حينما نشرع في تدبر قوله"وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"

  • انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
ما الفرق في المعنى بين الأسماء الثلاثه : ( الخالق - البارئ – المصور ) ؟

الخالق : هو التقدير .

والبَارئ : هو الإيجاد من عدم وهو خالق الناس من البرا وهو التراب .

والمصور : إعطاء الصورة الذي يركب كل مخلوق في أي صورة شاء



فأسماء الله الثلاثة الخالق والبارئ والمصور


أسماء متلازمة متآلفة في غايتها تجمع بينها آصرة واحدة هي العلاقة الوشيجة لعملية الخلق ؛ خلقاً وبرءاً وتصويراً والمصور ؛ أن الله عز وجل أعطى كل شيء صورته، ليس معنى الصورة الشكل الخارجي بل القَوام الكامل .



فإذا تبين من خلال معرفتنا لمعنى الخالق والبارئ والمصور أن في الآية التي في أواخر سورة الحشر أن الخالق هو المقدر , والبارئ هو الموجد بعد أن قدر , ثم بعد ذلك أعطى كل شيء هيئة تخصه وصورة فهذا هو المصور .


وقد أحسن من جمع بين هذه الأسماء فقال :

خلق الأشياء بقدرته ** وبنور الحكمة صورها
وبراها وفق مشيئته ** وبغير مثال قــدرها




وقال الآخر :
يا خالق النطفة الأولى وبارئها ** بلا مثال تعالى الخالق البارئ
مصور كل شيء وفق حكمته ** فالماء والطين غير النور والنار



وقال ثالث

لا شيء مثلك في وصف ولا ذات ** يا خالق الأرض بدعا والسماوات
وليس قبلك شيء كي نسميه ** وليس بعدك شيء في النهايات
والكون مبتدع إذ أنت موجده ** بلا مثال شبيه في البدايات
بقدرة مالها حد تنظمه ** على الحقيقة في ماض ولا آت
 
اسم الله ( الوارث )

المعنى اللغوي لكلمة الوارث :
" الوارث " اسم فاعل للموصوف بالوراثة من غيره ، يقال : ورث فلان أباه يرثه وراثة وميراثاً وورث الرجل ولده مالاً ، وَرَّثَ ووَرِثَ أي أشركه في ماله ، والوراثة في حقنا انتقال المال أو الملك من المتقدم إلى المتأخر .

معنى الوارث في حق الله :
1- الوارث سبحانه و تعالى هو الباقي الدائم بعد فناء الخلق
و " الوارث " صفة من صفات الله جلّ جلاله ، وهو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم ، أو الوارث لجميع الأشياء بعد فناء أهلها .

قال تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ ) و ﴿ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾

إذا كان الخلائق يتعاقبون على الأرض، فيرث المتأخر المتقدم، ويرث الولد الوالد، والزوج زوجته، وهكذا، ويستمر التوارث حتى ينقطع حبل الحياة في الدنيا، فإنه لا يبقَ إلا الوارث هو الله مالك الملك، قال تعالى:
﴿ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾

2- الذي أورث المؤمنين ديار الكافرين في الدنيا :
كما قال تعالى :﴿ وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً ﴾

يعني يرث ويورث .

3- الذي أورث المؤمنين مساكنهم في الجنة : أعظم إرث يورثه الوارث عباده المتقين الجنة .

قال تعالى : { أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

وقال : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ }

حينما أدعو لميت أقول له : اللهم أبدله أهلاً خيراً من أهله، وداراً خيراً من داره، وجيراناً خيراً من جيرانه.

مثال :

المعنى دقيق جداً، أحياناً إنسان درس في الجامعة، ونال الدكتوراه، وفتح عيادة، وفتح الله عليه دخلاً وفيراً، وعاش في بحبوحة، مسكن فخم، وزوجة، وأولاد، ومكانة اجتماعية، إذا مرّ أمام الجامعة ماذا يخطر في باله ؟ يقول: لولا هذه الجامعة والتحاقي بها، و دراستي فيها، ونيل الدكتوراه، ما كنت بهذه البحبوحة.


ورود اسم الوارث في القرآن الكريم مطلقاً و معرفاً :
ورد هذا الاسم في القرآن الكريم على سبيل الإطلاق ، أي من دون إضافة والتعظيم معرفاً كما في قوله تعالى:
﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ سورة القصص
وفي قوله تعالى :﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ) سورة الحجر
وقد ورد هذا في دعاء سيدنا زكريا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام :
﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ) سورة الأنبياء

من السنة :

ثبت من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم : { و متعنا بأسماعنا و أبصارنا و قوتنا ما أحييتنا و اجعله الوارث منا }

أي أبقها سليمة صحيحة إلى أن نموت، لأن الإنسان إذا فقد بصره قبل أن يموت، يكون هو الوارث لبصره، وكذا إذا فقد سمعه قبل أن يموت أو قوته يكون هو الوارث لها لأنه فقدها، أما إذا استمتع ببصره وسمعه وقوته إلى أن مات، فهذه الجوارح هي التي ورثته .

قال ابن عمر : { أخَذَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بِمَنْكبي ، فقال: كُنْ في الدنيا كأنك غَريبٌ ، أو عابِرُ سَبيلٍ }

وقال ابن عمر :إن كنت صحيحاً فاستغل هذه النعمة، وأطع ربك، وبادر إلى الأعمال الصالحة، و املأ وقتك وأنت صحيح بالأعمال التي تنفعك بعد مضي الوقت، وخذ من حياتك لموتك ، عند الموت يقف العمل، ويبدأ الجزاء، ونحن في الدنيا عمل ولا جزاء ، وبعد الموت جزاء ولا عمل .
 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة و مستبشرة
كل شيء على سطح الأرض سيؤول إلى الله وهو خير الوارثين:
من معاني اسم "الوارث" كل شيء بيدك سوف يزول

{ سألوا أعرابياً معه قطيع إبل لمن هذه الإبل ؟ قال لله في يدي }

فبيتك لله في يدك، ومركبتك لله بيدك، ومكتبك التجاري لله في يدك ، وثروتك لله في يدك
دخل عمر رضوان الله عليه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو على سرير قد أثر في جنبه فقال : { يا رسول الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا، فقال يا عمر: ما لي وللدنيا وما للدنيا ولي ؟ والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها }


علاقة المؤمن باسم الوارث:
أولاً : أن يتقي الله في حقوق الإرث ،
قال صلى الله عليه وسلم : { إن الرجل ليعمل، وإن المرأة لتعمل بطاعة الله ستين عاماً، ثم يحضرهما الموت، فيضران في الوصية، فتجب لهما النار }أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي هريرة .

فلذلك علاقتك بهذا الاسم " الوارث " أن تتقي الله في الإرث ، أن تعطي كلاً حقه ، الابن البار يأخذ كالابن العاق ، والعاق كالبار ، شأنهما مع الله .

ثانياً : أن تشعر أن الذي بين يديك ليس لك بل هو صائر إلى غيرك ، يدك عليه يد الأمانة ، وأنت مستخلف فيه، وعليك أن تحاسب نفسك حساباً عسيراً، لأن الله ملكك، ما ملكك لينظر ماذا ستفعل .لو دامت لغيرك ما وصلت إليك .


ثالثاً : الإرث الحقيقي الذي ينبغي أن تتركه لأولادك هو العلم والأدب:
ينبغي أن يوقن المؤمن أن الله هو الذي يقسم الأرزاق، وأن الميراث الحقيقي هو ميراث العلم والأخلاق ، أكبر شيء تقدمه لأولادك أنك عرفتهم بالله ، وحملتهم على طاعته .
لذلك هذا المال الذي بين يديك هل تعلم ما مصيره بعد وفاتك ؟ ماذا سيفعل أولادك به ؟ هل عرفتهم بربهم ؟ هل حملتهم على طاعة الله ؟ هل بثثت فيهم الإيمان والورع.

رابعاً : الإرث الحقيقي إرث العلم و الحكمة:
الآن المعنى الدقيق أن الإرث الحقيقي إرث العلم، الله عز وجل أعطى الملك لمن لا يحب ولمن يحب،

أعطاه لفرعون وهو لا يحبه، أعطاه لسيدنا سليمان وهو يحبه،

أعطى المال لمن لا يحب أعطاه لقارون، أعطاه لمن يحب لسيدنا عثمان ،

إذاً المال ليس مقياساً، لكن الذي أحبه ماذا أعطاه ؟ قال :
﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ﴾ سورة القصص الآية: 14

إذا قال ملك الملوك : ﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾
أنت حينما تجلس بمجلس علم وتتعرف إلى الله عز وجل هذا أكبر عطاء على الإطلاق ، لأن هذا العلم ينعكس استقامة ، ينعكس عطاءً، ينعكس تواضعاً، ينعكس حباً لله ينعكس انصياعاً لأمره، ينعكس إحساناً لخلقه.لذلك يقولون عن العلماء هذا وارث محمدي، وارث أي ورث عن النبي صلى الله عليه وسلم العلم والحكمة والعمل.
لذلك ينبغي لكل واحد منا أن يكون وارث محمدي، يرث عن رسول الله العلم والعمل والأدب والأخلاق، لذلك ورد في أحد الأحاديث :

{ وَإِنَّ الأنبياءَ لم يُوَرِّثُوا دِينارا ولا دِرْهما، وَرَّثُوا العلم، فَمَن أَخَذَهُ أَخَذَ بِحظّ وَافِر }أخرجه أبو داود والترمذي عن أبي الدرداء.


خامساً : أكبر عطاء أن تتعرف إلى الله عز وجل :
بطولة المرء إذا حقق نجاحاً في الدنيا أن يكون هذا النجاح مستمراً بعد وفاته
الآن هناك معنى دقيق جداً سيدنا زكريا عليه السلام قال ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾
إن كنت في دعوة إلى الله، أسست مشروعاً، أسست ميتماً، أسست عملاً خيرياً، إذا نجحت بعملك بطولتك هذا العمل أن يستمر، عن طريق أن تهيئ من ينوب عنك، أن يحل محلك، أن تربي بعض أولادك على متابعة هذا العمل، فاجعل في ذهنك أن بطولة المرء إذا حقق نجاحاً في الدنيا أن يكون هذا النجاح مستمراً.

سادساً : اسم "الوارث" يجعل يدك على ما تملك يد أمانة:
و قد قيل " أندم الناس من دخل ورثته بماله الجنة ودخل هو بماله النار "

ـ له أولاد صالحون، كسبوا هذا المال من أبيهم حلالاً ـ
هو كسبه حرام، أولاده دخلوا الجنة بهذا المال، وهو دخل النار بهذا المال ، قضية الأموال، وتوزيع الأموال بين الأولاد، والإرث قضايا دقيقة جداً
هل عندك استعداد أن تلغي كل عملك، صلاتك، صيامك، حجك، زكاتك استقامتك، من أجل أن تحابي ابنك الذكر.،
بطولة الإنسان أن ينقل اهتماماته إلى الدار الآخرة .

توقف مع آية المواريث برهة ستدرك أن مالك ليس لك ، بل لله سبحانه يقسمه كيف شاء على ميزان القسط والعدل .


إذا آمن العبد بأن الله هو الوارث استقر في قلبه أنه سبحانه هو الباقي بعد فناء خلقه، الحي الذي لا يموت، الدائم الذي لا ينقطع، وإليه مرجع كل شيء ومصيره، فلم يتعلق قلبه بشئ فان من متاع الدنيا لأنه موروث بعده، وإنما تعلق قلبه بالوارث سبحانه، وسعى لمرضاته، ومحبته .
 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة و مستبشرة
اسم الله ( الرزاق )


الرزقُ في اللغة : مصدر بمعنى مايُنتفع به ، يُقال رزق الخلقَ رَزقـًا ورِزقـًا وتُجمع على أرزاق .

فالرَزقُ بفتح الراء هو المصدر من رَزْق. والرِزق بكسر الراء هو اسم يُعبَّر به عن المصدر،

ويُقال: رِزقـًا اسم المصدر ويستخدم أحيانا موضع المصدر الأصلي .

ويُجمع رِزق ورَزق على أرزاق، والرزاق من أبنية المبالغة على صيغة فعَّال .


معاني الرزاق :

- يسمى المطر رزقا، وذلك في قوله عز وجل: {وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها }

وقال تعالى : {وفي السماء رزقكم }

يقول الإمام أبو جعفر الطبري: ( وفي السماء) المطر والثلج اللذان بهما تخرج الأرض رزقكم، وقوتكم من الطعام والثمار وغير ذلك ، فجعل الرزق مطراً لأن الرزق يكون منه .


- ومن معاني الرزق: إباحة الانتفاع بالشيء على وجه يحسُن، ويستدلّون له بقول الله تعالى: {ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا }

الرزاق:
هو المتكفل بالرزق والقائم على كل نفس بما يقيمها من قوتها، وسع الخلق كلهم رزقه ورحمته، فلم يخص بذلك مؤمنًا دون كافر، ولا وليًا دون عدو، وما من موجود في العالم العلوي أو السفلي إلا متمتع برزقه مغمور بكرمه، يوصل الرزق إلى محتاجه بسبب وبغير سبب ، وبطلب وبغير طلب.
ومما ذكره الإمام البيهقي تفسيراً لاسم (الرزاق) قوله: المفيض على عباده ما لم يجعل لأبدانهم قواما إلا به, والمنعم عليهم بإيصال حاجتهم من ذلك إليهم لئلا ينغص عليهم لذة الحياة بتأخره عنهم, ولا يفقدوها أصلا لفقدهم إياه .

حقيقة الرزق قلنا ماينتفع به، وهو العطاء المتجدد الذي يأخذه صاحبه في كل تقديرٍ يومي أو سنوي أو عمري فينال ما قسم الله له في التقدير الأزلي والميثاقي .

يعنى هذا الرزق عطاء يتجدد من الله سبحانه وتعالى للعبد على حسب أقدار، منها تقدير يومي، أي يكتب له رزق ُاليوم، وهناك تقدير سنوي، وهناك تقدير عُمُرِي وهو أرزاقه التي كُتبت لهُ على مدى عُمُرِهِ .

والرزاق سبحانه وتعالى هو الذي يتولى تنفيذ المقدر في عطاء الرزق المقسوم والذى يخرجُه في السموات والأرض. فإخراجه في السموات يعنى أنه مقضيٌّ مكتوب، وإخراجه في الأرض يعنى أنه سينفذ لا محالة .

فالرزق أولا مكتوب في اللوح المحفوظ ثم بعد ذلك ينزل في السموات لتعرفه الملائكة وتنزل به إلى صاحب الرزق في الأرض فينفذ على صاحبه .



وروده في القرآن الكريم:

قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }

وقال : { وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }

و { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا }


اما من السنة :

ورد قول النبي لإثبات هذا الاسم في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله قد غلا السعر فسعّر لنا قال: { إن اللهَ هو المسعر القابض الباسط الرازق }صححه الألباني

وورد في الحديث الذي رواه الترمذي وصححه الألباني من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال:( أقرئني رسول الله إني أنا الرزاق ذو القوة المتين )



رزق الله لعباده نوعان عام وخاص :

1- فالعام إيصاله لجميع الخليقة جميع ما تحتاجه في معاشها وقيامها، فسهل لها الأرزاق، ودبرها في أجسامها، وساق إلى كل عضو صغير وكبير ما يحتاجه من القوت

وهذا عام للبر والفاجر والمسلم والكافر، بل للآدميين والجن والملائكة والحيوانات كلها.

وعام أيضاً من وجه آخر في حق المكلفين، فإنه قد يكون من الحلال الذي لا تبعة على العبد فيه، وقد يكون من الحرام ويسمى رزقاً ونعمة بهذا الاعتبار، ويقال "رزقه الله" سواء ارتزق من حلال أو حرام وهو مطلق الرزق .



2- وأما الرزق المطلق فهو النوع الثاني وهو الرزق الخاص، وهو الرزق النافع المستمر نفعه في الدنيا والآخرة، وهو الذي على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نوعان :

أ‌- رزق القلوب بالعلم والإيمان وحقائق ذلك، فإن القلوب مفتقرة غاية الافتقار إلى أن تكون عالمة بالحق مريدة له متألهة لله متعبدة، وبذلك يحصل غناها ويزول فقرها .

ب‌- ورزق البدن بالرزق الحلال الذي لا تبعة فيه، فإن الرزق الذي خص به المؤمنين والذي يسألونه منه شامل للأمرين، فينبغي للعبد إذا دعا ربه في حصول الرزق أن يستحضر بقلبه هذين الأمرين، فمعنى "اللهم ارزقني" أي ما يصلح به قلبي من العلم والهدى والمعرفة ومن الإيمان الشامل لكل عمل صالح وخلق حسن، وما به يصلح بدني من الرزق الحلال الهنيّ الذي لا صعوبة فيه ولا تبعة تعتريه .
 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة و مستبشرة
آثار الإيمان بهذا الاسم:
أولاً: اليقين بأن مقاليد الرزق بيد الله تعالى وحده، وإدراك ارتباطها بمشيئته سبحانه، فيُعطي هذا ويمنع ذاك، ويُغني هذا ويُفقر ذاك، لحكمة بالغة لا يعلمها إلا هو،
وهذه اللطيفة الإيمانية نستقيها من قوله تعالى:{والله يرزق من يشاء بغير حساب} (البقرة:212)، فقيّد الرزق بالمشيئة؛ لأن من العباد من يكون الغنى خيراً له، ومنهم من لا ينفعه الغنى لأنه يُفسده ويُطغيه فيكون الأنسب له أن يُقْدر عليه رزقه، وفي كلا الحالين نؤمن بأن الله تعالى قد اختار الأكمل لعباده والأنفع لهم.

ثانياً: الإيمان باسم الله (الرزاق) يثمر صدق التوكّل على الله عز وجل، وذلك من خلال الإدراك أن العبد مكتوبٌ له رزقه منذ اللحظة التي تُنفخ فيه الروح وهو في بطن أمّه كما صحّ بذلك الحديث: (ثم يبعث الله إليه الملك، فيؤمر بأربع كلمات، فيقول: اكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي، أم سعيد) رواه البخاري،
وذلك أدعى أن يُعلق المرء قلبه بالله وحده وألا يلتفت إلى أيدي المخلوقين، قال تعالى: {فابتغوا عند الله الرزق} (العنكبوت:17) فأمر بالتماس الرزق من عند الله وحده.


ثالثاً: العلم بأن من أسباب دوام النعم واستجلاب الأرزاق شكر الله تعالى على نعمه، وحق على الله أن يعطي مَن سأله، ويزيد مَن شكره، والله منعم يحب الشاكرين، وقد وعد الشاكرين بالزيادة: { وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}


وشكر الخالق سبحانه يكون بالقول وبالفعل، أما القول فقد علّمنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن نقول في الصباح: (اللهم ما أصبح بي من نعمة أو بأحد من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر) رواه أبو داود، وأما الشكر بالعمل فيكون بالحرص على الإنفاق وبذل المعروف للناس، وهذا الإنفاق ليس منقصةً للرزق بل هو من أسباب تحصيله، قال تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين}

وصحّ في الحديث أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا) متفق عليه.
ومن أعظم صور الشكر : أن يستعمل النعمة في إتمام الحكمة التي أريدت بها وهي طاعة الله عزَّ وجل.


رابعاً: الحرص على مراقبة الله سبحانه وتعالى عند طلب الرزق، والابتعاد عمّا حرّمه الله من الخبائث، وترك الأسباب المحرّمة والطرق المنهي عنها في استجلاب الرزق، لعلمه بأن العبد يُسأل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه.


أسباب زياده الرزق :

أولاً : التقوى ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )

1- أحياناً الآية لها معنىً في سياقها، والآية وردت في سورة الطلاق، أي أنه من يتق الله في تطليق زوجته، فيطلقها طلاقاً سنياً لا طلاقاً بدعياً يجعل الله له مخرجاً إلى إرجاعها، أما إذا نزعت الآية من سياقها فلها معان لا تعد ولا تحصى.

2- الآية في معناها العام :

فمن يتق الله في اختيار زوجته يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي
ومن يتق الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم
ومن يتق الله في كسب ماله يجعل الله له مخرجاً من إتلاف ماله


الأمر بيد الله، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ ( سورة هود: من الآية 123 )

فهذا الذي يستقيم على أمر الله له عند الله رزق وفير، وهذا الكلام ينطبق على كل مسلم إلى يوم القيامة، وهذا الوعد فوق الظروف الصعبة، وفوق انتشار البطالة، وفوق قلة المكاسب، جميع الظروف الاستثنائية التي تحول بين الإنسان والرزق تعطل مع هذا الوعد الإلهي، لكل مسلم إذا استقام على أمر الله عز وجل، وكل إنسان يتعامل مع الله وفق هذه الآية له عند الله رزق وفير.

فعلاقتك مع الله في هذا الموضوع أن اتقِ الله في الحديث القدسي

" عبدي، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد، ولا تعلمني بما يصلحك، أنت تريد، وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك وما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد" .

في هذا الموضوع لو أن الإنسان تعامل مع الله مباشرة فاتقى الله، وحرص حرصاً لا حدود له على طاعته، فالله عز وجل هو الرزاق، يرزقه من حيث لا يحتسب

كن صادقاً، كن أميناً، انصح الناس، لا تفكر أن تكسب الرزق بمعصية، فما عند الله لا ينال بمعصيته، ومن ابتغى أمراً بمعصية كان أبعد مما رجا، وأقرب مما اتقى

فقد يحرم المرء بعض الرزق بالمعصية .
إن بيتا تؤدى فيه الصلوات، ومحلا تجاريا فيه غض بصر، فيه ضبط لسان، فيه إقامة صلوات، هذا البيت والمحل التجاري مرزوقان .

﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا ﴾



ثانياً : الايمان به والتوكل عليه ، الحزن مع الإيمان بالله مستحيل، الأمر بيده، وهو معنا يسمع ويرى، ويعلم، والأمر كله بيده ، فتعليق الأمل بالله عز وجل، والاستقامة على أمره أحد أسباب زيادة الرزق .

عليك أن تعبد الله، والله سبحانه وتعالى يتولى أن يرزقك رزقاً وفيراً فاشكر بعدها

﴿ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )


ثالثاً : الصلاة قال تعالى { وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا }

رابعاً: الاستغفار قال تعالى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }


خامساً : اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الدليل ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ )

معنى الآية بعد انتقال النبي عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى: أي يا محمد، ما دامت سنتك مطبقة في بيوتهم، وفي أعمالهم، وفي كسب أموالهم، وفي إنفاق أموالهم، وفي حلهم وترحالهم، وفي أفراحهم وأتراحهم، مادامت سنتك مطبقة فيهم فأمتك في مأمن من عذاب الله، فإذا عذبت أمة محمد عليه الصلاة والسلام فهذا دليلُ عدمِ تطبيق السنة

الإمام الشافعي يقول: " لو أن الله قبِل دعواهم لمّا عذبهم، لأن الله لا يعذب أحبابه "، فكن مع الله تر الله معك


سادساً : أحد أسباب زيادة الرزق أن تصل رحمك، وأن تعفو عمن ظلمك قال عليه السلام :

{ مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ـ أي في أجله ـ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ }


سابعاً : سبب زيادة الرزق يقاس على آية قال تعالى :

﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ﴾

لو أن المسلمين أقاموا القرآن الكريم في بيوتهم لأكلوا مِن فوقهم، ومِن تحت أرجلهم، هذه آيات دالة على عظمة الله، وهذه آيات مبشرة، اقرأ القرآن الكريم، وانظر إلى البشريات التي فيه لمَن استقام على أمر الله .

سمّى الله مال أخيك مالك، من زاوية واحدة، من زاوية وجوب الحفاظ عليه، كيف أنك تحافظ على مالك

قال تعالى : ﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ )

لا تأكل مال أخيك، لأنه يجب أن يكون بمثابة مالك من زاوية واحدة لا من زاوية أكله، بل من زاوية الحفاظ عليه، لذلك كل أنواع الغش في البيع والشراء من باب أكل أموال الناس بالباطل، كل أنواع التزوير، الإيهام، الاحتكار، معاصي البيع والشراء تزيد على مئة، كل أنواع المعاصي في البيع والشراء تحت قوله تعالى﴿ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ )

فلو أنك أعرت مركبتك لصديقك تقول له: اجعلها كأنها مركبتك، أي: اعتني بها .


ثامناً : كثرة الإنفاق في سبيل الله قال الله: { وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }


الفرق بين الاسمين بين اسم الله تعالى الرزاق وبين اسم الله الرازق :




يقول الرازق سبحانه هو الذي يرزق الخلائق أجمعين وهو الذي قدر أرزاقهم قبل خلق العالمين وهو الذي تكفل باستكمالها ولو بعد حين فلن تموت نفسا إلا باستكمال رزقها يقول النبي عليه السلام : ( أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم )

في لفظ آخر عن أبى أمامة في مسند الشهاب من حديثِ أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي عليه السلام قال :

( إن روح القدس نفث في روعى أنَّ نفسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله فإنَّ الله تعالى لا يُنال ماعنده إلا بطاعته ) .


إذن فالرازقُ فيه معنى الرزق المطلق، فهو يفيد ثبوت صفة الرزق لله عز وجل أما الرزاق فتفيد التكثير، أنه يرزق رزقا بعد رزق .
 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة و مستبشرة
اسم الله ( الوهاب )


المعنى في اللغة :

الاسم واهب ووهوب ووهاب
و(الوهاب) اسم من أسماء الله الحسنى على وزن صيغة المبالغة (فعال )
وهب ، أي يعطي بلا عوض ولا مقابل ولا غرض ، يقال الهبة هي العطية الخالية عن العوض والأغراض ودون استحقاق وإنما يعطيك لمصلحتك .

أن الله سبحانه وتعالى لم يذكر شأن الولد في القرآن إلا بصفة الهبة : { وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا } قال يهب ولم يقل يُنعم أو يُعطى، لأن الولد محض فضل من الله سبحانه وتعالى يعطيه لا لعوض ولا لغرض. وهذه الهبات يتودد الله بها إليك حتى تُطيعه.

يسمى وهّابًا إلا من تصرفت مواهبُهُ في أنواع العَطَايا فكثرت نوائله ودامت، والمخلوقون إنما يملكون أن يهبوا مالاً أو نوالاً في حالٍ دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاءً لسقيمٍ، ولا ولدًا لعقيم، ولا هدى لضالٍ، ولا عافيةً لذي بلاء، والله الوهاب سبحانه يملك جميع ذلك، وسع الخلق جودُه، فدامت مواهبه واتصلت مننه وعوائده سبحانه .


ورود الاسم في القرآن:" الوهَّاب " ورد في الكتاب العزيز ثلاث مرات :

1- { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } آل عمران:8
2- { أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ } ص:9
3- وقال على لسان نبيه سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ } ص : 35

فهذا يقتضي الذل والانكسار لله سبحانه وتعالى وذم النفس ، فحينما تدعو وتقول أعطني وأنا لا أستحق.. لذا نقول في مواسم الطاعات تواصوا بهذا الدعاء{ رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }

فمعه لا ترى نفسك ولا ترى العمل، ولا ترى أنك قمت رمضان وصمته، ولا ترى اجتهادك في العشر الأوائل من ذي الحجة، ولا ترى أنك أنهيت كتاب كذا وعملت كذا وحفظت كذا فأنت لا ترى نفسك بل ترى أنك لا تستحق...وحينها تكون الدعوة أقرب للإجابة .


كلام العلماء في معنى اسم الله " الوهَّاب " :
- يقول الطبري : " أي المُعطي عباده التوفيق والسداد للثبات على الدين وتصديق الكتاب وتصديق المرسلين " .
وفي زمن الفتن هذا نحتاج أن نتواصى بهذا المعنى ولذلك ذكره الله في مقام { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا .... } لأنه سيمُدُك بالثبات ،
وقال : " الوهَّاب أي يهب لمن يشاء ما شاء من مُلكٍ وسلطان ونبوة " ولذلك دعا سيدنا سليمان عليه السلام بهذا الدعاء { قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ } ، محض رحمة تستوجب أن تذل وتخضع له وتُحبه .

وقال الخطابي : " الوهَّاب هو الذي يجود بالعطاء عن ظهر يد من غير استفادة " أي من غير طلب للثواب ولا مصلحة .

ويقول الحُليني : " وهو المُتفضل بالعطايا المُنعم بها لا عن استحقاق عليه " .

ويقول النسفي : " الوهَّاب هو الكثير المواهب ، المُصيب بها مواقعهم ، الذي يقسمها على من تقتضيه حكمته " ؛ أي يفيض بالخير على الكل على وفق الحكمة .

قال ابن القيم في النونية : " وكذلك الوهَّاب من أسمائه فانظر مواهبه مدى الأزمان أهل السماوات العلا والأرض عن تلك المواهب ليس ينفكان " .

يقول بعضهم في بيان هبات ربه سبحانه وتعالى : " انظر إلى هباته سبحانه تتابعت نعمه وفاض كرمه وزاد، يغفر ذنبك، يفرج كربك، يُجبر كسيرًا، يُغني فقيرًا، يشفي سقيمًا، يُخصِب عقيمًا، ويُعلم جاهلًا، ويهدي ضالًا، ويُرشد حيرانًا، ويفك أسيرًا، ويكسو عاريًا ، ويُسَّلي صابرًا، ويزيد شاكرًا، ويقبل تائبًا، ويُجزي محسنًا، ويعطي محرومًا، وينشر مظلومًا، ويقصد ظالمًا، ويقيل عثرةً، ويستر عورةً، ويؤمن روعةً، ويُزيد لوعةً، ما للعباد عليه حق واجب، ولا سعيٌ لديه ضائع، إن نُعموا فَبفضلهِ أو عُذبوا فبعدلهِ، وهو الكريم الواسع سبحانه وتعالى ..... "


الفرق بين الاسمين الرزاق والوهاب :

اسم الله ( الوهاب ) عز وجل سبحانه وتعالى. عندما نذكر هذا الاسم لابد أن نفرق بين الرزاق والوهاب ابتداءً ..
فالرزاق هو الذي يرزق عز وجل سبحانه وتعالى. ورزقه مرتبط أحيانا بل كثيرا بالأسباب. وأحيانا قد يرزق الله عز وجل بدون أسباب . فالرزق الذي يكون بدون أسباب هو الذي نسميه الهبة الربانية.
إذاً الوهاب هو عز وجل سبحانه وتعالى المتفضل ، ذو الفضل والاحسان ، والعطاء بلا عِوَض. هو الذي يُمَلِّكُنا شيئا بلا عوض. هو سبحانه وتعالى الذي يعطي بلا أسباب.الهبة نوع من أنواع الرزق ، ولكنه رزق مميز ، لأناس مميزين. الميزة التي لديهم أنهم عندهم محل قابل لقبول الهبات الربانية فهم أهل لهذه الهبات .

شرع الله لعباده أن يطلبوا منه مواهبه، وأعظم مواهبه الهداية إلى الحق الذي أنزله على عبده ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم - ، كما علمنا أن نقول في كل ركعة من ركعات الصلاة {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }



لشكر هبات الوهاب أركان ثلاثة :
نعرف نعمة الرب، ونقبلها، ونتحدث بها :
1- أما معرفتها: فهو إحضارها في الذهن، ومشاهدتها وتمييزها،إذ كثير من الناس تحسن إليه وهو لا يدري فلا يصح من هذا الشكر .
2- وقبولها: هو تلقيها من المنعم بإظهار الفقر والفاقة إليها، وأنّ وصولها إليه بغير استحقاق منه، و لا بذل ثمن .
3- أما الثناء على المنعم بعدم استخدامها فيما يغضب الوهاب جلا جلاله، وشكر الله عليها بالقلب واللسان والجوارح .
 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة و مستبشرة
ماذا وهبنا الله ؟

- أول شيء وهبنا الله إياه هو نعمة الوجود ، هو واهب الحياة من غير أن نطلبها منه { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} .
- واهب الهداية للإسلام .
- واهب العافية .
- وواهب الأزواج والذرية { يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ }
فهبته لك الذرية إنما حصل بمحض الفضل والكرم والمنة منه تعالى لك ، فتأمل في هباته .
- واهب الأهل يقول الله في حق نبي الله أيوب : { وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا ... }.
- الأخ الصالح هبة، فعندما يرزقك الله سبحانه وتعالى بأخ صالح يكون عونا لك على طاعة الله فذلك هبة منه سبحانه وتعالى فقال عن موسى عليه السلام : { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً} .
- والنبوة هبة، يقول الله عن نبي الله موسى: { فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ } .
- والأخلاق الطيبة هبة يقول النبي في دعائه : { اللهم أهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيئ الأعمال وسيئ الأخلاق لا يقي سيئها إلا أنت }



ثمرة معرفة الله الوهاب :
1- ثمرة معرفة الله تعالى بهذا الاسم أن تتقرب إليه وتحبه ، فأول الأمر أن يزيد العبد في تقربه إلى ربه سبحانه وتعالى فمن نظر إلى واسع كرمه وجليل نعمه طمع في رحمته لذلك يُكثر من دعائه سبحانه وتعالى لأنه وهَّاب فسيعطيه .
واعلم أن العطاء لا يكون هبة حتى يكون مقرونا بطاعة وخير وبركة في الدنيا والآخرة . لذلك كان الصالحون لا يسألون الله تعالى فيقولون مثلا اللهم زوجني، وإنما كانوا يقولون ارزقني بزوجة صالحة تكون عون لي على أمر ديني ودنياي { رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ .... } أي تقر أعيننا بهن في الدنيا والآخرة فيكونون عونًا لنا على أمور ديننا ودنيانا ،ولا يسألون الله مجرد الولد والذرية ولكن يسألون الله تعالى الولد الصالح العابد الذي يكون خيرا لهم لا فتنة عليهم .

2- يقتضي لا شك حمد الله تعالى على هباته . تأمل حمد خليل الرحمن إبراهيم حين وهبه الله تعالى إسماعيل وإسحاق قال : { الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء }

3- يقتضي الزُهد، هل رأيت هبة من هبات الدنيا قد بقيت لصاحبها ؟ فليعلم كل من وهبه الله تعالى شيئا من الدنيا أنه زائل وأنه لابد أن يذهب عنه، فلا ينشغل بالنعمة عن المنعم ولا يشتغل بالخلق عن خالقهم ولا بالرزق عن رازقه ولا ينشغل بالهبة عن واهبها فلا يُفتن بولده وزوجه وماله وبأي هبة يعطيها الله إياه .

4- يقتضي الرضا ، أن يرضى بما يهبه الله سبحانه وتعالى له، لأن الله سبحانه وتعالى أعطاه برحمته من غير استحقاق فإن منعه الله فليعلم أن منعه عطاء، فقد يمنع ليعطي وقد يعطي ليمنع، فأحيانًا يمنع عنك كي يزيدك وأحيانًا يعطيك لأنك لو لم تأخذ الآن ستُفتح عليك أبواب أخرى فيتودد إليك بالنعم ليمنع عنك انصراف القلب واليأس والإحباط وهذه المعاني .

5- يقتضي كذلك الصبر إذا ضاعت هذه النعم والهبات، فقد يكون المنع هو عين العطاء كما قلنا فإذا ابتلاك الله بالحرمان من النعمة بأن صرفها عنك أو أخذها بعد أن وهبك إياها فلابد أن هناك حكمة.. فاصبر لحكم الله سبحانه وتعالى .

6- ويقتضي كذلك أن يُكثر العبد من هباته ليعامله الله تعالى بهذه الصفة فيهبه، لأن الله أكرم الأكرمين .


الفرق بين هبة الخالق وبين هبة المخلوق :
قال الخطابي : " كل من وهب شيئًا من عرض الدنيا لصاحبه فهو واهب ولا يستحق أحد أن يُسمى وهَّابا إلا من تصرفت مواهبه في أنواع العطايا فكَثُرَت أفضاله وزادت، أما المخلوقون فإنما يملكون أن يهبوا مالا أو أن يهبوا نوالاً في حال دون حال، ولا يملكون أن يهبوا شفاءًا ولا يستطيعون أن يهبوا ولدًا ولا هدى ولا عافية، فالله الوهَّاب سبحانه يملك جميع ذلك وسع الخلق جوده فدامت مواهبه واتصلت مننه وعوائده...فهبات العباد محدودة وإن كانت هذه الهبات مطلوبة " .

لذا قال النبي صلى اله عليه وسلم : { تهادوا تحابوا } لأنه سبب لتأليف القلوب .


الإنسان له عقل وقلب، بعقله يعرف الله وبقلبه يحبه ، وهذا الاسم اليوم متعلق بالحب مثال :
قد يوجد شاب فقير جداً يعاني من شظف العيش ومن خشونة الحياة، لو أن إنساناً اختاره زوجاً لابنته، ابنته مهذبة متعلمة مؤمنة طيّعة، ومنحه منزلاً ومنحه مْتجراً ومنحه مركبة، ألا يمتلئ قلب هذا الشاب حباً وحمداً وشكراً لهذا الرجل الذي أنعم عليه بكل هذه النعم ؟ هذا شأن الإنسان .

ذُكر عن داوود عليه السلام قول الله تعالى له :
(( يا داوود ذكّر عبادي بإحساني إليهم فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليها وبغض من أساء إليها ))

القصد من معرفة اسم الوهاب أن تحب الله عز وجل، لأنه لا إيمان لمن لا محبة له، ليس الإسلام حقائق ندركها وحسب بل هو حقائق ومشاعر، أن يكون العقل مدركاً لوجود الله ولعظمته ولأسمائه الحسنى وأن يكون القلب مفعَماً بحب الله .

سأضع بين أيديكم هذه الحقيقة: أقول لكم إنَّ الذي يحرك الإنسان حبَّه أكثر مما يحركه عقله، فالإنسان بدافع الحب يقدم الغالي والرخيص والنفس والنفيس، بدافع الحب يقدم كل شيء، بدافع العقل قد يقتنع وقد يعتقد وقد يوقن ولكن لا يتحرك .

لا يليق بعبد آمن بمعاني اسم الوهاب أن يكون جاحدا لهبات الله، مغترا بالسراء ، جزعا من الضراء، لا يسأم من دعاء الخير . فهو ملح فيه ، مكرر له ، يطلب الخير لنفسه ولا يمل طلبه . وإن مسه الشر . مجرد مس . فقد الأمل والرجاء؛ وظن أن لا مخرج له ولا فرج ، وتقطعت به الأسباب؛ وضاق صدره وكبر همه؛ ويئس من رحمة الله وقنط من رعايته، ذلك أن ثقته بربه قليلة، ورباطه به ضعيف، تأمل: {وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ } .

من آمن بالوهاب تخلق بهذه الصفة لمن أقدره الله - عز وجل - عليها، وذلك بأن يهب المؤمن مما وهبه الله - عز وجل - من مال أو جاه أو علم للمحتاجين إليه، وفي الحديث الحسن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن لله أقواما يختصهم بالنعم لمنافع العباد ، و يقرهم فيها ما بذلوها ، فإذا منعوها نزعها منهم ، فحولها إلى غيرهم " الصحيح 1692
 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة و مستبشرة
اسم الله ( العليم )


ذكر أبن منظور في كتابه لسان العرب : مجمل أقوال علماء اللغة في معنى علم فقال :

- العليم من العلم وهو نقيض الجهل، وعَلِمتُ الشيء : أي عرفته وخبرته .. فالعلم لا يقتصر على معرفة الظاهر، وإنما ينضم إليــه معرفة حقيقة الشيء ، وهذا متعذرٌ في حق العبد تجاه الله تعالى ؛ لذا لا يصح أن تقول : عَلِمتُ الله ، وإنما تقول عرفت الله .

- قول ابن عيينة : "
والعِلْمُ نقيضُ الجهل عَلِم عِلْماً وعَلُمَ هو نَفْسُه ورجل عالمٌ وعَلِيمٌ من قومٍ عُلماءَ فيهما جميعاً قال سيبويه يقول عُلَماء من لا يقول إلاّ عالِماً قال ابن جني لمَّا كان العِلْم قد يكون الوصف به بعدَ المُزاوَلة له وطُولِ المُلابسةِ صار كأنه غريزةٌ ولم يكن على أول دخوله فيه ولو كان كذلك لكان مُتعلِّماً لا عالِماً فلما خرج بالغريزة إلى باب فَعُل صار عالمٌ في المعنى كعَليمٍ فكُسِّرَ تَكْسيرَه ثم حملُوا عليه ضدَّه فقالوا جُهَلاء كعُلَماء وصار عُلَماء كَحُلَماء لأن العِلمَ محْلَمةٌ لصاحبه ".



- العليم : هو المحيط علماً لكل شيء ظاهره وباطنه دقيقه وجليله أوله وآخره فاتحته وعاقبته وهو العالم والكاشف بكل شيء وهو الذي لا تخفى عليه خافية , ولا يعزب عن علمه قاصية ولا دانية ، ومن عرف أن الله عليم بحاله صبر على بليته وشكر على عطيته , واعتذر عن قبح خطيئته .

قال الفخر :


- العليم من صفات المبالغة التامة في العلم، والمبالغة التامة لا تتحقق إلا عند الإحاطة بكل المعلومات، وما ذاك إلا هو سبحانه وتعالى، فلا جرم ليس العليم المطلق إلا هو، فلذلك قال : { إنك أنت العليم الحكيم } على سبيل الحصر .


- قال ابن عاشور :

{ العليم } الكثير العلم وهو من أمثلة المبالغة على الصحيح ويجوز كونه صفة مشبهة على تقدير تحويل علِم المكسور اللام إلى علُم بضم اللام ليصير من أفعال السجايا نحو ما قررناه في الرحيم ونحن في غنية عن هذا التكلف إذ لا ينبغي أن يبقى اختلاف في أن وزن فعيل يجيء لمعنى المبالغة وإنما أنشأ هذه التمحلات من زعموا أن فعيلًا لا يجيء للمبالغة .




الفرق بين علم الله وعلم غيره :
علم الله أجل وأعظم من أن يقارن بعلم أحد من خلقة ولكن لبيان ضعف المخلوق ورداً على الظالمين فقد سبقنا بهذا نبي الله موسى علية السلام في خطابة لفرعون عندما سألة مابال القرون الأولى ؟ قال تعالى : { قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَ لا يَنْسَى } أكتفى نبي الله موسى علية السلام بوصفين لعلم الله لا يمكن أن يتصف بها علم أي أحد من خلقه وهي كالتالي :

1- علم غير الله سبقة الجهل بينما علم الله لم يسبقة جهل والآيات الدالة على ذلك كثيرة منها :

- قال تعالى : { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأبْصَارَ وَالأفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } .


- و { فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } .


2- علم غير الله قابل أن ينسى : و إن لم ينساه صاحبه فإنه سيموت ويتركه وإن تعلمه أحد من بعده فسيأتي يوم ليترك علمه أو يتركه علمة بينما علم الله لا يمكن أن ينسى .

- قال تعالى : { وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا } .


- و { وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ } .


وشتـــان بين علمٍ مقيد محدود وعلمٍ مُطلق بلا حدود .. فسبحانه وتعالى في كمال علمه وطلاقة وصفه، فعلمه فوق علم كل ذي علم قال تعالى : { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } يوسف : 76



مراتب العلم الإلهي :

فعلم الله تعالى: علمٌ بما كــــان، وما هو كــائن، وما سيــكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون .
أحـــاط علمه سبحانه وتعالى بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليلها ، فاسم الله تعالى العليـــم، أشتمل على مراتب العلم الإلهي وهي أربعة :

1- علمه بالشيء قبـل كونه، وهو سر الله في خلقه، لا يعلمه ملكٌ مُقرَّب ولا نبيٌ مُرسل .. ويُسمى علم التقدير ومفتاح ما سيصير، ومن هم أهل الجنة ومن هم أهل السعير ؟
فكل أمور الغيب قدرها الله في الأزل ومفتاحها عنده وحده ولم يزل قال تعالى : { وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ}

2- علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته ، فالله عزَّ وجلَّ كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة، والمخلوقات في اللوح قبل إنشائها عبارة عن كلمات
يقول الله جلَّ وعلا : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }
وقال : { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } .

3- علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه ووقت خلقه وتصنيعه ، يقول الله تعالى : { للَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَا . عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ } .

4- علمه بالشيء بعد كونه وتخليقه وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه ، فالله عزَّ وجلَّ يعلم ما سيفعل المخلوق بعد خلقه، ويعلم تفاصيل أفعاله وخواطره وحديث نفسه، يقول تعالى :{ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ }




وروده في القرآن الكريم :

ورد اسمه العليم في القرآن 157 مرة؛ وفي هذا دليل على أهميته، وقد قرن الله تعالى بينه وبين بعض الأسماء، منها :

قال تعالى : { قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }فالعلم يؤدي إلى الحكمة، ولا يجتمع العلم مع التهور والطيش ، وعلم الله تعالى مقرونًا بالحكمة، أي : وضع كل شيءٍ في مساره .

قال تعالى :{ قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } لأن العلم يتم تحصيله عن طريق الحواس، وأقوى الحواس هي حاسة السمع ، ذا ينبغي أن لا تتوقف عن الاستماع لدروس العلم، فالقراءة وحدها لا تكفي؛ لأن أقوى طريق للمعرفة هو السمــاع .

قال تعالى : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ....... إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } يوسف : 100



حظ المؤمن من اسم الله تعالى العليــم :
1- إيمانه بالقضـــاء والقدر :
فيصدق تصديقًا جازمًا بأن قدر الله سبحانه وتعالى لا يأتي إلا بالخير؛ لأنه الله عزَّ وجلَّ عـــالم بكل شيء وهو الحكيـــم سبحــــانه .

2- العلم عبـــادة القلب :
فلا ينبغي أن يتوقف الإنسان أبدًا عن طلب العلم ؛ لإنه إذا توقف سيفسد قلبه ، ولا بد في طلب العلم من منهجية .. بحيث لا يُقدِم شيء على الكتــــاب والسُّنَّة .
كما لا بد له من مرحلية .. بحيث يبدأ بتعلُّم فرض العين عليه من العلوم الشرعية، وبعدها يتدرج في تعلُّم العلم الذي ينفعه

3- العلم يورث الخشيــــة :
كما في قوله تعالى : { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } فاطر:28

4- العلم يورث الحيـــــاء من الله عزَّ وجلَّ :
فعندما يعلم أن الله سبحانه وتعالى يعلم سره وعلانيته، سيستحيي من ربِّه أن يطلِّع على قلبه فيجد فيه ما يكرهه وتعلقات بدنيـــا فانيــــة .

5- الطريـــق للعلم النـــافع هو التقوى :
فالله سبحـــانه وتعالى لن يستودع قلبك معرفته ومحبته إلا إذا شـــاء :

{ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ } البقرة:255

فإن كنت تريد أن يمُنَّ الله عزَّ وجلَّ عليك بالعلم النـــافع، عليك بالتقوى والطاعة له سبحانه وتعالى، حيث يقول { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } البقرة:282

6- مهما بلغت من العلم، فهو قليــــل :
كما جاء في قصة موسى عليه السلام والخضر لما رَكِبا السفينة فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى، مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْر صحيح البخاري .. فإيـــاك أن تتكبَّر بعلمك .

والحل: أن تنظر إلى من هو أعلى منك علمًا، فتعلم قدرك الحقيقي .


دعــاء المسألة باسمه تعالى العليم:
على العبد أن يسأل ربَّه تبارك وتعالى باسمه العليم؛ حتى يفتح عليه بالعلم ويَمُنَّ عليه بمعرفة ما خفيَ عنه من الخير؛ لأن ليس كل ما خَفِيَ عنك فيه الخير، فلا نسأل إلا عما يفيدنا في أمر ديننا وينبغي أن يترتب على هذا العلم العمل

وقد ورد الدعاء باسمه العليـــم في دعاء إبراهيم عليه السلام :
{ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } البقرة:127

وكان النبي عليه الصلاة والسلام يفتتح صلاته بالاستعاذة بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم .. عن أبي سعيد الخدري قال : { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثم يقول سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاثًا، ثم يقول: الله أكبر كبيرًا ثلاثًا، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه} رواه أبو داوود وصححه الألباني .

وسُألت عائشة رضي الله عنها: بما كان يستفتح النبي صلاته إذا قام من الليل؟، قالت: كان يقول { اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك لتهدي إلى صراط مستقيم } رواه ابن ماجه وحسنه الألباني

وما أحوجنا لهذا الدعاء في زمن الفرقة والشتات، فادعُ ربَّك العليم أن يهدك إلى الحق وسبيل الرشـــــاد في زمن الفتن وإتبـــاع الأهواء .


الحث على تعليم الأطفال اسم العليم :
أن تعليم الأطفال أسماء الله الحسنى تعطي الطفل الحكمة وحسن التعامل مع الله وعندما يعلم الطفل قدرة الله وعلمه فإنه يراقب تصرفاته ولا يعمل إلا الأعمال الطيبة الحسنة

وقد ذكر الله تعالى تعليم لقمان الحكيم لابنه كوصية منه تعالى لنا بتعليم أبنائنا وبناتنا حسن التعامل مع الله تعالى :
فقال : { يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَأوَاتِ أَوْ فِي الأرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ } .


إذا علم العبد بأن الله يعلم كل شي ووسع علمه كل شي فإنه يستحي ويتأدب مع العليم والحياء من الله والخشية منه مرتبطة بمعرفة الله والعلم به وبقدرته وأنه يعلم ما في الصدور

قال تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ } .


وقال: { قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَأوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .


سبحـــان العالم بكل شيء، الذي لكمال علمه يعلم ما بين أيدي الخلائق وما خلفهم؛ فلا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه، يعلم دبيب الخواطر في القلوب حيث لا يطلِّعُ عليها المَلَك، ويعلم ما سيكون منها حيث لا يطلِّعُ عليه القلب
نسأل الله تعالى أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علمًا ينفعنا
 
اسمي الله ( المقدم المؤخر )

المعنى اللغوي :
ماجاء في صحاح الجوهريّ ولسان العرب وا لمفردات :

( المقدم ) :

1- أمّا المقدِّم فمأخوذ من قدَم - بفتح الدّال - يقدُم قَدْما، أي تقدّم، قال الله تعالى عن فرعون : { يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ } .

- ومنه " القَدَم " والجمع أَقدام لأنّ بها يتمّ التقدّم والتأخّر، وتطلق " القدم " على السّابقة في الأمور، كما قال تعالى : { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ } واسم المقدِّم مأخوذ من قَدَّمَ يقدِّم تقديما .

2- أمّا قدُم الشّيء - بضمّ الدّال - قِدَما فهو قديم، ومثله تقادم .
3- وأمّا قدِم - بكسر الدّال - أي: أتى وجاء، قال تعالى : { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً } .


وأمّا ( المؤخّر ) :
فهو من أخّر يؤخِّر، وهو ضدّ قدّم، وتأخّر واستأخر بمعنى واحد وهو أنّه جاء آخرا وأخيرا ويقال آخرة الشّيء ومؤْخِرتُه ومؤخَّرَة ، وإنّه يجرِي خلْطٌ كبير على ألسنة النّاس بين هذه الألفاظ، فتراهم يضعون هذا موضع ذاك.


معنى الاسمين في حقّ الله عزّ وجلّ :
قال الحليميّ في المنهاج :
المقدّم هو المُعطِي لعوالي الرُّتب،.. والمؤخّر هو الدّافع عن عوالي الرّتب .


وقال ابن الأثير في النهاية :
في أسماء الله تعالى المقدّم هو" الّذي يقدِّم الأشياء ويضعها مواضعها، فمن استحقّ التّقديم قدّمه "
والمؤخر هو " الّذي يؤخِّر الأشياء فيضعها مواضعها، وهو ضدّ ( المقدم ) " .


وقال الخطّابي رحمه الله :
المقدِّم هو المنزِّل للأشياء منازلها، يقدّم ما شاء منها، ويؤخّر ما شاء ، قدّم المقادير قبل أن يخلق الخلق، وقدّم من أحبّ من أوليائه على غيرهم من عبيده، ورفع الخلق فوق بعض درجات، وقدّم من شاء بالتّوفيق إلى مقامات السّابقين، وأخّر من شاء عن مراتبهم وثبّطهم عنها، لا مقدّم لما أخّر، ولا مؤخّر لما قدّم .


والتّقديم والتّأخير صفتان من صفات الأفعال التّابعة لمشيئته تعالى وحكمته، وهما أيضا صفتان للذّات، إذ قيامهما بالذّات لا بغيرها، وهكذا كلّ صفات الأفعال هي من هذا الوجه صفات ذات، حيث إنّ الذّات متّصفة بها، ومن حيث تعلّقها بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال تسمّى صفات أفعال .

الله سبحانه هو الذي يقدم ما يجب تقديمه من شيء حكماً وفعلاً على ما أحب وكيف أحب ، وما قدمه فهو مقدم ، وما أخره فهو مؤخر ، وهو الذي يؤخر ما يجب تأخيره ، والحكمة والصلاح فيما يفعله الله تعالى ، وإن خفي علينا وجه الحكمة والصلاح فيه .


والتقديم والتأخير كلّ منهما نوعان :
1- التقديم الكوني : كتقديم بعض المخلوقات على بعض ، وتقديم الأسباب على مسبباتها والشروط على مشروطاتها .
2- التقديم الشرعي : كتفضيل بعض الأنبياء على بعض ، وتفضيلهم جميعاً على الخلق ، وتفضيل بعض العباد على بعض ومكان على مكان، وزمان على غيره وكل ما سبق تبع لحكمته سبحانه .


حكم إفراد أحدهما عن الآخر :
يكره التّفريق بين هذين الاسمين، فهما من الأسماء المتقابلة، أي: الّتي لا يذكر أحدها دون الآخر، كالمعزّ والمذلّ، والخافض والرّافع، والمانع والمعطي، فإنّ الكمال من اجتماعهما ، وأجمعت عليهما الأمّة، ولا يجوز الدّعاء بأحدهما دون الآخر لدعائه صلى الله عليه وسلم بهما في تهجده .


ورودهما في القرآن الكريم :
لم يرد الاسمان صريحا في كتاب الله ولكن ورد المعنى فمنها :

- قال تعالى { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً }
- { وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ }
- { وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ}
- { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .



من السنه :
- روى البخاري ومسلم عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه قال : كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قَالَ :
{ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ..حتّى قال: اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَوْ لَا إِلَهَ غَيْرُكَ } .

- ما رواه البخاري ومسلم عن أبي موسَى رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو بِهَذَا الدُّعَاءِ : { رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَجَهْلِي، وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي، وَجَهْلِي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .


يتبــــــــــــــــع
 
ثمرات الإيمان بهذين الاسمين :

1- الرّضى بقضاء الله وقدره :
فالمؤمن عليه أن يعلم أنّ ما يكون عليه حاله من تقدّم أو تأخّر، فإنّما هو بتقديم الله
تعالى وتأخيره
- ففي الملك والجاه يتذكّر قول الله
تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

- وفي مقام العلم يتذكّر قوله تعالى : { نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ }.
- وفي مقام الرّزق يتذكّر قوله
عزّ وجلّ : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } .


2- يتبيّن شكر الشّاكرين :
فلا يحسبنّ أنّ ما عليه من خير عميم ، وفضلٍ ونعيم، وهدايةٍ إلى الصّراط المستقيم أنّه أوتِيَه من قِبَلِ نفسِه، فإنّما هو من عند الله
عزّ وجلّ ، فإن اعترف بذلك، كان فيه شبهٌ بأولياء الله وأحبّائه، قال تعالى عن موسى عليه السّلام : { ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }.


3- على المؤمن أن يقدِّم ما قدّمه الله، ويؤخّر ما أخّره الله :
فإنّه
تعالى ما كان ليقدّم في الرّتبة والمكانة إلاّ ما استحقّ ذلك قدرا أو شرعا لحكمة بالغة، فمن العيب أن يعظّم العبد ما أخّر الله، ومن العيب أن يؤخّر ويستهين بما قدّمه الله، بل عليه أن يعِزّ أهل طاعته، ويُذلّ أهل معصيته، وهذا معنى الحبّ في الله، والبغض في الله، وهذا معنى الولاء والبراء .
روى البخاري ومسلم عن أنسِ بنِ مَالِكٍ
رضي الله عنه عن النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ : { ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ }.


4- وعليه بعد ذلك أن يسابق إلى الأعمال الّتي قدّمها الله عزّ وجلّ :
فمن أراد أن يرفعه الله ويقدِّمه على غيره فلْيُسابق إلى طاعته، والعمل بمرضاته، ومن تراخى عن الأخذ بمعاقد العزّ والشّرف، وتكاسل في القيام بما أوجبه الله وعرف، فلا يلومنّ إلاّ نفسه قال تعالى : { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات }
من ذلك
المسابقة إلى التّوبة ، المسابقة إلى الصّفوف الأولى في الصّلاة ، المسابقه الى امتثال الآداب مع من يستحقّ التّقديم كالعالم، والوالدين، والكبير، وأهل المراتب العالية، فالله قدّمهم، فينبغي للمسلم أن يقدّمهم .

5- معرفة معنى صفات أخرى ثابتة لله تعالى وأنّه الخافض والرّافع، والمعزّ والمذلّ وقد جعل بعض أهل العلم هذه الصّفات أسماء .


كتبه فجر الكوس :
تأمل في تقدم وتأخر بعض الأقدار؟
لو سألتك ؛
هل تخلو حياتك من تقديم أو تأخير؟
هل تسير حياتك كما تريد و تشتهي بلا أي تأخير أو تقديم ؟
بكل تأكيد؛ ستقول: لا
لأن الحياة من سننها الثابته في الكون التقدم و التأخر

هل تعلم أنك إذا فهمت هذين الاسمين [ المقدم والمؤخر]
ستشعر إن شاء الله بالحكمة و البصيرة تجاه أمور كثيرة ؟

إذا تساءلت يوماً :
لماذا حصل هذا القدر وفي هذا التوقيت ؟
تكون الإجابة :
لأنه [ المقدم و المؤخر ]

- يتقدم فلان صاحبك في مقاعد الدراسة ويتخرج وأنت تتأخر عن التخرج
- يتزوج فلان الأصغر منك سنا و أنت لم تتزوج بعد
- تذهب لقضاء معاملة فتتقدم على من معك وتتأخر أوراقهم
- تبدأ العلاج فتستجيب له وتتقدم في الشفاء وهم يتأخر شفاؤهم
- يتقدم الأصغر منك سناً في العلم وتتقدم أنت في التجارة و المال

هو الله المقدم و المؤخر الذي يقدمك في أشياء
و يؤخرك عن أشياء لحكم عظيمة تخفى عنك
ثق أن التقديم و التأخير يحمل في طياته الحكم العظيمة .
لذلك لا تحزن و لا تيأس إن تأخر رزقك فالله قد يكون أخر الرزق لكنه قدم لك نعم عظيمة لا تعد و لا تحصى
إن سنة التقديم و التآخير
في الدراسة
و الوظيفة
والزواج
و الذرية
و التجارة
والمشاريع
والشفاء
وفي الأرزاق عموماً
هي أقدار مكتوبة .


فلا تكن ممن يتسخط على الله .
فالعارف بالله حين يقول لماذا تأخر رزقي ؟
يأتيه صوت في داخله يقول له :
لأن الله هو المقدم و المؤخر لذا كان التأخير .


وهذا التأخر الذي يقض مضجعك يخفي في داخله ألطاف لاتعد و لاتحصى
التأخر المؤلم هو تأخر العبد في سيره إلى الله
الله عز وجل رفع الخلق بعضهم على بعض
و نرى فلان متقدم في العلم
وآخر متقدم في الصيام
وفلان متقدم في القرآن
فمن الذي قدمهم ؟
الله جل في علاه المقدم وماقدمهم إلا لعلمه أنهم يستحقوا هذا التقديم .

يقول النووي في شرح مسلم :
يقدم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه
ويؤخر من يشاء عن ذلك لخذلانه .

حينما يقدمك الله للطاعة و لما يحب فهذا من توفيقه
و حينما يؤخرك فهذا من الخذلان و نعوذ بالله من الخذلان .
تأمل في حياتك وتأخيراتك و تقديماتك
و تيقن أن الأمر به حكمة
فلان يصلح له التأخر في الدراسة وفلان لا يصلح له إلا التقدم و السبق
فلان يصلح له التأخر في الزواج و فلان لا يصلح له إلا التقدم في الزواج
فلانة يصلح لها التأخير في الإنجاب
و فلانة لا يصلح لها إلا السبق في الإنجاب
فلان يصلح له السبق في العلم و الدعوة و فلان لا يصلح له إلا التأخر
هذا هو الله المقدم و المؤخر جل في علاه
نسأله أن ينور بصائرنا في كل تأخر و تقدم بحياتنا
ضع هذان الاسمان نصب قلبك
عالج بهما مشاعرك و أفكارك عندما يهمك التقديم والتأخير
ذكر نفسك كثيراً و كرر عليها أنه المقدم و المؤخر جل في علاه
انتهى


إذا أيقن العبد أن الله هو المقدم المؤخر لم يطلب لنفسه منصبا ولا رئاسة ولا قيادة ﻷن همه إظهار دين الله على يد من كان؛ إذ لن يتقدم إلا من قدمه الله .