حينما نشرع في تدبر قوله"وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"

  • انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
قصة :
قالت لي احدى الفتيات حينما كانت في المرحلة الأخيرة من الثانوية
“تصفحت كتيب في شرح أسماء الله الحسنى بحثاً عن الاسم المناسب لوضعي ، فوقعت عيناي على اسم الله الحيي فأصبحت أدعو به كثيرا لأن يوفقني في امتحاناتي فاستجاب الحيي دعائي وتخرجت بنسبة مباركة”


إن من حياءه الذي يزيد الحياء في قلوبنا أنه يستحي جل في علاه من فضح عبده ويستر عليه
تخيل تلك المعاصي التي اقترفتها واستشعر حياء الله المتمثل في ستره عليك
فهو ما سترك إلا لأنه حيي و ستير

الله الحيي يحب من عباده أن يتصفوا بخلق الحياء و قد رغبت الشريعة بهذا الخلق الجميل
وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم ( الحياء من الإيمان ) متفق عليه
فمن وفق للتخلق بالحياء فهذا من الإيمان الذي وضعه الله في قلبه

فحين تستحي أن تذكر ذنبك

وحين تستحي من الله أن تعصيه

وحين تستحي أن تتسخط على نعمه وتلجم لسانك وقلبك وتلهج بشكرك لله

فهذا من تطبيقك اسم الله الحيي في حياتك


وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والحياء لا يأتي إلا بخير ) رواه البخاري

نعم .. لا تنحرج من حياءك
و لا تنحرجي من حياءك
فهو لا يأتي إلا بخير
وأوصي الوالدين أن يربوا أبنائهم على الحياء
وبالأخص فتياتهم وتعوديهن و تحبيبهن بالستر
فحين تتستر المرأة بالحجاب الشرعي الذي يرضى الله ، وتستحي من اظهار مفاتنها وجمالها و تلتزم بحدود الشرع فهذا كله من إيمانها بالله الحييّ..

ومن الحياء أيضاً أن يستحي “الرجل والمرأة غير المحارم” من الله بحيث تكون تعاملاتهم بأدب واحترام
وأن يتقيدوا بالحدود الشرعية ولا يتعامل كل منهم مع الطرف الآخر كما يتعامل مع محارمه


إن وفقت لخلق الحياء

مع الله جل في علاه

أو مع الناس

وحتى مع نفسك

فهذا خير عظيم رزقك الله إياه

من الآن عود نفسك الدعاء باسم الله الحيي

قل يا حيي ثم اذكر حاجتك

وكن محسناً الظن به موقناً بإجابته وحياءه

أسأل الله الحيي أن يستجيب لكم دعواتكم التي فيها خير لكم وأن يرزقنا الحياء .
 
اسم الله ( الستير )

هناك فرق بين الصفة و الاسم ..
فالله تعالى من صفاته الستر .. ولكن ليس من اسمائه الستار
لأن الاسم الشرعي هو :
الســتّير
و أسماء الله توقيفيه .. أي يجب أن نرجع للدليل قبل إطلاق الاسم .. فقد ورد الدليل على الستير ولم يرد على الستار

فكلا اللفظين من صيغ المبالغة ، ولكن السّتّير الذي هو من أسماء الله الحسنى أكثر مبالغةً في المعنى ، يستر مليون فضحية، ويستر أكبر فضيحة، صيغ المبالغة تأتي في الكم والنوع، الله غفار صيغة مبالغة، يغفر أكبر ذنب، ويغفر مليار ذنب، كماً ونوعاً .

والستر من الستّار، واسم الفاعل إذا أريد المبالغة في الوصف به جاء على عدة أوزان منها : فَعَّال ، وهذا كثير مشهور ، ومنه : "ستَّار" .ومنها : فِعِّيل ، ومن هذه الصيغة : اسم " سِتِّير"
وذلك لأنّ في العربية صيغة (( فِعّيل )) صيغة مبالغة تستعمل للمولع بالفعل فيديم العمل به فيكون كالعادة الملازمة له .

الفرق بين السِّتر بالكسر ، والسَّتر بالفتح :
هناك فرق بين الاسم والمصدر، المصدر يدل على حدث، والسَتر مصدر، ستر يستر ستراً، أما السِتر فهو اسم،
هذه القماشة التي توضع على النافذة اسمها سِتر،
تماماً كشق يشق، الآن هذه العملية اسمها شَق، أما هذا الخط اسمه شِق، الله عز وجل يستر عباده.
وله معنيان :
أولاً: ( الستير ): من شأنه حب الستر والصون والحياء، وأساساً الله عز وجل جعل في الإنسان خصيصة، أن سرك لا يطلع عليه أحد، لذلك أعجب العجب ممن ستره الله عز وجل وهو يفضح نفسه .

مثال :

حدثني أخ قال لي: إن إنسانا صالحا ذكر له بعضُ أصدقائه أنه زنى في وقت مضى، قال لي: والله مضى على هذه القصة ثلاثون عاماً، كلما نظرت إليه تذكرت أنه زنى.
الإنسان لا يغفر، فإذا وقع من إنسان زلة واللهُ ستره، فليس له حق في أن يفضح نفسه، وليس عندنا في الإسلام ما يسمى بالبوح، تقف أمام رجل دين، وتبوح له بكل أخطائك، هذا شيء ليس واردا عندنا إطلاقاً، الله ( ستّير )، ما دام أن الله سترك فيجب أن تستر نفسك، ولا داعي أبداً أن تبوح بأخطاء صدرت منك لأيّ إنسان.

ثانياً :( الستير ): يأتي بمعنى آخر، معنى المنع والابتعاد عن الشيء، فقد ورد في الحديث الصحيح أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ: (( جَاءَتْنِي امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ تَسْأَلُنِي، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ فَأَعْطَيْتُهَا فَقَسَمَتْهَا بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، ثُمَّ قَامَتْ فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ: مَنْ يَلِي مِنْ هَذِهِ الْبَنَاتِ شَيْئًا فَأَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ كُنَّ لَهُ سِتْرًا مِنْ النَّارِ )) متفق عليه
مَن يصدق أنه إذا ربّى بنتاً أو بنتين، فأحسن تربيتهما، ربّاهما على الصلاح والحياء، والورع والتقوى، ثم اختار لهما زوجين صالحين من المؤمنين، ومات فله الجنة ؟! إذاً: الستر هنا بمعنى البعد، فتربية هذه البنت تربية صالحة تبعدك عن النار.


قصة مؤثرة جداً :
أن أحد خطباء دمشق، والقصة من خمسين سنة تقريباً، رأى في المنام رسول الله، وقال له: قل: لجارك فلان، ( وجاره بائع متواضع جداً، إلى جانب المسجد )،إنه رفيقي في الجنة، هذا الخطيب تألم ألماً شديداً، البشارة لي أم له ؟ لجاره، وهو إنسان متواضع، من عامة الناس طرق بابه، دخل إلى بيته ورحب به، قال له: لك عندي بشارة من رسول الله، ولن أعلمك إياها إلا إذا أخبرتني ماذا فعلت مع ربك ؟ امتنع، فلما ألح عليه، قال له: والله لن أنقلها إلى مسامعك إلا إذا أخبرتني ماذا فعلت مع ربك، قال له: والله أنا خطبت امرأة وتزوجتها، وفي الشهر الخامس، كانت حاملاً في الشهر التاسع، يعني أن الحمل ليس مني، قال له: زلت قدمها، قال له: بإمكاني أن أفضحها، بإمكاني أن أطلقها، بإمكاني أن أسحقها، لكن أردت أن أجعلها تتوب على يدي، جئت لها بولاّدة، وولدت في الليل، وحملت الطفل الصغير الذي ليس منه تحت عباءتي، ودخلت جامع في السنجقدار، دخل المسجد بعد أن نوى الإمام فريضة الفجر، وضع الغلام وراء الباب، والتحق بالمصلين، ولم يره أحد، فلما انتهت الصلاة تحلق الناس حول الغلام، ودهشوا، فجاء هو، وكأنه لم يعلم ما الخبر، قال: ما الخبر ؟! قالوا: تعال انظر، قال: أنا أكفله، أعطوني إياه، فأخذه أمام أهل الحي على أنه لقيط، وهو تولى تربيته، ورده إلى أمه، وتابت على يديه، الله عز وجل قال:
﴿ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ﴾

يتبــــــــــــــــــــــــع
 
وهذا الاسم ورد مطلقاً مُنَوّناً، مراد به العلمية، دالاً على كمال الوصف.
في الحديث الشريف الصحيح عَنْ يَعْلَى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بِالْبَرَازِ، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَقَالَ: (( إِنّ اللهَ عزّ وَجَلّ حَلِيمٌ حَيّ سِتّيرٌ، يُحِبّ الحَيَاءَ والسّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمُ فَلْيَسْتتِرْ )) [ النسائي ]

وفي سنن البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنه:(( إن الله ستير يحب الستر ))

قال تعالى : ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ ( سورة الأعراف الآية: 180 )
ولا بد من وقفة عند كلمة: ﴿ فَادْعُوهُ بِهَا ﴾، يعني تقربوا إلى الله بالتخلق بالكمالات الإلهية، ويمكن أن تتقرب إلى الرحيم بأن تكون رحيماً، ويمكن أن تتقرب إلى العدل بأن تكون منصفاً، ويمكن أن تتقرب إلى ( الستير ) بأن تكون ستّيراً.

ولا بد من التنويه إلى أن طبع الإنسان يقتضي الفضيحة، يستمتع في أن يذكر فضائح الناس، وأن يكشف عوراتهم، وأن يتندر بسقوطهم ، الإنسان معه طبع، ومعه تكليف، الطبع يتناقض مع التكليف،
إذاً: الطبع يقتضي أن أخوض في فضائح الناس، والتكليف يأمرني أن أستر، الستر يحتاج إلى إرادة، إلى قوة إرادة، معك قصة ممتعة جداً تسرّ الحاضرين، يتلهفون إليك، وتشرئب أعناقهم إليك، لكنك مؤمن، والمؤمن ستّير، فيسكت.
فلذلك هذا الذي يمشي مع طبعه

قضية سهلة جداً، يسترخي، أيّ شيء يعرفه تكلم به، لكن: عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ )) [ رواه مسلم ]

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( الْمَجَالِسُ بِالْأَمَانَةِ... )) [ أبو داود وأحمد ]

الآثار الإيمانية لهذا الاسم :

لفظ "الستار" لم يثبت - فيما نعلم - في نصوص الكتاب والسنة أنه اسم من أسماء الله تعالى .

وقد سُئل الشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله : هل السَّتَّار من أسماء الله الحسنى ؟
فأجاب : " الستار لا أعلم أنه من أسماء الله ، ولكن من أسماء الله : "الستير" ، كما جاء في الحديث : ( إن الله حيي ستير ) ، أما الستار فلا أعلم أنه من أسماء الله ، وإنما هو من باب الخبر ، أُخْبِرَ عن الله أنه ستار ، وباب الخبر أوسع من باب الأسماء " انتهى


وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح" : هل الستير يعتبران من أسماء الله ؟
فأجاب : الستير فقد ورد فيه حديث ، ولكن يحتاج إلى نظر في صحته ، فإذا صح فهو من أسماء الله ؛ لأن مذهب أهل السنة والجماعة أن كل ما صح في أسماء الله عن رسول الله فإنه يثبت ، أي : ثابت التسمية به " انتهى .



أقوال العلماء في الاسم :
قال البيهقي : ستير أي أنه ساتر يستر على عباده كثيراً ولا يفضحهم في المشَاهد.
قال ابن الأثير : إن الله حيي ستير يحب الحياء والستر ، فإنه سبحانه من شأنه حب الستر والصون.

يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبع
 
مقوله لصحابي مؤثره :
عن سعد ابن أبي وقاص رضي الله عنه قال { ثلاثة أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك أنا واحد من الناس ، ﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾ ، ما سرتُ في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها ، وما سمعت حديثاً من رسول الله إلا علمت أنه حق من الله تعالى }
الشرح :
معنى رجل لا تعني أنه ذكر، تعني أنه بطل
1- ﴿ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ﴾
2- ( ما سرتُ في جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها ) ، معنى ذلك أن الجنازة لها قول، القول قد يكون بلسان المقال، أو بلسان الحال.
لذلك إذا مشى الإنسان في جنازة فهذا الذي في النعش انقضى أجله، وخُتم عمله سيحاسب عن كل شيء.﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
الآن يمشي الرجل في الجنازة فيتحدث عن الصفقات، والبيت الفلاني، والمحل الفلاني، والحفلة الفلانية، قال له: هل حضرتها ؟ كانت رائعة ! وهو يمشي في جنازة.
لذلك قالوا: أندم الناسِ عالِمٌ دخل الناس بعلمه الجنة، ودخل هو بعلمه النار، ما طبق علمه، وأندم الناسِ غني دخل ورثته بماله الجنة، ورثوه حلالاً، وأنفقوه في طاعة الله، فدخلوا بمال أبيهم الجنة، ودخل هو بماله النار، لأنه كسبه بطرق متعددة لا ترضي الله عز وجل.
في الجنازة بطل، والصلاة بطل.

3- وهي موطن الشاهد: ( وما سمعت حديثاً من رسول الله إلا علمت أنه حق من الله تعالى)
إذا ربيت هذه البنت، وأحسنت أخلاقها، وحجبتها، ودللتها على الله، واخترت لها زوجاً مؤمناً فلك الجنة، هذا عمل يكفي لدخول الجنة.


الستير هو سبحانه وتعالى، ويحب الستر، ويبغض القبائح، ويأمر بستر العورات، ويبغض الفضائح، ويستر العيوب على عباده، وإن كانوا بها مجاهرين، ويغفر الذنوب مهما عظمت، طالما كل عباده موحِّدون.
أيها الإخوة الكرام، حينما أتخلق بهذا الاسم، وبهذا الكمال أتقرب إلى الله .
نحن في علاقاتنا الاجتماعية الغيبة هي أحد أسباب الفضائح،
حتى قال الواحد للثاني: لقد اغتبتني، قال له: من أنت حتى أغتابك ؟ لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أبي وأمي، لأنهما أولى بحسناتي منك،
فالقضية تنطلق من غيبة، وتنتشر.
تقرب إلى الله بهذا الكمال، وهو أن تستر .

اللهم ياحيي ياستير استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا .
 
اسم الله ( الودود )

الودود على وزن فعول، من صيغ مبالغة اسم الفاعل، واسم الفاعل وادّ والمصدر هو الودُّ، إذاً اسم الودود أصله من الودِّ .

معنى الودود :
المحب لخلقه والمحبوب لهم

جاء في لسان العرب :
المحبُّ لعباده من قولك وَدِدْتُ الرجل أَوَدّه ودّاً ووِداداً وَوَداداً ،

قال ابن الأَثير:
الودود في أَسماءِ الله تعالى فَعُولٌ بمعنى مَفْعُول من الودّ : المحبة ، يقال وددت الرجل إِذا أَحببته ، فالله تعالى مَوْدُود أَي مَحْبوب في قلوب أَوليائه ، قال : أَو هو فَعُول بمعنى فاعل أَي يُحبّ عباده الصالحين

وفي تفسير القرطبي :
الودود : أي المتودد إلى أوليائه بالمغفرة .


وجاء في تفسير السعدي :
ومعنى الودود من أسمائه تعالى أنه يحب عباده المؤمنين ويحبونه ، فهو فعول بمعنى فاعل وبمعنى مفعول والودود الذي يحب أنبياءه ورسله وأتباعهم ويحبونه ، فهو أحب إليهم من كل شيء ، قد امتلأت قلوبهم من محبته ، ولهجت ألسنتهم بالثناء عليه ، وانجذبت أفئدتهم إليه ودا وإخلاصا وإنابة من جميع الوجوه .


الفرق بين الحب والود :
أن الحب شعور ، بينما الود عمل ، الابتسامة ود ، الهدية ود ، الخدمة ود ، الإكرام ود .

إذا أحب الإنسان يضعف أمام المحبوب ويتذلل له ، لكن الله سبحان الله وتعالى إذا أحب يحسِن ، لذلك الله
( ودود )
أي أنه يحب عباده ، يحفظهم، يؤيدهم، ينصرهم، يكرمهم، ينزل عليهم رحمته، يلقي في قلوبهم السكينة، ويغنيهم ، محبة الله جل جلاله تتجسد بإكرام الإنسان .

باختصار الودود هو الذي يتودد إلى عباده بالنِعم .


ونحن نتودد إليه بالإيمان به، وبعبادته وطاعته، وامتثال أمره، وبترك ما نهى عنه، وبالتخلّق بأخلاق نبيّه وبالبذل والعطاء .
إذا عرف العبد معنى هذا الاسم حقيقة كان لذلك الأثر البالغ في عقيدته وتفكيره وسلوكه وفي حياته كلها ونظرته للكون من حوله ؛ فيعيش سعيدا مطمئنا إلى ولاية الله تعالى لعباده ومودته لهم ، فيحب الخير لجميع خلق الله ، ويعمل ما استطاع لتعبيد العباد لخالقهم ، فيحب للكافر الهداية وللعاصي التوبة والمغفرة ، وللمطيع الثبات ورفعة المنزلة .. وبذلك يكون ودودا محبوبا لعباد الله فيعفو عمن أساء إليه ، ويلين مع البعيد كما يلين مع القريب وبذلك ينال ولاية الله تعالى ومحبته ووده ..

فقد قد قال النَّبِي صلى الله عليه وسلم :

: { إِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدًا نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِى جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي أَهْلِ الأَرْضِ } رواه البخاري


قصه كمثال :
يقول الشيخ النابلسي :
ذات مرةٍ رويتُ واقعة ؛ قسم منها واقعي والقسم الثاني تكملة :

إنَّ رجلاً كان يريد أن يلقي بكيسٍ في حاوية القمامة، فوجد كيساً أسود يتحرك، فانتشله فإذا فيه طفل صغير وُلِدَ توّاً، هذه قصة واقعية في الشام فأخذه إلى دار التوليد، فأنعشوه في الحاضنة، حتى تحسنت صحته، ثم نقله إلى البيت واعتنى به عناية بالغة حتى صار في سن الدراسة، فأدخله إلى المدرسة، إلى آخره.
التكملة تابع تعليمه إلى أن تخرج طبيباً ثم بعثه للتخصص وعاد بشهادة البورد، فاشترى له بيتاً وعيادة، وزوجه، فهذا الطبيب اللامع حينما يعلم أن هذا الإنسان سبب حياته، واللهُ هو المُحيي، وسبب هذه المرتبة العليّة،

كيف يكون موقفه منه ؟ إنه يقول له دائماً: أنا لا أنسى لك هذا الفضل حتى الموت.

فأنت الشيء نفسه، لم تكن شيئاً مذكوراً خلقك تنعم من أول لحظة بهديتين نفيستين:
فأول هدية أنه حينما يولد الإنسان فيلهمه الله عز وجل عملية بالغة التعقيد هي المص
والهدية الثانية ؛ هي الأم، مَن هذا الكائن ؟ إنها الأم آية من آيات الله ؛ فوجودها من أجل ابنها، و أعصابها وإدراكها ومشاعرها إنها تتفاعل مع ابنها تفاعلاً عجيباً ، والأب هدية .




يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع
 
كتبته فجر الكوس :

عندما تجلس مع نفسك وتسألها هل أحب الله؟

ستجيب بسرعة و بلا تردد نعم أحبه !!
توضع أحياناً في موقف ما فيتبادر هذا السؤال في ذهنك : هل ترجمت حبي بأفعال ؟

هل يتضح ” حبي لله ” بأفعالي وتصرفاتي ؟

أم أنه مجرد كلامٍ نظري يخلو من أي تطبيقٍ فعلي ؟

سنقف كثيرا عند هذا السؤال ! وعند هذه النقطة بالتحديد ..


( كيف أحول معرفتي النظرية لله الودود إلى عمل فعلي ؟؟ )

كلنا نعرف أن الله الودود يريد منّا أن نعرفه بقلوبنا وأن نعمل بجوارحنا وفق هذه المحبة ..
وهنا يأتي السؤال الذي تحتار به القلوب ، كيف أتحرك بقلبي و بدني بمحبة الودود ؟

١- الإلحاح على الله أن يرزقك حبه :
البشر لا يحبون الذي يلح عليهم دائماً لكن الله جل في علاه يحب العبد اللحوح أي الذي يلح على الله في الدعاء دائماً ..
وما أكثر الأدعية في السنة النبوية التي تحث على طلب الحب من الله ومنها:
كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: { اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّكَ وَحُبَّ مَا يَنْفَعُنِي حُبُّهُ عِنْدَكَ ، اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ ، فَاجْعَلْهُ لِي قُوَّةً فِيمَا تُحِبُّ ، وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مَا أُحِبُّ ، فَاجْعَلْهُ لِي فَرَاغًا فِيمَا تُحِبُّ }

٢- متابعة هدي النبي صلى الله عليه و سلم :
قال تعالى (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) قال الحسن : ( ادعى قوم محبة الله تعالى فابتلاهم الله بهذه الآية )
فتش في نفسك هل أنا متبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
هل أحرص على تعلمها و تطبيقها ؟
هل أتحرى أفعاله وسنته أم أني أرى ذلك أمراً ثانوياً ؟
فتش بعمق .. كن صادقاً ..ثم ركز على العمل بهدي النبي عليه السلام ..


٣- الحرص على تعلم العلم الشرعي :
يقول ابن القيم في بدائع الفوائد:
( إن العلم بأسماء الله الحسنى أصل للعلم بكل معلوم ..)
و أهم العلوم العلم بأسماء الله وصفاته
أعظم طريقة ليتشرب قلبك حب الله أن تتعمق في معرفة الله بأسمائه و صفاته ،
فالمحبة تقوى بالعلم عن الله و هذا هو السبب في تفاوت حب الناس لله جل في علاه ..
والقاعدة هي : على قدر علمك بالله و عملك تقوى محبتك .


٤- تحبيب العباد بالله الودود :
المحب الذي ذاق قلبه حلاوة حب الله يحب أن يكون سبباً في محبة العباد لله ، فلا يزال يذكرهم به ويتكلم عنه حتى يملأ قلوبهم حباًّ له وشوقاً للقائه

٥- أقدارك مربوطة بأسماء الله الحسنى :
و المحب لله لا تمر عليه الأقدار بلا تأمل أو تفكر !
بل لا يزال يتأملها ويربطها بالله جل في علاه
المحب لله عز وجل ، يتعبد الله بربط كل موقف يمر به بأسمائه تعالى ، فتارة يتذكر الجبار عندما ترهقه الأقدار و ينكسر ،
وتارة يتذكر المستعان عند شعوره بالضعف وقلة الحيلة ،
وتارة أخرى يتذكر التواب عندما يغلبه الذنب ،
فلا يفوت موقفاً يعيشه في حياته إلا جعل له نصيباً في تعبده بالأسماء الحسنى .. حباً لله وتعلقاً به سبحانه


٦- الارتباط القوي بالقرآن يقوي الحب وينميه :
في هذا الزمن نهتم كثيرا بحمل جوالاتنا و قراءة الرسائل التي تصلنا ممن حولنا
كتاب الله أولى بالتأمل والمعاهدة و المحب يحرص على قراءة كلمات من يحب
فكيف إذا كان المحبوب هو الله جل في علاه .
انتهى كلامها .
يتبع

 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة
إذا أردت أن تسعد فأسعد الآخرين
لا يعرف طعم الإحسان إلا المُحسن .
سيدنا عمر كان يتمشى ذات ليلة في المدينة مع سيدنا عبد الرحمن بن عوف، فلما رأى قافلة في أطراف المدينة وقد نام أصحابها، قال لصاحبه تعال نحرسها لوجه الله إنهم تُجّار ومعهم متاع وبضاعة فبكى طفل صغير، فقال لأمه أرضعيه سكت الطفل، ثم بكى، فقام إليها وقال أرضعيه، أسكتته ثم بكى، فغضب فقام إليها وقال يا أَمَةَ السوء أرضعيه، قالت يا هذا ما شأنك بنا، إنني أفطمه وعمر لا يعطينا العطاء إلا بعد الفطام، " العطاء يعني التعويض العائلي " في زماننا، يقول سيدنا عمر قد ندّت منه صيحة وضرب رأسه وقال: ويحك يا ابن الخطاب كم قتلت من أطفال المسلمين،.. فكل هذا التعذيب مني وأنا السبب، لأن العطاء بعد الفطام وهي الآن تفطمه وتجيعه فأصدر أمراً فورياً أن العطاء بدءاً ساعة الولادة، ثم صلى الصبح وما سمع أصحابه من قراءته شيئاً لشدة بكائه، وكان يقول: يا رب هل قبلت توبتي فأهنِّئ نفسي أم رددتها فأعزيها.

وصف اسم الودود بقصة :
من أجمل ما قرأت في وصف العبد المحب لله الودود :
اجتمع شيوخ في مكة فتذاكروا أشياء في المحبة وكان الجنيد أصغرهم سناً . فقالوا هات ما عندك ياعراقي . فاطرق رأسه ودمعت عيناه ، ثم قال :
(( عبد ذاهب عن نفسه ، متصل بذكر ربه ، ثم قائم بأداء حقوقه ، ناظر إليه بقلبه ، أحرقت قلبه أنوار هيبته ، وصفا شربه من كاس وده ، وانكشف له الجبار من أستار غيبته ، فإن تكلم فبالله وإن نطق فعن الله ، وإن تحرك فبأمر الله ، وإن سكت فمع الله ، فهو بالله ولله ومع الله ) !!
فبكى الشيوخ وقالوا : ماعلى هذا مزيد .. جزاك الله خيراً يا تاج العارفين .

ياودود ادم علينا نعمك وذكرنا بشكرك وذكرك وحُسن عبادتك
 
اسماء الله الملك – المليك - المالك


معنى اسم الملك:
القدرة على التصرف إذاً هو من أسماء الذات ويمكن أن يكون من أسماء الأفعال ومعناه المتصرف .

إذن هو مالك الملك: يملك الشيء ويتصرف به ومصيره إليه، فتكون أعلى درجات الملكية هي ملكية الله سبحانه وتعالى .

المَلِك بزِنَةِ "فَعِل" صيغةُ مُبالَغةٍ في "مالك" اسم فاعل من مصدر الثلاثيِّ المجرَّد مَلَكَ ، فهو مالِك، ومعناه : المتصرِّفُ بالأمر والنَّهيِ في الجمهور ، وذلك يختصُّ بسياسة الناطقين، ولهذا يُقال: مَلِك الناس، ولا يقال: مَلِك الأشياء .

وهو أعمُّ من "مالكٍ" وأبلَغُ في إفادة المعنى؛ إذْ ليس كلُّ مالك يَنْفذ أمرُه وتصرُّفه فيما يملكه، فالمَلِك أعمُّ من المالك .

قال ابن القيِّم:


" إذِ المَلِك الحقُّ هو الذي يكون له الأمر والنَّهي ، فيتصرَّف في خلقه بقوله وأمره , وهذا هو الفرق بين المَلِك والمالك ؛ إذِ المالك هو المتصرِّف بفعله ، والمَلِك هو المتصرف بفعله وأمره ، والربُّ - تعالى - مالكُ الملك ؛ فهو المتصرِّف بفعله وأمرِه "


وأُشبِعت الكسرة فيه، فصارت ياءً؛ فقيل: "مَلِيك" بزنة "فَعِيل" من صِيَغ المبالغة؛ فهو أكثَرُ مبالغةً، وأقوى في تأكيد الصِّفة لله .

و"المَالِك والمَلِك والمَلِيك" جميعها أسماءٌ ثابتة لله - تعالى - بصِيَغِها "فَاعِل، وفَعِل، وفَعِيل" في النُّصوص الصحيحة؛

و"المَلِك والمَلِيك" ثابتان قرآنًا وسُنَّة،
أما "المَالِك" فثبوته من خلال السُّنة أوضح وأظهَر؛ لِوُرود اللفظ به مقيَّدًا في القرآن الكريم .



ورود اسم الملك – المليك في القرآن :

وقد وَرَدَ اسم المَلِك في القرآنِ الكريم في خَمسَةِ مواضع منها :

قال تعالى: { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ ........................ } الحشر : 23

قال تعالى :{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} طه 114

قال تعالى :{ وَللهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ المَصِيرُ } المائدة :18


اما اسم الله "الْمَلِيك"

ورد في موضعٍ واحد من القرآن الكريم بصيغة "فَعِيل" الاسميَّة ، عَلَمًا على الذات الإلهيَّة ؛ قال تعالى: ﴿ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ القمر: 55


اسم المالك:

أمَّا اسم الله المالك، وإن كان وردَ قرآنًا، لكن اللَّفظ جاء مضافًا، والإضافة تقييد، فكأنَّه خرج مخرجَ الصِّفة ؛ قال تعالى: { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } الفاتحة : 4


ورودها في السنة :

اسم الملك في أحاديث كثيره منها :

- عن عبد الله بن مسعود قال: جاء حبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : { يا محمد ! أو يا أبا القاسم ! إن الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع والأرضين على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول : أنا الملك أنا الملك . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجباً مما قال الحبر ، تصديقاً له ، ثم قرأ ( وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) }

- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: { يقبض الله تبارك وتعالى الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض }

اسم المليك :
عند الترمذيِّ من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه – قال : قال أبو بكرٍ - رضي الله عنه - : يا رسول الله ، مُرني بشيءٍ أقوله إذا أصبحتُ وإذا أمسيت ؟ قال : (( قل: اللَّهم عالِمَ الغيب والشهادة ، فاطِرَ السَّماوات والأرض ، ربَّ كلِّ شيء ومَلِيكَه ، أشهد أنْ لا إله إلاَّ أنت ، أعوذ بك من شرِّ نفسي ، ومن شرِّ الشيطان وشرَكِه ))


اسم المالك :

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم – قال : ((إنَّ أخنعَ اسمٍ عندَ الله رجلٌ تسمَّى مَلِك الأملاك ، لا مالك إلاَّ الله - عزَّ وجلَّ )) رواه مسلم .


والله سبحانه مالك الملك فـ(لا مالك إلا الله) واستحقاق الله للملك لأمرين :
1- لأنه خلق الخلق ، وصنعه ، وأبدعه ، وأنشأه وحده - سبحانه - ، وملوك الدنيا لا يقوم لهم ملك إلاَّ بأعوان
وأما الله سبحانه فلا أحد يساعده على إنشاء الخلق ، ولا أحد يعاونه على استقرار الملك ، ولا أحد يمسك معه السماء أن تقع على الأرض إلاَّ بإذنه .

2- لأنه دائم الحياة ، بخلاف غيره من الملوك يموتون فينتقل ملكهم إلى وراثهم ، وكل أولئكم يؤول ملكهم إلى الله سبحانه .
يتبــــــــــــــــــــــــع
 
الذي يوصف بأنه مَلِك سيرجع كون وصفه هذا إلى ثلاثة أمور :

1- أمر يتصل بصفاته ( صفة الملك)
2- أمر يتصل بمن يملكهم
3- علاقة الملك بمن يملكهم

والمُلْكُ يرجعُ إلى أمور ثلاث :

الأول: ثُبُوتِ صفاتِ المُلْكِ لَهُ :

التي هي صفاتهُ العَظِيمةُ من كمالِ القُوَّةِ والعِزَّةِ والقُدرَةِ والعِلْمِ المُحِيط ، والحِكمَةِ الواسِعَة ونفوذِ المشيئةِ وكمالِ التَّصرُّفِ وكمالِ الرَّأفَةِ والرَّحمَة والحُكْم العام للعالمِ العُلْوِيّ والسُفْلِيّ وحُكْم العَالمَ في الدُّنيا والآخرة ، من كان وصفه ملك يتضمن انه تعالى له كمال القوة والحكمة والعلم ومشيئته نافذة وكامل الرحمة .هذا كله إشارة إلى أن الملك الذي له الملك يملك كل شيء ولا إله غيره ولا مالك غيره ومن وصفه أنه ذو رحمة ذو علم ذو قوة كل هذه من وصوفاته .

الثاني : نأتي إلى وصف من يملك ::
أنَّ جميعَ الخَلْقِ مَمَالِيكهُ وعَبِيدهُ ، ومُفتقِرُونَ إليهِ ، ومُضطرُّونَ إليهِ في جميعِ شُؤُونِهِم ، ليسَ لأحدٍ الخروج عن مُلْكِهِ، ولا لمَخْلُوقٍ عن إيجادِهِ وإمدادِهِ ونَفعِهِ ودَفْعِهِ ومَنِّهِ وعَطَاءِهِ،مدام أنت عبد ما علاقتك بمن يملكك ؟ أنت مضطر أن تقف عند بابه ،
كل الإشكال أن العبد ينسى أنه عبد أو ينسى أن يصف مالكه بصفات الكمال بالناس أكثر مما يثق بالملك على الحقيقة وأنت لو نظرت أن من صفات المخلوقين أنهم مضطرين له في كل شؤونهم ، ولا لمخلوق غنى عن نفعه .... ومنه وعطاؤه وهؤلاء لا يستطيعون أن يعطوك شيئا لم يعطك الله إياه .

فمعنى ذلك ما حالك الأصلية يا عبد { الفقر والاضطرار } والشيء الذي تملكه الأصل أنك لا تملك والله ملكك ابتلاء .
ماذا يقول الله في سورة الزخرف ؟

الآيات التي فيها دلالة على وصف العبد : سورة الزخرف { وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } الزخرف : 85 ،

" أي كل شيء "
وقال تعالى في وصف الناس { يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله }

وصفك الآن الفقر ، ووصف الله ؟ " والله هو الغني الحميد " ومن تمام ملكه " إن يشأ يذهبكم ويأتي بخلق جديد " وهذا الأمر ليس صعبا كما أتى بك يأتي بخلق جديد وما ذلك على الله بعزيز كما أتى بك يأتي بغيرك انظر دواب الأرض ما تحمل رزقها لكن رزقها يساق إليها ، وكما رزقها يساق إليها رزقك أنت أيضا يساق إليك .


الثالث العلاقه بمن يملك :

لما تسمع أن الله ملك مليك تفهم أن الله كامل الصفات وأننا ناقصين الصفات ، بقي العلاقة بين الملك وعبيده الذين يتصرف فيهم ولهذا نصف ملك في الدنيا لديه قدره وقوة وسلطه والذين تحته عبيد لأنهم ضعفاء لما تسمع ملك وعبيد ماذا تفهمين ؟ ملك عنده قدرة وله صفات كمال بالنسبة للخلق ، وتحته عبيد ، ومن المؤكد أن ما وصفوا أنهم عبيد إلا لأنهم ناقصي الصفات .

أنَّ لَهُ التدبيرات النافِذَة ، يَقضِي في مُلْكِهِ بما يشاءُ ، ويحكُمُ فيهِ بما يُريد ، لا رَآدَ لقَضَائِهِ ولا مُعَقِّبَ لحُكمِهِ ، لَهُ الحُكْمُ فيهِ تَقْدِيراً وشَرْعاً وجَزَاءً ،فالله له التدبيرات النافذة الملك كامل الصفات وفي الدنيا لا يكون الملك ملكاً إلا إذا كان تحته عبيد وهم ناقصي الصفات ضعفاء والملك في الدينا له كمال صفات يناسب البشر .فلَهُ الأحكامُ القَدَرِيَّة حيثُ جَرَتِ الأقدارُ كلُّها ؛ الإيجادُ والإعدامُ والإحياءُ والإماتةُ وغير ذلك مع مُقتَضَى قَضَاءِهِ وقَدَرِه .


إن الملك الحقيقي لله وحده لا يشركه فيه أحد، وكل من ملك شيئا فإنما هو بتمليك الله له، قال صلى الله عليه وسلم ( لا مالك إلا الله ) وفي رواية ( لا ملك إلا الله )

إذن الملك المطلق إنما هو لله وحده لا شريك له، فالطاعة المطلقة إنما هي له وحده لا شريك له، لأن من سواه من ملوك الأرض إنما هم عبيد له وتحت إمرته ، فلا بد من تقديم طاعة الملك الحق على طاعة من سواه وتقديم حكمه على حكم غيره ، لأن طاعته سبحانه أوجب من طاعة غيره بل لا طاعة لأحد إلا في حدود طاعته، أما في معصيته فلا سمع ولا طاعة .

أمثله :
الملك الحقيقي الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود ويحتاجه كل موجود، بل لا يستغني عنه شيء في شيء لا في ذاته ولا في صفاته، فهو ملك في ذاته، في وجوده، في صفاته، مستغنياً عن كل شيء، بحاجة إليه كل شيء، هذا هو الوصف الدقيق للملك ولا ينطبق إلا على الله عز وجل، وكل من يصف نفسه أنه ملك أو مالك هذه الدار أو مالك هذه الدكان أو مالك هذه التجارة أو صاحب هذه الشركة هذا من باب المجاز .

هذه العين التي ترى بها من مالكها ؟ الله سبحانه وتعالى ، هذه الأذن و اللسان وهذه الحركة وهذه القوة ، أيْ مِن لوازم الأيمان : أن ترى أن كل شيء بحوزتك هو ملك لله عز وجل سمح لك أن تتصرف به.. سئل أعرابي يملك قطيعاً من الغنم لمن هذه ؟ قال : لله في يدي ، وبيتك لله في يدك، ومتجرك لله في يدك، وسمعتك ومؤلفاتك وعقلك وذكاؤك لله في يدك .

ومن الرحمة للخلق أن الله سبحانه هو الملك الوحيد يوم القيامة لأنه الذي يحاسب بالعدل
( ولا يظلم ولا يجور وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ } فصِّلت : 46

ثبوت الملك له في ذلك اليوم يدل على كمال القهر فكونه رحماناً يدل على زوال الخوف وحصول الرحمة. وقوله تعالى : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس مَلِكِ النَّاسِ } فذكر أولاً كونه رباً للناس ثم أردف بكونه ملكاً للناس .وهذه الآيات دالة على أن الملك لا يحسن ولا يكمل إلا مع الإحسان والرحمة ، فيما أيها الملوك اسمعوا هذه الآيات ، وارحموا هؤلاء المساكين ، ولا تطلبوا مرتبة زائدة في الملك على ملك الله تعالى .
يتبــــــــــــــــــــــــع
 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة
ما الحكمة ؟
لماذا أعطى فلاناً ومنع فلاناً ؟ ومَلَّكَ فلاناً ونزع من فلان ؟ لماذا رفع فلاناً وخفض فلاناً ؟ الجواب :
﴿ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾

يمتحنك بالغنى وبالفقر ، بالصحة وبالمرض ، بالقوة وبالضعف ، قال فإذا كان هذا العبد متمرداً فما الجواب ؟
قال : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ ﴾


فإذا كان طائعاً فما الجواب ؟

قال : ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى )

إذاً : جعلكم خلائف الأرض ووزع الحظوظ توزيع ابتلاء وسوف تُوَزَّعُ في الآخرة توزيع جزاء إذاً هو مالك الملك: إِما أن يُمَلِّكك ملك الآخرة أو ملك الدنيا أو ملك الآخرة والدنيا .

إذا كان العبد مملوكاً لا يقدر على شيء فهل يكون مالكاً ( أَيْ متصرفاً في ملك الآخرين ) ؟ هذا مستحيل !
لكن ما بال الآية الكريمة تقول
{ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ }

فتبصَّر يا أخي المؤمن ، الأمر دائماً بيد الله فكيف نفسر قوله تعالى :
{ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }


كيف أن مُلك الناس فتنة ؟

الأمر الأول : أي فتنة على الناس يعني الله عز وجل لما ملكك أنت فتن غيرك بك .

مثال :
الآن لما نأتي نضرب أمثلة على التجار مثلا : الملك .. الأمير .. أي أحد معه مال أنت ماذا في قلبك من شعور ؟ أول ما تسمع هذه الأسماء تريد مثلهم أول مشاعر وأن تعيش مثلهم ، على أن ما يملكونه سببا لماذا ؟
سببا لإسعادهم هذا ما تتصوره هذه أول فتنة فتنتها بهم أنك تتصور أن من يملك المال يملك السعادة
ولا تنسى قارون و كيف القوم الذين حوله و كيف أنهم تبين لهم الأمر ، و كيف الذين أوتوا العلم و الإيمان قالوا لهم { وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ }

ما وصفه { خَيْرٌ }
إذن معنى ذلك أن أول فتنة بمن يملك ، أنه يبقى طوال الوقت شعورك ترى أن صلاح حياتك أن تكون مثلهم هذه أول فتنة بهم .


الأمر الثاني : لو قال لك أحد أن الملك في الحرم على طول ماذا يأتي في بالك ؟ لأكتب معروض وأقول كذا أطلب كذا وكذا وتتعجب حتى من الصغار لما يقال لهم الملك في الحرم ويكونون حول الملك !!
بدلا من أن تقول له كذا وكذا .. قل لمالك الملك
مع أنك كل يوم في الثلث الأخير من الليل
يقال لك هل من سائل فيستجاب له ؟؟ المقصود أنه يريد مطلب فأنت ترى الشيء العجيب
أن النفوس فتنت بمن يملك على أن مرادها سيتحقق من هذه الدرجة أننا يأتي في بالنا مباشرة
وهو يرى أن هذا العبد المملوك أسرع من الله في إعطائه .

أنت تعلم أن الله أوجدهم في حياتنا يعني الله فاوت بين الناس في غناهم و ملكهم من أجل أن يبتليك تفتن أنت تلجأ لملك الملوك أو هؤلاء الذين هم في حكمهم الحقيقي أنهم عبيد ؟ وقيس على هذا ما تجده في علاقاتنا مع أزواجنا


مثال :

ما هي العبادة ؟
الذل الناتح عن التعلق والتعظيم الذي التعبير عنها الصلاة والصيام والذكر والشكر ، أنت طول الوقت تعلم أنك في منن كلها من منن الله حتى ما تضعه في جيبك من راتب بعد عمل أصلا الله هو الذي أعطاك الحول والقوة على هذا العمل هو الذي أعطاك وهو الذي سهل لك أن يكون هذا المال بين يديك وهو الذي ينفعك به

واسأل من يأتي عليه نصف الشهر ما معه ريال ما الذي ذهب بمالك ؟
بسبب عدم البركة ، غير أنه ما يقول يارب بارك لي ولا شاكر بنعمائه شاعر أن المال ماله وكثير من الناس تربوا على آخر الشهر ، ثقافة آخر الشهر ( اشتري لي ، اعمل لي, نبغا نعزم ناس .... )

قصص :

- حُكي عن شفيق البلخي أنه قال: كان ابتداء توبتي أن رأيت غلاماً في سنِة قحطٍ يمزح زهواً والناس تعلوهم كآبة، فقلت له: يا هذا ما هذا المرح ؟ ألا تستحي ؟ أما ترى ما فيه الناس من المحن ؟ فقال لا يحق لي أن أحزن ولسيدي قرية مملوكة أدخر فيها كل ما أحتاج، فقلت في نفسي: إن هذا العبد لمخلوق ولا يستوحش لأن لسيده قرية مملوكة، فكيف يصح أن أستوحش أنا وسيدي مالك الملوك فانتبهت وتبت - الغلام لقنه درساً في التوبة - إذاً بعضهم يقول دبِّر أو لا تدبر، فالمدبر هو الله سبحانه


- قال بعض الأمراء لبعض الصالحين وقد التقيا يوماً سلني حاجتك ؟ فقال له الصالح : إليَّ تقول ! قال الأمير : نعم، قال الصالح: لي عبدان هما سيداك. قال الأمير: ومن هما ؟ قال الصالح: الحرص والأمل؛ الحرص على الدنيا والأمل المديد هما عبدان عندي وهما سيداك، فقد غلبتهما وغلباك، وملكتهما وملكاك. فالإنسان يكون ملكاً إذا سيطر على شهواته .


- بعض الصالحين قال: كنت أمر بعسفان فوقع بصري على امرأة جميلة، فمال إليها قلبي فاستعنت بالله واتقيت ومررت، فلما نمت تلك الليلة رأيت يوسف عليه السلام في المنام فقلت له: أأنت يوسف ؟ قال: نعم، فقلت الحمد لله الذي عصمك من امرأة العزيز، فقال لي: والحمد لله الذي عصمك من العسفانية، هذا هو الملك الحقيقي عندما تطيع الله عز وجل .

- سيدنا يوسف لما مر بالقصر كان عبداً في القصر ثم صار ملكاً، جارية تعرفه عبداً ورأته في موكب الملك، فقالت سبحان الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعته وسبحان الذي جعل الملوك عبيداً بمعصيته، فالحقيقة هي: مَن تحقق مِن ملك سيده كأنه ملك كل ملك سيده .


- قيل لبعض الشيوخ أوصني ، فقال: كن ملكاً في الدنيا تكن ملكاً في الآخرة ، فقال وكيف أفعل ذلك ؟ قال : ازهد في الدنيا تكن ملكاً في الدنيا ، استغن عن الرجل تكن نظيره واحتج إليه تكن أسيره ، أحسن إليه تكن أميره ، وإمَّا كن ملكاً في الدنيا تكن ملكاً في الآخرة .



ماذا تفعل إذن ؟
1- اطلب من مالك الملك واستغيث به أن يحفظ عليك ما أنعم به عليك من بَدّن وأبناء وبيت وعقل لأن لما تكبر ما تعلم كيف يصبح حالك ، استغيث بالله أن يحفظ عليك عقلك في الشيخوخة فقد قدرتك العقلية يحطم نفسك اطلب حفظ النعمة فهو مالك الملك وتبارك ينزل عليك البركة .

2- حفظ نفس الملك لا يحفظه إلا الله استغيث به تعالى أن يسددك فيما تملك كما يحب ويرضى وهذا الأمر يحتاج منا قوة استحضار في كل عمل .

انظروا للشباب لما أبوهم يشتري سيارة يعملوا فيها الذي لا يعمل ، ولما هم يشتروها انظري كيف يحافظون عليها 00 فلما يهبك الله شيئا ولا تشعر أن الله أنعم عليك به لا تجد نفسك متوسل إلى الله أن يحفظه عليك .


كـن عـن همومـك معرضـا وكـل الأمـور إلى القضا
وابشر بخير عاجـــــــل تنسى به ما قد مضـــى
فلرب أمر مسخـــــــط لك في عواقبه رضـــى
ولربمـــا ضاق المضيــق ولربما اتسع الفضــــا
الله يفعل ما يشـــــــاء فلا تكن معترضـــــا
الله عودك الجميـــــــل فقس على ما قد مضــى



******