما تصمت ولا تتحدث مع مرؤوستها الظالمة ، وذات نهار دعت الله باسمه القوي ليقويها ويعينها على الحديث مع المسئولة .
تقول : “ ذهبت لها وأنا خائفة وضعيفة لكن دعائي باسم الله القوي أبدل ضعفي قوة فحاورتها بعزة ”.

موقف الأخت ما هو إلا استشعار لاسم الله القوي .


خاتمة :
عندما تؤمن إيماناً جازماً أنه القوي والمتين ستفهم وتتيقن بمدى قوته وأن من بارزه بالقوة سيهلك !
فكيف لمخلوق ضعيف أن يبارز رب قوي ؟
تأمل حال كل طاغية استقوى وظن أنه القوي واستضعف الناس فكانت النتيجة أن القوي غلبه ألحق به عذابه ، ضع هذه المعرفة في قوة الله في قلبك إياك أن تتكبر أو تتجبر أو تستضعف أحداً ما فالله أقوى منك .
- عندما يتقوى البعض على الخدم ويقومون باستضعافهم فليتقوا الله !
- وعندما يتقوى الرجل على زوجته ويستضعفها فليتق الله أيضاً
- عندما تشعر بالضعف في العبادة و الكسل عنها كأن تتكاسل عن صلاتك أو وردك
استعذ بالله القوي المتين .

إذ ما أحوجك في هذه اللحظات أن تلجأ للقوي جل في علاه ثم اطلب منه بقوته أن يقويك ويعينك على الطاعة ويدحر عنك كيد الشيطان وكسل نفسك .
عندما يداهمك خوف من العين والسحر أو قد تبتلى بهما أو بأحد منهما ، استشعر قوة الله القوي المتين وأنه أقوى من الجن و السحرة و كل حسد ، استشعر ذلك و تقوى بالقرآن والرقية . لا تيأس ولا تقعد مهزوماً عاجزاً حتى يكبلك الضعف ، فمعرفتك لله القوي هي مفتاح لا يغلب للقضاء على الخوف.
عندما يتسلط عليك أحدهم ويستضعفك ويحاول أن يذلك و يهينك ، استشعر أن الله هو القوي المتين واطلب منه أن يرفعك ويقويك من استضعاف فلان لك ، حتى المرض الذي هو من أدوات الضعف في سنن الكون الثابتة إذ أنه يورث ضعفا قلبياً و ضعفاً جسدياً وخوفاً من المجهول والمستقبل القادم هو كذلك و كان الله بعون كل مريض و بعون كل من يعيش مع المريض ، استشعر أيها المريض أن الله هو القوي المتين و هو قادر على أن يقويك على مرضك أياً كان وهو قادر على أن يشفيك منه بقوته ومتانته جل في علاه .

لننظر إلى الرزق كم شغل القلوب وأحزن الأفئدة يقول الله (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) الذاريات ٥٨
لاحظ ارتباط اسم الله الرزاق بصفة القوة وباسمه المتين وهذا مما يقوي في قلب العبد الثقة به وبرزقه جل في علاه فالله لا يعجزه أن يرزقك لأنه قوي و بيده خزائن السماوات و الأرض .

في هذا الزمن أصبحت الأخبار السياسية مصدر رعب وضعف وهلع ومن عرف أن الله هو القوة لم يخشَ قوة أحد و عاش متمسكاً بالله طالباً القوة منه ، وما نعيشه اليوم من ضعف معرفة الناس بالله جعل الناس يشعرون بالخوف و الضعف .

فمن عرف الله القوي – حتماً - بدل الله ضعفه قوة . إن الله عز وجل هو القوي الأقوى من كل ظلم ومن كل ظالم اطلب منه القوة وادعه بإلحاح سائلاً إياه باسمه القوي أن يقويك ما من شيء يقوي العبد مثل معرفته بالله و ارتباطه بكتاب الله وحرصه على الذكر فاحرص عليهما بوركت و سددت .

كتبته فجر الكوس .


أسأل الله القوي أن يعيننا على تدبر هذا الاسم وتفهم معناه بقوة .. وأسأله سبحانه أن يبدل ضعفنا قوة

وأن يرزقنا القوة .
 
  • إعجاب
التفاعلات: السبيل