حينما نشرع في تدبر قوله"وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"

  • انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
اسم الله ( المهيمن )

المهيمن هو اسم فاعل من الفعل : هيمن ، يُقال في ذلك : هيمن يهيمن هيمنةً فهو مهيمن ، ومهيمن على وزن مُفَيْعِل .

أقوال العلماء عن المهيمن :
الهيمنة لها عدّة معانٍ منها :

- النصرة الخاصة .

- ( المهيمن ) هو الرقيب ، لا تخفى عليه خافية، يعلم السر و أخفى، يعلم كل حركة و سكنة، إن تكلمت فهو يسمعك، و إن تحركت فهو يراك، و إن أضمرت فهو يعلم، و يحول بينك وبين قلبك .

- القيام على الشيء

- المؤتمن أو الأمين،
- المهيمن: الشهيد

- المسيطر جلّ في علاه .


فمن معاني المهيمن الرقيب الشهيد الذي يعلم السر وأخفى، يعلم خائنة الأعين، يعلم ما تخفي الصدور، يعلم ما ظهر وما بطن، يعلم ما تعلن وما تسر، يرى الأشياء ويرى ما خلف الأشياء، يرى الظاهر ويرى الباطن

المهيمن (سبحانه) الرقيب الحافظ لكل شيء الخاضع لسلطانه كل شيء ،
والمهيمن : القائم على خلقه ، الشهيد عليهم .


المعنى الاصطلاحي :
اسم الله المهيمن هو اسم جامع يجمع أوصاف الفضل والكمال ، وينقض أوصاف النقص ، ويتضمّن معانٍ جليلة ، وصفاتٍ جميلة ، تدخل كلّها في دائرته ، وهي : الشهادة ، والحفظ، والعطاء، والمنع، والرقابة على الخلق، والقيام على شئون العالمين .


فهو سبحانه مهيمن على مخلوقاته ، فلا يختل شيء منها ولا يخرج عما رسمه لها ، يحفظها ويرعاها بقدرته
مليك على عرش السماء مهيمن لعزته تعنو الوجوه وتسجد


- الهيمنة من الله رحمة ومحبة :
كلمة مهيمن قد يفهم منها القوة ، لكن إذا قلت : الله ( المهيمن ) منه الهيمنة رحمة ومحبة، أحياناً تكون الأم في أعلى درجات اليقظة اتجاه ابنها، ولكن هذه اليقظة لصالحه، يقظة العناية، يقظة الحرص، يقظة الرحمة، يقظة الحب،


- والهيمنة من الله لمصلحة عبادة ،
فإذا كان الله مهيمناً لأنه يحب عباده ، ولأنه خلقهم ليسعدهم ، وسعادتهم بمعرفته ، وسعادتهم بطاعته ، إذاً هو مهيمن لصالحهم ، الإنسان إذا هيمن لا لصالح الناس ، لصالحه ، يهيمن لصالحه، يحكم قبضته من أجل مصالحه، من أجل مكانته، من أجل مستقبله، لكن الله عز وجل مهيمن من أجل عباده، مهيمن من أجل حفظهم، من أجل تربيتهم، من أجل معالجتهم، من أجل الأخذ بيدهم إلى سعادة خلقهم لها .


وروده في القرآن
ولم يذكر هذا الاسم الجليل في القرآن الكريم إلا مرة واحدة :

قال تعالى : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } الحشر : 23


وقد ورد مرة ثانية صفة للقرآن الكريم :
في قوله تعالى : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } المائدة: 48

وقد فسر المهيمن هنا بالشاهد أي شاهداً عليه



لوازم اسم المهيمن ( فالمهيمن اسم لمن كان موصوفاً بمجموع صفات ثلاث ) :
أحدها : العلم بأحوال الشيء :
إنك لن تستطيع أن تسيطر على جهة إلا إذا علمت كل دقائقها ، مادامت بعض الحقائق خافية عنك فأنت لست مهيمناً .
- يعلم كل شيء، يعلم كل حركة و سكنة، يعلم كل خاطرة .

والثاني : القدرة التامة على تحصيل مصالح ذلك الشيء :
أنه يملك القدرة التامة على تحقيق مصالح العباد علماً و قدرة .

- إذا قلنا : مهيمن ، أي يعلم ولا نهاية لعلمه ،
وإذا قلنا: مهيمن، أي يقدر، ولا نهاية لقدرته، .



والثالث: المواظبة على تحصيل تلك المصالح .
فالجامع لهذه الصفات اسمه المهيمن ، ولا تجتمع تلك الصفات إلا لله سبحانه وتعالى .



من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام إذا أقدم على سفر يقول :

(( اللهم أنت الرفيق في السفر، والخليفة في الأهل والمال والولد ))

هل هناك جهة في الكون ممكن أن تكون معك في سفرة طويلة ، تحفظك، وتوفقك، وتؤيدك، وتنصرك، وتلهمك، هي نفسها مع أهلك في بلدك، مع أهلك في بيتهم، تحفظهم وترعاهم، أينما تحركت أنت معه، وأياًّ خلفت في بيتك هم معه أيضاً، إذاً هو مهيمن .



- أنت حينما تكون مع ( المهيمن ) فأنت في حصن حصين ، وأنت مع القوي الكبير ، وأنت مع من بيده مقاليد السماوات والأرض ، وأنت مع الإله الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد،

إذا كنت مع المهيمن فلن يخيب مسعاك، ولن تشعر بالإحباط، و لن تشعر بالإخفاق أنت مع ( المهيمن )

ليس شيئاً سهلاً أن تكون مع ( المهيمن ) ليس شيئاً بسيطاً أن يكون خالق السماوات والأرض يدعمك،

ويؤيدك، وينصرك، ويحفظك، ويوفقك،
المستقبل لمن كان مع ( المهيمن )،
والشقاء والخزي والعار لمن كان مع عبد من عبيد المهيمن .


يتبــــــــــــــــــــــــــــع
 
أمثله :



1- قصة إبراهيم الخليل :

حين أمر بأن يلقى في النار ارسل الله اليه جبريل وقال له : يا ابراهيم الك حاجة؟
قال ابراهيم اما لك فلا واما الى الله فنعم ثم قال حسبنا الله ونعم الوكيل
سيطر المهيمن على النار { وقلنا يانار كوني بردا وسلاماً على ابراهيم }
فلو كانت بردا فقط فالبرد القارس يؤذي كما النار ولكن المهيمن امر النار
ان تكون برداً

وأن تكون سلاماً .






2- سيدنا موسى عليه السلام :

قال: أنا رسول الله، قالها فرعون، وكلمة فرعون تعني في وقته أعظم إنسان وأعظم دولة دولته، وأعظم حضارة حضارته وقال أنا ربكم الأعلى وجمع السحرة كلهم ووعدهم بالعطايا وبالمناصب من أجل أن يقهروا سحر موسى كما يَدّعون

من انتصر ؟ سيدنا موسى،
الله مهيمن على كل شيء .





3- سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام :
حينما كان عند يهود خيبر وائتمروا أن يلقوا عليه حجرا فيقتلوه ويرتاحوا منه بزعمهم، من الذي أخبره أن يتحول عن هذا المكان ؟ الله عز وجل هم اتفقوا في غرفة محكمة الإغلاق، اتفقوا على ذلك والله عز وجل أخبره،
معنى مهيمن هنا أنه علم ما يقولون .


4- عمير ابن وهب خرج مع صفوان ابن أمية وقال له عمير: أتمنى لو أذهب إلى المدينة فأقتل محمدا وأريحكم منه، لولا ديون ركبتني ولولا أولاد أخشى عليهم العنت، فقال له صفوان فورا: أما الديون التي عليك فهي عليَّ بلغت ما بلغت وأما أولادك فهم أولادي فامض لما أردت، سقى سيفه سُمّاً ووضعه على عاتقه وامتطى راحلته وتوجه إلى المدينة، لقيه عمر
ابن الخطاب فقال: هذا عدو الله عمير، قيده بحمالة سيفه وساقه إلى النبي عليه الصلاة والسلام وقال يا رسول الله هذا عدو الله عمير جاء يريد شرا ، قال يا عمر أطلقه فأطلقه ، فقال له النبي ادنُ مني يا عمير فدنا منه، قال له سلم علينا، قال: عمت صباحا يا محمد، قال له قل السلام عليكم، قال: لست بعيد عهد بالجاهلية هذا سلامنا، قال له
ما الذي جاء بك إلينا، قال: جئت لأفك أخي من الأسر،
فقال وهذا السيف الذي على عاتقك، قال: قاتلها الله من سيوف وهل نفعتنا يوم بدر،
فقال له : ألم تقل لصفوان لولا ديون ركبتني وأولاد أخشى عليهم العنت لذهبت وقتلت محمدا وأرحتكم منه ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله .

الله عز وجل مهيمن هذه المؤامرة التي أحيطت بكل أجواء الحذر والحيطة أبلغها الله عز وجل للنبي عليه الصلاة والسلام .


5- قيل: من أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه، وشتت عليه شمله، ولم يؤته من الدنيا إلا ما قدر له .
الآن الناس يلتفون حول القوي، لأنهم يتوهمون أن قوته دعم لهم، وأنهم يطمئنون إليه، لأنه يعطيهم، ولا يمنعهم، هذا إذا كنت مع إنسان قوي،

فكيف إذا كنت مع ملك الملوك، ومع مالك الملوك، ومع قيوم السماوات والأرض، ومع من بيده كل شيء، ومع من إليه يرجع الأمر كله، ومع من هو خالق كل شيء، وهو على كل شيء وكيل .




الآثار الإيمانية لاسم الله المهيمن :
1- إن الله سبحانه هو الشاهد على خلقه بما يصدر منهم من قول أو فعل، لا يغيب عنه من أفعالهم شيء، وله الكمال في هذا فلا يضل ولا ينسى ولا يغفل { وَمَا اللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } البقرة: 74


2- جعل الله تعالى كلامه المنزل على خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم مهيمناً على ما قبله من الكتب، فقال سبحانه : { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحَقِّ } المائدة : 48
قال ابن الحصار : ومعنى قوله تعالى : ( وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) أي : عالٍ وعلوه على سائر كتب الله ،



وإن كان الكل كلام الله تعالى بأمور :
أحدها : بما زاد عليها من السور ، فقد جاء في حديث الصحيح أن نبينا صلى الله عليه وسلم خص بسورة الحمد وخواتيم سورة البقرة .

والأمر الثاني : أن جعله الله قرآن عربياً مبيناً ، وكل نبي قد بين لقومه بلسانهم – كما أخبر الله تعالى – ولكن للسان العرب مزية في البيان .

والثالث : أن جعل نظمه وأسلوبه معجزاً ، وإن كان الإعجاز في سائر الكتب المنزلة من عند الله سبحانه ، من حيث الإخبار عن المغيبات ، والإعلام بالأحكام المحكمات ، وسنن الله المشروعات ، وغير ذلك ، وليس فيها نظم وأسلوب خارج عن المعهود . فكان أعلى منها بهذه المعاني ، ولهذا المعنى الإشارة بقوله الحق : { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } الزخرف : 4


- حين تطلب من المهيمن فأطلب من سعة ولا تحدد ( لا تقل جزاك الله الف خيراً )
لا نحدد فجزاء الله لا يحده حد قل : جزاك الله خيراً .


- حين تدعين بالزوج : فاطلبي من المهيمن من باب سعة الزوج التقي النقي الكريم الغني الذي يخافك وأهله ، وارزقني الذرية الصالحة .


- حين تبتلى وتبتهل لله باسمه المهيمن فلابد النصر قادم وإن تأخر ،
فحين يصبح كل ما حولك فوضى وتعم ارجاء المكان او في نفسك وقلبك وسمعك وبصرك


قف واتجه الى الله بكل مافيك من خضوع العبد ،



واطلب من المهيمن ان يسيطر على الفوضى ويرتب كل ما حولك .


يارب حين ترسل البلاء هيمن على قلبي وارزقني الصبر .


في قبضة الحق هذا الكون أجمعه جل المهيمن إن أعطى وإن منعا

قد سبحت باسمه الأشياء عارفة بأن ذكر اسمه أمن لمن فزعا

وملكه واسع تطويه قدرته من يشاء ينفذ من أقطاره رجعا

جل المهيمن رباً لا شريك له وجل إن لم يهب شيئاً وإن وهبا

ما شاء كان وما في الكون خافية تخفى على علمه بدءاً ومنقلباً

إنا إليه أنبنا خاشعين له وجاعلين له من ذكره سبباً

فلا شيء في ملكه أو عن إرادته بمستطيع خروجاً أينما ذهبا



يا مهيمن هيمن على ما اختلط من امورنا في اجسادنا وعقولنا وبيوتنا وارزاقنا وعلمنا وعملنا وأزواجنا وأبناءنا


وارزقنا يقينا بك وحسن ظن لا تخالطها شائبة شك حتى لو طال الأمد
سلاح جديد اسم الله المهيمن نرفعه في جوف الليل ليسود الهدوء والتنظيم في كل ما حولنا وفينا.
 
اسم الله ( المؤمن )


معناه لغة : المؤمن اسم فاعل من فعل أمِنَ يأمن أمناً وأماناً

يدور معناه في اللغه حول معنيين :

الأول التصديق :
آمنت بك إذا صدقتك .. قال تعالى : { وما أنت بمؤمن لنا } أي مصدق لنا .

تصديق الله على وجوه :

1- أن الله تعالى أخبر بصدقه بتبليغ الرسل عنه وصدقه هنا أي صدق نفسه.. قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط } .

2- تصديق الله لرسله وأنبيائه بالمعجزات والآيات التي يظهرها على أيديهم .

3- أنه يظهر صدقه للكفار والفجار.. قال تعالى : { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق }

4- تصديق الله عباده المؤمنين في يوم الدين .. فيصدق المؤمنين بإيمانهم ويكذب الكفار بكفرهم ..فتشهد عليهم أعضائهم .. أذن الله يسأل المؤمنين فيصدقهم ويسأل الكفار فيكذبهم .


الثاني الأمن والأمان :
ضد الخوف وآمنتك يعني نزعت الخوف عنك ، والإنسان في خلقته ضعيف يحتاج إلى من يؤمنه فيأتي اسم الله المؤمن الذي يُؤَمِن عباده ، يُؤَمِن لهم الرزق ، كل أمورهم في جميع مراحل حياتهم ، فلا تخاف الأم على طفلها في بطنها لأن الله مؤمن يكفل له الأمان ، ولا نخاف على الأولاد الفقر لأن الله المؤمن يأمن رزقهم .

فمعنى المؤمن واهب الأمن لعباده .. فهو خالق الإنسان والكون وهو الذي يؤمن على عباده في الحياة والموت والبرزخ والآخرة .

ومن أشد المواقف التي يحتاج فيها العبد إلى الأمان بعد الموت في البرزخ والمحشر ، فالله تعالى يؤمن عباده المؤمنين حال البعث يوم القيامة ، قال تعالى { نا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا } إذن هم خافوا الله وأمنوا عقابه في الدنيا فكان جزاؤهم أن أمنهم الله ووقاهم شر ذلك اليوم .


أقوال العلماء في الاسم :

فقد فسر ابن كثير اسمه تعالى "المؤمن" قائلا المؤمن : قال الضحاك عن ابن عباس : أمن خلقه من أن يظلمهم .

وقال قتادة : أمن بقوله أنه حق .

وقال زيد : صدق عباده المؤمنين في إيمانهم به . انتهى .

وقال القرطبي في تفسيره المؤمن أي : المصدق لرسله بإظهار معجزاته عليهم ، ومصدق المؤمنين ما وعدهم به من الثواب ، ومصدق الكافرين ما أوعدهم من العقاب .

وقيل المؤمن : الذي يؤمن أولياءه من عذابه ويؤمن عباده من ظلمه، يقال آمنه من الأمان الذي هو ضد الخوف كما قال تعالى { وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ } قريش : 4 فهو مؤمِّن
وقال مجاهد المؤمن الذي وحد نفسه بقوله : { شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } آل عمران : 18




وروده في القرآن :

ورد هذا الاسم في سورة الحشر قال تعالى : { .... السلام المؤمن المهيمن .... }



الآثار السلوكية للإيمان باسم الله المؤمن :


1- أن الله هو المؤمن الموحد لنفسه فإذا صدق لنفسه بالوحدانية نؤمن به ولا نشرك به.. قال تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو } .

2- أنه سبحانه صدق أنبيائه بإظهار المعجزات على أيديهم التي تبين للناس أنهم صادقون فيحملهم على الإسلام .

3- أنه يصدق عباده بما وعدهم به من النصر في الدنيا والتمكين في الأرض.. قال تعالى : { إ نما العزة لله ولرسوله وللمؤمنين } .

4- أنه يأمن عذابه من لا يستحقه ويهب الأمن لعباده المؤمنين قال تعالى : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون }

فهو ينجي المؤمنين من كرب الدنيا والآخرة.. فقد نجى تعالى يونس من بطن الحوت وقال في الحديث القدسي : { لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع عبادي وإن خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع عبادي } .

5- أن يأمن الناس من شره وأذاه فلا يعين على باطل أبدا .. قال صلى الله عليه وسلم : { من خاصم في باطل وهو يعلم لم يزل في سخط الله حتى ينزع } ، وقال صلى الله عليه وسلم : { من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال }

وقال صلى الله عليه وسلم : { خمس ليس لهن كفارة الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وبهتان المؤمن والفرار يوم الزحف ويمينا يقترف بها مالا بغير حق } وقال صلى الله عليه وسلم : { من ذب عن عرض أخيه كان حقا على الله أن يأمنه من النار }.


يتبــــــــــــــــــــــــــــع
 
أمثلة توضح معنى الاسم :
- تشعر أَنَّكَ مهتدٍ وأن لك رؤية صحيحة وأن لك بصيرة نافذة وأن تفسيرك للحوادث صحيح لأنك اتبعت أمر الله عز وجل فجاءت الحوادث مصداقاً لما قاله الله عز وجل ،

هذا معنى من معاني المؤمن، الحقيقة أروع ما في الدين أنه يعطيك تفسيراً للكون والحياة والإنسان ، فأنت حينما تقرأ القرآن لن تُفَاجَأ بحادث لم يرد معك بالقرآن ، لو مثلاً أَعطيْتَ تفسيراً لظاهرة من الظواهر قد تُفاجَأ بعد حين أن هناك حدثاً أبطل نظريتك ، وما أكثر ما جاء العلم بنظريات ثم جاءت الحوادث فأبطلتها ، أما إذا قرأت القرآن وهو من عند الله عز وجل لن يأتي حادث يكذب ما قرأت في القرآن .

العلم تطورَ تطوراً كبيراً جداً، ومعطيات القرآن صحيحة وثابتة منذ أن خلقت البشرية ومع كلِّ هذا التطور فليس في العلم حقيقة تخالف هذا القرآن .


- الإنسان إذا استعان بالله عز وجل يقيه من زلات المعاصي لقوله تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } .

لذلك قال الأمام الشافعي : ( والله لو أن السماء من نحاس والأرض من رصاص والخلق كلهم عيالي لما خشيت فقرا )

والحقيقة لو أردت أن ترى الفرق الجوهري بين حياة المؤمن وحياة غير المؤمن، لوجدت أن الصفة الأساسية الأمن قال تعالى : { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

تجد قلوبَ أهل الدنيا فارغة ، عرضة للمخاوف ، عرضة للمقلقات ، عرضة للذعر ، للخوف ، لتوقع المصيبة ، لكن ربنا عز وجل إذا آمنت به ملأ قلبك اطمئنانا ، ملأ قلبك استقراراً ، ملأ قلبك رضاً بقضائه ، ملأ قلبك معرفة بكماله ، هذا كله من أسماء المؤمن .


- أنت كمؤمن قالوا : أول شيء يجب عليك أن تفعله أن تأتي أفعالك كلها مصداقا لأقوالك ، ظاهرك: أنت مستقيم : صلاة ، صوم ، حج ، زكاة ، لكن باطنك أحياناً : الحسد ، الغيبة ، الكبر ، النميمة ، الكذب ، الحقد ، الضغينة هذه كلها من بواطن الإثم ، إذاً أنت كمؤمن يجب أن يأتي عملك مصداقا لقولك بالضبط ، يجب أن تكون موحداً، فلا يوجد ظاهر وباطن ، ولا يوجد سريرة وعلانية ، ولا يوجد موقف غير معلن وموقف معلن قال تعالى { وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ } أن تكون في جلوتك كخلوتك


- يجب أن يأمن الناس جانبك ، أي أنت مأمون لا يوجد مفاجآت من قبلك ولا غدر ولا إيقاع ولا فعل شيء من خلف ظهور الناس، أو تغدر بهم أو تفاجئهم بموقفك لا فالمسلمون على شروطهم .
نسمع كل يوم آلاف القصص عن غدر الناس بعضهم لبعض ، نسمع مئات القصص عن خيانة الشركاء لشركائهم ، عن خيانة الأزواج لأزواجهم ، عن أفعال يندى لها الجبين ، عن مقالب وغدر وإيقاع الأذى فليس هذا من أخلاق المؤمن لأن المؤمن جانبه مأمون
، { عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، قِيلَ وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَايِقَهُ }



سؤال مهم :

كيف نوفق بين اسم المؤمن وأن الله سبحانه وتعالى يقذف الخوف في قلوب العباد؟ ( هو مصدر أمن للخلق وفي الوقت نفسه قد يملأ قلوبهم خوفا ) !

هنا السؤال دقيق جدا فالإنسان إذا أمن اطمأن للدنيا ونسي الله عز وجل وركن إليها، أعجبه ماله أعجبته قوته أعجبته مكانته أعجبه بيته، وشعر أن الدنيا مديدة وأنه في مركز قوي هذا أمن للدنيا،

ما علاجه ؟

أن يقذف الله في قلبه الخوف، فإذا خاف هذا العبد والتجأ إلى الله عز وجل عندئذ يطمئن بالله، أي يخيفك كي يؤمنك ويفقرك كي يغنيك ويمنعك كي يعطيك ويضرك كي ينفعك ويُذِلك كي يعزك ، فيأخذ ليعطي ويبتلي ليجزي يضر لينفع ويذل ليعز ويخفض ليرفع ويمنع ليعطي

فإن أخذ بعض صحتك فيعوضك عن هذه الصحة التي أخذها بشيء من رحمته، تزور المريض فتجد نفسه صافيةً جداً ووجهه متألقاً إنه قريب من الله عز وجل، أخذ صحته قليلا وأعطاه الرحمة مقابلها .


اللهم إنا نسألك الرضى بقضائك وقدرك ، والصبر على أمور الدنيا والاخره ، ونسالك الامن والامان في كل احوالنا ، ودلنا على الخير ، آمنا يوم الفزع الاكبر ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
 

اسماء الله ( المصور - الخالق - البارئ )
اسم الله ( المصور )



المعنى اللغوي :

1- المصوّر : مأخوذ من الصّور - بالتحريك - : الميل ، ورجلٌ أصور أي : مائل وصُرْت إلى الشيء وأصرته - بالتحريك - إذا أملته إليك كقوله تعالى { فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ } أي أملهن إلى قلبك وأجمعهن إليك أي إلى جسدك .

2- وتصورت الشيء توهمت صورته لي ، والتصاوير : التماثيل ، والصورة تطلق على حقيقة الشيء وعلى صفته .

3- التخطيط والتشكيل والتصوير هو جعل الشىء على صورة ، والصورة هى الشكل والهيئة .

4- اسم فاعل للموصوف بالتصوير ، وصور الشئ أي جعل له شكلا معلوما والصورة هي الشكل والهيئة أو الذات المتميزة بالصفات .


المعنى في حق الله :

- المصوِّر هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة خلقه كيف شاء وكيف يشاء قال تعالى { الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكفِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ }، اي : صرفك وأمالك إلى أيّ صورة شاء إما إلى صورة حسنة وإما إلى صورة قبيحة أو إلى صورة بعض قراباته .

- هو مبدع صور المخلوقات ، ومزينها بحكمته ، ومعطى كل مخلوق صورته على ما اقتضت حكمته الأزلية
وكذلك صور الله الناس فى الأرحام أطوارا ، وتشكيل بعد تشكيل ،

- قال الزجاج : المصوّر هو مفعّل من الصورة وقد صوّر سبحانه كل صورة لا على مثال احتذاه ولا رسم ارتسمه تعالى عن ذلك علواً كبيراً .


- وقيل في معنى قوله تعالى : { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ } أي الذي إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون على الصفة التي يريد والصورة التي يختار كقوله تعالى : { فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ } ولهذا قال (المصور) أي الذي ينفذ مايريد إيجاده على الصفة التي يريدها .

- وقال الخطابي : ((المصور) الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها فقال { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } .

وقيل : التصور التخطيط والتشكيل .


وبهذا يكون معنى المصور :

الأول : أن المصور هو الذي أمال خلقه وعدلهم إلى الأشكال والهيئات التي توافق تقديره وعلمه ورحمته والتي تتناسب مع مصالح الخلق ومنافعهم ، وأن أصل ( المصّور ) من الصَوَرَ وهو الإمالة .

الثاني : أن ( المصّور) هو الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ، وهيئات متباينة من الطول والقصر ، والحسن والقبح ، والذكورة والأنوثة، كل واحد بصورته الخاصة .

وهو سبحانه الذي صور جميع الموجودات ورتبها فأعطى كل شيء منها صورة خاصة هيئة مفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها ،وكما يظهر حسن التصوير فى البدن تظهر حقيقة الحسن أتم وأكمل فى باب الأخلاق ، ولم يمن الله تعالىعلى رسوله صلى الله عليه وسلم كما من عليه بحسن الخلق حيث قال ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ، وكما تتعدد صور الابدان تتعدد صور الأخلاق والطباع .



ورود الاسم في القرآن :
ورد الاسم مرة واحدة في القرآن
في قوله تعالى : { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ،

وجاء بصيغة الفعل مرات كقوله تعالى : { هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ }


وقوله عز وجل { وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ }

وقوله سبحانه { وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }


وروده في السنه :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((للهِ تِسْعَةٌ وِتسْعُونَ اسْماً مِئةٌ إلاَّ وَاحِداً من أحصاها دخل الجنه ، ............... المصور ............. ))

وجاء بصيغةالفعل والصفة في أحاديث كثيره سنذكرها آنفاً .


آثار الإيمان بهذه الأسماء :

الأول : افراد الله بصفة الخلق ((قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)) كل المخلوقات وجدت من العدم ، وكائن بعد أن لم يكن ، قال تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً }
فكل ماسوى الله مخلوق محدث ، وكل المخلوقات مسبوقةٌ بالعدم ، وهذا قول الرسل جميعاً وأتباعهم ، وخالف في ذلك الفلاسفة القائلين بقدم العالم وأبديته وأن لم يكن معدوماً أصلاً ، بل لم يزل ولا يزال، ولكن الكتاب يرد ذلك ويرفضه .


الثاني : الإيمان بأن الله خلق الخلق وأعمالهم ، وأنه ماشاء كان ومالم يشأ لم يكن ولا يدل هذا على أن العبد ليس بفاعل على الحقيقة ولا مريد ولا مختار ، بل هو فاعل لفعله حقيقة ، وأن إضافة الفعل إليه إضافة حق ، وأنه يستوجب عليه المدح والذم ، والثواب والعقاب، ولكن لا يدل هذا أنه واقع بغير مشيئة الله وقدره ، فالقضاء والقدر رديفان، إذا افترقا كان كلاهما رديفٌ للأخر، وإذا اجتمعا فالقضاءُ يطلق على مالم يقع ، وأما موقع فقدر، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخوض في القدر .


ثالثاً : خلق الله عظيم، فلا يستطيع مخلوق أن يخلق مثله، فضلاً عن أن يخلق أفضل منه، قال سبحانه : { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } وفي هذا تحدٍّ لجميع الخلق من الجن والإنس وغيرهم .


رابعاً : أن الله حرَّم على عباده أن يصوِّروا الصور ذوات الأرواح، لما فيها من مضاهاة لخلق الله، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { قال الله عز وجل: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي؟! فَلْيَخْلُقُوا حَبَّةً وَليَخْلُقُوا ذَرَّةً }

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: { إِنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَذَاباً عِنْدَ اللِه يَوْمَ الْقِيَامَةِ المْصُوِّرُونَ } وفي رواية: (( يُقَالُ لَهُم: أَحْيُوا ما خَلَقْتُم ))

وفي هذا دليل على تعذيب المصوِّر، وهو أن يكلَّف نفخ الروح في الصورة التي صوَّرها، وهو لا يقدر على ذلك، فيستمر تعذيبه .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قدم رسول الله من سفر ، وقد سترت بقرام لي على سَهوة لي ، فيها تماثيل ، فلما رآه رسول الله هتكه ، وقال : { أشد الناس عذاباً يـوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله ، قالت : فجعلناه وسادة أو وسادتين } رواه البخاري

و القِرام بكسر القاف : الستر الرقيق ، والجمع قرم ، والسَهوة هو الصُفة تكون بين يدي البيت


خامساً : تكريم ما صوره الله والنهي عن إهانته بالضرب والشتم فعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ، ولا يقل قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورته } رواه ابن خزيمة بسند صحيح


سادساً : لا ينظر الله إلى صور الناس ففي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ، ولا إلى صوركم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم } صححه الالباني .




من فوائد دراسة اسم الله المصوّر :

تحريم التصوير فيما يسمونه بالفن التشكيلي : لأن المصور ذهب يخلق كخلق الله ليكون مضاهياً لله في صنعه, سواء كانت هذه المضاهاة جسمية أو وصفية, فالجسمية أن يصنع صورة بجسمها, والوصفية أن يصنع صورة ملونة, لأن التلوين والتخطيط باليد وصف للخلق , وإن كان الإنسان ما خلق الورقة ولا صنعها لكن وضع فيها هذا التلوين الذي يكون وصفاً لخلق الله عز وجل .


والتصوير له أحوال :
الحالة الأولى : أن يصور الإنسان مالا روح فيه سواء كان بظل أو بغير ظل فهذا جائز
مثل ( السماء والجبال والأودية والبحار والأنهار ) .

الحالة الثانية : تصوير ما فيه روح وهذا لا يجوز البتة لا تصويره ولا اقتنائه ولا تعليقه ، وجاء في هذا النوع أحاديث كثيرة منها :

1- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال : ( أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله )
- قوله " أشد " : كلمة ، أشد اسم تفضيل بمعنى أعظم وأقوى
- قوله " الناس " للعموم ، والمراد الذين يعذبون
- وقوله "عذابً " تمييز مبين للمراد بالأشد ، والعذاب يطلق على العقاب ويطلق على ما يؤلم ويؤذي وإن لم يكن عقاباً .
- ومعنى " يضاهئون " أي: يشابهون بخلق الله أي : بمخلوقات الله سبحانه وتعالى , والذين يضاهئون بخلق الله هم المصورون فهم يضاهئون بخلق الله سواء كانت هذه المضاهاة جسمية أو وصفية :
فالجسمية يصنع صورة بجسمها , والوصفية أن يصنع صورة ملونة .


2- وعن عبد الله بن عمر أن رسول الله قال : ( إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة يقال لهم :أحيوا ما خلقتم ) .

3- وعن ابن عباس رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله يقول : ( كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم ) . وله مرفوع : ( من صور صورة في الدنيا؛ كلف أن ينفخ فيها الروح, وليس بنافخ ) .
- قوله : " كل " من أعظم ألفاظ العموم فيشمل من صور الإنسان أو الحيوان أو الأشجار أو البحار , لكن قوله " يجعل له بكل صورة نفسا " يدل على أن المراد صورة ذوات النفوس , أي : ما فيه روح .
- وقوله "كل مصور في النار " أي : كائن في النار .
- قوله " كلف " أي : ألزم, والمكلف له هو الله عز وجل .
- قوله " وليس بنافخ " أي : كلف بأمر لا يتمكن منه زيادة في تعذيبه , وعذب بهذا العذاب ليذوق جزاء ما عمل , وبهذا تزداد حسرته وألمه وأسفه .

يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع
 
التعديل الأخير:
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة و مستبشرة
حكم التصوير الفوتوغرافي :

التصوير الفوتوغرافي هو فن تسجيل المرئيات وتثبيتها عن طريق الآلة المعروفة بالكاميرا فهو يسجل الأشخاص والأغراض والأماكن والحوادث ، وآلة التصوير أشبه بعين صناعية ، ونظام التصوير فيها يشبه -إلى حد ما - نظام الرؤية في العين ، فإن الآلة ترى الأشياء وتحتفظ بما رأت لتمكِّنك من النظر إليه كلما أردت ذلك .

والعلة في التحريم الواردة في الأحاديث هي المضاهاة بخلق الله ، أي : التشبيه بخلق الله كما جاء النص على ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها { يا عَائِشَةُ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا عِنْدَ اللهِ يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ } متفق عليه .

وهذه العلة منتفية في التصوير الفوتوغرافي لأنه لا يتجاوز كونه حبس العكس كالمرآة ، فالأجسام ينعكس نورها على المرآة فيظهر عكس شكلها ، ولكن أثر الأجسام المنعكسة على المرآة سرعان ما يزول بعد تحولها عن مقابلة هذه الأجسام، أو تحول الأجسام عن مقابلتها، فلو أن أحد الناس اخترع زرٍّا يضغط عليه عند الوقوف أمام المرآة ليُثَبِّت صورتَه ويحبسها في مكانها ثم يغادرها وقد انطبعت الصورة في المرآة لما ساغ لأحد أن يقول هذا حرام، وإلا حرُم النظر في المرآة .

ولا شك أن استخدام التصوير لنشر المفاسد وإشاعة الفسق والفجور وتدمير الأخلاق والفضيلة وإفساد المجتمع، فإن اتخاذ الصور يكون محرمًا، وكذلك النظر إليها يكون مُحَرمًا .


وقد سئل الشيخ‏ ابن عثيمين عن حكم التصوير الفوتوغرافي ؟‏‏

فأجاب - رحمه الله - :
الصور الفوتوغرافية الذي نراه فيها ؛ أن هذه الآلة التي تخرج الصورة فوراً ، وليس للإنسان في الصورة أي عمل ، نرى أن هذا ليس من باب التصوير ، وإنما هو من باب نقل صورة صورها الله عز وجل
بواسطة هذه الآلة ، فهي انطباع لا فعل للعبد فيه من حيث التصوير ، والأحاديث الواردة إنما هي في التصوير الذي يكون بفعل العبد ويضاهي به خلق الله ، ويتبين لك ذلك جيداً بما لو كتب لك شخص رسالة فصورتها في الآلة الفوتوغرافية ، فإن هذه الصورة التي تخرج ليست هي من فعل الذي أدار الآلة وحركها ، فإن هذا الذي حرك الآلة ربما يكون لا يعرف الكتابة أصلاً ، والناس يعرفون أن هذا كتابة الأول، والثاني ليس له أي فعل فيها ، ولكن إذا صور هذا التصوير الفوتوغرافي لغرض محرم ، فإنه يكون حراماً تحريم الوسائل‏ .



حكم شراء الحيوانات والطيور المحنطة ؟ وحكم وضعها لغرض الزينة ؟
سئل الشيخ ابن عثيمين عن هذا فأجاب بقوله :
الحيوانات المحنطة نوعان :


الأول : محرمة الأكل كالكلاب والأسود والذئاب فهذه حرام بيعها وشراؤها لأنها ميتة ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الميتة ، ولأنه لا فائدة منها فبذل المال لتحصيلها إضاعة له، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال .



الثاني : مباحة الأكل فهذه إن أميتت بغير ذكاة شرعية فبيعها وشراؤها حرام لأنها ميتة ، وإن ماتت بذكاة شرعية فبيعها وشراؤها حلال ، لكن أخشى أن يكون بذل المال فيها لهذا الغرض من إضاعة المال المنهي عنه خصوصاً إذا كان كثيراً

والله أسأل أن يوفق المسلمين لبذل أموالهم فيما تصلح به أحوالهم ويرضى به مولاهم إنه على كل شيء قدير .
 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة و مستبشرة
اسم الله ( الخالق )


هذا الاسم من أشهر الأسماء , وهو بهذا اللفظ والإطلاق لا يسمى به سوى الله تبارك وتعالى


خالَقَ : ( اسم )

فاعل من خَلَقَ


خَالِقُ الْكَوْنِ : مُنْشِؤُهُ ، مُكَوِّنُهُ ، اللهُ سُبْحَانَهُ


اسم فاعل من خلَقَ


الخالق : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : الذي يُخرج من العدم إلى الوجود ، ويصنِّف المُبدَعات ، ويجعل لكلّ صنفٍ منها قدرًا


والخلْق يطلق ويراد به أحد أمرين :
أحدهما : إيجاد الشيء وإبداعه على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ }

وقوله تعالى : {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }


الثاني : بمعنى التقدير، ومنه قولهم : خلق الأدِيمَ أي قدَّره ،

وقوله تعالى : { وَتَخْلُقُونَ إِفْكاً }

أي : تقدِّرونه وتهيئونه ومن هذا قول الله تعالى : { فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ }

فالخلْق في نعوت الآدميين معناه التقدير كقوله عز وجل { أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ } .

أما الخلق الذي هو إبداع الشيء وإيجاده على غير مثال سابق ، فمتفرد به رب العالمين قال سبحانه { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ } .



في كلام العرب : مادة خَـلَـقَ تدور على ثلاثة معاني :

1- ملاسة في الشيء أي أن يكون الشيء أملس, فهذا يقال عنه خلق هذا الشيء بمعنى صار أملسا , ومن ذلك يقال للثياب القديمة ( خَـلَـقْ ) أي هذا الثوب القديم ذهب ما فيه من أثر النسيج الجديد وما فيه من النتوءات , وهكذا الفرش .

2- تطلق ويراد بها الإيجاد , إما أن يكون هذا الإيجاد على غير مثال سابق ، وهذا في خلق الله عز وجل ولا يكون إلا لله تبارك وعلا كخلق السماوات والأرض على غير مثال سابق , وإما أن يكون قد أوجد شيئا على مثال سابق

وكذلك يكون هذا الإيجاد من غير شيء , وإما أن يكون هذا الشيء قد خُـلّق من شيء آخر , كما خُلق الإنسان من نطفة

وآدم من التراب .

3- التقدير فالعرب تقول خلق بمعنى قدّر , ولا شك أن الشيء لا يكون إلا بعد أن قُدّر , فالتقدير يكون أولا ثم بعد ذلك الإيجاد قم يكون التشكيل والتصوير

وهو المراد بالآية التي جاءت في أواخر سورة الحشر , فيصبح الخالق هو المقدر في الآية .
الذي يصلح أن يقال اسم الله الخالق من أي اُخذ هو المعنى الثاني والثالث أي الإيجاد أو التقدير وأما الملاسة فلا علاقة له .

إذن الخالق وحده ولا أحد سواه ينبغي أن تعبده فإذا توجه الإنسان إلى غير الخالق فقد ضلَّ سواء السبيل، والخالق وحده هو الذي إذا عبدته سعدت بعبادته، وإذا عبدته نجوت من عذابه، وإذا عبدته أفلحت في حياتك وفُزت بعد مماتك، ودخلت الجنة وسعدت فيها إلى الأبد .


وروده في القران الكريم :
ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في عدة مواضع منها، قول الله تعالى :

{ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ }

وقوله { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }

وورد هذا الاسم بصيغة المبالغة الخلاَّق في موضعين من القرآن في قوله تعالى :
{ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ }
وقوله : { بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ }


واسمه سبحانه (الخالق والخلاق) مما أقرت به جميع الأمم مؤمنهم وكافرهم،
وفي ذلك يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في معرض رده على من قال (أن اسم الخالق يثبت له سبحانه مجازاً ) :

" إنه ليس في المعلومات أظهر من كون الله: (خالقاً)، ولهذا أقرت به جميع الأمم – مؤمنهم وكافرهم – ولظهور ذلك؛ وكون العلم به بديهياً فطرياً؛ احتج الله به على من أشرك به في عبادته فقال :{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } في غير موضع من كتابه .

فعلم أن كونه سبحانه (خالقاً ) : من أظهر شيء عند العقول ، فكيف يكون الخبر عنه بذلك مجازاً؛ وهو أصل كل حقيقة، فجميع الحقائق تنتهي إلى خلقه وإيجاده، فهو الذي خلق وهو الذي علم، كما قال تعالى : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }


فجميع الموجودات انتهت إلى خلقه وتعليمه، فكيف يكون كونه خالقاً عالماً مجازاً؟ وإذا كان كونه خالقاً عالماً مجازاً: لم يبق له فعل حقيقة ولا اسم حقيقة، فصارت أفعاله كلها مجازات، وأسماؤه الحسنى كلها مجازات... إلى قوله: فإن جميع أهل الإسلام متفقون على أن الله خالق حقيقة لا مجازاً، بل وعباد الأصنام وجميع الملل " انتهى
 
ومن آثار الإيمان بهذا الاسم :

أولاً: أن الله تعالى هو الخالق وحده وما سواه مخلوق، قال تعالى : { اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }

وقال { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ }

كل ما سوى الله مخلوق محدَث، وكل المخلوقات سبقها العدم


ثانياً :أن الله تعالى لم يزل خالقاً كيف شاء ومتى شاء ولا يزال، قال تعالى { يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ }


ثالثاً :أن الله تعالى ذكره خالق كل شيء، قال تعالى { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ }

رابعاً :خلق الله عظيم، فلا يستطيع مخلوق أن يخلق مثله، فضلاً عن أن يخلق أفضل منه، قال سبحانه { هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ }


سادساً : خلق الله العظيم، فهو الذي خلق السماوات والأرض، وهما أعظم من خلق الإنسان، قال تعالى { لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ }


سابعاً :أن الله تعالى ما خلق هذا الخلق عبثاً، وإنما لغاية عظيمة، قال تعالى { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }


فالخالق هو الله، صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى علم على الذات
فالله سبحانه ؛ يحتاجه كل شيء في كل شيء فاعبدوه فلنلاحظ أن أمر العبادة يأتي في الأعم الأغلب في القرآن الكريم بعد اسم الخالق

{ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ }
{ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ }

أما صيغة " الخلاّق " فهي صيغة مبالغة لاسم الفاعل يعني كثير الخلق وعظيم الخلق .

وقفة تأمل في خلق الله عز وجل :

سأذكر مثال فقط وقيسوا على ذلك خلق الله في انفسكم وفي الكون .



وقفة تأمل في الفم :

انظر إلى فمك هذا الذي تأكل به الطعام , فحينما تتأمل في هذه الأسنان فإنك تجد ثلاثة أنواع منها :

القواطع , والأنياب والأضراس ,

وهذه الأخيرة أي الأضراس على نوعين : أضراس أمامية , وأضراس خلفية,

وأما القواطع والأنياب فلكل منها جذر واحد ,

وأما الأضراس الأمامية فلها جذران , والأضراس الخلفية لها ثلاثة جذور نظرا لسعته وضخامته وامتلاءه ,


فمن الذي دبر هذا التدبير ؟

ثم انظر إلى هذه الملائمة بين هذه الأسنان وبين هذه الأضراس , لماذا لا يخرج لبعض الناس أضراس في مقدمة الفم ؟ وتكون الأسنان في آخر الفم ! , هل رأيتم شيئا من ذلك ؟

لماذا لا يكون بعض الناس بهذه المثابة ؟ , ثم إذا كان الأمر متحدا في جميع الخلق , فلماذا كانت هذه في الأمام وهذه متوسطة وهذه متأخرة ؟ ويكون بعض الأضراس بعد ذلك ؟ ... أقول كل ذلك قسمه الله عز وجل وقدره ورتبه ترتيبا عجيبا ليتحقق من ذلك الغرض الذي خلق من أجله .


فأقول في هذا الفم الذي نأكل به الطعام , أقول تأملوا كيف شقه الله عز وجل في أحسن موضع وفي أليق موضع , تصور لو كان هذا الفم في رجل الإنسان ؟ أو في يده ؟ أو كان خلف رأسه ! كيف يكون حاله ؟ وقد أودع الله فيه من المنافع وآلات الذوق والكلام وآلات الطحن والقطع ما يبهر العقول .


وفي وسط الفم يوجد اللسان وعلى سطح هذا اللسان يوجد تسعة آلاف نتوء ذوقي , وإذا حرك الإنسان لسانه بطريقة معينة صدر منه صوت معين , وإذا حركات باتجاه آخر صدر منه صوت آخر

, والإنسان لا يجد كلفة بالكلام فيتكلم بكل يسر وسهولة وطلاقة

من الذي يسر له ذلك ؟ , وإذا بدأ الإنسان يأكل الطعام بدأت هذه الغدد بالإفراز وهي محيطة بهذا اللسان عن يمينه وعن شماله ومن أمامه أعني تحته .


معرفة هذه الأمور ينمي معرفة الرب تبارك وتعالى , ويملأ نفس الإنسان وقلبه تعظيما للخالق جل جلاله , ويقوده قودا إلى الإقرار بوحدانيته .

فأقول تأمل هذا العجب في صنع الله عز وجل , وكيف أن هذا اللسان نستخدمه في كثير من الأحيان في القيل والقال , نستخدم هذا اللسان فيما لا يرضي الله . , بالغيبة والنميمة والسب والشتم والوقوع في أعراض المسلمين وما إلى ذلك

وقيس على ذلك جميع اجزاء جسمك الداخلية والخارجية .


والحقيقة أن القرآن الكريم كتاب العمر، وهو الكتاب المقرر، وأنا أتمنى على القرّاء الكرام إذا قرؤوا القرآن ومرت بهم كلمة الخلق فليبحثوا عن العلاقة بينها وبين ما قبلها وما بعدها، على جناح السرعة، " هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ "

خالق الكون هو الله رب العالمين علم على الذات صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى، خالق كل شيء، أي لا خالق آخر خلق أي شيء، هو خالق كل شيء فاعبدوه، هذا المعنى الإيجابي، أما المعنى السلبي، " هل من خالق غير الله " ؟
 
اسم الله ( البارئ )

أصل هذه الكلمة أصل الباء والراء والهمزة بـرء

البَارِئ : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : واهب الحياة للأحياء

- برَأ اللهُ الخلقَ : خَلَقَهم ؛ أوجدهم من العدم برَأ اللهُ الكونَ .

- قالوا هذا إعذار وإنذار, بمعني أعذر وأنذر .

- وتقول مثلاً برأَ الرجل من هذا المرض أي تخلص ..برأ أي أنه تعالج منه, برأ وصار صحيحًا بعد أن كان عليلاً .

- ويقال برأ أي تنزه وتباعد ،وفي حق الله سبحانه وتعالي معناه المنزه عن كل عيب، منزه عن كل نقص. وفي حق الإنسان هو أن تتباعد وتتنزه عن السفاسف .

- يقال بَرأت العود أو يقال بَرِئْتَ العود وبروته إذا قطعته وأصلحته، ففيها معنى الإصلاح .


نخلص في معنى البارئ الى أربعة معاني :

1- البارئ هو : الموجد، المبدع، من برأ الله الخلق أي خلقه. وبهذا يكون مرادف ومشابه لاسم الله ( الخالق ) .

2- البارئ : الذي فصل بعض الخلق عن بعض، أي: ميَّز بعضهم عن بعض، وهذا مثل ما قلنا برأ الشيء بمعنى قطعه وفصله ميَّز الخلق هذا أبيض وهذا أسود، هذا عربيّ وهذا أعجمي .

3- البارئ يدل على أنه تعالى خلق الإنسان من التراب لأنه في لغة العرب يقولون : البرىّ هو التراب .

4- البارئ هو: الذي خلق الخلق بريئا من التفاوت قال تعالى : { مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } أي خلقهم خلقًا مستويًا، ليس فيه اختلاف ولا تنافر، ولا نقص ولا عيب ولا خلل، فهم أبرياء من ذلك كله .


والغالب في استعمال هذه اللفظة ( البارئ ) أنها تستعمل في خلق الحيوان وما كان فيه الروح , فيقال برئ الله عز وجل النسمة بمعنى أوجدها وخلقها ولا يكاد الناس يقولون برئ الله السماوات , برئ الله الجبال , برئ الله الشجر

وإن كان هذا المعنى صحيحا , ولكن الغالب في هذه الأمور , خلق الله السماوات وخلق الله الجبال , وبرئ الله الخلق وخلق الله الخلق , فصار هذا فرق بالاستعمال من حيث الغالب والله أعلم .

أي المنشئ للأعيان من العدم إلى الوجود والبرء هو الفري وهو التنفيذ وإبراز ما قدره وقرره إلى الوجود, وليس كل من قدر شيئا ورتبه يقدر على تنفيذه وإيجاده سوى الله عز وجل .



وروده في القرآن الكريم :

ورد هذا الاسم ثلاثا مرات في كتاب الله عز وجل في آيتين :

في أواخر سورة الحشر وهي قوله تعالى : { هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم } ,


والثانية وهي الآية في سورة البقرة وهي قوله تعالى : { فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }


وروده في السنه :

ولم يرد في السنة صريحا وإن ورد معناه ومن ذلك :

- أتاني جبريل فقال : { يا محمد ! قل ، قلت : وما أقول ؟ قال : قل أعوذ بكلمات الله التامات ، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر ، من شر ما خلق ، وذرأ ، وبرأ ، و من شر ما ينزل من السماء و من شر ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض وبرأ ومن شر ما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق يطرق ، إلا طارقا يطرق بخير ، يا رحمن }


- عن أبي جحيفة قال: { سألت علياً رضي الله عنه : هل عندكم شيء ما ليس في القرآن ؟ فقال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ؛ ما عندنا إلا ما في القرآن إلا فهماً في كتابه ..... }


تأملات في رحاب الاسم الجليل :

البارئ لا يخلق الشيء إلا مناسبا للغاية التي أرادها من خلقه .

وإذا تأملنا الكون المحيط بنا سنلاحظ أن الله عز وجل قد خلق كل شيء صالحا لمهمته مناسبا للغاية من خلقه ومتوائما مع المحيط الذي وضع فيه .

فالإنسان خلق ليكون خليفة الله عز وجل على الأرض وليكون عارفا بالله عابدا له متأملا في ملكوته لذلك برأه في خلقة تناسب جلال الغاية فبرأه أي خلقه في أحس تقويم .. أي أحسن هيئة ؛ فجعله أحسن المخلوقات من حيث التركيب ومن حيث الشكل ؛ وميزه بالعقل ، وجعل له وسيلة للتعبير والبيان فخلق له لسانا مبينا .
فسبحان الذي أتقن كل شئ خلقه ، ولنتأمل كيف جعل الله ماء الأذن مرا لكي يقتل الحشــرات والأجزاء الصغيـرة التي تدخل الأذن .
وجعل ماء العيـــــن مالحاً .. ليحفظهـا لأن شحمتهـا قابله للفساد فكانت ملاحتهــا صيانة لها .
وجعل ماء الفـــــــــم عذبا .. لــيدرك طعم الأشياء على ما هي عليـه إذا لو كانت على غـــير هذا لما استطعم الإنسان طعم ما يأكله قال تعالى : { وفي أنفسكــــــــــــم أفلا تبصـــــــــــــرون } .
 
التعديل الأخير:
ثمار الإيمان بالاسم الجليل :

1- الإيمان بأن الله أوجد خلقه من العدم وأنعم عليهم بنعمة الوجود وهيأ كل مخلوق لما خلق له .

2- أن وجود بعض النقص والآفات في بعض المخلوقات ابتلاء لهم وتذكيرا للمعافين بنعم الله عليهم وليعلم الناس قدرة الله عليهم، وأنه هو الذي يملك نفعهم وضرهـم .

3- أن ينعم كل واحد منا بنعم الله عليه وما هيأه له من عقل وقوة في البدن واستغلال المواهب والقدرة في عمارة الأرض ونفع الخلق ويشكر الله على ما أعطاه .

4- أن الله هيأ هذا الكون للإنسان ليتفاعل معه ويستغل ما سخره الله له في الكون على وجهه الصحيح ، وقد ذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة البقرة التي ركبها رجل

والقصة رواها البخاري عن أبي هريرة قال : { صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح ثم أقبل على الناس فقال : بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها فقالت : إنا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث فقال الناس : سبحان الله بقرة تكلم فقال : فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وما هما ثم ( ليسا موجودين ) وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة فطلب حتى كأنه استنقذها منه فقال له الذئب : هذا استنقدتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعى لها غيري فقال الناس : سبحان الله ذئب يتكلم قال : فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر } .

فالشاهد أن البقرة تعلم أنها خلقت للحرث وليس للركوب فأولى بالإنسان أن يكون مدركا لغاية وجوده ، مكتشفا للكون حوله وخصائص الأشياء ويتفاعل معها وينتج ويبدع .

5- فهم هذا الاسم وأن الله هيأ كل واحد منا وله من العقل والقدرات ما يناسبه له معنى تربوي كبير ، فالكثير منا يخطيء في تربية أولاده فهو يريد أن يوجه ابنه لما يريد هو ... لا ما يتفق مع مواهبه وقدراته ، حتى إننا نجد كثيرا من الناس يحلمون بأن يكون أبناؤهم إما أطباء أو ضباط شرطة ،لضمان الوجهة الاجتماعية والغنى لأبنائهم -كما يتوهمون - بل واشتهر ما يعرف الآن بظاهرة التوريث فالطبيب يريد لابنه أن يكون طبيبا ، والأستاذ الجامعي يريد أن يخلفه ابنه في الجامعة ....هذا كله جهل بسنن الله في الكون وأنه بناه على التنوع والتعدد .



حكمة الله في خلق المعاقين :

قد يسأل سائل لماذا خلق الله المعاقين اليس هذا نقص في خلق الله للانسان ؟!

إن من أصول الدين الإيمان بحكمة الله سبحانه وتعالى في خلقه وأمره ، وفي قدره وشرعه ، بمعنى أنه لا يخلق شيئا عبثا ، ولا يشرع ما لا مصلحة فيه للعباد ، فكل ما في الوجود فهو بقدرته ومشيئته

وقد اقتضت حكمته البالغة خلق الأضداد ، فخلق الليل والنهار ، والطيب والخبيث ، والحسن والقبيح ، وفاضل بين العباد في أبدانهم وفي عقولهم ، فجعل منهم الغني والفقير ، والسليم والسقيم ، والعاقل وغير العاقل


وقد جعل النقص في بعض خلقه لحكم عظيمة منها

1- تعظيم المؤمن نعمة الله عليه ؛ فالمؤمن المعافى إذا شاهد المعوقين عرف نعمة الله عليه فشكره على إنعامه ، وسأله العافية ، وعلم أن الله على كل شيء قدير

2- الابتلاء فيبتلي عباده المؤمنين بما يصيبهم من مختلف أنواع المصائب في أنفسهم، وأولادهم، وأحبابهم، وأموالهم ليكون ذلك سبباً لنيله الثواب العظيم من الله اذا صبر واحتسب .

3- وقد تكون الأمراض ونحوها عقوبة، ومع ذلك تكون كفارة لمن أصابته إذا صبر واحتسب

4- أن يتذكر من يعافيه الله نعمة ربه وإحسانه فيشكره على ذلك، ويعلم فضل الله عليه وإحسانه إليه أن لم يصبه بما أصاب غيره .

5- أن الله ما سلب نعمة عن أحد إلا وعوضه عنها نعما أخرى في الدنيا فضلا عن الجزاء الجزيل في الآخرة وقد رأينا كيف من ابتلاهم الله بالعمى مثلا كيف آتاهم الله قدرة فائقة على الحفظ والفهم وأمثلة هذا كثير

6- أن يعلم الناس قدرة الله عليهم، وأنه هو الذي يملك نفعهم وضرهـم