حينما نشرع في تدبر قوله"وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"

  • انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
اسمي الله ( السميع، البصير )

المعنى اللّغوي لاسم السميع :

السّميع : هو من السّمع، ويستعمل في كلام العرب على ثلاثة أوجه :

1- بمعنى إدراك الصّوت، وهو الغالب في استعمالهم .

2- ويأتي بمعنى الفهم وإدراك العلم، ومنه قوله تعالى : { وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ } .

3- ويأتي بمعنى الإجابة والاتّباع، كقوله تعالى : { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ }


المعنى اللغوي لاسم البصير :
البصر في حق الخلق : حاسة الرؤية أو حِسُّ العين، والبصيرة : العلم والفطنة .


معنى الاسمين في حق الله تعالى :

السميع : اسم من أسماء الله الحسنى، بمعنى (السامع)، إلا أنه أبلغ في الصفة، وبناء فعيل: بناء مبالغة، كقولهم: عليم من عالم، وقدير من قادر .
فهو سبحانه الّذي أحاط سمعه بجميع المسموعات ، فكلّ ما في العالم العلوي والسّفلي من الأصوات يسمع سرّها وعلنها، وكأنّها لديه صوت واحد، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تخفى عليه جميع اللّغات، والقريب منها والبعيد، والسرّ والعلانية عنده سواء، قال تعالى : { وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } .


أما البصير : فمعناه المطلع على خلقه، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، بل هو بجميعها محيط، ولها حافظ ذاكر، فالسر عنده علانية والغيب عنده شهادة ،
الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسموات، فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة، وسريان القوت في أعضائها الدقيقة، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار وعروقها، وجميع النباتات على اختلاف أنواعها وصغرها ودقتها، ويرى نياط عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك .

البصير:هو الذي يبصر جميع الموجودات في عالم الغيب والشهادة، الذي يرى الأشياء كلها ظهرت أو خفيت، دقت أو عظمت، وهو الذي يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور .


ورودهما في القرآن الكريم :
ذكر السميع في القرآن الكريم أكثر من أربعين مرة، اقترن في أكثر من ثلاثين منها بالعليم
كما اقترن في عشرة مواضع بالبصير، وجاء مقترناً بالقريب مرة واحدة .
- قال تعالى : { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .
- وقال : { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } .
- وقال في اسم البصير : { واتقوا الله و اعلموا أن الله بما تعملون بصير } .


من السنة :
روى البخاري وابن ماجه - واللّفظ له - عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الْأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَتْ الْمُجَادِلَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم وَأَنَا فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ تَشْكُو زَوْجَهَا وَمَا أَسْمَعُ مَا تَقُولُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ... } ) .



فسمعه تعالى نوعان :
أحدهما : سمع عامّ : سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفية والجلية، وإحاطته التامة بها ، قال تعالى : { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } .

الثاني : سمع خاصّ :سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم، ومنه قوله تعالى : { إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء } وقول المصلي (سمع الله لمن حمده) أي استجاب .


للبصيـــر معنيـــان :
الأول: أن له بصرٌ يرى به كل شيء سبحـــانه وتعالى .
الثاني: أنه ذو البصيرة بالأشيـــاء، الخبيــر بها .


آثــــــار الإيمــان باسم الله تعالى البصيـــــر :
1- ثبات ما أثبته الله لنفسه سبحانه ، فإنّ صفة السّمع والبصر صفتا كمال وتعظيم للمولى تبارك وتعالى، وقد أنكر الله على المشركين الّذين يعبدون ما لا سمع له ولا بصر، فدلّ ذلك أنّ لله سمعا وبصرا يليق بجلاله ، وهي صفات ثابتة لله عزَّ وجلَّ نؤمن بها ولا ندري كيفيتها فهو سبحانه { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } .

2- الله جلَّ جلاله هو البصير الذي ينظر للمؤمنين بكرمه ورحمته .. ويمن عليهم بنعمته وجنته، ويزيدهم كرمًا بلقائه ورؤيته .. ولا ينظر إلي الكافرين إيقاعًا لعقوبته فهم مخلدون في العذاب محجوبون عن رؤيته، كما قال تعالى { كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } وقال : { أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ الله وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .

3- تعظيم المولى تبارك وتعالى : فهو القائل : { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } فيسمع ويرى دبيب النّملة السّوداء في اللّيلة الظّلماء على الحجرة الصمّاء ، بل يرى ويسمع ما هو دون ذلك من أحقر وأصغر الكائنات، فيرى جميع أعضائها الباطنة والظّاهرة، وسريان القوت في أوصالها، على اختلاف أنواعها وصغرها ودقّتها، ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار أصولها وفروعها .

4- اليقين بسماع الدّعاء : إنّ الله الّذي من شأنه أنّه يسمع دبيب النّمل، فلا شكّ أنّه يسمع دعاء أوليائه وأحبّائه .

5- التأدّب في الدّعاء : لا ينبغي للعبد وهو يعلم أنّ له ربّا سميعا بصرا، عليما خبيرا، أن يجهر بالذّكر والدّعاء إلاّ فيما جاء الدّليل على استحباب الجهر فيه ،
روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فِي سَفَرٍ، فَكُنَّا إِذَا عَلَوْنَا كَبَّرْنَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم : { أَيُّهَا النَّاسُ! ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ! فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا وَلَكِنْ تَدْعُونَسَمِيعًا بَصِيرًا } .

6- - التوكل على الله سبحانه وتعالى ، فالله تبارك وتعالى بصيرٌ بأحوال عبـــاده، خبيرٌ بما يُصلحهم وما يفسدهم .. يقول تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا } مما يجعلنا نتوكل عليه سبحانه وتعالى حق التوكل ونفوض إليه جميع أمورنــا .

7- - الرضـــا بقضــاء الله تعالى وقدره .. لأن طالما الله سبحانه وتعالى بصيرٌ بنـــا شهيدٌ علينــا، فهو سبحــانه يعلم إن كان ما نسأله عليه من الرزق سيصلحنا أم أن فيه هلاكنـــا دون أن ندري قال تعالى : {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ } .

8- دوام الحيـــاء والمراقبة قال تعالى : { ..... وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا }

فمن عَلِم أن ربَّه بصيرٌ مُطلعٌ عليه، استحى أن يراه على معصية أو فيما لا يُحب .. ومن عَلِم أنه يراه، أحسن عمله وعبادته وأخلص فيها لربِّه وخشع . وإذا داوم العبد على تلك المراقبة، بلغ أعلى مراتب الإيمان .. كما جاء في حديث جبريل عليه السلام عندما سأل النبي : ما الإحسان؟، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك " متفق عليه .


قصص :

- يونس عليه السلام كان في بطن الحوت، في ظلمة بطن الحوت، وفي ظلمة الليل، وفي ظلمة البحر
{ وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }


- يقول الشيخ النابلسي حدثني أخ، كنت في طريقي إلى اللاذقية مرة، وجدت جامع بين طرطوس واللاذقية جميل جداً، صليت فيه، فإذا رجل يدعوني إلى مكتبه في المسجد، حدثني قال: أنا بنيت هذا المسجد، أقسم لي بالله قال لي: قبل عشرين سنة كنت في طريقي إلى بلد غني، وأنا في الطائرة ولم أحرك شفتي، نويت أن الله إذا أكرمني سأبني له مسجداً، بعد عشرين عاماً الله أكرمه وكان شبه مستحيل أن يبنى هذا المسجد بسبب أن هذه المنطقة غير منظمة، لكن بقدرة قادر استطاع أن يبني هذا المسجد بمكان جميل، وحقق أمنيته .

أحياناً أنت لا تحتاج أن تحرك شفتيك هل هناك أعظم من هذا ؟ وأنت ساكت إذا أضمرت نية طيبة يعلمها الله، ويستجيب لها { وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ } .


- قصة للاخت فجر الكوس : قالت لي إحداهن أن الله البصير بصرها بمرض قلبي لديها وعلاجهوهو أنها أصبحت تحسد الناس وترى نعمهم

حيث تقول: “تألمت كثيراً وبكيت أكثر”..!
فما كان من البصير إلا أن بصرني بالعلاج عن طريق الراديو وأنا في الحقيقة لا أحب سماعه ، ألهمني ذات يوم بفتحه وإذا بالشيخ يتكلم عن طرق عملية لمن ابتلي بالحسد ، لكيفية التخلص منه .
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى
كلمات لفجر الكوس لاسم الله البصير :

أكثر من الدعاء باسم الله البصير أن يبصرك بما تريد ، وذكر نفسك دائماً أن الله يراك ، وقم بتربية أبنائك على مراقبة الله لهم ، وحسن علاقتك بالقرآن فأهل القرآن العاملون المتدبرون يرزقهم البصير البصيرة .
دائماً ما نقول " الله البصير وهو يبصر ما نقول و نفعل و نخفي و نعلن
"
لكن ؛ هل نقولها بقلب أم بلسان أم كلاهما معاً؟
هل تعي قلوبنا أن الله البصير يرى كل شيء في هذا الكون؟
ويبصر خفايا الأمور ؟
الله البصير يراني الآن ويراك و يرى كل مخلوق على هذا الكون
الله البصير الذي يبصر كل شيء
، يبصر ركعة أخفيتها في جنح الليل ،
و يبصر ابنك الذي خرج مع رفاقه وأنت لا تدري ما فعلوا!
ويبصر الخادمة التي تخفي خيانتها عن مخدوميها
ويبصر عمل الساحر الذي دمر منازل كثيرة!
ويبصر برك لوالديك
، ويبصر كل شيء.. كل شيء..
ومن لطائف و جماليات اسم الله البصير أنه هو الذي يهب لعبده البصيرة
قد تتساءل ما البصيرة؟
إن البصيرة – كما عرفها ابن القيم – هي :
" هي نور يقذفه الله في القلب، يفرّق
به بين الحق والباطل، والصادق والكاذب "
كيف؟؟
يبصرك الله بالحق من الباطل
يبصرك بالعلم الشرعي النافع
يبصرك بكتابه
يبصرك بأسمائه وبالسنة من البدعة
يبصرك الله كيف تتعامل مع فلان
، يبصرك كيف تربي أبناءك ، يبصرك بأن وجود فلان في حياتك شراً لك ، يبصرك بعلاجك أو بمرضك ، يبصرك ببعض الأمور التي تخفى عليك
و أعظم بصيرة أن يبصرك الله بنفسك
بعيوبها وآفاتها وخيرها و نفعها
يبصرك بمرض قد يدب في قلبك وأنت لا تدري
، بذنب قد يجرك للأسفل و أنت غافل
ثق أنك كلما كنت من البصير أقرب كلما كانت تبصرته لك أكثروهذا من كرم الله لعباده القريبون منه المتعلقون به





نسأل الله تعالى أن يُبصرنا بعيوبنــا،

وأن يجعلنا نرى الحق حقًا ويرزقنا إتباعه، ويرنا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنـــابه ..

وأن يُبصر قلوبنـــا بحقائق الأمور، فلا تزيغ ولا تنحرف عن طريق الهداية
 
اسم الله ( التواب )

تواب على وزن فعال وهي صيغة مبالغة اسم الفاعل، تقول مثلا: تائب مرة واحدة، تواب كثير التوبة وبما ان التواب على صيغة المبالغة فالمقصود أن الله عز وجل كثير التوبة على عباده أو أنه يتوب على عبده مهما كَبُرَ ذنبه، إمّا كمّاً أو نوعاً.

واسم تواب من فعل تاب. تاب يتوب توبة وتوباً بمعنى رجع وآبَ بمعنى رجع، وأنابَ بمعنى رجع، وثابَ بمعنى رجع.

المعنى في حق الله :

- الله تواب، أي يعود على عباده بالخيرات، ويعود على عباده بالإحسان يعود على عباده بالرحمة وبالغُفران

- التَّوَّابُ : الذي يتجاوز عن تقصير المقصرين في حقه ، فلم يؤاخذهم بذنوبهم حين رجوعهم إليه وتوبتهم ، بل يصلح حالهم معه ويتهيئوا بعدها لكرامته ، وهو مبالغة من قابل التوب ،

- والتائب : المنيب الراجع للتواب والقابل التوب والمصلح لحاله معه بتوبته ، فيعفوا عن ذنبه ، أو يغفره ، أو يستره ، ولا يؤاخذه به ويصلحه معه .


التواب له عدة معاني :
الاول : أن التّواب هو الذي شرع التوبة لعبادة وجعلها محض تفضيل منه وكرم وجودٍ، ولم يكن بدلالة العقل أن الإنسان حينما يخطئ ثم يقلع عن ذنوبه، أن يسامح ويعفى من الذنب إلا أن هذا كان فضلاً من الله ، الذي شرع لعباده التوبة من الذنوب .

الثاني : التواب الذي يوفق عباده إلى التوبة ، ويبعث في قلوبهم الرغبة فيها، فإن العبد لم يكن ليتوب لولا توفيق الله عز وجل لذلك هو سبحانه يوفق من يشاء من عباده، ويعينهم على التوجه إلى التوبة .

الثالث : أن الله يثبت العباد على التوبة ، فإن العبد ربما تاب اليوم ونكث غدًا، وهكذا حتى يصبح مضطربًا، لا يستقر على حال من القلق .

الرابع : أنه يقبل التوبة عن عباده { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } .

معنى التوبة في حق العبد :

إنابته إلى طاعته، وأوبته إلى ما يرضيه بتركه ما يسخطه من الأمور التي كان عليها مقيماً مما يكرهه ربه، فكذلك توبة الله على عبده هو أن يرزقه ذلك، ويؤوب من غضبه عليه إلى الرضا عنه، ومن العقوبة إلى العفو والصفح عنه .

توبة الله على عبده نوعان :

الأول : يوقع في قلب عبده التوبة إليه، والإنابة إليه، فيقوم بالتوبة وشروطها من الإقلاع والندم والعزم على ألا يعود إلى الذنب، واستبدال الذنب بالعمل الصالح .
الثاني : توبته على عبده بقبوله، وإجابتها ومحو الذنوب بها، فإن التوبة النصوح تجب ما قبلها .

وقد بينها الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله :

" فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة ؛ فإنه تاب عليه أولاً إذناً وتوفيقاً وإلهاماً، فتاب العبد فتاب الله عليه ،

ثانياً قبولاً وإثابة، قال الله سبحانه وتعالى : { لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } التوبة 117- 118

فأخبر سبحانه أن توبته عليهم سبقت توبتهم، وأنها هي التي جعلتهم تائبين، فكانت سبباً ومقتضياً لتوبتهم، فدل على أنهم ما تابوا حتى تاب الله عليهم، والحكم ينتف لانتفاء علته، .....، والعبد تواب والله تواب، فتوبة العبد : رجوعه إلى سيده بعد الإباق، وتوبة الله نوعان : إذن وتوفيق، وقبول وإمداد أ . هـ . " مدارج السالكين " .


وروده في القران الكريم :

ورد هذا الاسم في القرآن الكريم 11 مرة في ستة مواضع معرفاً بأل ، وورد أيضاً منوناً :

- قال تعالى { أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } .

- وقال { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ } .


من السنة :

- قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل }.

- وروى الترمذي وحسنه الألباني من حديث أَنَس بْن مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : ( قَالَ الله : يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي ، يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ) .


ثمرات الإيمان باسم الله التَّوَّابُ :

1- إن الله تبارك وتعالى هو التَّوَّابُ الذي لم يزل يتوب على التائبين، ويغفر ذنوب المنيبين، فكل من تاب إلى الله توبة نصوحاً تاب الله عليه وقبله .

فهو التائب على التائبين أولاً بتوفيقهم للتوبة، والإقبال بقلوبهم إليه، وهو التائب على التائبين بعد توبتهم قبولاً لها وعفواً عن خطاياهم . فهو سبحانه يوفق عباده للتوبة ويقبلها منهم، ويثيبهم عليها، فسبحان التواب الرحيم، الجواد الكريم .

2- إن الله تعالى هو المتفرد بقبول توبة التائبين من عباده لا يشركه في ذلك أحد من خلقه، ولا يغفر الذنوب والخطايا إلا هو ، فليس لأحد من خلق الله تعالى ـ ملكاً كان أو رسولاً ـ سلطان في محو الذنب أو ستره أو تلقي الاعتراف بالذنب سوى الرب التواب سبحانه وتعالى إلا الشفاعة، وهي من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى من عباده .


عن ماذا نتوب ؟
لقد أعطت سورة التوبة التوبة لكل أصناف الناس حتى المشركين وقد ذكرت فيها التوبة سبع عشرة مرة، فيقول الله تبارك وتعالى عن المشركين: ((لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ * فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ..)) (التوبة:10-11)، ثم يتكلم بعد ذلك عن الناس التي خلطت عملاً صالحاً وآخر سيئاً: ((وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ..)) (التوبة:102)، وحتى للنبي صلى الله عليه وسلم فيقول: ((لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ..)) (التوبة:117) فالتوبة مفتوحة لكل الناس

التوبة لكل عبد من عباد الله وكل أمة من إماء الله لأصحاب الكبائر والصغائر لكل العصات المذنبين للمقصرين للندمى للحيارى للجاحدين لنعم الله للكفار للمشركينقال الله تعالى‏:‏ ‏{‏قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ‏}‏ ‏[‏سورة الأنفال‏:‏ آية 38‏]‏، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول‏:‏ ‏(‏الإسلام يَجُبُّ ما كان قبله‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏4/204‏)‏ من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه‏]‏‏.‏قال الله تعالى { وَالَّذِينَ إِذَافَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[آل عمران : 135]


من هو المخاطب بالتوبة واسم الله التواب ؟
إنهم ليسوا فقط العصاة والمجرمين والغافلين عن الله والمترددين بين الذنوب والطاعات بل وحتى المؤمنين.. فكلنا مخاطبون، تقول الآية: ((..وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) (النور:31) إن التوبة لأصحاب الكبائر.. للزناة، وما أكثر الزنا في بلادنا مؤخراً ! تقول الآية: ((..وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلاَّ مَنْ تَابَ..)) (الفرقان:68-70)،


أوحى الله لداود عليه السلام :
” يا داود لو يعلم المدبرون عني شوقى لعودتهم ورغبتي فى توبتهم لذابــو شوقا الي
يا داود هذه رغبتى فى المدبرين عني فكيف محبتي فى المقبلين علي ."


و يقول الله عز وجل : { إني لأجدني أستحي من عبدي يرفع الي يديه يقول يارب يارب فأردهما فتقول الملائكة الى هنا إنه ليس أهلا لتغفر له فأقول ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إنى قد غفرت لعبدي} .
سبحان الله العدل اللطيف الخبير


يتبـــــــــــــــع
 
شروط التوبة :
قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
( الشرط الأول أن تكون خالصة لله .
والشرط الثاني أن يندم الإنسان على ما فعل من المعصية .
والشرط الثالث أن يقلع عما كان عليه من المخالفة فيقوم بالواجب إن كان تارك للواجب وينزع عن المحرم إن كان فاعل للمحرم فليتركه .
والشرط الرابع فأن يعزم على أن لا يعود إليها في المستقبل فإن كان الإنسان قد أقلع عن المعصية ومن نيته أن يعود إليها فأنها لا تصح توبته .
والشرط الخامس فأن تكون التوبة في الوقت الذي تقبل فيه التوبة فيا عباد الله توبوا إلى ربكم مخلصين له توبوا إلى الله التوبة النصوحة . )
وزاد العلماء شرط التحلل من مظالم و حقوق العباد في الدنيا حتى لا يصبح مفلسا في الآخرة بعدما أتى الله بجبال من الحسنات .


وليست التوبة أن يقول الإنسان بلسانه أتوب إلى الله أو أن يقول اللهم تب علي وهو مصر على معصية الله ليست التوبة أن يقول ذلك وهو متهاون غير مبال بما جرى منه من معصية ليست التوبة أن يقول ذلك وهو عازم على أن يعود إلى معصية الله ومخالفته عباد الله توبوا إلى ربكم قبل غلق باب التوبة عنكم فإن الله يقبل التوبة من عبده مالم يغرغر بروحه فإذا بلغت الروح الحلقوم فلا توبة أستمع إلى قول الله تعالى وهو يقول (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ * فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً ) .


قصص :

يقول سفيان الثوري وهو من قمم التابعين: جلست يوماً أعد ذنوبي فعددتها فإذا هي 21000 ذنب، فقلت لنفسي تلقى الله يا سفيان بواحد وعشرين ألف ذنب، يسألك عنذنب ذنب، تقف بينك وبين الله ليس بينك وبينه ترجمان يسألك عن ذنب ذنب يقول: فجلست أعد وأتوب أعد وأتوب أعد وأتوب .



يقول الشيخ النابلسي :
قال تعالى : { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }
فما معنى تابَ عليهم ؟ تابَ عليهم يعني أنه ساقَ لهم من الشدائد كي يَحمِلَهُم على التوبة، لو تركهم هملاً، وأمدّهُم بصحةٍ جيدة وبأموالٍ كثيرة وأمطارٍ غزيرة وبلادٍ جميلة وهم غارقون في شهواتهم ، الله عزَّ وجل يسوق لهم من الشدائد ليتوب عليهم .
1- أعرف رجلاً ذكياً جداً لكنه يتفنن بالسُخريّة من الدين ومن رجال الدين، يَعُد الدين كله خُرافة، فابتلى فجأة بحالةٍ مرضية، وهو أستاذ فلسفة، وفجأة رأيته في حالة على غير ما أعرفه بها وهي حالة إنابة فلما سألته عن حاله قال: أنا وزوجتي منذ سنة تُبنا إلى الله توبةً نصوحاً وتحجبّت زوجتي، واستقمْنا على أمر الله، وأنا أحضر عندك في المسجد مجالس العلم منذ ستة أشهر، فرحت له وبه فرحاً شديداً، ثم سألته ما السبب ؟ فقال: لي ابنة أصيبت بمرض خبيث في دمها وكنت أحبها حباً جماً وما زلت أعالجها في هذا البلد وذاك البلد حتى اضطررت إلى بيع بيتي، وفي نهاية المطاف راودني خاطر: أنك لو تبت إلى الله أنت وزوجتك لعلَّ الله يشفيها، فتابا إلى الله وشفاها الله عزَّ وجل، وقبل سنة دُعيت إلى حفل عقد قِران وألقيُت كلمة في هذا الحفل وقلت له: أهي هي ؟ قال: هي هي .



2- قال لي شاب أريد أن أُقابلك، فحدثني وقال والله يا أستاذ ما من معصية تعرفها إلا وأنا أقترفها على وجه الإطلاق فأيّة معصية تخطر ببالك إلاّ وقد أقترفها، نشأت جاهلاً وعند رجل أَكَدَ لي أنه(لا إله)،سَوّل له أن افعل ما شئت، ثم حدثني عن نجاحه في التجارة وعن أرباحه الطائلة وانحرافه وانحطاطه وسفرياته وقصته قصة طويلة معقّدة إلى أن عاجلته ضربة من الله عز وجل فحطمته فجأة فغدا بلا دخل، واعترته أمراض وبيلة أصابته وأولاده وزوجته، فلم يعد يملك ثمن الطعام ولا ثمن الدواء وتابع وصف ظروفه: والله كأنَّ مطرقة تطرُقُ رأسي كلَّ دقيقة إلى أن مررت بأحد المساجد وسمعت المؤذن يؤذن فدخلت المسجد وصليت لأول مرة في حياتي وبكيت بُكاء شديداً وعاهدت الله على التوبة .



خاتمة :
التواب لايمل من كثرة توبتك، أفليس عيباً أن تملّ أو تتكاسل أنت، تأمل في الحديث ( إن عبداً أصاب ذنباً، فقال: يا رب إني أذنبت ذنباً فاغفره، فقال له ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، فغفر له، ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنباً آخر، فقال: يا رب إني أذنبت ذنباً آخر فاغفره لي، قال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، فغفر له، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنباً آخر، فقال: يا رب إني أذنبت ذنباً فاغفره لي، فقال ربه: علم عبدي أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ به، فقال ربه: غفرت لعبدي فليعمل ما شاء ) صحيح البخاري .

إنه التواب، التواب بعزه وجلاله يفرح بتوبة عبده ورجوعه إليه أكثر من فرح العبد نفسه، مع تمام غناه سبحانه { لَلّهُ أشَدُّ فْرَحا بِتَوْبَةِ أحَدِكم مِنْ أحَدِكم بِضَالَّتِهِ إذا وجَدَها } لهذا يحسن لنا أن نستغفر الله ونتوب اليه من جميع الذنوب والخطايا .
سيد الإستغفار أن يقول العبد : { اللهم أنت ربي لا إله الا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتأعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت } .
سبحان الله ايمان واعتراف بنعم الله وبضعف الخلق وتعوذ بالله و شكر واستغفار ماشاء الله.
 
اسم الله ( البر )

المعنى اللغوي :

- قال في اللسان : « (البَرُّ) : الصدق والطاعة.

… وبرَّ يبُرُّ: إذا صلح.. وقد بر ربه، وبرت يمينه تَبرَّ وتَبِرُّ بَرَّاً وبِرَّاً وبرورًا: صدقت

والبرَّ والبار بمعنى والبَرُّ: الصادق، وفي التنزيل { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } .

- والبرُّ من صفات الله تعالى وتقدس: العطوف الرحيم اللطيف الكريم… والبِرُّ: ضد العقوق والمبرة مثله .

- ( البَرّ إذا كان اسماً من أسماء الله الحُسنى هو بالفتح، أي فاعل البِرّ، والبِرّ هو الإحسان، أي المحسن .

البِرِّ بالكسر: الصلة والإحسان، فلان يبَرُّ والديه أي يصلهما بإحسانه، وفلان يبَرُّ رحمه أي يصلهم، والصلة العطاء مع اتصال، عطاء مع زيارة ) .


معنى الاسم في حق الله تعالى :

- قال ابن جرير رحمه الله : { إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ } يعني اللطيف بعباده .

- وقال الزجاج – رحمه الله – بعد أن ذكر معنى (البر) لغة : ( والله تعالى بَرٌّ بخلقه في معنى: أنه يُحْسِن إليهم، ويصلح أحوالهم ) .

- وقال الخطابي رحمه الله تعالى : [ ( البَرُّ) هو العَطُوفُ على عباده، المحسنُ إليهم، عَمَّ ببره جميع خلقه، فلم يَبْخلْ عليهم برزقه . وهو البَرُّ بالمحْسنِ في مُضاعَفته الثواب له، والبرُّ بالمسيء في الصَّفْحِ والتجاوُزِ عنه .

وفي صفات المخلوقين : رجلٌ برٌّ وبارٌّ إذا كان ذا خيرٍ ونفع، ورجلٌ بَرٌّ بأبويه وهو ضِدُّ العاق ] .

وقال ابن القيم – رحمه الله تعالى – في نونيته :

والبَرُّ في أوْصَـــافِهِ سُـــــبحانه هـو كَثْرةُ الخَــيراتِ والإحْسَــانِ

صَدَرَتْ عن البرِّ الذي هو وَصْفُه فالـبر حـــــــينئذٍ نوعــــــــان

وَصـفٌ وفعلٌ، فهو بَرٌّ مُحســنٌ مُولي الجَميل ودائم الإحسان


- وقال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى : ( وصفه البر وآثار هذا الوصف جميع النعم الظاهرة والباطنة فلا يستغني مخلوق عن إحسانه وبره طرفة عين ) .

- وذكر الإمام البيهقي في كتابه الأسماء والصفات عن الحليمي قوله : (معناه الرفيق بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر, ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم, ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها, ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها، ويكتب لهم الهمّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهمّ بالسيئة ) .

وروده في القرآن الكريم :

ورد اسمه سبحانه (البر) مرة واحدة في القرآن الكريم وذلك في قوله تعالى :

{ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ }الطور: 28


من السنة :
حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم :{ إن من عباد الله تعالى من لو اقسم على الله لأبره ... } رواه البخاري ومسلم .



إذا تأملنا مقاصد هذا الاسم الإلهي العظيم ودلالاته، تبيّن بجلاءٍ أن برّه سبحانه وتعالى بخلقه على نوعين :
الأول : البرّ العام : وهو الإحسان الإلهي الذي وسع الخلائق كلّها في البرّ والبحر، والسماوات والأرض، وما من مخلوقٍ إلا وقد أسبغ عليه نعمه وإحسانه ظاهراً وباطناً، فهيّأ له رزقه وقوته، وكساه الجمال وأحسن خلقه، وأعطاه ما ينفعه ودفع عنه ما يضرّه، بحسب ما تقتضيه حكمته، ومن دلائله قوله تعالى : { ورحمتي وسعت كل شيء } وقوله سبحانه : { الذي أحسن كل شيء خلقه } .

الثاني : البر الخاص : وتعني ما خصّ به المؤمنين المتقين دون غيرهم، بتوفيقهم إلى الطاعة وهدايتهم إلى الصراط المستقيم، وتثبيتهم على الاستقامة ، والأمن والطمأنينة النفسيّة ، والعفو عن السيئات ، ومضاعفة الحسنات { ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } وغيرها من الخصائص التي أكرمهم بها، أما في الآخرة فقد خصّهم بالجنة وبرؤيته سبحانه وتعالى : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } ويالهما من نعمة .



آثار الإيمان بهذا الاسم :
1- إدراك أن الخالق سبحانه وتعالى يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } ومن التيسير الحاصل لهم مجازاتهم بالعمل اليسير الأجر الكثير، وإثابتهم بمجرّد النيّة الصالحة، وفي المقابل: غفران السيئات ومحوها بالأعمال الصالحة { إن الحسنات يذهبن السيئات } ومجازاة السيئة بمثلها .

2- إمهال الخالق للمذنبين وستره لعيوبهم، فمن عرف الله بهذا الاسم يرى جميل بره وكريم إحسانه به وهولا يزال مقيما على معاصيه معرضا عنه قاده ذلك إلى الحياء منه والرجوع إليه ، قال سبحانه وتعالى : { وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا } الكهف 58 ، فينبغي على العبد أن يعرف بره سبحانه في ستره عليه حال ارتكاب المعصية، مع كمال رؤيته له، ولو شاء لفضحه بين خلقه، وإذا اشتغل العبد بمطالعة هذه المنة وتذكّرها واستحضارها، قوي تعلّقه بالله وازداد إيمانه، وهو أنفع له وأكمل من الاشتغال بالجناية، وشهود ذل المعصية .

3- أن الله كما أنه تسمى بالبر فهو الذي يأمر بالبر ويحب البررة ، فيعرض العبد أحواله على خصال البر ويقيم قلبه على مواقعها قال تعالى : { لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ ..... } ومن أعظم البر الذي حث الله عليه عبيده , و أحب العمل إليه بعد الصلاة وأعظم الصالحات وسيلة عنده بر العبد بوالديه ومن أراد بر ربه به فليقم علاقته مع والديه على ما يرضي ربه عنه فرضاه في رضاهما وسخطه في سخطهما . جعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- كلَّ الأخلاق الفاضلة الحسنة من البِرِّ،
فعن النَّواس بن سمعان قال: سألت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن البِر والإثم؟ فقال : {البِرُّ حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس } .

4- الله تبارك وتعالى بارٌّ بأوليائه، صادقٌ فيما وعدهم به من الأجر والثواب : { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ .. } وقال : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } .


يتبــــــــــــع
 
اقتران اسمه سبحانه (البر) باسمه سبحانه (الرحيم ) :

وجاء هذا الاقتران مرة واحدة في القرآن وذلك في قوله تعالى عن أهل الجنة: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ * قالوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ } الطور : 25 – 28 ، فبرُّ الله – عز وجل – بعباده الذي هو عبارة عن توالي مننه، وتتابع إحسانه وإنعامه أثر من آثار رحمته الواسعة التي غمرت الوجود، وتقلب فيها كل موجود، وعن طريق تلك المنن الجزيلة، وذلك الإحسان العميم عرف العباد أن ربهم رحيم، فاقتران (البر) بـ (الرحيم) لعله من اقتران المسبَّب بالسبب .

وتقديم (البَرِّ) على (الرحيم) أبلغ في المدح، والثناء بالترقي من الأخص إلى الأعم، ومن المسبب إلى السبب .


قصص :
وليثق القارىء الكريم أنّ كثيرا من المؤمنين ممّن هم أرقى مستويات الإيمان سبب إيمانه وإلتفاته إلى الله وإقباله عليه موقفٌ أخلاقي من مؤمنٍ، فإنَّه يوم كان متفلِّتاً وغير ملتزم التقى بمؤمن فأحسن إليه وتلطَّف معه وأكرمه فانشرح قلبه للإيمان .

- يروى أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان له جارٌ يؤذيه أبلغ الأذى، وفي أحد الأيام انقطع عنه أذاه.. فمعنى ذلك أنَّه مريض.. فذهب إلى عيادته، فكانت هذه العيادة سبب إيمانه وإسلامه واصطلاحه مع الله .


- أبو حنيفة بن النعمان رضي الله عنه له جار يغني طيلة الليل، بحيث يعكّر على الإمام ليله، ولا يستطيع أن ينام ، ويقول :


أضاعوني وأيُّ فتىً أضاعوا ليوم كريهةٍ وطِعانِ خلسِ


أُلقي القبض عليه فذهب أبو حنيفة إلى السجن يشفع له، فلمّا رأى السجَّان أبا حنيفة النعمان بمهابته يأتي ليشفع لجاره فأطلق سراح كلَّ من في السجن إكراماً له، وفي طريق العودة إلى البيت قال: يا فتى هل أضعناك ؟ تقول دائماً أضاعوني وأيَّ فتىً أضاعوا فهل أضعناك.. فكان هذا الموقف الأخلاقي سبب توبته .



- يقول الشيخ النابلسي : قصَّة عن عدَّة فتيات في بلد عربي اشتُهر بالفن، فهؤلاء الفتيات تُبن إلى الله عزَّ وجلَّ وتحجَّبن واصطلحن معه، وشكَّلن مجتمعاً صغيراً واعتزلن الفن، إحدى اللواتي لم تستقمن ولم تصطلح مع الله ولم تتُب بعد تاقت إلى أن تعرف حياة هؤلاء النسوة اللواتي اصطلحن مع الله، فذهبت لزيارتهن.. والنقطة الدقيقة في هذه القصَّة أنَّهنّ رحبن بها واستقبلنها ورأت بأُمِّ عينها مجتمع الصدق والوفاء والحب والاستقامة والطهر والعفاف والالتزام، ولأنَّهُنَّ استقبلنها ورحَّبن بها وأرينها ما هنَّ عليه من تواصل، ومن حب، ومن وئام، ومن مودَّة، ومن عفاف ومن طهر، انضمَّت إليهن، حينما طرقت بابهُن لم تكن ملتزمة، لو رفضنها وطردنها لبقيت شاردةً، بقيت بعيدةً في سكة التيه والضلال .


خاتمة :
قال العلماء: يجوز أن تقول فلان بَر.. فالعبد يكون براً بقدر ما يفعل من البر، وأفضل إنسان عليك أن تبرُّه أبوك وأمُّك ومن علَّمك ومن زوَّجك، فقد أتألَّم أشدَّ الألم من صهر يناصب عمَّه العِداء، فقد زوَّجك ابنته وربَّاها عشرين سنة، أطعمها وأسقاها وأكرمها وعالجها وأدّبها وقدمها لك هديَّة، فليس لك هماً بعد ذلك إلا إغاظته، فهذا منتهى اللؤم .
لذلك قالوا: أبٌ أنجبك، وأبٌ زوَّجك، وأبٌ دلَّك على الله .
أبٌ أنجبك.. الأب النسبي، وأبٌ زوَّجك.. وهو عمَّك والد زوجتك، وأبٌ دلَّك على الله وهو من أخذ بيدك إلى الهداية، فهذه الزوجة التي عندك في البيت، وهذا أبوها فإن أسأت إليه أسأت إليها، فليس هناك إنسان إلا وهو يحبّ أمَّه وأباه، فإذا أسأت إلى أُمِّها وإلى أبيها أسأت إليها، فإذا أردتَّها أن تموت في حبِّك وأنت تسيء إلى أُمِّها وأبيها فهذا فعل إنسان غبي، واعلم أنّها لن تحبِّك، فإذا أردّت أن تُكافئها على إخلاصها بإخلاصٍ أكرم أبويها .

البِر.. هو التقوى، وهذا من معاني البر فقد قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً ............ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } المائدة ،
التقوى : التوسُّع في فعل الخير، وقيل إسمٌ جامعٌ لكلِّ الطاعات، ولكلِّ أعمال الخير المقرِّبة إلى الله، أو إسمٌ جامعٌ لمرضيِّ الخصال .

البر خيرُ الدنيا والآخرة :
خيرُ الدنيا ما يُيَسِّره الله تعالى للعبد من الهدى والصِّحة وراحة البال والطُمأنينة والرِزق النفسي، وفيها من السرور والسعادة والهيبة، وفيها الزوجة الصالحة والأولاد الأبرار والدخل الحلال .
وخير الآخرة.. الفوز بجنَّة الله وما فيها من النعيم المقيم، النعيم الدائم .

ومن البر : حُسن الاخلاق والتخلق بأخلاق الله تعالى .
 
اسم الله ( الحليم )

المعنى في اللغة :
الحليم في اللغة هو اسم الفاعل من الفعل حَلُمَ، فيُقال: حَلُمَ يَحْلَمُ فهو حَلِيم، و(حليم) على وزن (فعيل) وهي من الأوزان الدالة على المبالغة، ولا يتعدّى الفعل منها إلا بحرف الجرّ، فيقال: حلم عن زيد.

والمصدر من هذا الاسم (الحِلْمُ) وله عدّة معانٍ منها :

- الأناة والعقل، ومن شواهده قوله تعالى : { أم تأمرهم أحلامهم بهذا .. } الطور:32
بمعنى: عقولهم، وليس الحلم في الحقيقة العقل، لكن فسروه بذلك لكونه من مسببات العقل .
والحِلْمُ بهذا المعنى نقيض السَفَه، قال صاحب الفروق اللغوية : "السفه خفة وعجلة، وفي الحلم أناة وإمهال، والسفه في الأصل : قله المعرفة بوضع الأمور مواضعها، وهذا يوجب أنه ضد الحلم، لأن الحلم يقتضي بعض الحكمة " .

- ومن معانيه: ضبط النفس والطبع عن هيجان الغضب، لأنّه تأنِّ وسكون عند الغضب أو المكروه مع وجود القدرة والقوّة، ويُقال: هو ترك العجلة والطيش، وأنت ترى أن كلّ هذه المعاني تدور حول التأنّي والاحتمال، فكان نوعاً من الصبر إلا أن في الحلم الصفح وأمن المؤاخذة .


أقوال العلماء في معنى الاسم :

- يقول الإمام الطبري رحمه وقوله : "{حليم } يعني أنه ذو أناة، لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم " .

- قال ابن جرير في "تفسيره" (4/144) : ( يعني : أنه ذو أناة , لا يعجل على من عصاه وخالف أمره بالنقمة ) ا.هـ

- وقال الخطابي في "شأن الدعاء" (63) : ( هو ذو الصفح والأناة , الذي لا يستفزه غضب ، ولا يستخفه جهل جاهل ولا عصيان عاص ، ولا يستحق الصافح مع العجز اسم الحلم , إنما الحليم هو الصفوح مع القدرة , والمتأني الذي لا يعجل بالعقوبة ).

- وقال السعدي في "تفسيره" (19) : ( الحليم الذي يدر على خلقه النعم الظاهرة والباطنة , مع معاصيهم وكثرة زلاتهم , فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ، ويستعتبهم كي يتوبوا , ويمهلهم كي ينيبوا ) .

يقول الحليمي : " إنه الذي لا يحبس إنعامه وأفضاله عن عباده لأجل ذنوبهم، ولكنه يرزق العاصي كما يرزق المطيع، ويبقيه وهو منهمك في معاصيه كما يبقي البر التقي، وقد يقيه الآفات والبلايا وهو غافل لا يذكره فضلاً عن أن يدعوه كما يقيها الناسك الذي يسأله وربما شغلته العبادة عن المسألة " .


المعنى في حق الله سبحانه وتعالى :
يقول العلماء الحليمُ : أي الذي لا يعجُل على عباده عقوباتهم بذنوبهم.. حليمًا عمن أشرك وكفر به من خلقه فيترك تعذيبه أو تعجيل عذابه له.. حليمًا فهو ذا صفحٍ وأناة لا يستفزه غضب ولا يستفزه جهل جاهل ولا عصيان عاصٍ.. فلا يستحق الصافح مع العجز اسم الحِلمْ.. إنما الحليم الذي يصفح مع القدرة والمُتأني الذي لا يعجل بالعقوبة فالقدرة إذاً من مقتضيات معنى الحلم ، ألم ترَ أن الله يقول في كتابه : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون } فكان تأخير الله العقوبة للظالمين مع قدرته سبحانه وتعالى الكاملة أن يُهلك الناس جميعاً .


وروده في القرآن الكريم :

ورد اسم الله ( الحليم ) في كتاب الله إحدى عشرة مرّة :
- قال تعالى : { لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ } .
- وقوله : { إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم } .
- وقوله { لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم والله غفور حليم } .

من السنّة :
جاءت صفة الحلم في قول النبي صلى الله عليه وسلم : { إن الله عز وجل حليم حيي ستّير يحب الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر } رواه النسائي .


آثار الإيمان بهذا الاسم :
أولاً: تبيَّنُ مدى النعمة التي أنعم الله بها على عباده العصاة ، حيث لم يعاجلهم بالعقوبة رغم استحقاقهم لها، مهما بلغت ذنوبهم من الفظاعة والشناعة والإجرام في حقّ خالقهم، ولكن يؤخّرهم المرّة تلو الأخرى .


ثانياً: ظهور كمال الله سبحانه وتعالى، لأن إمهاله لعباده مقرونٌ بكمال قدرته وكمال علمه وكمال غناه عن خلقه، ولم يكن عن ضعف وعجز قال عز وجل : { وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا } .

ثالثاً: ظهور صبره سبحانه وتعالى على عباده، وتبيّن مدى العلاقة بين صفتي الحلم والصبر، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : { ليس أحد - أو ليس شيء- أصبر على أذىً سمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدا، وإنه ليعافيهم ويرزقهم } متفق عليه .
وفي الحديث القدسي : { يقول الله عز وجل يشتمني ابن آدم، وما ينبغي له أن يشتمني ويكذبني، وما ينبغي له أن يكذبني، أما شتمه إياي قوله: إن لي ولدا، وأما تكذيبه إياي، قوله: لن يعيدني كما بدأني } رواه البخاري .
كما تتجلّى رحمته ومغفرته بعباده فلم يعاملهم بما استوجبوه بعصيانهم من تعجيل الجزاء، لكنه يؤخره لمقتضى حلمه وحكمته .

رابعاً: يجوز إطلاق صفة الحليم على الخلق فقد وصف الله عز وجل أنبياءه بذلك, قال عز من قائل { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } وقال حكاية عن قوم شعيب عليه السلام : { إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ } وقال تعالى : { فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ }

والحلم من الخصال العظيمة التي يريد الله من عباده أن يتخلقوا بها, وهي خصلة يحبها الله ورسوله كما في حديث أشج عبد القيس، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ : { إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللَّهُ الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ } رواه مسلم .

فمن الواجب على من عرف أن ربه حليم على من عصاه أن يحلم هو على من خالف أمره فذاك به أولى حتى يكون حليماً فينال من هذا الوصف بمقدار ما يكسر سورة غضبه، ويرفع الانتقام عن من أساء إليه بل يتعود الصفح حتى يعود الحلم له سجية .



الفرقُ بين الحِلمُ وكظم الغيظ؟
يقول الغزالي في (الإحياء) والجاحظ في (تهذيب الأخلاق) : "الحلم أفضل من كظم الغيظ لأن كظمُ الغيظ عبارة عن التحلُّم ولا يحتاج في الحلم إلى مثل ذلك..."، ففي كظم الغيظ تكلُّف أما في الحلم هو سجيَّة فلا يحتاج إلى كظم الغيظ إلا من هاج غيظه ويحتاج فيه إلى مجاهدة شديدة عندما يلحق به الأذى لكن إذا أعتاد ذلك صار ذلك اعتيادًا فلا يُهيِّجه الغيظ . وهذا الأمر يحتاجُ لأن يدرس المرء شخصية عمر رضي الله عنه من بداية إسلامه إلى أن صار أميرًا للمؤمنين.. ويدُل على ذلك مواقف منها :

- موقف له قبل الإسلام عندما ضرب أخته فاطمة عِداءً لله..
- ثم في صُلح الحديبية بعد إسلامه عندما دخل على الرسول وهو غاضب وهو يقول: "لما نُعطي الدنيِّة في ديننا، ألسنا على الحق وهم على الباطل؟"، وكانت تلك غضبه لله .
وبذلك نرى أثر الدين العظيم على شخصية عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كيف انتقل غضبه لنفسه إلى الغضب لله وحده وذلك بمُدارسة القرآن ومُجالسته للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فسبحان الله جل في علاه.

ومن هنا يجب أن تنتبه إلى درسٍ مهم وهو: يجب أن يضيف لك الدين خُلق جديد، ومن ليس كذلك ففي التزامه مشكلة، لأن الإيمان يزيد وينقص فإن لم يكن يزيد فإنه ينقص.. فتبحث دائمًا عن أثر الإيمان عليك.. لأن الله شكور فإذا لم تجد للعبادة بعدها سعادة وانشراح فأعلم أن هذا العمل مدخول .


يتبـــــــع
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى
كيف نتخلق بهذا الخُلُق ؟

1- الرحمة للجُهَّال : فينظُر إليهم بعين الرحمة لعدم علمه وعدم فهمه في رحمه ويتجاوز عنه ويحلُم عليه .

2- القدرة على الانتصار : وذلك من سعة الصدر وحُسن الثقة فيبعثُه على حلمه معرفته التامة بأنه يستطيع أن ينتصر.. ولكن يتسع صدره بحُسن ثقته في ربه وما عنده من جزيل الثواب وأن الله سينتصرُ للمظلوم ولو بعد حين .

3- أنه من الأصل مُهذَّبٌ مؤدب فيترفَّع عن السباب : فيستشعر من نفسه ومن لسانه العفة على أن ينطق بمثل السباب الموجه إليه ، وذلك من شرف النفس وعُلو الهمة .

4- الاستهانة بالمُسيء : وذلك فيه نظر لأنه قد يؤدي إلى نوع من الكِبر! لكن الضابط هنا العِزَّة فإن كان عزيزًا فإنه يحلُم على الجُهَّال ، عندما أتى سُفيان أحدُهم فقال له : ( إنك مُتكبر فقال: لا إنما عزيز ) أي لا أحب أن يجلب لنفسه الاستصغار بأن يُنزله المستوى من يجهلُ عليه بالقول أو الفعل.. وذلك عزة نفس وليس كِبرًا .

5- الاستحياء من جزاء الجواب : والباعثُ عليه صيانة النفس وكمال المروءة ولذلك قيل : ما أفحش حليم ولا أوحش كريم .

6- الكرم والتفضُّل وحُب التآلف : فقد حُكي عن الأحنف ابن قيس أنه قال : "ما عاداني أحدٌ قط إلا أخذت في أمري بإحدى ثلاث خصال: إن كان أعلى مني عرفتُ له قدره، وإن كان دوني رفعت قدْري عنه، وإن كان نظيري تفضَّلتُ عليه "

7- الحزم : فيقولون إن الحليم يستنكِفُ السباب وفي نفس الوقت يُريد أن يقطع أسباب مثُل ذلك فيبعثُه الحزم على التحلُّم ، فلو سفَهت ستُستباح وليس كما يُزيِّن لك الشيطان أنك لو صمت فذلك سيجعلهم يتكالبوا عليك وتزداد في الأذى بالعكس فلو كان ينبح فلا عليك به.. دع القافلةُ تسير والكلاب تنبح .

8- الخوف من العقوبة على الجواب : بمعنى الخوف من العقوبة من الله سبحانه وتعالى إذا وقع في السفه فقد قالوا: الحلمُ حجاب الآفات .


9- الوفاءُ وحسن العهد :
إذا كان من وقع في حقك تعرف له مكرُمة عليك فترعى له هذه اليد السالفة وتكون له عليك حُرمة لازمة.. أي تفتكر له الخير وتتغاضى له عن خطأه في لحظة الغضب .

10- بعض الناس يحلمون ويكون الباعثُ عليه المكر والدهاء وذلك مذموم وليس من مكارم الأخلاق: فقال بعضُ العقلاء : غضب الجاهل في قوله وغضب العاقل في فعله ، ومثلُ ذلك: أن تترك أحدهم يشتمك ويُسيء لك أمام الناس.. فتحلُم عليه حتى يُثني على صنيعك الناس وتظهر أنت المظلوم أمامهم! فيكون الباعثُ على ذلك الدهاء وليس طلبِ رضا الله .


قصص :

1- الصحابي الذي جاء النبي عليه الصلاة والسلام وأسلم وعاد إلى قومه وأقنع أمه وأباه وزوجه أن يسلموا وأسلموا، فلما اتجه إلى قومه رآهم غارقين في الزنى، فعاد إلى النبي وقال: يا رسول الله ادع الله عليهم أن يهلكهم، قال ما معناه : {
لا يا أخي بل أدعو الله أن يغفر لهم وأن يرحمهم } فالنبي ما كان لعّاناً .


2- يقول مالك بن دينار بينما هو ماشٍ في الطريق رأى رجلاً مخموراً طرحته الخَمرَة أرضاً والزبد على شفتيه ويقول: الله، الله، وهو في حالة هذيان، فعظم على هذا الإمام الكبير أن يخرج هذا الاسم العظيم من فمٍ نجس، فتَلَطّفَ معه ومسح فمه وأكرمه رغم سكره، وبعد أن صحا قيل له: أتدري من اعتنى بك واهتم بحالك ؟ إنه الإمام مالك. ويبدو أن هذه العناية اللطيفة بهذا العاصي أثارت حساسية نفسه، فبكى تأثراً وندماً، ونام الإمام مالك ليلته تلك فسمع في منامه صوتاً يخاطبه : يا مالك طهّرت فمه من أجلنا فطهّرنا قلبه من أجلك، وخرج مالك إلى المسجد فرأى رجلاً يبكي ويصلي ويتهجد قال: من أنت يرحمك الله، قال إنّ الذي هداني أخبرك بحالي .


وبالمناسبة فالعصاة أكثرهم فيهم رقة تستجيش نفوسهم بالبكاء .



3- يقول الشيخ النابلسي :


في ساعة غضب قد يرتكب الإنسان حماقة كبيرة، أما الحليم في بحر الأمان سلام داخله سلام خارجه أمره سلام، فلو شققت صدر مؤمن يتمتع بالحلم لرأيت في قلبه برداً وسلاماً . كم من رجل دمّر مستقبله في ساعة غضب، طلّق زوجته وله منها خمسة أولاد، وفي ساعة غضب ارتكب جريمة .



أعرف رجلاً عنده أجير، حدث بينهما خِلاف فطرده، وفي المستودع بضاعة غير نظامية، فاشتكى عليه، جاء المسئولون عن البضاعة غير النظامية وكتبوا مخالفة كلفته، والحادثة وقعت سنة 1970م، ستمائة ألف تقدر بستة ملايين في أيامنا هذه، وهذا الرجل لديه مسدس، فأطلق النار فأصاب الأجير، حكموه ثلاثين سنة سجناً، كانت ساعة غضب، فهذه القضايا خطيرة جداً، كم من بيوت دُمِرَت، وأُسَر تَشَتت، وشركة ناجحة جداً انتهت بدداً في ساعة غضب جراء كلمة من أحد الشريكين .



الحلمُ يعمل على تآلف القلوب وينشُر المحبة بين الناس ويُزيل البغض ويمنعُ الحسد ويُميل القلوب ويستحق صاحبها لدرجات العلا والجزاء الأوفر .
ولذلك فهو خُلق عظيم نحتاج لأن نفقه عنه الكثير من الأمور حتى نستطيع أن نتخلَّق بهذا الخُلق فأولًا نعرفه في حق ربنا فنزداد محبةٌ له سُبحانه ، فالمتأمِّل في أحوال الناس يقول: فالغني غير راضٍ عن حاله
تجده يقول: لو أن ذاك المال ليس عندي بتلك الكيفية يقصد إن حصل عليه من والده
ويقول: كُنت أريد أن أتعب في الحصول عليه ليكون الإحساس بمتعة الحصول على المال موجود! وأما الفقير فيتسخط لعدم وجوده !
فسُبحان الله العظيم ، لا يرضى عنه أحد! لا الغني راضٍ ولا الفقير راضٍ ولا الصحيح راضٍ ولا السقيم والمريض راضٍ! الكُل لا يرضى عن الله .. فما أحلمه عنا مع أنه يستحقله الغضب علينا.. فهو يُغدق على هذا بالنعم ليُحبه بها فيطغى بها ، وهذا يبتليه ليرجع إليه فيتسخط ويغضب.. فما أحلم الله سبحانه وتعالى .
 
اسم الله ( الرؤوف )
اشد الاسماء رحمه لله تعالى الرؤوف وهو صفة .
أتعلمون أن الله أرأف بعبده من الأم بوليدها ؟!
أتعلمون أن الله يعامل عباده بالرأفه التي قد لا تتصورها العقول البشرية ؟!

المعنى في اللغة :
هو الشديد الرحمة ، والرأفة هى هى نهاية الرحمة ، و الروؤف فى أسماء الله تعالى هو المتعطف على المذنبين بالتوبة ، وعلى أوليائه بالعصمة ، ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته ، وإن عصمته عن الزلة أبلغ فى باب الرحمن من غفرانه المعصية ، وكم من عبد يرثى له الخلق بما به من الضر والفاقة وسوء الحال وهو فى الحقيقة فى نعمة تغبطه عليها الملائكة .
فالله عزَّ وجلَّ هو الرؤوف المتناهي في الرحمة بعبـاده، لا راحم أرحم منه سبحانه ولا غاية وراء رحمته .


معنى الاسم في حق الله تعالى :
- يقول ابن جرير : " إنَّ الله بجميع عباده ذو رأفة، والرأفة أعلى معاني الرحمة، وهي عامة لجميع الخلق في الدنيا ولبعضهم في الآخرة " .
- قال الخطابي : " الرَّؤوف هو الرحيم العَاطِف برأفته على عباده " .
والرَّؤوف سبحانه هو الذي يتعطف على عباده المؤمنين بحفظ سمعهم وأبصارهم وحركاتهم وسكناتهم في توحيده وطاعته، وهذا من كمال الرأفة بالصادقين .

- قال الحُليمي : " الرَّؤوف معناه المتساهل على عباده؛ لأنَّه لم يُحملهم ما لا يُطيقون، بل حَمَّلَهم أقل مما يُطيقون بدرجاتٍ كثيرة " .
ومع ذلك غلَّظ فرائضه في حال شدة القوة، وخَفَّفها في حال الضعف ونقصان القوة، وأخذَ المُقيم بما لم يأخذ به المسافر، والصحيح بما لم يأخذ به المريض . .. وهذا كله رأفة ورحمة .



الرأفة في حق البشر :
هي امتلاء القلب بالرقة، وهي أشد ما يكون من الرحمة، وقيل: بل شدة الرحمة ومنتهاها .
ويمكن القول أن الرحمة تسبق الرأفة، فالرأفة هي المنزلة التي تعقبها فإذا رقَّ القلب دعاه ذلك إلى الرحمة، وإذا رَحِم واشتدت رحمته وامتلأ القلب بها كانت الرأفة .. كما يُقال: فلان رحيم فإذا اشتدت رحمته فهو رؤوف، فالرأفة آخر ما يكون من الرحمة .
قال تعالى : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ ...} يعني : لا تنظروا بأي اعتبار يمكن أن يمنحهم شيئًا من الرحمة والرقة، فلا ترحموهما فَتُسْقِطُوا عنهما ما أَمَرَ الله به من الحد
ولذلك قُدِمَت الرأفة على الرحمة في وصف نبينا ، كما قال تعالى : { ..... بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } وذلك على اعتبار أن الرأفة مبالغة في الرحمة، والمبالغة في الرحمة تتعلق بخاصة المؤمنين، أما الرحمة في اسمه الرحمن فإنها تتعلق بالخلائق أجمعين .



ثبوت الاسم من القرآن الكريم :
سمى الله تعالى نفسه الرؤوف في عشر آيات من كتابه تعالى ثمان آيات جاء فيها هذا الاسم مقترناً باسمه سبحانه ( الرحيم ) منها:

- قوله تعالى : { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .
- وقوله { .... رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } سوره الحشر .

من السنة :
- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : { إِنَّ اللَّهَ قَالَ : .. وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ } صحيح البخاري .

- وعَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري: عَنْ النَّبِيِّ قَالَ :{ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا }صحيح مسلم .

- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : { مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ } صحيح مسلم .


الفرق بين اسم الروؤف والرحيم :
أنه تعالى قدم الرؤوف على الرحيم والرأفة على الرحمة .
- الرحمة كلمة عامة شاملة كل رحمة آجلة أو عاجلة في أول الأمر أو في آخره في ظاهر الحال أو في باطنه العبرة فيها بالنهاية حيث تكون حسنة كلها .
- بينما الرأفة هي أخص من الرحمة وتكون خير وحسن في جميع أحوالها في أول أمرها وآخره وفي ظاهرة وباطنه العبره فيها بالبداية والنهاية يجب أن تكون كلها حسنه .
الرحمة تكون للمؤمن والكافر والبر والفاجر ومن رحمة الله إرسال الرياح والأمطار وهي رحمة يشترك فيها الإنسان مؤمناً وكافراً والحيوان والأشجار وكثير من مخلوقات الله تعالى
بينما اسم الله الرءوف خاص للمؤمنين .



مظاهر اسم الله الرؤوف بعباده :
1- من رأفته بعباده أنه لا يبطل عمل عباده ،
وكما قال تعالى (وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم) يقول الشيخ عبد الرزاق البدر أي : لا ينبغي له و لا يليق به أن يضيع إيمانكم وهذا كمال رأفته ورحمته به وفي هذا بشارة عظيمة لمن من الله عليهم بالإسلام و الإيمان بأن الله سيحفظ عليهم إيمانهم ، فلا يضيعه بل يحفظه من الضياع و البطلان و يتممه لهم و يوفقه لما يزداد به إيمانهم و يتم به إيقانهم فكما ابتدأهم بالهداية للإيمان فسيحفظه لهم و يتممه عليهم رأفة منه بهم ورحمة ، ومنا عليهم و تفضلا) انتهى كلامه حفظه الله .

2- من رأفة الله بعباده أنه أخبار عباده بما سيلاقونه في يوم القيامة ، الله عز وجل ما تركنا سداً وضح لنا الطريق الموصل إليه و أخبرنا في كتابه و سنة نبيه عن الآخرة التي هي الدار الحقيقية لنا سبحانه الرؤوف .

3- من رأفة الرؤوف بنا إنزال الكتاب على رسوله ليخرجنا من الظلمات إلى النور، ومن ذاق الحياة مع القرآن فهو يعرف أن القرآن هو الرأفة و الرحمة بالعباد .

4- من رأفته توبته على عباده .
حينما تعصي الله عز وجل و تقترف المعاصي التي لا ترضيه يرأف بك و يوفقك للتوبة إليه
فحينما توفق للتوبة ذكر نفسك أن هذا من رأفة الله الرؤوف
لاحظ اننا نعصي والرؤوف يدعونا للتوبة رحمة و شفقة حب بنا ، والمخجل فرحه بتوبتنا من نحن ليفرح الله بتوبتنا ؟

5- من رأفته تسخيره لنا وسائل النقل وخاصة الحديثة .
هل تعلم أن ركوبك في سيارتك يومياً وذهابك للعمل من رأفة الله الرؤوف بك ؟
هل تعلم أن ركوبك الطائرة للسفر من رأفة الله بك ؟
كلما كنت من الله أقرب كلما كانت رأفته منك أقرب فالله عز وجل رؤوف بالجميع لكن رأفته بعباده القريبين تزداد في الدنيا و الآخرة .


حظ المؤمن من اسم الله تعالى الرؤوف :
أولاً: طهِّر قلبــــك حتى يمتلئ بالرحمة ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } النور 19، 20 ،لأن العبد إذا لم يُطهِّر قلبه، لن تدخله الرحمة بل سيكون قلبًا قاسيًا .. فلا يعرف معروفًا ولا يُنكِر مُنكرًا .. وحينها ستستحكم الأمراض من هذا القلب، فيمتلئ بالحقد والضغينة ويكون ممن يحبون أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين والعياذ بالله . ومن رأفة الله عزَّ وجلَّ بعباده أن أنزل عليهم القرآن؛ ليفك تلك الأغلال التي تُقيد القلب

ثانيًا : بِع نفسك لله ، قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ }فلكي تكون أهلاً لنيل رأفة الله سبحانه وتعالى، لابد أن تُضحي بشيءٍ عظيم تقربًا لله عزَّ وجلَّ .. فإذا ما ضحيت بصدق وإخلاص، نلت رأفة الله جلَّ وعلا وحينها ستتخلَّص من قسوة قلبك ويصير طاهرًا .

ثالثًا: كن رؤوفـــًا بالنــاس، على العبد أن يمتلأ قلبه بالرحمة والرأفة التي تشمل عامة المسلمين وخاصتهم .. عن عبد الله بن عمرو : أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال { الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ، الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ الله } .

وعليك أن تسعي في جميع الأسباب الموجبة للرحمة؛ لكي تنال رأفة الله عزَّ وجلَّ .
 
  • إعجاب
التفاعلات: نور الهدى
قصه :
قال الشيخ النابلسي :

أخ كريم آخر حدثني عن قصة ورجاني أن أرويها لكم، درس في فرنسا، وعاش مجتمع التفلت، فلما قدم إلى بلده، قال جعلت من بيتي ملهى، كل الموبقات في البيت، وأنا أعتقد أن الحياة هكذا

قال لي فجأةً أصبت بمرض عضال، كل شيء أمامي يهتز وفقدت التوازن والتوافق الحركي، عشرون محاولة كي أمسك بكأس عشرون محاولة كي أمسك الملعقة،إنه عدم التوافق الحركي، وعدم التوازن والأشياء كلها تتحرك وترتجف، وقال لي: لقد التقيت بسبعة وثلاثين طبيباً في دمشق، وكلهم عجز عن معرفة هذا المرض، ثم ذهبت إلى بلد غربي، فقال لي الأطباء: إن هذا المرض يصيب الناس بنسبة واحد على ثلاثة عشر مليوناً، وجاءوا بطبيب يُعد الأول في العالم في هذا المرض فبقي يعالجني ستة أشهر، ثم قال لي: أنا أعلم الأطباء بهذا المرض، وليس لك علاج إطلاقاً، فعد إلى بلدك أو اذهب إلى الهند فالتق ببعض البوذيين لعلك تألف هذا المرض، وانتهى الأمر.. عاد إلى الشام، وله قريب جلبه إلى بعض الدروس، حيث كنا في الحاجبية وقتها، وهو في الدرس قال: يا رب إن شفيتني لأصلينَّ، وفي الدرس الثاني قلت: في سياق الحديث، إن الله لا يُجرَّب ولا يشارط، فقال من توه والله يا رب لأصلين، وأول مرة يصلي بحياته في الدرس الثاني، أما حالته المرضية فلا تُطاق، وكل شيء أمامه يترك، اضطراباً في الصورة، وعدم توافق حركي ويقسم بالله العظيم أنه عاد إلى البيت وفجأةً ثبتت الصورة أمامه، ومن شدة فرحه اختل توازنه وصاح، ثم قام ليقف فوقع، فأمسك الكأس فوقع، أما الصورة فقد ثبتت، وبعد حين عاد له التوافق الحركي، والتوازن وهذا الإنسان هو الآن من طلاب العلم، ومن رواد المساجد ‍! لقد اصطلح مع الله، وتاب توبةً نصوحاً ويقول لولا هذا المرض..لجعلت بيتي باراً، وجعلته كالنادي الليلي، وكل المعاصي أقترفها .



فإن الرأفة والرحمة يحبهما الله ما لم تكن مضيعة لدين الله، فهذه الرحمة حسنة مأمور بها أمر إيجاب أو استحباب بخلاف الرأفة في دين الله فإنها منهي عنها .
والاعتدال في الرأفـــة مطلوب ولا بد أن تكون الرأفة في موضعها ، فكما أنها من الأخلاق الحميدة والخصال العظيمة إلا أن الشدة أنفع في بعض المواضع؛ كإقامة الحدود والأخذ على أيدي المفسدين الظالمين حين لا ينفع معهم نصح ولا لين ، وهذا يشبه حال المريض إذا اشتهى ما يضره أو جَزَع من تناول الدواء الكريه فأخذتنا رأفة عليه حتى نمنعه شربه؛ فقد أعناه على ما يضره أو يهلكه، وعلى ترك ما ينفعه فيزداد سقمه فيهلك .
وهكذا المذنب هو مريض فليس من الرأفة به والرحمة أن يمكن مما يهواه من المحرمات ولا يعان على ذلك، ولا أن يمكن من ترك ما ينفعه من الطاعات التي تزيل مرضه، بل الرأفة به أن يعان على شرب الدواء وإن كان كريهًا، مثل الصلاة وما فيها من الأذكار والدعوات فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأن يحمى عما يقوى داءه ويزيد علته وإن اشتهاه . وقيسوا على ذلك .

الرأفة التي تريدها من البشر و قد تفني نفسك وتذل نفسك لتحصل عليها ، لن تحصل عليها إلا أذا ألقى الرؤوف الرأفة في قلوبهم لك .

قد تتألم من قسوة أهلك أو قسوة رئيسك في العمل
قد تتألم الزوجة لقسوة زوجها
وقد تحزن الفتاة من قسوة أبيها
وقد تتألم المرأة من قسوة صاحبتها تجاهها
ومتى ماعرفت أن الله رؤوف ستفهم أن الرأفة التامة الكاملة عند الرؤوف فاطلبها منه و أن البشر لن يرأفوا بك إلا إذا أذن الرؤوف أن يرأفوا بك .

الله الرؤوف أمرنا بالرأفة بالرعية وبالضعفاء من مرضى أو خدم ، وأمرنا كذلك بالرأفة باليتامى لإنكسارهم بسبب اليتم ، فلا تبخل على الضعفاء و الأيتام برأفتك و حنانك عليهم .

ستجد أن الله حملك في امر دينك ودنياك على محمل تحبيه يحملك على عمل الخير ويقبل منكرؤوف يرحمك رحمه شديدة فيجعل ظاهر أمرك الى خير ونهايته الى خير .

الرحمن يعالج مصابك وقد يحملك على امر تكرهه ولكن نهايته خير وصلاح لك مثل الدواء مر وتكرهه لكن فيه نفعك . بكل رأفة يسيرك ويجعل أمرك الى خير.ظاهر أمرك وباطنه اوله وآخره خير الى خير الى خير هذه هي الرأفة أمرك كله سرورلو قلت يارؤف دفع عنك كل ما تكره واراك ما تحب وتسر به وجعل عاقبة أمرك الى خير
اطلب من الله باسمه الرؤوف ستجد والله عجبا عجبا.