حينما نشرع في تدبر قوله"وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"

  • انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
القدوس - السلام

اسم الله ( القدوس )

قدوس ( اسم ) وهو صيغة مبالغة من قدُسَ : مُقدَّس ، طاهر منَزّه عن النقائص

القدوس له معاني :

معناه : الممدوح بالفضائل والمحاسن ، والمنزَّه عن كلّ وصفٍ يدركه الحسّ ، أو يتصوّره الخيالُ أو يسبق إليه وهم أو يختلج به ضمير ، أو يقضي به تفكير .

ومعناه : المبارك. والبركة الحقيقية لا تُسأل إلا من الله عز وجل ، فالله مبارك في أقواله وأعماله ، ولذلك البركة المطلقة لا تطلب إلا من الله سبحانه وتعالى .

وقال ابن جرير : التقديس : هو التطهير والتعظيم ... قدوس : طهارة له وتعظيم لذلك قيل للأرض : أرض مقدسة يعني بذلك المطهرة فمعنى قول الملائكة ونقدس لك : ننسبك إلى ما هو من صفاتك من الطهارة من الأدناس .

وهو الطاهر من العيوب ، المنزه عن الأولاد والأنداد .

وقال ابن كثير : المنزه عن النقائص ؛ الموصوف بصفات الكمال كما أنه منزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شيء من الكمال .


ولا مانع من حمل المعنى على الأربعة معان .


إذاً التقديس هو التوحيد ، التوحيد هو أن تفرده بالعبادة ، وأن تفرده بذاته وبصفاته وبأفعاله ، أي :

﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾

ما هو منظر الله عز وجل ؟ هو قلبك

(( إِنَّ الله لا ينظرُ إِلى صوركم وأَموالكم، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأعمالكم ))

[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ]

لذلك :

﴿ يَومَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ ( سورة الشعراء )

- القلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ، ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله ، ولا يعبد غير الله ، ولا يحتكم إلا لله


وروده في القرآن والسنة :

ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في موضعين :

في قوله تعالى : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ }

سورة الحشر الآية : 23


وقوله تعالى : { يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } الجمعة آية :1


من السنة :

كان النبي -صلى الله عليه وسلم - يحافظ على الذكر الذي ورد فيه لفظ القدوس ، ويكثر من ذكر هذا الاسم في ركوعه وسجوده :

فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده : { سبوح قدوس رب الملائكة والروح } مسلم (487)

وسبوح : نفي النقائص ، وقدوس : إثبات المحامد .

وجاء أيضا أنه كان إذا أوتر يقول إذا سلم : (سبحان الملك القدوس ثلاثا يرفع صوته بالآخرة) رواه أحمد وسنده صحيح .




أَثَرُ الإيمان بالاسم :


1- تقديس الله سبحانه وتنزيهه عن النقائص وأنه موصوف بكل كمال، وصفات الكمال هي ما وصف به نفسه سبحانه في كتابه أو ما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم ، وطهارةُ العبد منه وبه .

- وَجَبَ على العبد أن يُقَدِّسَ اللهَ ويُنَزِّهه عن النَّقائص ، ثم يُقَدِّسُ نفسَه عن الشَّهوات ومالَه عن الشُّبُهات وقلبَه وجوارحَه عن الغَفَلات ؛ فإذا فَعَلَ ذلك اسْتَنَارَ قَلْبُه وظَهَرَ ذلك على ظاهره ، وتَعَدَّى لغيره ؛ فَيَطْهر بطهارته أهلُه وولدُه .

التقديس نفي واثبات ، يجب أن تنفي عنه كل ما لا يليق به ويجب أن يكون النفي مجملاً ، أما التفصيل في الإثبات وارد ( هو رحمن رحيم، غفور رحيم، واحد أحد، فرد صمد، كبير متعال، عدل)

يجب أن تفصل في إثبات الكمال له ، ويجب أن تجمل في نفي العيوب عنه .


2- وأيضاً منزه عن النقص في أقواله وأفعاله فقوله الصدق وخبره الحق ، قال سبحانه { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثًا } النساء: 87

وفعله منزه عن الخطأ والنسيان وغيرها من الآفات، قال سبحانه { وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ } الأنعام : 115

أي صدقاً فيما قال وأخبر ووعد ، وعدلاً فيما حكم وشرع من أحكام .


3- كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من ذكر هذا الاسم في ركوعه وسجوده. فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده : { سبوح قدوس رب الملائكة والروح } .


4- من آثار تقديس الله وتنزيهه إحسان الظن به، وعدم إساءة الظن به ، فإذا قلت قدوس نزه الله عن أن تظن به ظن السوء الذي هو : اعتقاد جانب الشر ؛ وترجيحه على جانب الخير ، مما يحتمل الأمرين معاً

كأن يقول المرء : لن يوفقني الله، أو وجهي ليس وجه نجاح ، أو مصيري إلى الطلاق ، وسوء الظن صفة أهل النفاق ، تأمل : "ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم " وانظر إلى عقوبة من ساء ظنه بربه :دائرة السوء، الغضب، اللعن، النار .


5- سعي المؤمن في إشاعة السلام بين المسلمين بإفشاء السلام، وكف الشر، والسب، والقذف، والعدوان عليهم، قال صلى الله عليه وسلم: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، مع السعي لنشر الإسلام الذي هو دين السلام في الأرض بالدعوة والجهاد في سبيل الله تعالى .

يتبـــــــــــــــــــــــــــع


 
إذا علمت أن الله هو القدوس سبحانه ، فنزه عن النقائص في ذاته صفاته وأسمائه الحسنى وفي أقواله وأفعاله ونهيه وأمره ، واعلم أنه موصوف بكل كمال ، فقوله الصدق ، وخبره الحق قال تعالى : (ومن أصدق من الله حديثا)

وفعله منزه عن الخطأ والنسيان (وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته)

وتقدس وتنزه عن أن يخلق شيئاً عبثاً أو سفها (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) فإذا جاءت الآية فيها فعل منسوب له - سبحانه وتعالى - فاعلم أن هذه تقديس لله سبحانه فأرعِ لها سمعك..

القدوس الممدوح بالفضائل والمحاسن ، والتقديس مضمن في صريح التسبيح ، والتسبيح مضمن في صريح التقديس ، وقد جمع الله تبارك وتعالى بينهما في سورة الإخلاص ، فقال عز اسمه : (قل هو الله أحد الله الصمد) فهذا تقديس ،
ثم قال : (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) فهذا تسبيح.

والأمران راجعان إلى إفراده وتوحيده ونفي الشريك والتشبيه عنه .



- ملوك الدنيا يعتريهم النقص والعيب فهم في حاجة اﻷعوان والجنود وهم فقراء فقد يحصل في ملكهم ما لا يريدون ويمرضون ويموتون وينزع ويسلب منهم ملكهم.
- القدوس لا يثبت ملك من يظلم أبدًا ففي الحديث : (إن الله لا يقدس أمة لا يؤخذ للضعيف منهم حقه) فالظلمة ينزع ملكهم منهم نزعا { وتنزع الملك ممن تشاء }

- القدوس من قدّس نفوس الأبرار عن المعاصي وأخذ الأشرار بالنواصي ، ويقدس المؤمنين: أي يطهر قلوب عباده الصالحين عن حب الدنيا والتعلق بها فهي في أيديهم وليست في قلوبهم ، فلا يحزن إن أدبرت ولا يبالغ في الفرح إن أقبلت.

- نهاية المطاف لا يحزن قارئ القرآن ، لأنه يقرأ قوله تعالى :

﴿ فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾ سورة طه


يقرأ قوله تعالى : ﴿ فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ سورة البقرة


يقرأ قوله تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ سورة النحل الآية: 97


يقرأ قوله تعالى : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ سورة الحج الآية: 38


يقرأ قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ } سورة فصلت


إذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ ويا رب ماذا وجد من فقدك ؟ وماذا فقد من وجدك ؟



علاقتنا بهذا الاسم :

- من عرف هذا الاسم "القدوس" طهر نفسه عن متابعة الشهوات، طبعاً التي لا ترضي الله ، لأنه ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، بالإسلام ما في حرمان، لكن في طهر وفي عفة ، والذي يؤكد هذه الحقيقة :

﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ ﴾ القصص 50

- ومن عرف اسم "القدوس" لا يبالي فيما فقده، بعدما وجده، لا يبالي فيما وجد من الدنيا بعدما وجد الله

- من عرف اسم "القدوس" لا يتذلل لقوي ولا لغني ، ولا يتضعضع أمامها ، لأن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغنائه عن الناس .

لذلك قالوا : اتقِ الله باجتناب المحرمات تكن من التوابين ، وتورع عن اقتحام الشبهات تكن من المتطهرين ، وازهد فيما زاد عن قدر الضرورة تنجو من الحساب الطويل ، وأقبل على خدمة مولاك تنال الثواب الجزيل ،

الذي يعنينا من الأسماء الحسنى موقفك من هذا الاسم، الله "القدوس" هل قدست نفسك ؟ هل طهرتها ؟ الله "القدوس" هل أقبلت عليه ؟ أخذت منه الطهر والنقاء .


هناك عالم جليل بلغ السادسة و التسعين منتصب القامة، حاد البصر، مرهف السمع كان إذا سُئل يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله إياها ؟! يقول: يا بني ! حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً، عاش قوياً.

أيها الأخوة الكرام، نحن في أمس الحاجة إلى معرفة أسماء الله الحسنى ، لأنها أصل كبير كبير في الدين ، بل هي جزء خطير من عقيدة المسلم .
 
اسم الله ( السلام )

معني السلام : البراءة ، وتسلم منه : تبرأ ، قال ابن العربي : السلامة العافية .

اما معناه في حق الله تعالى :

السلام اسم من أسمائه سبحانه يدور حول معان ثلاث :ـ

1- السلام أي من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وأفعاله.

2- الذي سلم من مشابهة خلقه.

3- الذي سلم المؤمنون من عقوبته، فهو الذي يسلم عباده المؤمنين في الدنيا والبرزخ والآخرة،فهو سلام في ذاته عن كل عيب ونقص يتخيله وهم ، وسلام في صفاته عن كل عيب ونقص ، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص ، وشر وظلم وفعل واقع عن غير وجه الحكمة ، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار.

- الله تعالى يحيي عباده في الجنة بالسلام عليهم، والجنة هي دار السلام من الموت والمرض وسائر الآفات قال تعالى: { لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ }

- والله تعالى هو المسلم على أنبيائه ورسله، لإيمانهم وإحسانهم وطاعتهم له وتحملهم في سبيله أعظم الشدائد، فيؤمنهم في الآخرة فلا يخافون ولا يفزعون

- الله سبحانه هو المسلم على عباده وأوليائه في الجنة، قال تعالى { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا }

وقال { سَلامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ }

فهو السلام من الصاحبة والولد ،
والسلام من الكفء والنظير ، والسَّمِيِّ والمماثل ،
والسلام من الشريك ،
وإذا أنت نظرت إلى أفراد صفات كماله وجدت كل صفة سلامًا مما يضاد كمالَها ،
فحياته سلام من الموت ، ومن السِّنَةِ والنوم ، وكذلك قيوميته وقدرته سلام من التعب واللغوب ، وعلمه سلام من عزوب شيء عنه ، أو عروض نسيان أو حاجة إلى تذكر وتفكر ، وإرادته سلام من خروجها عن الحكمة والمصلحة وكلماته سلام من الكذب والظلم .



الفرق بين القدوس والسلام :

" السلام " أي السالم من كل نقص وآفة وعيب ، وهو إشارة إلى أنه لا يطرأ عليه شيء من العيوب في الزمان المستقبل ، فإن الذي يطرأ عليه شيء من العيوب تزول سلامته ولا يبقى سليماً .

" والقدوس " : إشارة إلى براءته عن جميع العيوب في الماضي والحاضر

فالسلام معناه قريب من القدوس .


وروده في القران :

ورد اسمه سبحانه (السلام) في القرآن مرة واحدة
وذلك في قوله تعالى : { هو الله الذي لا اله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون } الحشر 23


من السنة :

الأمر بإفشاء الاسم وأنه سبب في دخول الجنة فهو من شعائر الإسلام العظيمة التي يتهاون فيها كثير من المسلمين وهي من أوائل ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصل إلى المدينة

- فعن عبد الله بن سلام قال : أول ما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس إليه ، فكنت فيمن جاءه ، فلما تأملت وجهه واستثبته علمت أن وجهه ليس بوجه كذاب. قال : وكان أول ما سمعت من كلامه أن قال: (( أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام )) .

- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فنقول: السلام على الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { إن الله هو السلام ولكن قولوا : التحيات لله والصلوات والطيبات ، السلام عليكم أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله } .


- وقوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله هو السلام ) .


اثار الايمان باسمه سبحانه ( السلام ) :
1- الاعتقاد واليقين بأن من أراد الأمن والسلام سواء في نفسه أو في بيته أو في مجتمعه فإنه لا يكون إلا في الإيمان بالله - عز وجل - والأنس به والالتزام بأحكامه وشريعته التي كلها أمن وسلام على الفرد والأسرة والمجتمع ، وكلما كان المسلمون أكثر التزامًا بشريعة الله - عز وجل - كانوا أكثر تحصيلاً للسلام والعكس بالعكس. وهذا من موجبات اسمه سبحانه (السلام ) .

2- محبته سبحانه وتعظيمه وإجلاله ، لأنه سبحانه المتصف بصفات الكمال والجلال ، والمنزه عن النقائص والعيوب ؛ ومن كان هذا وصفه فإن النفوس مجبولة على حبه وتعظيمه ، وهذه المحبة تورث حلاوة في القلب ، ونورًا في الصدر ، وهذا هو النعيم الدنيوي الحقيقي الذي يصغر بجانبه كل نعيم .

3- تنزيهه سبحانه في أقواله وأفعاله وأسمائه وصفاته عن كل نقص وعيب ، والتعبد له سبحانه بذلك .

4- سعي المؤمن في إشاعة السلام بين المسلمين بإفشاء السلام ، وكف الشر والسب والقذف والعدوان عليهم ، قال صلى الله عليه وسلم : (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) ، مع السعي لنشر الإسلام الذي هو دين السلام في الأرض بالدعوة والجهاد في سبيل الله تعالى .


هلا استشعرت حين تسلم (السلام عليكم) أحد معاني السلام : أن المعنى اسم السلام عليكم ، والسلام هنا هو الله عز وجل ،

ومعنى الكلام : نزلت بركة اسمه عليكم ، واختير السلام من أسمائه عز وجل دون غيره من الأسماء لأن معناه السلامة والبراءة والعافية من جميع الشرور فكأنه يخبر المسلم عليه بالسلامة من جانبه .

من أراد أن تتنزل البركة على بيته ليسلم على أهله إذا دخل .

يتبـــــــــــــــــــــــع
 
التعديل الأخير:
من معاني اسم السلام :

- الله السلام إنك إذا ذكرته شعرت بالسلام و زال عنك الخوف ،

- إذا ذكرته زالت عنك الوحشة ،

- إذا ذكرته أنست به ،

- إذا ذكرته اطمأننت.

- إذا ذكرته تشعر بالقرب منه .

- البعيدون عن الله عز وجل يأكل قلوبهم الخوف ، يختل توازنهم ينسحقون لأنهم أشركوا بالله ما لم ينزل به عليهم سلطاناً فألقى الله في قلوبهم الرعب ، أما علامة المؤمن فهو مطمئن .

- إذا ذكرته تشعر أنه يدافع عنك وأنك في رعايته وفي حفظه وفي تأييده وفي توفيقه وفي رعايته يدافع عنك.

- أنك إذا اتصلت بالله عز وجل طهرت نفسك من العيوب .

فالاتصال بالله ينقي النفس من عيوبها من البخل من الشح من الحقد من الضغينة من الحسد من الكبر هذه الصفات الذميمة التي يشقى بها الإنسان إذا اتصلْتَ بالله عز وجل تتنزه أنت عنها ، فالسليم من برئ قلبه من الشك والشرك ومن النفاق والشقاق والرياء والمداهنة ومن سلمت نفسه من الشهوات وسلم عقله من الشبهات .


أمثلة على معنى اسم السلام في أنفسنا :

- هو ذو سلام في جسمك أعطاك أعضاء وأجهزة وأعطاك خلايا وأنسجة ودقة بالغة في جهازك العظمي والعصبي والعضلي والدوران والشرايين والأوردة وإذا كنت خائفا وذكرته بث في قلبك السلام .

- في تجارتك يهديك سبل السلام في زواجك يهديك سبل السلام في علاقاتك بجيرانك يهديك سبل السلام هذا معنى السلام، فأنت إذا طبقت القرآن الكريم أوصلك في كل موضوع في كل حقل وفي كل جانب إلى السلام والله يدعو إلى دار السلام وهي الجنة، فالسلام مريح جدا فإنك تعيش في طمأنينة وتعيش براحة وتحس أن الله خالق الكون معك لا يتخلى عنك ولا يسلمك إلى عدوك يدافع عنك ويحفظك ويؤيدك وينصرك لكنك دفعت الثمن.

- تقلب الإنسان في نومه من أجل سلامته ، الإنسان إذا أصيب بمرض السبات لابد من تقليبه ، وإلا يتفطر لحمه ، ينسلخ لحمه ، وهذا من آيات الإعجاز العلمي ، لولا أن أهل الكهف الذين مكثوا في كهفهم ثلاثمائة عام ، لولا أن الله قلبهم لماتوا بعد شهر من إيوائهم في الكهف ، (ونقلبهم)، فالتقليبتطبيق عملي لاسم الله " السلام " .

- وأنت نائم، وأنت غارق في النوم يتجمع اللعاب في فمك ، تذهب إشارة إلى الدماغ. لقد زاد اللعاب في الفم، والدماغ يعطي أمرا وأنت نائم إلى لسانالمزمار فيغلق فتحة الهواء ، ويفتح فتحة المريء ويسري اللعاب إلى المعدة ، هذا يتم من حين لآخر أثناء النوم ، وأنت نائم ، هذا من اسم " السلام " .

- لو أن الله ملكك حركة القلب ، مستحيل أن تنام، إذا نام الإنسان مات فورا ، لكن حركة القلب لا إرادية ،تولاها عنك ، تنام نوما عميقا والقلب ينبض. لو أن الله أوكل إليك حركة الرئتين ، فيه مركز بالدماغ مركز التنبيه النوبي ، هذا المركز أحيانا يتعطل بحالات نادرة جدا. ما معنى تعطل هذا المركز ؟

ممنوع النوم ، ينام يموت فورا ، يجب أن يتنفس تنفس إرادي حتى ما يموت . تنام والرئتان تعملان بشكل آلي، من أسماء الله " السلام" عمل الرئتين وأنت نائم، عمل القلب وأنت نائم ، عمل البنكرياسوالمرارة ، آليات معقدة جدا تتم وأنت نائم .


إذاً مالذي يمنع أن نفهم أسماء الله الحسنى من خلال خلقه ؟ ما الذي يمنع أن نفهم أسماء الله الحسنى من خلال الكون ؟ من خلال خلق الإنسان ، من خلال خلق الحيوان ، خلق النبات.



أوحش ما يكون الخلق في ثلاث مواطن : يوم يولد فيرى نفسه خارجا مما كان فيه ،

ويوم يموت فيرى قوما لم يكن عاينهم ،

ويوم يبعث فيرى نفسه في محشر عظيم ،

فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه فقال : (وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) فأشار إلى أن الله جل وعز سلم يحيى من شر هذه المواطن الثلاث وأمنه من خوفها ،

أسأل الله أن يسلمك فيها .ابن عطية تفسير ابن كثير(3/144 )


قبل أن ننصرف من صلاتنا ونتحلل منها ، نذكر اسم الله(السلام) السلام عليكم ورحمة الله، لأن به تكتمل حصانتنا ، فالمسلمين في صلاتهم بين يدي الله وفي حماه محفوظين من جميع الشرور،وإذا انصرفوا ابتدرتهم البلايا والآفات فمن رحمة الله بهم أن جعل انصرافهم من بين يديه مصحوبا بالسلام الذي يدوم معهم ويحفظهم الله به إلى الصلاة الأخرى .


خاتمة :

من تأمل في اسم الله (السلام) أدرك أسرار الشريعة وحقيقة الأحكام ،

فمن كانت له معرفة بهذا الاسم رأى أن الخلق والأمر ينتظمان به أتم انتظام ، فلو نظر إلى كل حكم في الشريعة لرأى سريان أثر هذا الاسم فيها ، فأوامر الله ونواهيه كلها تحتم علينا الأمن والسلام ،

فما أمرنا السلام بالصيام إلا لسلامة أجسادنا ،

وماأمرنا بالزكاة إلا للسلامة من الفقر ،

وما أمرنا بالجهاد إلا لسلامة أمتنا ،

ومانهانا عن الربا إلا لسلامة اقتصادنا...

وجميع الأحكام تدعو للسلام ، وجدير بمن عرف هذا الاسم أن يزداد إيمانه ويقينه وتوكله على ربه ، ويطمئن لشرع الله قلبه ، ولا يعارض حكم الله بعقله ، وأن يسلم لله أمره ولا يشرع من تلقاء نفسه ،

فإن استسلمت بحق أمة الإسلام وطبقت شرع الله السلام،سادها الأمن والسلام .
 
اسم الله ( العزيز )


معنى هذا الاسم من حيث اللغة :

المعنى الأول: العزيز الذي لا مثيل له، ولا مشابه له، ولا نظير له، مِن فِعلِ عز يعز، تقول: عز الطعام أي أصبح قليلا أصبح نادرا، عز هذا الاختصاص ؛ اختصاص عزيز: أي نادر، خبرة عزيزة أي نادرة، معنى عز يعز أي ندر وجوده أو لا مثيل له ولا مشابه له ولا نظير له، اسم العزيز بهذا المعنى من أسماء التنزيه، الأسماء مصنفة: فهناك اسم تنزيهي وهناك اسم ذات وهناك اسم صفات وهناك اسم أفعال. فأسماء الله الحسنى إما أن تكون أسماء لذاته وإما أن تكون أسماء لصفاته وإما أن تكون أسماء لأفعاله. فعز يعز أي ندر يندر .

قال القرطبي : معناه المنيع ، الذي لا ينال ولا يغالب .

وقال ابن كثير : العزيز الذي عز كل شيء فقهره ، وغلب الأشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه .

المعنى الثاني: العزيز هو الغالب الذي لا يُغلب

العزيز الذي لا مغالب له :

فلا يغالب الله عز وجل ، فعزَّ بمعنى : غلب،

وفي المثل العربي : "من عزَّ بزَّ" أي : مَن غلب أخذ المتاع ،

فالعزة بمعنى : الغلبة ، وقولنا : "لا يغالب " أكمل في المعنى من : "لا يغلب" ؛ إذ قولنا : "لا يغالب" بمعنى أنه لا يتصور أن يطلب أحد غلبة الربّ عز وجل ،

مثل قولنا: "لا يُقاتل" تعني أنه لا يتطلّع أحد إلى قتاله فضلاً عن قتله ؛ فهذا ليس ممكنًا ، فالله عز وجل لا يُغلَب ولا يُغالَب .


قال ابن القيم - رحمه الله -: العزة متضمنة لأنواع ثلاثة :

1- عزة القوة : الدال عليها من أسمائه القوي المتين .

2- عزة الامتناع : فإنه هو الغني بذاته ، فلا يحتاج إلى أحد ، ولا يبلغ العباد ضره فيضروه ، ولا نفعه فينفعوه ، بل هو الضار النافع المعطي المانع .

3- عزة القهر والغلبة لكل الكائنات : فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته ، منقادة لإرادته ، لا يتحرك منها متحرك إلا بحوله وقوته ، وقال بعضهم : ذكر العزيز في القرآن في اثنتين وتسعين مرة قال تعالى : { وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } وقال أيضًا : { ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } .



ومن آثار الإيمان بهذا الاسم العظيم :

أولًا :الإيمان بالله - عز وجل - وأن من أسمائه : العزيز الذي لا يُغلب ولا يُقهر ، يعطي الشجاعة والثقة به سبحانه ، لأن معناه أن ربه لا يُمانع ، ولا يرد أمره ، وأنه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس ، وما لم يشأ لم يكن وإن شاؤوا ،

ثانيا : أن العزيز في الدنيا والآخرة هو من أعزه الله ، قال تعالى : { قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

فمن طلب العزة فليطلبها من رب العزة { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا }

أي من أحب أن يكون عزيزًا في الدنيا والآخرة فليلزم طاعة الله، فإنه يحصل له مقصوده، لأن الله مالك الدنيا والآخرة، وله العزة جميعًا، وقد ذم الله أقوامًا طلبوا العزة من غيره سبحانه، فوالوا أعداء الله من الكافرين، ظنًا منهم أن هذا هو سبيل العزة وطريقها .

ثالثا : سؤال الله تعالى والتضرع إليه بهذا الاسم العزيز ، روى الترمذي في سننه من حديث أنس - رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال : { إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي ثم قل : بسم الله أعوذ بعزة الله و قدرته من شر ما أجد من وجعي هذا ، ثم ارفع يدك ثم أعد ذلك وترًا } .

رابعا : من أسباب العزة والرفعة العفو والتواضع ، روى مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي -صلى الله عليه وسلم – قال : { ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله } .
فمن عفا عن شيء مع مقدرته على الانتقام ، عظم في القلوب في الدنيا ، وفي الآخرة يعظم الله له الثواب ، وكذلك التواضع رفعة في الدنيا والآخرة .

خامسا : أن ما أصاب المسلمين من ضعف وذل وهوان ، وتخلف عن بقية الأمم في هذه الأزمنة ، إنما هو بسبب المعاصي والذنوب ، والبعد عن دين الله تعالى ، ولو أنهم تمسكوا بهذا الدين ، وعملوا به لأعزهم الله ، ونصرهم على الأعداء ولأصبحوا سادة العالم وقادة الشعوب ، كما حصل للصحابة فقد وصلت فتوحاتهم إلى مشارق الأرض ومغاربها، قال تعالى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } .


يتبــــــــــــــــــــــــــــع
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
  • إعجاب
التفاعلات: مستبشرة و العاتكة
- شهود آثار اسم الله العزيز :

فالله عز وجل عزيز لا مغالب له ، فضلاً على أن يكون له غالب ، فلما يحاول الكفرة أن يغالبوا شرع الله ؟

إنهم قد يهزمون المؤمنين ويغلبونهم ، ولكن لا يستطيع أحد منهم أن ينازع قدر الله .



- زلازل وأعاصير :

فلا يستطيع أحد منهم أن ينازع قدر الله باهتزاز الأرض ، فما وجدنا أحدًا يستطيع أن يقول – مثلاً - أننا قوةً عظمى ولن نجعل الزلازل تحدث ، ولن نجعل الأعاصير تهب ، أو سنجعل الشمس تتأخر أو تتقدم ، فلا يمكن لأحد أن يفعل ذلك ، فهم مصابون رغمًا عنهم .


- سفينة تغرق ومركبة فضاء تنفجر :

فيوم أن قالوا : صنعنا سفينة لا تغرق إذا بها تغرق عند أول رحلة،

وعندما قالوا : صنعنا مركبة فضاء تُدعَى التحدي إذا بها تنفجر عند أول رحلة ،

فقد أرادوا أن يتحدوا ربهم فقصمهم ، وفي كل يوم تحدث آية من آيات الله تُبرهن على أنه العزيز الذي لا يغالب .



- يوسف وإخوته .. والله غالب على أمره :

فقد أراد إخوة يوسف أن يغلبوه ويجعلوه بعيدًا عن أبيه ، فإذا بالذي يفعلونه يكون - بإذن الله - سببًا لتمكينه عليهم

{ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ } يوسف 21



- يوسف وامرأة العزيز .. والله غالب على أمره :

أرادت امرأة العزيز أن تحبس يوسف عليه السلام في السجن ؛ ليستجيب لها ، فجعل الله السجن سببًا لتملكه عليها وعلى الناس . والله غالب على أمره .

فالله عز وجل لا يُغالب ، والذين ينازعون الله أمره الشرعي واهمون في ذلك ، فلا بد لدين الله أن يظهر ، ومهما ظهروا على المؤمنين لفترة من الزمن فالعاقبة في النهاية للمتقين،

كما أخبر الله سبحانه وتعالى : { فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } سوره هود 49

وقد ختم الله عز وجل الآيات التي ذكر فيها هلاك الكافرين من الأمم السابقة ، فقال سبحانه وتعالى : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ } الشعراء :103

فقد غلب الله عز وجل هؤلاء الكافرين بعد أن غالبوا أمره ، ونازعوا شرعه ، وغالبوا عباده المؤمنين ، فغلبهم الله عز وجل ، ورحم عباده المؤمنين ، فهو العزيز في انتقامه ممن عاداه ، شديد العقوبة لمن خالف أمر الشرعي ، ينتقم ممن خالف شرعه وكذّب رسله وعادى أولياءه ، فيثأر لهم عز وجل .

فهو العزيز سبحانه وتعالى، وجعل العزة لعباده المؤمنين، فقال سبحانه وتعالى { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا } فاطر الآية 10


- ذلوا له فأعزهم وإن تكبروا أهانهم :

عبيد أذلوا أنفسهم لله كأشد ما يكون الذل ؛ فأعزهم الله وأظهرهم على من خالفهم ، ومَن طلب العزة بغير دينه وطاعته أذله الله ، فقد أذل الله الطغاة المجرمين ، فمن طغى منهم على الضعفاء منهم وتكبر عليهم ؛ أهانه الله عز وجل أعظم إهانة على يد أعدائه ، فقد أهان الله فرعون فغرق وهو يصرخ { آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ }

وخرج جسدًا ميتًا لا حراك فيه { فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً }

وهكذا يذل الله الظالم ويهينه ، ويذّله أسوأ المذلة والهوان .



- قلوب المؤمنين عزيزة .. وإن خضعت الأبدان :

وأما أولياء الله المؤمنين فإن سُلط عليهم عدوهم فإنما يُسلط على أبدانهم أو أموالهم أو أراضيهم ، ولا يسلط على قلوبهم ، ولربما أكرهوا الناس بأنواع الاضطهاد المختلفة؛ لتوافق ألسنة المؤمنين إرادتهم، وإلا فقلوب المؤمنين تظل كارهة للباطل ، عزيزة ممتنعة عليهم .



- أتبتغون عندهم العزة ؟!

وأما مَن وافق ورضي وتابع، وكان ذيلاً لهؤلاء الكفرة والمجرمين ، فهذا هو الذل الحقيقي الذي يطلب به الكفرة والمنافقون عز الدنيا فما يزيدهم إلا ذلاًّ فصاروا تابعين لأعداء الله ، موافقين لهم بالقلب واللسان ، مسارعين في رضاهم ، ومعادين لدين الله وأوليائه من أجلهم ، فكان أعظم الذل والهوان ، وصدق الله إذ يقول

{ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } فلما طلبوا العزة بمعصية الله والكفر به أهانهم الله عز وجل وأذلهم .


- فما كان السجن ذلاًّ ليوسف عليه السلام :

فما كان السجن ذلاًّ ليوسف عليه السلام ، وما كان الاستضعاف ذلاًّ لبلال رضي الله عنه ومَن شابهه من المستضعفين من المؤمنين ، وإنما كان الذل للكفرة الذين ملك الله نواصيهم للشياطين

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } فيصيبهم بأنواع من الذل في الدنيا .


- فضائح .. ذل وهوان :

حتى إن كبار هؤلاء يفضحهم الله بأنواع من الفضائح على سمع وبصر من العالم كله ، فانظر لمن كان يُقال عنهم رؤساء وكبراء – زعموا - كيف أذلهم الله وأهانهم وفضحهم فضائح متتابعة .



- أي عز .. وأي ذل :

فأي عز دنيوي يطلبه الناس أكثر من مثل هذه الرئاسة والإمارة ؟! وأي ذل أشد مما وقع ويقع لهؤلاء ؟! لقد طلبوا العزة بغير طاعة الله ؛ فانتقم العزيز سبحانه وتعالى منهم { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }



- معاملة اسم العزيز بما يقتضيه من فعل العبد :

إذا اشتد الكرب بالعبد لجأ إلى العزيز ، وتوكل عليه وفوض أمرة إليه سبحانه وتعالى ، فهو عز وجل العزيز الغالب على أمره ، المنتقم من أعدائه ، ومن آمن بأن العزة لله ؛ لم يطلبها من غيره ، وطلبه لها يكون بطاعة الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم .
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
  • إعجاب
التفاعلات: مستبشرة و العاتكة
اسم الله ( السبوح )

أ. فجر عبدالرحمن الكوس

من الأسماء التي لا تذكر إلا قليلاً


اسم الله السبوح ورد في السنة فقط :

لحديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده و ركوعه :

{ سبوح قدوس رب الملائكة والروح } مسلم




لغةً :

من أبنية المبالغة على وزن فعول

وسبح في الكلام إذ أكثر فيه التسبيح و التنزيه


الله السبوح :

المنزه عن النقائص و العيوب و الزوجة و الولد و الشريك الذي يسبحه من في السماوات و من في الأرض



- قبل رمضان تدبر و تفهم و تعمق في معرفة الله السبوح

كي تستطيع أن تدخل رمضان بقلب معظم لله منزه له متأدب بين يديه قولاً و فعلاً


هل يفقه قلبك أن كل شيء يسبح لله ؟

من سماوات و أرض وما فيهن ؟

{ تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن و إن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليماً غفوراً } الاسراء ٤٤


{ ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون } النور 44

حتى الطيور تسبح للسبوح




- تسبيحك لله القدوس و تأدبك مع الله في ظاهرك و باطنك


يعطيك نوراً في قلبك و يبعدك عن الظلمات ..



- معرفتك لاسم الله السبوح ستجعلك تتأدب و تنتقي ألفاظك


و أنت تكلم عن الله ، فهناك الكثير من الألفاظ التي لا تجوز قولها


مثال :
( الله مايطق بعصا ) كلمة لا يجوز قولها إجلالاً له و تعظيماً و تنزيها لله

احذر من قولها و علِّم من حولك حكمها .


- حينما نركع نقول ( سبحان ربي العظيم )

وفي السجود نقول ( سبحان ربي الأعلى )

قلهم بتدبر كي تحقق الخشوع في صلاتك

وابتعد عن الترديد الخالي من التدبر




- كان رجلاً معظماً لله لا يصفه بما لا يليق ينزهه عن السوء، فكان الجزاء من رب العزة أن ألقى في قلوب الخلق محبة واحترام هذا الرجل

اجلس مع نفسك وكرر التسبيح بقلب متفهم لمعنى التسبيح

و طالباً من الله قبول هذا العمل الصالح .

فقد تراه قليلاً و يراه الله عظيماً .


تعلم العقيدة وبالأخص توحيد الله
كي تستطيع تعظيم الله و تنزيهه على الوجه الذي يرضيه عنك .


- السبوح


{ ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبدربك حتى يأتيك اليقين }

تسبيحك وصلاتك من اسباب زوال ضيق الصدر


تسبيحك لله السبوح وتعبدك لله بهذا الاسم

يعطيك الانشراح ووسع الصدر

فالقلب المعظم لله المسبح له تجده منشرح صدره دائماً لأن دائماً في ذكر لله




- التسبيح وقود الصبر

أكثر من التسبيح بقولك و فعلك

كي تنال الصبر على مشاق حياتك


أسأل الله السبوح أن يعيننا على تسبيحه قولاً و فعلاً .‎‫
 
اسم الله ( المتكبر – الكبير )


المعنى اللغوى :

اسم الله المتكبر :


اسم فاعل من تكبَّرَ / تكبَّرَ على / تكبَّرَ عن

المُتكبِّر اسم من أسماء الله الحسنى ومعناه : العظيم المتعالي عن صفات الخلق ، المُتفرِّد بالعظمة والكبرياء ، الملكُ الذي لا يزول سلطانُه ، والعظيمُ الذي لا يجري في ملكه إلاّ ما يريد .

المتكبر : اسم فاعل للموصوف بالكبرياء وهو المتعالي عنصفات الخلق المتفرد بالعظمة والكبرياء ، فلا عظمة ولا كبرياء إلا لذاته وكل الخلق له عبيد وهو العظيم القاهر لعتاة خلقه والذي تكبر عن كل سوء وعن ظلمه لخلقه و تكبر عن قبول الشريك والولد وأن يشرك في العبادة غيره

الكبر : التعاظم والتعالي والترفع، والكبر والتكبر بمعنى واحد

والكِبَرُ: الشيخوخة أي ضد الصغر ، والاستكبار الامتناع عن قبول الحق معاندة ، والكبر أو الكبرياء تعنى العظمة أو العلو والرفعة ، وكبّر قال الله أكبر .


اسم الله الكبير :

الكبير والمتكبر والأكبر والكبرياء ، كل هذه الأسماء وردت مشتقّة من اسم الكبير .

العظيم الجليل ذو الكبرياء في صفاته وأفعاله فلا يحتاج إلى شيء ولا يعجزه شيء { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } الشورى 11




وعلى هذا يشمل معنى المتكبر والكبير :

- الذي تكبر عن كل سوء وشر وظلم .
- الذي تكبر وتعالى عن صفات الخلق فلا شيء مثله .
- الذي كبر وعظم فكل شيء دون جلاله صغير وحقير .
- الذي له الكبرياء في السموات والأرض أي : السلطان والعظمة .





ورودهما في القرآن :
المتكبر في القرآن الكريم جاء مرة واحدة في أواخر سورة الحشر في قوله تعالى :

{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } الحشر 24


وأما اسم الله الكبير فقد ورد خمس مرات :

- قوله تعالى { عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال } الرعد 9

- { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير } الحج 62

- { ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل وأن الله هو العلي الكبير } لقمان30

- { ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير } سبأ 23

- { ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير } غافر 12

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع
 
فتوى

يقول بعض غير المسلمين : لم تقولون إن المتكبر من أسماء الله ؟
مع أن هذه الصفة ذميمة ، وليست مطلوبة
والله تعالى لا يتصف من الصفات إلا بما هو كامل ولا يدل على شيء غير محمود ؟
فكيف نرد عليهم ؟


الحمد لله والصلاة السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :

فإن صفات الله تعالى باعتبار المقارنة بصفات العبد أقسام :


القسم الأول: ما هو كمال في الخالق والمخلوق ، وذلك: كالسمع، والبصر، والحياة، والإرادة، و… وهذه تثبت لله سبحانه .
القسم الثاني: ما هو كمال في المخلوق ونقص في الخالق ، كالنوم، والأكل، والشرب. وهذه لا تثبت لله سبحانه بل هي من الصفات السلبية .
القسم الثالث: ما هو نقص في المخلوق كمال في الخالق ، كالتكبر، والتجبر. قال سبحانه وتعالى عن نفسه : { الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ } الحشر: 23


قال ابن الجوزي في زاد المسير (8/227 )

: فأما المتكبر ففيه خمسة أقوال
أحدها : أنه الذي تكبر عن كل سوء. قاله قتادة .


الثاني : أنه الذي تكب عن ظلم عباده. قاله الزجاج
الثالث : أنه ذو الكبرياء ، وهو الملك. قاله ابن الأنباري .
الرابع : أنه المتعالي عن صفات الخلق .
الخامس : أنه الذي يتكبر على عتاة خلقه إذا نازعوه العظمة فقصمهم .


ذكرهما الخطابي يعني القولين الأخيرين وقال : التاء في المتكبر تاء التفرد والتخصص ، لأن التعاطي والتكلف والكبر لا يليق بأحد من المخلوقين ، وإنما سمة العبد الخضوع والتذلل ، وقيل : إن المتكبر من الكبرياء الذي هو عظمة الله ، لا من الكبر الذي هو مذموم في الخلق . انتهى كلامه .



آثار الإيمان بهذين الاسمين :


1- إن الله أكبر من كل شيء وأكبر من أن يعرف وأن نحيط به علماً ، ولذلك نهينا أن نفكر في ذاته لأننا لن ندرك ذلك بعقولنا القاصرة وفي الحديث : { تفكروا في آلاء الله ، و لا تفكروا في الله عز و جل } حسنه الألباني

وقد وقع الفلاسفة في ذلك وحاولوا أن يدركوا كيفية وماهية ربهم بعقولهم فتاهوا وضلوا ولم يجنوا سوى الحيرة والتخبط والتناقض فيما سطروه من الأقوال والمعتقدات .


2- إذا علم العبد أن ربه هو المتكبر فذلك يولد علما ويقينا راسخا أن الله عز وجل أعلى وأجل وأرفع من كل شيء ،فالتكبر لا يليق إلا به سبحانه وتعالى ، وصفة السيد التكبر والترفع وأما العبد فصفته التذلل والخشوع والخضوع .


3- الكبر ينافي حقيقة العبودية :

وأول ذنب عُصي الله به هو الكبر ، وهو ذنب إبليس حين أبى واستكبر وامتنع عن امتثال أمر الله له بالسجود لآدم

ولذا قال سفيان بن عيينة : " من كانت معصيته في شهوة فارجُ له التوبة ، فإن آدم عليه السلام عصى مشتهياً فغُفر له ، ومن كانت معصيته من كِبْر فاخشَ عليه اللعنة ، فإن إبليس عصى مستكبراً فلعِن " .

فالكبر إذاً ينافى حقيقة العبودية والاستسلام لرب العالمين

قال سبحانه : { سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق } الأعراف 146 ،

وقال : { إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين } غافر 60

وثبت في الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر )


والكبر هو خلق باطن تظهر آثاره على الجوارح ، يوجب رؤية النفس والاستعلاء على الغير ، وهو بذلك يفارق العجب في أن العجب يتعلق بنفس المعجب ولا يتعلق بغيره ، وأما الكبر فمحله الآخرون ، بأن يرى الإنسان نفسه بعين الاستعظام فيدعوه ذلك إلى احتقار الآخرين وازدرائهم والتعالي عليهم ، وشر أنواعه ما منع من الاستفادة من العلم وقبول الحق والانقياد له ، فقد تتيسر معرفة الحق للمتكبر ولكنه لا تطاوعه نفسه على الانقياد له كما قال سبحانه عن فرعون وقومه : { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا } النمل 14

ولهذا فسر النبي - صلى الله عليه وسلم - الكبر بأنه بطر الحق : أي رده وجحده ، وغمط الناس أي : احتقارهم وازدراؤهم


4- من تواضع لله رفعه :

والصفة التي ينبغي أن يكون عليها المسلم هي التواضع ، تواضعٌ في غير ذلة ، ولينٌ في غير ضعف ولا هوان ، وقد وصف الله عباده بأنهم يمشون على الأرض هوناً في سكينة ووقار غير أشرين ولا متكبرين ، وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { إن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد
على أحد }


قال بعض السلف : ما دخل قلب امرئ من الكبر شيء إلا نقص من عقله مقدار ذلك .
وسئل ابن المبارك ما الكبر ؟ فقال : أن تزدري الناس ، فسألته عن العجب ، قال: أن ترى أن عندك شيئا ليس عند غيرك .







معنى الله أكبر :

قال العلَامة ابن عثيمين " رحمه الله " ( في الشرح الممتع في باب صفة الصلاة ) :

تـنـبـيـه : زعم بعضُ العلماء أن معنى «الله أكبر» : الله كبير، ولكن هذا زعمٌ ضعيف جدًّا ؛ لأن كلَّ إنسانٍ يعرفُ الفَرْقَ بين كبير وأكبر

صحيحٌ أنَّ الله تعالى سمَّى نفسَه { الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ } لكن معنى أكبر غير معنى الكبير فهم فَرُّوا مِن المفاضلة بين الخالق والمخلوق ، ولكن هذا الفرار الذي فروا منه أوقعهم في شرٍّ ممَّا فَرُّوا منه ، أوقعهم بأن يأتوا بوصف لو أخذنا بظاهره لكان المخلوق والخالق سواء .


وهذا نظير تفسير بعضهم قول الله
{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ }

قالوا هو عالِمٌ لأنك إذا قلت : أعلم اقتضى مفضَّلاً ومفضَّلاً عليه !!


فيُقال : وما المانع أن يكون الله أعلَمُ مِن كلِّ عالِم؟


لكن لو قلت: الله عالِمٌ أتيت بلفظ لا يمنع المشاركة ؛ لأنك تقول : الله عالِمٌ ، وفلان عالِمٌ ،

وأيُّهما أبلغ في الوصف أن تأتيَ بلفظٍ يمنعُ المشاركةَ وهو الأفضلية المطلقة ، أو بلفظ لا يمنع المشاركة ؟

الجواب :

الأول هو الأفضل ، والله يقول عن نفسه : الله أعلَمُ فكيف تقول : اللَّهُ عالِمٌ ؟ هذا فيه شيء مِن نقص المعنى

إذن نقول : الله أكبر اسمُ تفضيلٍ على بابه ، وحُذف المفضَّل عليه ليتناول كلَّ شيء، فهو أكبر مِن كلِّ شيء عزَّ وجلَّ وهكذا يُقال في " أَعْلم " اهـ

فكلمة " الله أكبر " معناها :
أن الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شيء في هذا الوجود، وأعظم وأجل وأعز وأعلى من كل ما يخطر بالبال أو يتصوره الخيال .

الله أكبر : أبلغ لفظ يدل على تعظيم الله تعالى وتمجيده وتقديسه ، الله أكبر كلمة جمعت الخير ففيها الشهادة لله تعالى بأنه أكبر من كل شيء وأنه سبحانه أجل من كل شيء وأنه تعالى أعظم من كل شيء

فهو الكبير في ملكه ، الكبير في رحمته ، الكبير في عطائه ، الكبير في غناه ،الكبير في بسطه ، الكبير في عزه ، الكبير في عفوه .



الكبرياء صفة كمال لله وصفة نقص للعبد :

عن أبي هريرة قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : { العز إزاره والكبرياء رداءه فمن ينازعني عذبته } أخرجه مسلم


ومعناه : أن العظمة والكبرياء صفتان لله سبحانه اختص بهما ، لا يجوز أن يشاركه فيهما أحد ، ولا ينبغي لمخلوق أن يتصف بشيء منهما ، وضُرِب الرِّداءُ و الإزارُ مثالاً على ذلك ، فكما أن الرداء والإزار يلتصقان بالإنسان ويلازمانه ، ولا يقبل أن يشاركه أحد في ردائه وإزاره ، فكذلك الخالق جل وعلا جعل هاتين الصفتين ملازمتين له ومن خصائص ربوبيته وألوهيته ، فلا يقبل أن يشاركه فيهما أحد .


وإذا كان كذلك فإن كل من تعاظم وتكبر ، ودعا الناس إلى تعظيمه وإطرائه والخضوع له ، وتعليق القلب به ، فقد نازع الله في ربوبيته وألوهيته ، وهو جدير بأن يهينه الله غاية الهوان ، ويذله غاية الذل

وعن ابن عمر رضي الله انه قال : { قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : { وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ } الزمر 6767

قال : يقول الله عز وجل أنا الجبار،أنا المتكبر،أنا الملك،أنا المتعال،يمجد نفسه

قال : فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرددها حتى رجف به المنبر،حتى ظننا انه سيخر } رواه احمد بسند صحيح .

يتبــــــــــــــــــــــــع
 
ويقول الشيخ الشعراوي باختصار ( من كتابه شرح أسماء الله الحسنى )
الكبر من صفات المدح للخالق وصفات الذم للمخلوق ، فالعبد الذي يتكبر إنما يتكبر على العباد بلا مقتضى ولا سند ؛ فالناس سواسية كأسنان المشط مهما اختلفت درجاتهم ، فاختلاف الدرجات والرتب لا يخرج أحدا عن كونه إنسانا ، وكلنا في هذا الوصف سواء، وهو اختلاف لا يجعل أحدنا أعظم من أخيه ، لأنه اختلاف لا فضل لنا فيه ، إذ مرجعه إلى إرادة الله عز وجل وحكمته التي ذكرها في قوله تعالى

{ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } الزخرف 32

إن الآية الكريمة صريحة في أن الله عز وجل رفع بعضنا فوق بعض درجات ، فلا فضل لنا إذن في ذلك ، وإن قال أحد : إنما أوتيته على علم عندي ، فإننا نقول له إن علمك وعملك أيضا هبة من الله عز وجل ، وقد أراد سبحانه بهذا التفاوت أن يجعل كلا منا مسخرا للآخر .

ولا يظن أحد أن هذا التفاوت يتنافى مع العدل الإلهي ، ومن يظن ذلك فإننا نقول له إنك فهمت الآية فهما خاطئا ، لأن الله سبحانه وتعالى لم يقسم عباده قسمين .. قسم مسخر ، وقسم مسخر ، بل جعل كلا منا مسخر ومسخر في آن واحد ، فالذي يعمل في تسليك المجاري ودورات المياه مسخر للطبيب والمهندس وغيرهما ، وفي نفس الوقت فإن الطبيب والمهندس وغيرهما مسخرون لخدمة عامل المجاري .. بل إن ما يبذله عامل المجاري في عمله وما يرقيه من عناء لا يمثل مثقال ذرة مما عاناه الطبيب أو المهندس من الكد والعناء طوال سنوات الدراسة وتحصيل العلم الذي يمكنه من أداء الخدمة التي يؤديها لهذا العامل

فالكل إذن مسخر ومسخر وفقا لمعنى الآية السابقة ، ومن أسباب التفضيل أيضا قوله تعالى :

{ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } الأنعام 165

وهذه حكمة أخرى لتفاوت الدرجات ألا وهي الابتلاء ؛ فالغنى مثلا يبتلي فيما أوتي من سعة الرزق .. هل سيخرج زكاة ماله ويؤتي الصدقات أم يكنز الأموال ؟

والفقير يبتلى هل سيصبر على ضيق ذات اليد .. أم يعترض ويسخط ؟

وهكذا الشأن في سائر النعم والنقم !!

فإذا كان التفاوت بين العباد حادثا بإرادة الله عز وجل ولحكمته ؛ وليس لنا فيه فضل ؛ فإنه لا يصح أن يتصور أحدنا أنه أعظم أو أكبر من أخيه ؛ ومن يتصور ذلك فهو متكبر ؛ والتكبر في حقه صفة ذميمة ؛ لأنه أراد أن يصف نفسه بما ليس لها ، فمهما أوتي الإنسان من زينة الدنيا فهو إنسان وهو عبد الله عز وجل ، ولن تخرجه ممتلكاته عن هذا الوصف ، وقد أوضح لنا الحق جل وعلا موقفه من المستكبرين من خلقه وأوضح لنا جزاءهم يوم القيامة فقال سبحانه : { الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } غافر 60

وقال عز وجل : { وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } الأعراف 36


وقد مدح الله عز وجل عباده الذين لا يستكبرون عن عبادته في العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } السجدة 15


أما المتكبر كاسم من أسماء الله عز وجل وصفة من صفاته ، فإنه من مقتضيات الكمال الإلهي المطلق ، وهو لا يعني أن الحق تبارك وتعالى يتكبر على عباده كما يفهم السطحيون ، وإنما يعني أنه جل وعلا عظيم بذاته ومتعالي فوق عباده بحكم كونه الخالق الموصوف بصفات الكمال المطلق وبحكم كونهم المخلوقين من العدم والقائمين به عز وجل ولا قيام لهم بدونه .

والحديث عن الصفات الإلهية دون فهم معناها يوقع في الخطأ الجسيم والضلال المبين

إن العلاقة بيننا وبين الله عز وجل فيما يتعلق بالتكبر والتواضع هي أن الحق تبارك وتعالى هو المتكبر أي العظيم بذاته والمتعالي بذاته ونحن المتواضعون له فإذا أردنا أن نتكبر على بعضنا البعض أو عليه عز وجل فقد خرجنا على مقتضى التواضع الذي هو صفة لصيقة بنا وهذا محرم شرعا , وقد قال جل وعلا في الحديث القدسي (الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في النار )


التواضع لا يليق بالله جل وعلا :

التواضع في حق الله عز وجل خروج على مقتضى العظمة الذاتية والعلو الذاتي له جل وعلا ، وهو تكلف غير جائز على الله تبارك وتعالى ، وإن جاز أن يوصف إنسان بأنه متواضع فإنه لا يجوز أن يوصف الله عز وجل بهذا الوصف لأن التواضع في اللغة من الضعة وهي الدنو ، والدنو يليق بالمخلوق ولكنه لا يليق بالخالق عز وجل المتصف بصفات الكمال المطلق .ا.هـ

وللتوضيح أقول : إن الإنسان يتواضع لمن هو مثله في الرتبة لكن لا يقال مثلا فلان متواضع مع بهائمه !!! وإنما يقال رحيم ببهائمه

فالله سبحانه بالناس رؤوف رحيم لكن لا يوصف بالتواضع ، فهو الكبير المتكبر ، ونلاحظ في القرآن اقتران اسم الله الكبير بالعلى والمتعال كما في قوله تعالى : { عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال } الرعد 9


و { وهو العلي الكبير } سبأ 23


أما المتكبر من البشر فهو حقير مهين وما أروع وصف بعض السلف للمتكبر بقوله :

( مثل المتكبر كرجل في شاهق جبل يرى الناس صغارا ، ويرونه صغيرا )


أمثله وقصص على اسم الله الكبير المتكبر
- أحد العارفين بالله يقول : بعد أن صلى العشاء والصبح في وقته دون أن يصلي قيام الليل : لأن أبيت نائما وأصبح نادماً أحب إلي من أن أبيت قائماً وأصبح معجباً، دخل في الكبر، ولو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو أكبر ؟العجب

هذا الذي يتكبر وهو من بني البشر كم هو ظالم لنفسه ؟

- الله سبحانه وتعالى تلطف بنا إذا جاءت هزة أرضية خفيفة جداً، ثمانون ألف قتيل سبعون ألف جريح تحت الأنقاض، أبنية متهدمة هكذا جاءت نصف درجة ريختر لو كانت خمس درجات ريختر لم نكن الآن موجودين في هذا المجلس، على أي شيء نتكبر ، نحن بلطف الله عز وجل، هزتان أرضيتان لا تبقي ولا تذر فعلام الكبر ؟ مدن رائعة مدن جميلة جدا أصبحت أثراً بعد عين في ثوانٍ فعلام الكبر ؟


- حينما انحبست أمطار السماء وأصبح كأس الماء مهددا هُدِّدْنا بكأس الماء، هل في الأرض كلها جهة تستطيع أن تتخذ قراراً بإنزال الأمطار إلا أن الله سبحانه وتعالى تلطف بنا وأكرمنا وأرانا من آياته هو المتكبر من نحن ؟


- قطة من الدم لو تجمدت في بعض شرايين المخ في مكان يصاب بالشلل، كان معززاً مكرماً خفيفاً وضيعاً أصبح ملقاً على السرير أقرب الناس إليه يتمنى موته، على ماذا الكبر ؟ هذه النقطة لو تجمدت في مكان آخر لفقد الإنسان ذاكرته


- دخل ابن على أبيه وهو صيدلي قال: من أنت ؟ قال: أنا ابنك يا أبتي، قال: لا أعرفك، فإذا كانت نقطة ما في مكان آخر فقد ذاكرته، بمكان ثالث أصبح لا يبصر، كل مافي الدنيا من جمال فقده، لا ألوان ولا جبال خضراء ولا بحار زرقاء ولا طفله الجميل لقد انتهى كل الجمال


هناك أمراض كثيرة جدا فعلام التكبر ؟
فالعلماء وحدهم ولا أحد سواهم يخشى الله عز وجل، فكن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك

أسماء الله عز وجل لا يمكن أن نعرفها إلا من خلال الكون من خلال هذه الآيات الدالة على عظمته ، كل منا عنده مستودع للوقود السائل، فسعة المتر المكعب خمسة براميل من منا يصدق أن القلب يضخ في اليوم الواحد ثمانية أمتار مكعبة وأن قلب الإنسان الذي يعيش في عمر متوسط يضخ مايملأ أكبر ناطحة سحاب في العالم،

أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر


وأنت في أعلى درجات العبودية مفتقر إلى الله عز وجل، وأنت في أوج قوتك وأوج صحتك وأوج علمك يجب أن تكون مفتقرا إلى الله سبحانه وتعالى، إذا أقدمت على عمل فقل: اللهم إني تبرأت من حولي وقوتي والتجأت إلى حولك وقوتك ياذا القوة المتين .