- إنضم
- 5 أكتوبر 2013
- المشاركات
- 7,995
- التفاعل
- 24,082
- النقاط
- 122
اسمي الله ( السميع، البصير )
المعنى اللّغوي لاسم السميع :
السّميع : هو من السّمع، ويستعمل في كلام العرب على ثلاثة أوجه :
1- بمعنى إدراك الصّوت، وهو الغالب في استعمالهم .
2- ويأتي بمعنى الفهم وإدراك العلم، ومنه قوله تعالى : { وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ } .
3- ويأتي بمعنى الإجابة والاتّباع، كقوله تعالى : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ }
المعنى اللغوي لاسم البصير :
البصر في حق الخلق : حاسة الرؤية أو حِسُّ العين، والبصيرة : العلم والفطنة .
معنى الاسمين في حق الله تعالى :
السميع : اسم من أسماء الله الحسنى، بمعنى (السامع)، إلا أنه أبلغ في الصفة، وبناء فعيل: بناء مبالغة، كقولهم: عليم من عالم، وقدير من قادر .
فهو سبحانه الّذي أحاط سمعه بجميع المسموعات ، فكلّ ما في العالم العلوي والسّفلي من الأصوات يسمع سرّها وعلنها، وكأنّها لديه صوت واحد، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تخفى عليه جميع اللّغات، والقريب منها والبعيد، والسرّ والعلانية عنده سواء، قال تعالى : { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } .
أما البصير : فمعناه المطلع على خلقه، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، بل هو بجميعها محيط، ولها حافظ ذاكر، فالسر عنده علانية والغيب عنده شهادة ،
الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسموات، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة، وسريان القوت في أعضائها الدقيقة، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار وعروقها، وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقتها، ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك .
البصير:هو الذي يبصر جميع الموجودات في عالم الغيب والشهادة، الذي يرى الأشياء كلها ظهرت أو خفيت، دقت أو عظمت، وهو الذي يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
ورودهما في القرآن الكريم :
ذكر السميع في القرآن الكريم أكثر من أربعين مرة، اقترن في أكثر من ثلاثين منها بالعليم
كما اقترن في عشرة مواضع بالبصير، وجاء مقترناً بالقريب مرة واحدة .
- قال تعالى : { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .
- وقال : { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } .
- وقال في اسم البصير : { واتقوا الله و اعلموا أن الله بما تعملون بصير } .
من السنة :
روى البخاري وابن ماجه - واللّفظ له - عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتْ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ تَشْكُو زَوْجَهَا وَمَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ... } ) .
فسمعه تعالى نوعان :
أحدهما : سمع عامّ : سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية، وإحاطته التامة بها ، قال تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } .
الثاني : سمع خاصّ :سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم، ومنه قوله تعالى : { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء } وقول المصلي (سمع الله لمن حمده) أي استجاب .
للبصيـــر معنيـــان :
الأول: أن له بصرٌ يرى به كل شيء سبحـــانه وتعالى .
الثاني: أنه ذو البصيرة بالأشيـــاء، الخبيــر بها .
آثــــــار الإيمــان باسم الله تعالى البصيـــــر :
1- ثبات ما أثبته الله لنفسه سبحانه ، فإنّ صفة السّمع والبصر صفتا كمال وتعظيم للمولى تبارك وتعالى، وقد أنكر الله على المشركين الّذين يعبدون ما لا سمع له ولا بصر، فدلّ ذلك أنّ لله سمعا وبصرا يليق بجلاله ، وهي صفات ثابتة لله عزَّ وجلَّ نؤمن بها ولا ندري كيفيتها فهو سبحانه { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } .
2- الله جلَّ جلاله هو البصير الذي ينظر للمؤمنين بكرمه ورحمته .. ويمن عليهم بنعمته وجنته، ويزيدهم كرمًا بلقائه ورؤيته .. ولا ينظر إلي الكافرين إيقاعًا لعقوبته فهم مخلدون في العذاب محجوبون عن رؤيته، كما قال تعالى { كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } وقال : { أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ الله وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .
3- تعظيم المولى تبارك وتعالى : فهو القائل : { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } فيسمع ويرى دبيب النّملة السّوداء في اللّيلة الظّلماء على الحجرة الصمّاء ، بل يرى ويسمع ما هو دون ذلك من أحقر وأصغر الكائنات، فيرى جميع أعضائها الباطنة والظّاهرة، وسريان القوت في أوصالها، على اختلاف أنواعها وصغرها ودقّتها، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار أصولها وفروعها .
4- اليقين بسماع الدّعاء : إنّ الله الّذي من شأنه أنّه يسمع دبيب النّمل، فلا شكّ أنّه يسمع دعاء أوليائه وأحبّائه .
5- التأدّب في الدّعاء : لا ينبغي للعبد وهو يعلم أنّ له ربّا سميعا بصرا، عليما خبيرا، أن يجهر بالذّكر والدّعاء إلاّ فيما جاء الدّليل على استحباب الجهر فيه ،
روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فِي سَفَرٍ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم : { أَيُّهَا النَّاسُ! ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ! فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا وَلَكِنْ تَدْعُونَسَمِيعًا بَصِيرًا } .
6- - التوكل على الله سبحانه وتعالى ، فالله تبارك وتعالى بصيرٌ بأحوال عبـــاده، خبيرٌ بما يُصلحهم وما يفسدهم .. يقول تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } مما يجعلنا نتوكل عليه سبحانه وتعالى حق التوكل ونفوض إليه جميع أمورنــا .
7- - الرضـــا بقضــاء الله تعالى وقدره .. لأن طالما الله سبحانه وتعالى بصيرٌ بنـــا شهيدٌ علينــا، فهو سبحــانه يعلم إن كان ما نسأله عليه من الرزق سيصلحنا أم أن فيه هلاكنـــا دون أن ندري قال تعالى : {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } .
8- دوام الحيـــاء والمراقبة قال تعالى : { ..... وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا }
فمن عَلِم أن ربَّه بصيرٌ مُطلعٌ عليه، استحى أن يراه على معصية أو فيما لا يُحب .. ومن عَلِم أنه يراه، أحسن عمله وعبادته وأخلص فيها لربِّه وخشع . وإذا داوم العبد على تلك المراقبة، بلغ أعلى مراتب الإيمان .. كما جاء في حديث جبريل عليه السلام عندما سأل النبي : ما الإحسان؟، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " متفق عليه .
قصص :
- يونس عليه السلام كان في بطن الحوت، في ظلمة بطن الحوت، وفي ظلمة الليل، وفي ظلمة البحر
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
- يقول الشيخ النابلسي حدثني أخ، كنت في طريقي إلى اللاذقية مرة، وجدت جامع بين طرطوس واللاذقية جميل جداً، صليت فيه، فإذا رجل يدعوني إلى مكتبه في المسجد، حدثني قال: أنا بنيت هذا المسجد، أقسم لي بالله قال لي: قبل عشرين سنة كنت في طريقي إلى بلد غني، وأنا في الطائرة ولم أحرك شفتي، نويت أن الله إذا أكرمني سأبني له مسجداً، بعد عشرين عاماً الله أكرمه وكان شبه مستحيل أن يبنى هذا المسجد بسبب أن هذه المنطقة غير منظمة، لكن بقدرة قادر استطاع أن يبني هذا المسجد بمكان جميل، وحقق أمنيته .
أحياناً أنت لا تحتاج أن تحرك شفتيك هل هناك أعظم من هذا ؟ وأنت ساكت إذا أضمرت نية طيبة يعلمها الله، ويستجيب لها { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } .
- قصة للاخت فجر الكوس : قالت لي إحداهن أن الله البصير بصرها بمرض قلبي لديها وعلاجهوهو أنها أصبحت تحسد الناس وترى نعمهم
حيث تقول: “تألمت كثيراً وبكيت أكثر”..!
فما كان من البصير إلا أن بصرني بالعلاج عن طريق الراديو وأنا في الحقيقة لا أحب سماعه ، ألهمني ذات يوم بفتحه وإذا بالشيخ يتكلم عن طرق عملية لمن ابتلي بالحسد ، لكيفية التخلص منه .
المعنى اللّغوي لاسم السميع :
السّميع : هو من السّمع، ويستعمل في كلام العرب على ثلاثة أوجه :
1- بمعنى إدراك الصّوت، وهو الغالب في استعمالهم .
2- ويأتي بمعنى الفهم وإدراك العلم، ومنه قوله تعالى : { وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ } .
3- ويأتي بمعنى الإجابة والاتّباع، كقوله تعالى : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ }
المعنى اللغوي لاسم البصير :
البصر في حق الخلق : حاسة الرؤية أو حِسُّ العين، والبصيرة : العلم والفطنة .
معنى الاسمين في حق الله تعالى :
السميع : اسم من أسماء الله الحسنى، بمعنى (السامع)، إلا أنه أبلغ في الصفة، وبناء فعيل: بناء مبالغة، كقولهم: عليم من عالم، وقدير من قادر .
فهو سبحانه الّذي أحاط سمعه بجميع المسموعات ، فكلّ ما في العالم العلوي والسّفلي من الأصوات يسمع سرّها وعلنها، وكأنّها لديه صوت واحد، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تخفى عليه جميع اللّغات، والقريب منها والبعيد، والسرّ والعلانية عنده سواء، قال تعالى : { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } .
أما البصير : فمعناه المطلع على خلقه، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، بل هو بجميعها محيط، ولها حافظ ذاكر، فالسر عنده علانية والغيب عنده شهادة ،
الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسموات، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة، وسريان القوت في أعضائها الدقيقة، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار وعروقها، وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقتها، ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك .
البصير:هو الذي يبصر جميع الموجودات في عالم الغيب والشهادة، الذي يرى الأشياء كلها ظهرت أو خفيت، دقت أو عظمت، وهو الذي يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور .
ورودهما في القرآن الكريم :
ذكر السميع في القرآن الكريم أكثر من أربعين مرة، اقترن في أكثر من ثلاثين منها بالعليم
كما اقترن في عشرة مواضع بالبصير، وجاء مقترناً بالقريب مرة واحدة .
- قال تعالى : { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .
- وقال : { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } .
- وقال في اسم البصير : { واتقوا الله و اعلموا أن الله بما تعملون بصير } .
من السنة :
روى البخاري وابن ماجه - واللّفظ له - عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتْ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ تَشْكُو زَوْجَهَا وَمَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ... } ) .
فسمعه تعالى نوعان :
أحدهما : سمع عامّ : سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية، وإحاطته التامة بها ، قال تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } .
الثاني : سمع خاصّ :سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم، ومنه قوله تعالى : { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء } وقول المصلي (سمع الله لمن حمده) أي استجاب .
للبصيـــر معنيـــان :
الأول: أن له بصرٌ يرى به كل شيء سبحـــانه وتعالى .
الثاني: أنه ذو البصيرة بالأشيـــاء، الخبيــر بها .
آثــــــار الإيمــان باسم الله تعالى البصيـــــر :
1- ثبات ما أثبته الله لنفسه سبحانه ، فإنّ صفة السّمع والبصر صفتا كمال وتعظيم للمولى تبارك وتعالى، وقد أنكر الله على المشركين الّذين يعبدون ما لا سمع له ولا بصر، فدلّ ذلك أنّ لله سمعا وبصرا يليق بجلاله ، وهي صفات ثابتة لله عزَّ وجلَّ نؤمن بها ولا ندري كيفيتها فهو سبحانه { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } .
2- الله جلَّ جلاله هو البصير الذي ينظر للمؤمنين بكرمه ورحمته .. ويمن عليهم بنعمته وجنته، ويزيدهم كرمًا بلقائه ورؤيته .. ولا ينظر إلي الكافرين إيقاعًا لعقوبته فهم مخلدون في العذاب محجوبون عن رؤيته، كما قال تعالى { كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } وقال : { أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ الله وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .
3- تعظيم المولى تبارك وتعالى : فهو القائل : { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } فيسمع ويرى دبيب النّملة السّوداء في اللّيلة الظّلماء على الحجرة الصمّاء ، بل يرى ويسمع ما هو دون ذلك من أحقر وأصغر الكائنات، فيرى جميع أعضائها الباطنة والظّاهرة، وسريان القوت في أوصالها، على اختلاف أنواعها وصغرها ودقّتها، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار أصولها وفروعها .
4- اليقين بسماع الدّعاء : إنّ الله الّذي من شأنه أنّه يسمع دبيب النّمل، فلا شكّ أنّه يسمع دعاء أوليائه وأحبّائه .
5- التأدّب في الدّعاء : لا ينبغي للعبد وهو يعلم أنّ له ربّا سميعا بصرا، عليما خبيرا، أن يجهر بالذّكر والدّعاء إلاّ فيما جاء الدّليل على استحباب الجهر فيه ،
روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فِي سَفَرٍ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم : { أَيُّهَا النَّاسُ! ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ! فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا وَلَكِنْ تَدْعُونَسَمِيعًا بَصِيرًا } .
6- - التوكل على الله سبحانه وتعالى ، فالله تبارك وتعالى بصيرٌ بأحوال عبـــاده، خبيرٌ بما يُصلحهم وما يفسدهم .. يقول تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } مما يجعلنا نتوكل عليه سبحانه وتعالى حق التوكل ونفوض إليه جميع أمورنــا .
7- - الرضـــا بقضــاء الله تعالى وقدره .. لأن طالما الله سبحانه وتعالى بصيرٌ بنـــا شهيدٌ علينــا، فهو سبحــانه يعلم إن كان ما نسأله عليه من الرزق سيصلحنا أم أن فيه هلاكنـــا دون أن ندري قال تعالى : {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } .
8- دوام الحيـــاء والمراقبة قال تعالى : { ..... وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا }
فمن عَلِم أن ربَّه بصيرٌ مُطلعٌ عليه، استحى أن يراه على معصية أو فيما لا يُحب .. ومن عَلِم أنه يراه، أحسن عمله وعبادته وأخلص فيها لربِّه وخشع . وإذا داوم العبد على تلك المراقبة، بلغ أعلى مراتب الإيمان .. كما جاء في حديث جبريل عليه السلام عندما سأل النبي : ما الإحسان؟، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " متفق عليه .
قصص :
- يونس عليه السلام كان في بطن الحوت، في ظلمة بطن الحوت، وفي ظلمة الليل، وفي ظلمة البحر
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }
- يقول الشيخ النابلسي حدثني أخ، كنت في طريقي إلى اللاذقية مرة، وجدت جامع بين طرطوس واللاذقية جميل جداً، صليت فيه، فإذا رجل يدعوني إلى مكتبه في المسجد، حدثني قال: أنا بنيت هذا المسجد، أقسم لي بالله قال لي: قبل عشرين سنة كنت في طريقي إلى بلد غني، وأنا في الطائرة ولم أحرك شفتي، نويت أن الله إذا أكرمني سأبني له مسجداً، بعد عشرين عاماً الله أكرمه وكان شبه مستحيل أن يبنى هذا المسجد بسبب أن هذه المنطقة غير منظمة، لكن بقدرة قادر استطاع أن يبني هذا المسجد بمكان جميل، وحقق أمنيته .
أحياناً أنت لا تحتاج أن تحرك شفتيك هل هناك أعظم من هذا ؟ وأنت ساكت إذا أضمرت نية طيبة يعلمها الله، ويستجيب لها { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } .
- قصة للاخت فجر الكوس : قالت لي إحداهن أن الله البصير بصرها بمرض قلبي لديها وعلاجهوهو أنها أصبحت تحسد الناس وترى نعمهم
حيث تقول: “تألمت كثيراً وبكيت أكثر”..!
فما كان من البصير إلا أن بصرني بالعلاج عن طريق الراديو وأنا في الحقيقة لا أحب سماعه ، ألهمني ذات يوم بفتحه وإذا بالشيخ يتكلم عن طرق عملية لمن ابتلي بالحسد ، لكيفية التخلص منه .