حينما نشرع في تدبر قوله"وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا"

  • انت....زائر..... هل ذكرت الله اليوم...... هل صليت على نبي الله اليوم ابدا الان وسجل ما يسرك ان تلقى الله به
  • سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم واستغفر الله
  • اللهم ان ظلمت من ضعفي فانصرني بقوتك
  • اللهم إني أسألُك من فضلِك و رحمتِك ؛ فإنَّه لا يملُكها إلا أنت
  • أحب ما تعبدني به عبدي النصح لي وفي رواية لكل مسلم رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي والحكيم وأبو نعيم
  • {اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (255) سورة البقرة
  • أربع خصال واحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين عبادي وواحدة لي وواحدة لك فأما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما التي لك فما عملت من خير جزيتك به وأما التي بيني وبينك فمنك الدعاء وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين عبادي ترضى لهم ما ترضى لنفسك رواه أبو نعيم عن أنس
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الحديث بتمعن.......................... إﻧﻤﺎ أﺗﻘﺒﻞ اﻟﺼﻼة ﻣﻤﻦ ﺗﻮاﺿﻊ ﺑﮭﺎ ﻟﻌﻈﻤﺘﻲ وﻟﻢ ﯾﺴﺘﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻘﻲ وﻟﻢ ﯾﺒﺖ ﻣﺼﺮا ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺼﯿﺘﻲ وﻗﻄﻊ ﻧﮭﺎره ﻓﻲ ذﻛﺮي ورﺣ ﻢ اﻟﻤﺴﻜﯿﻦ واﺑﻦ اﻟﺴﺒﯿﻞ واﻷرﻣﻠﺔ ورﺣﻢ اﻟﻤﺼﺎب ذﻟﻚ ﻧﻮره ﻛﻨﻮر اﻟﺸﻤﺲ أﻛﻠﺆه ﺑﻌﺰﺗﻲ وأﺳﺘﺤﻔﻈﮫ ﺑﻤﻼﺋﻜﺘﻲ أﺟﻌﻞ ﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﻈﻠﻤﺔ ﻧﻮرا وﻓﻲ اﻟﺠﮭﺎﻟﺔ ﺣﻠﻤﺎ وﻣﺜﻠﮫ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻲ ﻛﻤﺜﻞ اﻟﻔﺮدوس ﻓﻲ اﻟﺠﻨﺔ رواه اﻟﺒﺰار ﻋﻦ اﺑﻦ ﻋﺒﺎس
  • بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)
  • قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (4)
  • سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
  • أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر و لا فاجر من شر ما خلق، و برأ و ذرأ، و من شر ما ينزل من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما ذرأ في الأرض و من شر ما يخرج منها، و من شر فتن الليل و النهار و من شر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان". رواه أحمد.
  • وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ (98) سورة المؤمنون
  • عن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم
  • عن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه
  • في رواية لأبي داود: لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا .
  • قال ﷺ : " اللهم فاطرَ السموات والأرض، عالمَ الغيب والشهادة، ربَّ كلِّ شيء ومليكَه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفْسي، وشرِّ الشيطان، وشِرْكَْه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم "
  • من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته ثواب الشاكرين رواه ابن حذيفة عن شاهين عن أبي سعيد الخدري
  • وعزتي وجلالي ورحمتي لا أدع في النار أحدا قال لا إله إلا الله رواه تمام عن أنس بن مالك
  • اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك ) رواه الطبراني
  • اللهم اني مغلوب فانتصر
  • وانذر عشيرتك الأقربين ----------- اللهم فاشهد انني بلغت وحذرت
  • اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا الدعاء ... اللهم انك اقدرت بعض خلقك على السحر والشر ولكنك احتفظت لذاتك باذن الضر اللهم اعوذ بما احتفظت به مما اقدرت عليه شرار خلقك بحق قولك وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ
  • اللهم انت خلقتني وانت تهديني وانت تطعمني وانت تسقيني وانت تميتني وانت تحييني ***** لا اله الا الله******
  • إلهي عبد من عبادك ، غريب في بلادك ، لو علمت أن عذابي يزيد في ملكك ، وعفوك عني ينقص من ملكك لما سألتك المغفرة ، وليس لي ملجأ ولا رجاء إلا أنت ، وقد سمعت فيما أنزلت أنك قلت : إني أنا الغفور الرحيم ، فلا تخيب رجائي.
  • يا ........ زائر .........................هلا تقرا القران.......................... ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد.................. ............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد .............................. ﷽ قل هو ﷲ أحد۝ﷲ الصمد۝لم يلد ولم يولد۝ولم يكن له كفوا أحد
كلمات رائعه للأستاذة أناهيد السميري - حفظها اللـَّــه -
في حسن الظنّ بالله والتوكل عليه:


{ وعلى ربهم يتوكلون }
أنت في دار الإختبار لن تجاب إلا باختبار!
فهل أحسنت الظنّ به؟
هل تعلقت به وحده؟
هل تيقنت أن هو أضحك وأبكى؟
هل آمنت أن السعادة من عطائه وحده؟
عندك أمنية تراها في الأفق لكنك خائف أن تفوت أو ترى أمامها عوائق ..
لله ما في السماوات وما في الأرض إذن اتخذه وكيلا واطلب منه أن يأتيك بمناك، فهو على كل شيء قدير إن أراد شيء هيأ له الأسباب ويسرها ثم أذاق العبد المتوكل ثمرة هذه الأسباب.ا

عتبر حياتك مثل البناء..
لك دِين ، لك أسرة ، لك صحة ، لكن لا بد أن تبقى ثغرة في البناء ..
هذه الثغرة عامل الله بها باسمه الوكيل فوكله أن يسدّها لك.
اتخذ الله وكيلا في أمنيتك وأنت معتقد أنه نعم الوكيل ولن يخذلك ..
لكن لو لم يأتي مرادك؟ سيأتيك بعد حين ..بل سيأتيك أعظم مما تمنيت إن رضيته وكيلاً !
نقول يارب أنت نعم الوكيل ثم ننام على فراشنا ونفكر ونقول لو كذا ؟؟افهم أنه الشيطان فاستعذ بالله منه، واعلم أن الله يكفيك وسيدبرك أحسن تدبير.
ندعو ثم نرى كل شيء يمشي عكس مانتمنى !فنقول كل هذا يحدث وقد دعوت بالأمس ؟
لا تعامل الله الكامل بعقلك الناقص ، فالله يدبر ليعطيك في الوقت المناسب.
غاية الشيطان هي قنوطك من رحمة الله واليأس من فرجه .. ولئن تلقى الله عاصياً خير من أن تلقاه يائساً منه .. فقوِّ روحكَ بيقين فرج الله وحسن الظن به.
لايوجد شعور أطيب من شعور المؤمن وهو محسن الظن بالله.. ينام يصحو وهو يستشعر أن هناك عظيم لطيف كريم .. قريب منه يحميه يؤويه يجبر قلبه ويرضيه ..
أحسن الظنّ بالله واتخذه وكيلاً فهو قريب يجيب دعوة الداع إذا دعاه.

“وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ” ..
نادانا: المناداة تكون لشخص قريب .. لابد أن تناجيه وأنت تشعر أنه قريب حتى تأتيك الاستجابة.
إن الأدعية مثل السيف والسيف بضاربه ..فعلى حسب قوة اعتقادك ينفعك الدعاء ..
اللهم علّمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً
 
اسم الله ( اللطيف )

هذا الاسم ورد في سبع آيات من القرآن الكريم .

ولم يقترن اسم اللطيف إلا باسم الخبير ، ( لطيف خبير )

اللطيف لغة :
قال ابن منظور في اللسان :
قال أَبو عمرو : اللطيف الذي يوصل إِلـيك أَربك فـي رِفْق ،
واللُّطفُ من الله تعالـى : التوفـيق والعِصمة ،
وقال ابن الأَثـير فـي تفسيره : اللَّطِيف هو الذي اجتمع له الرِّفق فـي الفعل والعلـمُ بدقائق الـمصالـح وإِيصالها إِلـى من قدَّرها له من خـلقه .


اللطيف باصطلاح العلماء :
قال الشيخ السعدي في تفسيره :
اللطيف الذي أحاط علمه بالسرائر والخفايا وأدرك الخبايا والبواطن والأمور الدقيقة ،
اللطيف بعباده المؤمنين الموصل إليهم مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لا يشعرون بها ،
فهو بمعنى الخبير و بمعنى الرءوف .


هنا يتبين لنا أن اسم الله اللطيف يحمل 3 معاني :

1- بمعنى العليم بخفايا الأُمور وبواطن الصدور الذي لا يخفى عليه شيء قال تعالى : ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
2- البر بعباده الذي يلطف ويرفق بهم من حيث لا يعلمون و يرزقهم من حيث لا يحتسبون قال تعالى : ( الله لطيف بعباده يرزق من يشاء)


3- هو الذي لطف عن أن يدرك الكيفية قال تعالى : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)

من لطف الله بعبده أن يعطي عبده من الأولاد ، والأموال ، والأزواج ما به تقر عينه في الدنيا ، ويحصل له السرور ، ثم يبتليه ببعض ذلك ويأخذه ، ويعوضه عليه الأجر العظيم إذا صبر واحتسب ، فنعمة الله عليه بأخذه على هذا الوجه أعظم من نعمته عليه في وجوده وقضاء مجرد وطره الدنيوي منه ، وهذا أيضًا خير وأجر خارج عن أحوال العبد بنفسه، بل هو لطف من الله له أن قيض له أسبابًا عوضه عليها الثواب الجزيل والأجر الجميل


من الآثار المسلكية لاسم الله اللطيف :
أن نلطف بالعباد، لأنه سبحانه لطيف يحب من عباده اللطفاء،
وإكسير النجاح في العلاقات الإنسانية اللطف والرفق ،
تأمل قوله تعالى: ( فبما رحمة من الله لنت لهم . ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )

(إذا أراد الله بأهل بيت خير أدخل عليهم الرفق)


( فجر الكوس ) المواهب الربانية :

حينما أتحدث عن لطف الله عز وجل فأنا أتحدث عن عنايته البالغة بنا ، هذه العناية التي لا تستطيع حتى الأم الحنونة أن تعتني بأبنائها كذلك نحن نتقلب في لطف الله اللطيف ليل و نهار
و لكن هل تبصر قلوبنا لطفه ؟
و هل نستشعر معاني لطفه؟

أليس من لطف الله أن ترى أن الله سبحانه يقدر لك الأقدار التي تبعدك عن الشر و السوء ؟
أليس من لطف الله أن يبعد عنك من تحب لصلاح قلبك و أحوالك ؟
أليس من لطف الله حينما يعتني بك من الطفولة و يضعك في بيئة صالحة ليؤهلك لمكانة راقية ؟
أليس من لطف الله أن يبتليك ليُرقّيك ؟
أليس من لطف الله حينما يفتح عليك بمجاهدة نفسك الأمارة بالسوء ليقويك ؟
أليس من لطف الله حينما يبعد عنك الأمر الذي تريده و تبكي لبعده و هو يعلم أنه شر لا تعلم أنه شر ؟
أليس من لطف الله حينما يعلم أن قلبك رقيق جداً فيعطيك الابتلاء الذي تقدر عليه ، و يعلم أن غيرك قلبه قوي فيعطيه الابتلاء الذي يقدر عليه ؟
أليس من لطف الله أن يفتح لك باب التوبة و التضرع و الابتهال بعد المعاصي التي قرصت قلبك ؟
أليس من لطف الله حينما يقدر عليك الابتلاء المؤلم ليكون مَعبراً للخير المحض ، وعندما يقربك الله من أناس معينون لأنه يعلم أن صحبتهم خير لك و يبعدك عن أناس آخرون لأنه يعلم أنهم شر عليك ؟!
أليس من لطف الله أن تحمل هم الرزق و هو يوصله لك بلطف لا مثيل له ؟

إنه يلطف بك من نفسك ومن الناس و من الحياة و من الابتلاءات
فهل أبصر قلبك هذا اللطف ؟
وكي تبصر هذا اللطف لابد أن تتعايش مع اسم الله اللطيف ، وذلك بتطبيق الخطوات التالية :


1- في البداية أنصح الجميع بقراءة مبحث عظيم جليل في لطف الله ـ سبحانه وتعالى ـ بعبده
للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي من كتابه القيم : المواهب الربانية ستجدون به كلاماً مفصلاً عن لطف الله عز وجل بعبده .

2- زيادة إيمانك بالله يعني زيادة لطف الله بك ، إذا كلما قمت بعمل الطاعات التي تزيد إيمانك فإن لطف الله سيزداد لك .

. 3- اطلب من الله البصير أن يبصرك بلطفه لأنك إذا أبصرت لطفه أبصرت الخير كله

4- اربط أقدارك التي تستشعر بها لطف الله بالله اللطيف .

5- اطلب من الله لطفه دوماً و بإلحاح .

6- كن لطيفاً مع الآخرين لله ، ولأن نصيبك من اسم الله اللطيف بلطفك في التعامل مع الناس .
يتبــــــــــع

 
ربما تتساءل :

حينما ادع الله وأقول يارب ألطف بي ، " فما يعني هذا الدعاء ؟ "

ستجد الإجابة في قول الشيخ السعدي رحمه الله :
فاعلم أن اللطف الذي يطلبه العباد من الله بلسان المقال ولسان الحال هو من الرحمة بل هو رحمة خاصة فالرحمة التي تصل العبد من حيث لا يشعر بها أو لا يشعر بأسبابها هي اللطف

فإذا قال العبد : يا لطيف ألطف بي أو لي أسألك لطفك فمعناه :
تولني ولاية خاصة بها تصلح أحوالي الظاهرة والباطنة وبها تندفع عني جميع المكروهات من الأمور الداخلية والخارجية فالأمور الداخلية لطف بالعبد والأمور الخارجية لطف للعبد ,

فإذا يسر الله عبده وسهل طريق الخير و أعانه عليه فقد لطف به وإذا قيض الله له أسباباً خارجية غير داخلة تحت قدرة العبد فيها صلاحه فقد لطف له .

لقد ختم يوسف حمده لربه على بلايا ظاهرها المحن وفي حقيقتها عطايا تحمل في ثنياها المنح باسم الله اللطيف لأنه ساق إليه الرزق بطرق خفية

تأمل (وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ، من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي . إن ربي لطيف لما يشاء) سوره يوسف

من تأمل في معاني اسم الله اللطيف، وآثار هذا الاسم لم يقلق البتة، واستقر في قلبه الرضا بمر القضاء، واطمأن لكل مصاب ليقينه بأنه طريق خفي لرحمة جلية .

إذا آمنت بأن اللطيف سبحانه هو العالم بخفايا الأمور ودقائقها (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير) سوره لقمان .

راقبت قلبك وخاطرتك لجزمك بإطلاع اللطيف سبحانه عليها ، فالناس يرون منك الظاهر والله يتولى السرائر.

يتبع
 
فجر الكوس
قصه :
كنت مع أخواتي في الله نتدارس اسم الله اللطيف و نتحدث عن كيفية تطبيقه في واقعنا بعمق ،
فقالت إحدى الأخوات :
“اللطيف هو الذي يلطف بأبنائنا حينما نأتي للعمل ثم نتركهم مع الخادمات”

قالتها بتدبر عميق لاسم الله اللطيف ثم انصرفت لتذهب إلى المنزل ، لم يقف الموقف عند هذا الحد ؛ لقد عادت للمنزل فإذا بالعاملة خائفة متوترة ، ثم أتت إليها أم زوجها لتحكي لها ما حصل و تذكرها بسجود الشكر وتخبرها أن طفلها الصغير كان مع الخادمة في المطبخ و سقط الموقد بجانبه لكن لم يصاب الطفل بأذى لأن اللطيف لطف به .

نحن نعيش في لطف الله الذي يحتوينا بعدد أنفاسنا
ولولا لطف الله لهلكنا ودمرت حياتنا
ولكن الله لا يزال يلطف بنا و يكرمنا بخفي لطفه
 
  • إعجاب
التفاعلات: العاتكة
اسم الله ( الشكور )

الشكر في اللغة :
الشكور صيغة مبالغة :

شكر_ شاكر_شكور
مصدر شكر - يشكر ،وهو عرفان الإحسان ونشره.
والشكر من الله: المجازاة والثناء الجميل.
والشكور: كثير الشكر، والجمع شُكُر، وفي التنزيل: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾[8]،
وهو من أبنية البالغة.
وأما الشكور في صفات الله - عز وجل - فمعناه أنه يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، وشكره لعباده مغفرته لهم،
وقولهم: (شكر الله سعيه) أي بمعنى أثابه الله على ذلك[9].

الشكر اصطلاحًا:
قال ابن القيم - رحمه الله -: الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافا ً، وعلى قلبه شهودًا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة[10].

وقال السعدي - رحمه الله - في تفسيره: (الشكر: اعتراف القلب بمنة الله تعالى، وتلقيها افتقارًا إليها، وصرفها في طاعة الله تعالى، وصونها عن صرفها في المعصية)[11].

وعرفه آخرون بقولهم: الشكر هو الثناء على المنعم بما أولاك من معروف.

فالله شكور : أى يعطيك زيادة ( مضاعفة الجزاء) مهما كان ما أديته قليل .

يقول الله تبارك وتعالى : { وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } الشورى:23

فمهما عملت من عمل ( قراءة آية / تبسمك فى وجه أخيك / مساعدة محتاج / مسح على رأس اليتيم ....... الخ ) سيشكرك الله عليها بالحسنات .


يقول ابن سعدي يرحمه الله تعالى :

من أسمائه تعالى الشاكر والشكور وهو الذي يشكر القليل من العلم الخالص النقي النافع ، ويعفو عن الكثير من الزلل ولا يضيع أجر من أحسن عملاً ، بل يضاعفه أضعافًا مضاعفة بغير عدٍ ولا حساب ، ومن شكره أنه يجزي بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وقد يجزي الله العبد على العمل بأنواع من الثواب العاجل قبل الآجل . وليس عليه حق واجب بمقتضى أعمال العباد وإنما هو الذي أوجب الحق على نفسه كرمًا منه وجودًا ، والله لا يضيع أجر العاملين إذا أحسنوا في أعمالهم وأخلصوا لله تعالى . انتهى كلامه .


ويقول ابن القيم يرحمه الله تعالى :
إذا ترك العبد لله شيئًا أعطاه الشكور أفضل منه ، وإذا بذل له شيئًا ردَّه عليه أضعافًا مضاعفة ، وهو الذي وفَّقه للترك والبذل ؛ وشكره على هذا وذاك ، ولما عقر نبيهُ سليمانُ الخيلَ - غضبًا له إذ شغلته عن ذكره ؛ فأراد ألا تشغله مرة أخرى - أعاضه عنها متن الريح ، ولما ترك الصحابة ديارهم وخرجوا منها في مرضاته ، أعاضهم عنها أن ملَّكهم الدنيا ؛ وفتحها عليهم ، ولما احتمل يوسف الصديق ضيق السجن شكر له ذلك بأن مكَّن له ، ولما بذل الشهداء أبدانهم له حتى مزَّقها أعداؤه ، شكر لهم ذلك بأن أعاضهم منها طيرًا خضرًا أقرَّ أرواحهم فيها ؛ ترد أنهار الجنة ، وتأكل من ثمارها إلى يوم البعث . انتهى كلامه .


كيف يتحقق الشكر لله؟

لكي يتم لك تحقيق الشكر على أكمل وجه لا حظ أن الشكر يقوم على ثلاثة أركان وهي:
الركن الأول: الاعتقاد الصادق بالقلب بأن الله وحده هو واهب النعم فيزداد معها حبك للمنعم، لأن القلوب جلبت على محبة من أحسن إليها.
الله أكبر!! كم يكون حبنا لله مقابل نعمه علينا، وهو الذي قال: ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾[30].

الركن الثاني: الاعتراف باللسان، أي بالتحدث بالنعمة ونسبتها إلى منعمها وكثرة الحمد والثناء عليه كلما لاحت لنا نعمة نقول: الحمد لله....الحمد لله.

الركن الثالث: استعمال النعم في طاعة الله وبذلها فيما يرضيه، وكفها عن معاصيه، فليحذر المسلم من أن يستعين بنعم الله على معاصيه أو يتقوى بها لبلوغ شهواته فهذا عين النكران والجحود .




أبي هريرة قال :: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم
{ من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب ، فإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يُربيها لصاحبه ، كما يُرَبِّي أحدكم فَلُوَّه حتى تكون مثل الجبل }

ورواه ورقاء عن عبد الله بن دينار عن سعيد بن يسار

ويشكر لعباده صلاحهم وإيمانهم وشكرهم وامتنانهم وهو غني عنهم وعن إيمانهم وعن شكرهم وامتنانهم . ومن عظيم شكر الشكور سبحانه أنه يضاعف الحسنات ، ولا يجزي بالسيئات إلا سيئة .
 
مظاهر شكر الله :

- من شكره سبحانه وتعالى : أنه يجازي عدوه بما يفعله من الخير والمعروف في الدنيا ، ويخفف به عنه يوم القيامة ، فالكافر إذا أحسن إلى العباد خفف الله عنه ، فأبو طالب خفف الله عنه ؛ لأنه نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم .

- وغفر للبغي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِي إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ ) صحيح مسلم: 2245


- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال : ( بينما رجل يمشي بطريق ، وجد غصن شوك ، فأخذه ، فشكر الله له فغفر له ) رواه البخاري ومسلم

- وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين )

رواه مسلم

- ومن شُكْرِه سبحانه : أنه يُخرج العبد من النار بأدنى مثقال ذرةٍ من خيرٍ ؛ ولا يُضيع عليه هذا القدر .

حَدَّثَنَا ‏ ‏سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَمْرٍو ‏ ‏عَنْ ‏ ‏خَيْثَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ، ‏أَنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا ثُمَّ قَالَ :{ اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ ‏}

أى حتى لو كنت فقير شديد الفقر ولا تملك سوى تمره فقي نفسك عذاب النار بأن تتصدق بالنصف وتأكل النصف الآخر فأن لم يكن فبكلمة طيبه

 
الشكر والبلاء :

إيمانك باسم الله الشكور يجعلك تشكر الله في النعم ، وتصبر وقت النقم ،
تأمل الصورة الصادقة للإنسان العجول القاصر ، الذي يعيش في لحظته الحاضرة ، ويطغى عليه مايلابسه ؛ فلا يتذكر ما مضى ولا يفكر فيما يلي،فهو يئوس من الخير، كفور بالنعمة بمجرد أن تنزع منه ، مع أنها كانت هبة من الله له ، وهو فرح بطر بمجرد أن يجاوز الشدة إلى الرخاء ، لا يحتمل في الشدة ويصبر ويؤمل في رحمة الله ويرجو فرجه .


اعلم أن النعمة ليست وحدها التي تستحق الشكر فقط، بل اعلم أن في كل فقر ومرض وخوف وأي بلاء في الدنيا كان خمسة أشياء ينبغي أن يفرح العاقل بها ويشكر الله عليها:

الأولى: أن كل مصيبة ومرض يتصور أن يكون هناك أكثر منها شناعة وفداحة لأن مقدرات الله لا تتناهى فلو ضاعفها الله على العبد فما كان يمنعه؟! فليشكر العبد ربه إذ لم تكن أعظم.

الثانية: أن المصيبة لم تكن في الدين، قال رجل لسهل بن عبد الله: دخل اللص بيتي وأخذ متاعي، فقال، اشكر الله تعالى، لو دخل الشيطان قلبك فأفسد عليك إيمانك ماذا كنت تصنع؟!.

الثالثة: أنه ما من عقوبة أو مرض إلا كانت للمؤمن كفارة له ورفعة في درجاته يوم القيامة، كما جاء ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ما يصيب المسلم من نصبِِ ولا وصبِ ولاهم ولا حزن ولا أذى ولا غم،حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه))؛ [متفق عليه][31].

الرابعة: أن هذه المصيبة كانت مكتوبة عليه في أم الكتاب ولا بد أن تصل إليه فقد وصلت ولم يعدم الرضا واستراح منها فهي نعمة.

الخامسة: أن الابتلاء دلالة على محبة الله للعبد،ويبتلى المؤمن على قدر إيمانه.؛ قال- صلى الله عليه وسلم -: ((إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط))[32].


قال الغزالي: - رحمه الله -:
"وكل عبد سئل عن حاله فهو بين أن يشكر أو يشكو أو يسكت، فالشكر طاعة، والشكوى معصية قبيحة من أهل الدين، وكيف لا تقبح الشكوى من ملك الملوك وبيده كل شيء؟! فالأحرى بالعبد إن لم يحسن الصبر على البلاء وأفضى به الضعف إلى الشكوى أن تكون شكواه إلى الله تعالى فهو القادر على إزالة البلاء، وذل العبد لمولاه عز والشكوى إلى غيره ذل"[33].

أخي المسلم: إذا أصبت ببلاء فعليك بالصبر والشكر،ثم وإياك والتسخط والضخر، (واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وأن ما أصابك لم يكن ليخطئك)[34].



في كثير من آيات القرآن يعلق الله الجزاء على المشيئة إلا الشكر إلا الشكر أطلق جزاءه إطلاقاً (وسيجزي الله الشاكرين) و (وسنجزي الشاكرين) دلالة على محبة الله للشكر .


الشيطان يحول بينك وبين الشكر :

لما عرف عدو الله إبليس - اللعين - قدر مقام الشكر وفضله، وأنه من أجل المقامات وأرفعها،
جعل غايته ومناه أن يحول بين العباد وبين الشكر، وصرفهم عنها بأي وسيلة كانت،

فعندما أمره الله - سبحانه وتعالى - بالسجود لآدم - عليه السلام - امتنع للاستجابة لهذا الأمر، فطرده وجعله من الملعونين وتوعده بدخول النار،

ولكنه لم يكتف بسماع أوامر الطرد والإبعاد، وإنما قام بكل وقاحة وخبث بسرد خطته لإغواء بني آدم.يقول الله تعالى: ﴿ لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾[23]؛
فهنا يكشف إبليس حقيقة تخفى على كثير من الناس وهي أن معظم الناس لا يقومون بشكر الله والناجي منهم هو الذي يقوم بأداء الشكر.

يقول الشيخ: عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -:
"وإنما نبهنا الله على ما قال وعزم على فعله لنأخذ حذرنا ونستعد لعدونا، ونحترز منه بعلمنا بالطريقة التي يأتي منها، ومداخله التي ينفذ منها، فله تعالى علينا بذلك أكمل نعمة"[24].

وذكر الأستاذ: سيد قطب - رحمه الله - كلامًا لطيفًا حول هذه الآية فقال:
"ويجيء الشكر تنسيقًا مع ما سبق في مطلع السورة:
﴿وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ﴾ [الأعراف:10]
لبيان السبب الحقيقي في قلة الشكر، وكشف الدافع الحقيقي الخفي من حيلولة إبليس دونه وقعوده على الطريق إليه ليستيقظ البشر للعدو الكامن الذي يدفعهم عن الشكر والهدى[25].

اللهم انا نسالك شكرك وذكرك وحسن عبادتك .
 
موانع الشكر:

الأمور التي تمنع المسلم من الشكر وتصرفه عن هذه العبادة كثيرة، ومنها:

1- عدم استشعار قيمة النعمة، وما ذاك إلاّ أنه لم يذق طعم حرمانها، أو لجهله بحقيقة الشكر.

2- الغرور بدوام النعمة، وكثرة التقلب فيها، فيغفل عن زوالها أو مفارقته إياها.

3- طلب المثالية في النعم، فإما أن يطلب المستحيل أو ما ليس له وجود على أرض الواقع[35] فيشغل نفسه عن شكرها.

4- عدم القناعة بما هو فيه من نعمة، فتجده ينظر إلى من هو أحسن منه حالاً وأوفر نعمة، فيزدري نعمة الله عليه فلا يرى لها حق شكر عليه.

5- الأمن من مكر الله، فترى كثيرًا من ضعاف الإيمان ينظر إلى الكفرة والطغاة وهم يرفلون بوافر من النعم مع ما هم عليه من الكفر والطغيان، فيأمن على نفسه، لأنه يرى أنه أحسن منهم حالاً.

6- عدم أخذ العظة والعبرة ممن حُرم بعض النعم، إما وُلد فاقدًا لها، أو قدر الله عليه بحادث أفقده بعض ما كان ينعم به.

7- الكِبر والبطر، فتجد بعض من اغتنى بعد فقر يرى أنه اغتنى على استحقاق منه،كما قال تعالى على لسان قارون: ﴿ قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ﴾[36].

8- الاستهزاء بأصحاب البلاء وعدم ذكر الدعاء الوارد عند رؤية المبتلى[37].

دمتم سالمين لله شاكرين ولنعمه ذاكرين
 
اسم الله ( الحميد )

هذا الاسم " الحميد " ورد في القرآن الكريم في كثير من الآيات ، ورد مفرداً كما في قوله تعالى :

{ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ } سورة الحج

وكأن الطيب من القول طريق إلى " الحميد "

{ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً } سورة البقرة الآية : 83

{ إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً } الترمذي عن أبي هريرة

{ لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه } أخرجه الإمام أحمد عن أنس بن مالك


أما هذا الاسم في السنة الصحيحة فقد ورد عند البخاري من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أنه قال :
{ سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال : قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيب، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد }


معنى الحميد في اللغة :
"الحميد" صيغة مبالغة لاسم الفاعل ، هذه الصيغة على وزن فعيل ، حميد، هذا الوزن بمعنى اسم المفعول حميد أي محمود ، المعنى الدقيق لهذا الاسم محمود ، وزن فعيل يعني معنى اسم المفعول ،

و " الحميد " مأخوذ من الحمد , والحمد يقابل الذم ،

وحقيقة الحمد هو وصف المحمود بصفات الكمال مع المحبة والتعظيم , لأنه لو لم يكن مع المحبة والتعظيم فإنه حينئذ يكون نفاقا وتزلفا.


والحمد بمعنى الشكر ، هناك معنى آخر هو المكافأة على العطاء ، الشكر والثناء والمكافأة على العطاء.

الحمد لا يكون شيئا في القلب وإنما يكون باللسان مع مواطئه الحب ومع المحبة والتعظيم لهذه الأوصاف التي حمدته بها.

" الحميد " هو المستحق للحمد والثناء ، والله عز وجل حمد نفسه ، وقال في الفاتحة التي تقرأ في اليوم عشرات المرات :

﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾


تفسير العلماء للحمد :

بأنه الثناء على المحمود بأوصاف الكمال , وهذا فيه نظر لأن الثناء هو إخبار عن كمية الحمد , فهو تكراره ثانيا , ولهذا يقال إذا كررت الحمد ثانية سمي ذلك ثناءاً , وإذا كررته أكثر من ذلك فإن هذا هو التمجيد ,

والدليل على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة المشهور من قول الله تبارك وتعالى ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين , فنصفها لي ونصفها لعبدي ) إلى أن قال ( فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي ) الآن أثنيت على الله بالأوصاف الكاملة

( وإذا قال العبد الرحمان الرحيم قال الله أثنى علي عبدي )

وعليه إذا فلا يقال أن الحمد هو الثناء على المحمود بصفات الكمال.

- الحمد اسم جنس , والجنس له كمية وكيفية , فكميته هي التي يقال لها الثناء , والتمجيد كيفيته وتعظيمه.

معنى الحميد بالنسبة لله عز وجل : هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودا وإن لم يحمده غيره , فهو حميد في نفسه , والمحمود من تعلق به حمد الحامدين , وهكذا المجيد والممجد والكبير والمكبر والعظيم والمعظم كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) وذلك لأن أوصاف الكمال والجلال والعظمة التي اتصف الله عز وجل بها لا يحيط بها إلا الله سبحانه تعالى


هذا الحمد الذي نحمد الله عز وجل هو على نوعين:
1- نحمده على إحسانه وأفضاله وإنعامه على عباده , وهذا يكون من قبيل الشكر.

2- حمد لما يستحقه بنفسه سبحانه وتعالى من نعوت الكمال , وهذا الحمد لا يكون إلا على ما هو في نفسه مستحق للحمد حقيقة , وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال , وعلى قدر كماله يكون حمده مكملا.


ابن القيم شرح هذا الاسم شرحاً لطيفاً قال :

الحمد كله لله رب العالمين ، فإنه المحمود على ما خلق ، والمحمود على ما أمر به ، والمحمود على ما نهى عنه ، فهو المحمود أيضاً على طاعات العباد ومعاصيهم ، كيف على معاصيهم ؟ يعني هناك شهوة مستحكمة ، هذه الشهوة أصبحت حجاباً بين العبد وربه ، فالله عز وجل يسمح له أن يطلقها كي يرتاح ثم يؤدبه ..
إذاً محمود على طاعات العباد ، وعلى معاصيهم ، وعلى إيمانهم ، وعلى كفرهم ، أعطاهم حرية الاختيار ، المحمود على وجود الأبرار والفجار ، كان من الممكن أن يكون الفجار في كوكب آخر ، أو في قارة أخرى ، أو في حقبة أخرى ، لكن شاءت حكمة الله أن نجتمع معاً في كل العصور ، لماذا ؟ لأن الحق لا يقوى إلا بالتحدي ، ولأن أهل الحق لا يستحقون العطاء بالآخرة إلا بصمودهم أمام أهل الباطل ، الحق والباطل معهم معركة أزلية أبدية ، هذا قدرنا ، يوم القيامة نحمد الله على أننا كنا في الأرض مع أهل الباطل ، وقد تعبنا منهم ، وأتعبونا ، وضغطوا علينا ، واحتلوا ، واجتاحوا ، وأساؤوا ، وظلموا ، وقهروا وكانوا سبب عودتنا إلى الله

﴿ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

إذاً وهو المحمود على وجود الأبرار والفجار ، والملائكة الأخيار ، والمحمود على إرسال الرسل ، ووجود أعدائهم.

فهذه العبارات عبارات متقاربة يمكن أن يجمعها قول ابن كثير رحمه الله : هو المحمود في جميع أفعاله وأقواله وشرعه وقدره لا إله إلا هو ولا رب سواه

يتبع
 
لا تكون مؤمناً إلا إذا رأيت أفعال الله كلُّها تستحق أن يُحمد عليها ، فالإنسان يجب ألا يتألَّم من المصيبة ، لعلَّ المصيبة هي الباعث الحثيث إلى الله عز وجل .

ياربِّ هل أنت راضٍ عني.قال له رجل يمشي خلفه: هل أنت راضٍ عن الله حتى يرضى عنك ؟ قال له: من أنت يرحمك الله ؟ قال: أنا محمد بن إدريس الشافعي.قال: كيف أرضى عنه وأنا أتمنَّى رضاه؟ قال: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله .

إذاً لابدّ من أن تعتقد بكمال الله المطلق ، وبجلاله ، وأن تحبه ، وأن ترضى عنه ، وأن تخضع له ، هكذا يكون الحامد.لكن الطريق الثالث لمعرفة الله ، الأول خلقه ، الثاني كلامه ، الثالث أفعاله ، هذا طريق خطر ، كأنه حقل ألغام ، قد تفاجأ أن طفلاً صغيراً مات ، أو طفلاً أصيب بمرض عضال وهو صغير ، قبل التكليف ، إنسان ولد فاقد البصر ، ففي حالات كثيرة لا تستطيع تفسيرها وحدك، بل إن الحقيقة الدقيقة إنك لن تستطيع إثبات عدل الله بعقلك ، لأن عقلك قاصر بل تستطيع إثبات عدل الله بعقلك بحالة واحدة مستحيلة ، أن يكون لك علم كعلم الله هذا مستحيل

مرة حدثني أخ قال لي: دُعيت إلى حفل في فندق من أرقى الفنادق ، يعني دولة تقيم بعيدها الوطني حفل استقبال، ومأدبة عشاء، قال لي: المدعوون على اختلاف مللهم ، ونحلهم ، وانتماءاتهم ، وأفكارهم ، وأعراقهم ، وأنسابهم ، واتجاهاتهم ، وتياراتهم ، من كل أطياف المجتمع، أما هذا الطعام النفيس الذي قدم لهم قاسم مشترك بينهم جميعاً، يعني المؤمن يأكل طعاماً ويستمتع به، والكافر يأكل طعاماً ويستمتع به، والعاصي يأكل طعاماً ويستمتع به، والفاجر يأكل طعاماً ويستمتع به، النعمة موجودة.
بالعكس العالم الغربي استطاع أن يستغل النعم التي خلقها الله في أعلى مستوى، لا يوجد مجتمع استفاد من نعم الله كما استفاد العالم الغربي، فهو مع النعمة، أما المؤمن مع المنعم، هذا الفرق.
أنت معقول تُدعى لبيت مائدة فيها ما لذّ وطاب، أثاث فخم، مقبلات، عصير ، ورود، كل أنواع الإكرام معقول تأكل وتمشي ؟ لا تقول لصاحب هذه المأدُبة جزاك الله خيراً شكر على هذه الدعوة.


الله عز وجل يريد من كل إنسان أن يكون مع المنعم لا مع النعمة : المؤمن كريم، يشكر المنعم، أما غير المؤمن لئيم يستمتع بالنعمة وكفى.

يتبع
 
  • إعجاب
التفاعلات: مجد و العاتكة